{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رسالة إلى شباب الإيمان والحكمة في اليمن (احْرُسوا ثمار جهادكم!)

رسالة إلى شباب الإيمان والحكمة في اليمن (احْرُسوا ثمار جهادكم!)

1 - أنتم الذين أوقدتم الثورة المزلزلة عام:2011"

2 - وأنتم الذين رابطتم في أشد الظروف القاسية عليكم مدة طويلة، وصابرتم عدوان المعتدي الظالم، وهجومه الشرس عليكم، وما أصابكم من قتل وجروح، شهدت بها لكم "جمعة الكرامة" حتى أسقطتم الثعلب الغدار، حتى أخرجتموه من مخابعه في القصر الرئاسي، الذي أخرج منه، كما تخرج ملائكة العذاب نفس روح المؤمن الكاره للقاء الله، لما يعلم من موقف عسير ينتظره في القبر وفي الحشر، وبعد أن حالفكم النصر والنجاح في تحقيق هدفكم من إسقاط من جثم على صدوركم أكثر من ثلث قرن، يتمتع بخيرات بلادكم، ويهدم بناء بلادكم، ويبني بأموالكم وسائل حمايته عند اللزوم، من تخزين السلاح الفتاك والجيش الخاص به وبأسرته، ويفرق كلمتكم، ويجعلكم شيعا وأحزابا، كما فعل قدوته السابق:"فرعون".

3 - وبعد أن قرت عيونكم واطمأنت قلوبكم بنجاح ثورتكم، جهز أرباب السياسة الذين اتخذوا ثورتكم الناجحة، سلما يصعدون عليه، ليقطفوا ثمار جهودكم، فيحالوا بينكم وبين تمتعكم بتلك الثمار التي تمكنكم من من استقرار بلادكم، وتثبيت أمنكم واطمئنانكم، فأخذوا زمام المبادرة، الماكرة بكم، بخطة كان في ظاهرها المصلحة لبلادكم، وفي باطنها العذاب الكيدي لكم.

أوهموكم بالصلح الذي يجنبكم الفوضى فيما بينكم، والاقتتال الذي يؤدي إلى خراب بلادكم، ويسفك دماءكم ويزهق أرواحكم، وهذا العرض أغراكم، لأنكم تحبون السلام بدل القتال، وكانت المبادرة من الناحية الفعلية قد بدت مفيدة للهدف الظاهر الذي من أجله اعتُمِدت، المبادرة الخليجية، فاعتمدتم فترة انتقالية، كان من نتيجتها الحوار الوطني الذي استغرق ما يقارب السنة، ولكن الخيانة الباطنة لما ظهر من تلك المبارة، كانت تحاك ضد ما ظهر منها، فتعاون الخونة في الداخل وفي الخارج، على إيقاع بلادكم فيما وقعت فيه البلدان الأخرى من الاقتتال وسفك الدماء والقضاء على المبادرة الخليجية، والقضاء على مؤسسات الدولة كلها، كالحال في سوريا.

ومعلوم ما حصل في بلادكم من جراء ذلك وما يحصل، من دمار وهلاك، تواطأت عليهما الأمم المتحدة، بمجلس أمنها الذي أصدر قرارت ظاهرها العسل وواقعها السم والحنظل، وكما كنتم في قيام ثورتكم في عام 2011 أنتم ضحايا المعتدين، أصبحتم أيضا الضحايا في هذا العام: 2015 فأنتم المبارزون في المعارك مع المليشيا في جميع جبهات القتال، وهم يتربصون بكم، ليقطفوا ثمار جهودكم، ولا يبعد أن يحولولوا بينكم وبين تحقيق هدفكم، وهو استقرار بلدكم، واطمئنان شعبكم، ونيل حريتكم ومساواتكم، في المناصب وخيرات بلادكم، لا يبعد أن يحرمكم ويحرم شعبكم من نيل حقوكم وحقوقهم، أحزاب وطامعون في تسلم كراسي الحكم، بعد نجاحكم الذي بذلتم فيه دماءكم وأرواحكم، ليستأثروا بثمار جهادكم في المناصب والاستيلاء على خيرات بلادكم دونكم.

فهل سترتاحون وتنامون عن السهر والحراسة لمصالحكم ومصالح شعبكم التي لم تتحقق إلا بعون من الله الذي جعلكم سببا لتحقيقها، وتتركون للمتربصين بكم وبجهودكم، التي بذلتموها، الاستئثار بالمكاسب التي حققتموها، ليحرزوها في قصور الحكم ومكاتب الإدارات، ويرمونكم خلف ظهورهم كما حصل من قبل؟

يا شياب الإيمان والحكمة في اليمن، احْرُسوا مصالحكم، واسهروا عليها، وقفوا صامدين أمام السياسيين المحتالين، كما وقفتم صامدين أمام من اعتدوا عليكم وعلى كل مرافقكم، بالسلاح وأذاقوكم سوء العذاب، مع مَن قتلوهم من زملائكم.

قفوا صامدين لإيجاد جيش يمني مسلح يحمي البلاد، وأهلها من كل معتد أثيم، يحاول أن يختص ولاء الجيش به وبأسرته أو حزبه، كما فعل الطاغية المكيافلي، العفاشي، الذي أعد جيشا قويا من أبنائكم، ليحاربكم به ويقضي على ضرورات حياتكم كلها، كما يفعل بكم اليوم، قفوا صامدين لكل من يحاول تكرار عمل المفسد لشعبكم، لا تسمحوا له بذلك ، حتى لا تتكرر مآسيكم ممن يخادعونكم.

قفوا صامدين ليكون لكم قدرة الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر، حتى لا يتسلم قيادتكم إلا الأمناء الذين تهمهم مصالح اليمن كلها، قبل مصالحهم الخاصة التي ستتحقق يمكنهم أن يحققوها ضمن المصالح العامة إذا ما سعوا لتحقيقها، أما سعيهم لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية، فلا يحقق مصالحكم العامة في الشعب كله، كما جربتم ذلك، وإذا لم تقوموا بواجبكم، وتَحرسوا ثمرات جهادكم الذي بذلتم فيه الغالي والنفيس، من أموالكم ونفوسكم وشهدائكم الذين لا زال تراب قبورهم طريا أمام أعينكم وجرحاكم الذين أفقدهم المعتدون وجود مستشفيات تضمد جراحهم، بتهديمها على رؤسهم، وهم اليوم أمام أعينكم، يئنون ولا يجدون ما يخفف من أنينهم إذا لم تحرسوا ثمار جهودكم، فسينالكم بعد ما حققتموه من النصر، ابتلاءات جديدة، قد تكون أشد من أخواتها السابقة.

وبحراستكم لمصالح شعبكم ممن أصيبوا بشبقٍ الْكَلَب الذي يصيب بعض الحيوانات، ويجعلها تنهش لحوم البشر وغيرهم، بحراستكم لمصالح شعبكم ستجدون هذا الشعب يقف في صفكم، ويشكركم على ما قدمتم من شهداء، وفقدتم من دماء، وما صبرتم عليه من بلاء، ويستعد لمولاة الصالحين الذين يحمون مصالحه، ومعاداة الطالحين الذين يستأثرون بمصالحه، وستجدون كذلك الثواب الجزيل عند ربكم الذي يعلم ما في صدوركم وما في صدور خصمكم من المجرمين والمنافقين، إنه تعالى يحب الصلاح و الصالحين المصلحين، ولا يحب الفساد والفاسدين المفسدين.

قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114)} [النساء] {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف] وقال تعالى عن اليهود الذين يقتدي بصفاتهم كثير ممن يدعون الإسلام: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) [المائدة]







السابق

الفهرس

التالي


14230786

عداد الصفحات العام

3075

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م