{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رسالة إلى شباب الإيمان والحكمة-اعتبروا باللدغة الأولى!(5)

رسالة إلى شباب الإيمان والحكمة-اعتبروا باللدغة الأولى!(5)

يا شباب اليمن انتبهوا -وما أظنكم إلا منتبهين- لقد أذاقكم وأذاق شعبكم تلميذ "الأمير" الذكي في تنفيذ ما وسوس له به الشيطان الرجيم، من الاستبداد والكيد، والاستعباد لوطنكم الذي ماكان يقبل الدنية في كرامته وعزته ودينه وسياسته، واستمر على قيادتكم إلى الهاوية، لثلث قرن من الزمن، فرق فيه الكلمة، وعاث في الأرض فسادا، في الإدارة والمال والثقافة، واشترى من أعدوا أنفسهم لبيعها لمن يزيد.[سوق الحراج]!



وكوّن حول نفسه عصابة من الشرطة -الحارسة له والتي يطلقها متى شاء لتعتدي على الشعب وتقتله بحسب طلبه-ولا أقول من الجيش، فالأصل في الجيوش أنها جيوش الأوطان وحاميتها المدافعة عنها من المعتدين عليها داخليا وخارجيا، وليست معدة إعداد الذئاب لتحريش مربيها لها على كل من أراد إيذاءه والبطش به ونهش جسده.



وعندما ثرتم عليه -بعد صبر طويل على طغيانه-في عام 2011م حاول التخلص منكم بالترغيب والترهيب، ثم بالعدوان السافر بالسلاح في "جمعة الكرامة" وغيرها ولكنكم أظهرتم له وللعالم كله شجاعتكم وثباتكم وتوكلكم على ربكم، مصرين على إسقاطه، وحتى أيقن بعض قطاعات الجيش بعدالة قضيتكم، فانضموا إليكم مناصرين، فأزعجه ذلك وبدأ يفكر في المخرج من هذا المأزق الذي لم يكن يتوقعه، فاستجاب منحنيا لحل سياسي مصدره المبادرة الخليجية التي حقنت الدم ولكنها فتحت له بابا يلج منه إلى التآمر والخداع، وهو عودته مُحَصَّناً من إقامة القصاص العادل عليه، فوقع علي تلك المبادرة بالحبر وقلبه يعتصر حقدا، وعقله يفكر في الانقلاب عليها، وعينه مصوبة إلى كرسيه في القصر.



وهاهو قد عاد إلى طغيانه ليحرق الشعب اليمني كله، متحالفا مع خصومه الحوثيين نواب إيران الذين ينفذون مخططها في اليمن، وهاهم "حلفاء الطغيان والعمالة والدمار" يصرون بما يملكون من السلاح والمال اللذين حازوهما من حقوق الشعب التي نهبوها، وما تلقوه من أسيادهم من الخرج يقتلون الشعب في كل محافظة ومدينة وقرية، ويحولون بينه وبين غذائه ودوائه، وإذا كات المملكة العربية وبعض حلفائها قد هبوا لنجدتكم بما يملكون من الشجاعة والسلاح، فإن كثيرا من دول الإقليم وخاصة بعض الحكومات العربية -القريبة والبعيدة-تتفرج على ما تلاقونه من بلاء ومحنة، وبعضها تتواطأ مع المجرمين، ناسين أن الدور القادم سيكون عليهم.



والبلاء كل البلاء آتٍ من أم الخبائث في الأرض: "أمريكا" الطاغية التي تدهن الأسماع بطلاء النفاق الدبلوماسي، وتخطط متحالفة مع المجرمين في داخل البلاد وخارجها، لتنفيذ مصالحها الظالمة وأهدافها القاتلة، ولو أردنا تفصيل ما يثبت إجرامها، لطال الكلام، وما حصل في أفغانستان والعرق وسوريا وفي بلادكم بالذات قديما وحديثا من حيل وخداع، يكفي دليلا للمراقبين.



وأهم ما يجب أن تنتبهوا له أنهم الآن الأمريكان-وغالب حلفائهم، يريدون يتبعوا اللدغة الأولى التي أظهروا لكم أنها في صالح شعبكم، وهي حصانة المعتدي الذي سفك دماءكم في ثورتكم الأولى، يريدون أن يتبعوها بلدغة أخرى أكبر منها، وهي الحصانة للحليفين القاتلين، اللذين سفكوا الدماء الزكية ودمروا النية التحتية، ولا زالوا يسفكون ويدمرون، أمريكا تريد أن تعيد هذه اللدغة توسلا بها إلى تحقيق اتفاقها مع العدو الفارسي المتقمص قميص الإسلام، فيما يتعلق بالبرنامج النووي، وليذهب الشعب اليمني إلى الجحيم!



إن أصل الحوار مع القتلة في الوقت الذي يستمرون فيه بالقتل والتدمير، أمر غير مستساغ، عند أولي الأباب، وقد جربتم حوار المعتدين لما يقارب السنة كيف يحاورونكم، في الوقت الذي يضمون إلى فيه محافظت ومد نا وقرى، ويأسرون شبابكم وقادتكم، ويعتقلون حكامكم، ويستولون على كل مرافقكم، وينهبون سلاحكم وبنوككم، ويدمرون كل مرافق بلادكم، هل يؤتمنون على ما يعدونكم بتنفيذه، إذا حاوروكم أو عاهدوكم، وهاهم قد اشتدت ضروتهم على القتل والتدمير عندما شعروا باقتراب موعد الحوار كما هو واضح في كل وطنكم، وكثفوا عدوانهم على البلد الذي يحاول اتزاع بلدكم من بين أنياب بعض الدول الأجنبية التي تريد أن يكون اليمن إحدى محافظاتها، مع بعدها المكاني والنوعي والثقافي عنها.



هل يمكن الثقة في القرارات الأممية التي تسيطر عليها أمريكا، وبخاصة ما يسمى بـ"مجلس الأمن" الذي يشبه الملعب الرياضي، اللاعبون فيه قلة، والجماهير يتفرجون ويصفقون! إن غالب قراراته -إن صدرت- لا قيمة لها، ما لم تكن في مصلحة اللاعبين، فلا تركنوا على ما يصدر منه.



وهل يمكن الثقة في قرارات الجامعة العربية التي بلغت سن الشيخوخة (70 عاما) ملأت ملفاتها التي غطاها الغبار في خزائنها، ولم تر منها الشعوب إلا الاجتماعات الاستعراضية والابتسامات التي تصورها وسائل الإعلام، والجمل الإنشائية المزخرفة، في توصياتها وقراراتها، التي يندر أن يرى النور تنفيذها، وتسميتها بـ"الجامعة" تسمية مجازية، وقراءة تاريخها من يوم إنشائها إلى هذا التاريخ، يوضح معناها، لقد أنشئت قبل ثلاث دول أوربية، اتفقت على تسميتها بـ"السوق الأوربية المشتركة" وهي اليوم على أبواب: "الولايات الأوربية المتحدة"!



ويكفي أن نعلم أن دولا أوربية مع كونها أعضاء في هذه الجامعة، كونت لها اتحادات، كالاتحاد المغاربي، والجمهورية العربية المتحدة... وغيرها على أمل أن تلك الاتحادات الصغيرة ستحقق لنفسها مالم تحققه في الجامعة العربية، ولكنها ولدت ميتة، كما هو معروف، ولم يبق تجمع فيه حياة إلا الدول الست التي تواضعت في التسمية، تحفظت على المبالغة في التسمية، فلم تسمه اتحادا، وإنما تعاونا: "مجلس التعاون الخليجي" الذي لا يزال يتعثر في مسيرته عن آمال شعوبه وطموحها.



فيا شباب الإيمان والحكمة في اليمن، لاتخدعنّكم الأساليب الإعلامية التي ستسمعونها في سويسرى، إذا تم ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، فما يظهر في وسائل الإعلام هو عسل، وما يخطط له ويكتم عن جماهير الشعب، هو "السم" ويجب أن تعتبروا بما مضى في اللدغة الأولى، ولا تستقبلوا اللدغة الثانية فقد تكون القاضية، وإن أضيف إلى جحر الأولى جحر آخر، فكلاهما جحر يضم "لادغا" قاتلا ، وخذوا بتوجيه نبيكم محمد صلى الله عليه وَسلم ذي الحكم العظيمة: فقد روى أبو هريرة، رضي الله أَنَّ رسولَ الله صَلى الله عليه وسلم، قال: (المُؤمِنُ لا يُلْسَعُ مِنْ جُحْر واحد مرتين). وفي رواية: (لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِنْ جُحْر مرتين). [متفق عليه]



وإن من أعظم اللدغات القاتلة، أن تقبلوا حصانة المجرمين الظالمين، في اللدغة الثانية، كما قبلتموها في الأولى، فلا يقام القصاص على القاتل، كذلك ليس من الحكمة التي وصفكم بها الرسول، صلى الله عليه وسلّم، أن توافقوا على صلح مع المجرم وهو يشهر السلاح في وجوهكم، ويقصف به دياركم، أو توافقوا على الصلح معه، وهو يحتل مدنكم وقراكم، وإن ما يصيبكم اليوم منه وأنتم تدافعون عن أنفسكم، سيكون أقل مما يصيبكم، إذا قبلتم بالضيم الذي يراد بكم، فالقاتل اليوم معقور، فلا يخرج من الصلح معه وهو منصور!













السابق

الفهرس

التالي


14217165

عداد الصفحات العام

2262

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م