{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رسالة إلى شباب الحجارة في فلسطين

رسالة إلى شباب الحجارة في فلسطين



إن الحجر والمقلاع والسكين أنفع لكم من غيرها.



كنتم وحدكم، لا سلطة ولا جامعة عربية ولا جيوش دولها، ولا منظمة مؤتمر إسلامي، ولا دول عدم الانحياز، و لامنظمة المؤتمر الإسلامي، ولا حكومات الشعوب الإسلامية، التفتت إليكم لتقوم بواجب نصرتكم على عدوكم الذي نكل بكم، وقتلكم وسجنكم وعذبكم في سجونه ومعتقلاته، وأخرجكم من دياركم، ودنس مقدساتكم، واستولى على أرضكم، بل إن دول العالم الكبرى كلها وقفت ضدكم في سياساتها وفي اعلامها وفي اقتصادها، وفي سلاحها الذي زودت به عدوكم الطاغي، وفي قرارات مجلس "أمنها" الظالم.



ولكن أطفالكم وشبابكم وشيوخكم من كبار السن، ومشايخكم من العلماء، من الذكور والإناث، كلكم وقفتم يدا واحدة تدافعون عن أنفسكم وأرضكم وأعراضكم، وقدمتم من الشهداء والمصابين والمعتقلين والمعذبين والمشردين في العالم الآلاف، ولكن عدوكم ذاق من جهادكم الذي سمي: "انتفاضة" بتلك الأدوات القليلة التي لا تملكون غيرها، ذا ق الأمَرَّيْن، وسعى بكل قوة واستعان بكل من يساعده ليجد له مخرجا من حجارتكم ومقاليعكم، وما يترتب على استمرار جهادكم من القلق الذي ينزل بهم، غير مهتمين بما يعملونه ضدكم.



ومما كان يقلقهم عزوف كثيرين من يهود العالم عن الهجرة إلى أرضكم التي يريد المحتلون تكثير سوادهم للسيطرة به على الأرض، بل أقلقهم زيادة على ذلك الهجرة المعاكسة، هجرة المحتلين من فلسطين إلى الخارج، كما أن جهادكم وصبركم، وما ترتب عليه من تدربكم على مواجهاتكم لهم وما ظهر للعالم من عدوانهم على أطفالكم بأسلحتهم التي لا تكافئ حجارتُكم رصاصَهم، ووحشيتهم التي ظهرت في تكسير عظام شبابكم بالصخور التي كان يشاهدها العالم، مع شح وسائل الإعلام التي تنقل الأحداث في تلك الأيام.



فوجدوا ضالتهم التي أرادوا الاحتماء بها منكم، في اتفاقية أوسلو الإجرامية التي أوجدوا بها شرطة من أبناء جلدتكم اسمها "السلطة الفلسطينية" تتعاون معهم على تحقيق أمنهم، والتي ألهتكم في مقابل ذلك بـالمفاوضات الهزلية على إقامة دولتين: إحداهما وهمية، يسمونها "الحكم الذاتي" الذي حقيقته عند اليهود توظيف ما سمي بالسلطة في وظائف بلديات بأرض لا يملكونها، وأجهزة أمن في تلك البلديات، تحت رجال الشرطة الصهيونية، ومباحث عامة تحت رعاية "الموساد" تتعاون معها على أمن اليهود، وتنقل للموساد والجيش اليهودي، الأهداف الجهادية التي تمكن اليهود من اغتيالها، كما حصل للمجاهدين: يحيى عياش، والأب المربي لأمثاله من قادة الجهاد: "أحمد يس" وتلميذه البارز "الرنتيسي" وغيرهم كثير، وفي قصة دحلان الدليل والبرهان.



ولقد استفاد الصهاينة من اتفاقية أوسلو، الانشقاق الفلسطيني الحاد بين زعماء الشرطة الفلسطينية، ورجال الجهاد الفلسطينيين الذين يتزعمعهم قادتهم في "غزة المناضلة التي تمنى إسحاق رابين أن يبتلعها البحر ويريح العدو اليهودي منها، فقد شن أعداء الأمة الإسلامية "اليهود" الغارات الجوية والبرية والبحرية بأسلحتها الفتاكة التي دمرت المدينة مراتٍ أسوأ تدمير، هدمت العمارات على سكانها المدنيين، وقتلت الآلاف منهم، لا فرق بين رجل وامرأة وطفل وشيخ.



ولم تغادر تلك الغارات أي مرفق في البلدة إلا مسحته: المستشفى و الجامعة والمسجد والمدرسة، والبئر وخزان المياه، حتى ظنت أن رجال الجهاد قد دفنوا تحت الأرض، ولكنها ذاقت منهم الوبال، في غالب مدنها، حتى "تل أبيب". ولا زالت الشرطة الفلسطينية وبعض أعوانها من العرب، في صف اليهود ضد المجاهدين، حرمهم الحصار الظالم من كل ضرورات الحياة: الطعام والشراب والكساء والدواء، وكأنهم ليسوا من بني آدم، بل إن العالم لم يعاملهم معاملة الحيوان، الذي أوجدوا له مؤسسات الرفق به، يطعمونه ويسقونه، ويعالجونه، ويعاقبون من لا يهتم به من مالكيه، وخصصوا له شرطة خاصة تتابع مصالحه.



وإذا كان هذا وضعكم يا شباب فلسطين، وموقف العالم منكم، ولم تعودوا تنتظرون من القريب والبعيد من البشر، بما فيهم شرطتكم، فلا مفر لكم من استمراركم على جهاد عدوكم، وتقوية ثورتكم وجهادكم، فاحرصوا على حجركم ومقلاعكم وسكينكم، فقد آتت هذه الأدوات التي لم يكن الناس يظنونها، ستفزع عدوكم، آتت ثمارها وعدوكم يصيح منها، وهو سيستمر في عدوانه المتنوع عليكم، سواء بقي الحجر في أيديكم، أم ألقيتموه منها، ولعل الله تعالى يبارك في حجركم ومقلاعكم، وسكينكم، وبخاصة إذا اعتصمتم جميعكم بربكم، واستعنتم به على عدوكم، مع ما يملك من أسلحة التدمير، وفقركم إلى أقل ما يقال له سلاح، فأقلقوا هذا العدو الدخيل المحتل لأرضكم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، ولعل هذا الحجر الذي بأيديكم يبشركم بالحجر الذي سيناديكم: "يا مسلم تعال فإن ورائي يهودي فاقتله".






السابق

الفهرس

التالي


14225055

عداد الصفحات العام

1891

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م