{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(3) حوارات دعوية عالمية-دعوة زعيم الهندوكيين إلى الإسلام.

(3) حوارات دعوية عالمية-دعوة زعيم الهندوكيين إلى الإسلام.


[في مدينة سنجاراجا في جزيرة بالي في اندونيسيا 16/9/1400هـ].

أكد لنا الإخوة المسلمون في جزيرة بالي -وعامة سكانها هندوكيون- تسامح الهندوكيين معهم واحترامهم، ومساعدتهم مادياً في بعض شؤونهم، كبناء المساجد وترميمها والاحتفالات الدينية..

قالوا: وكثير من عامتهم مقتنعون بالإسلام، ولكنهم يتمسكون بدينهم تقليداً لمتبوعيهم، ويصرح بعضهم بأنهم إذا دخل زعيمهم في الإسلام فإنهم سيدخلون فيه أيضاً..

وأثنى الإخوة المسلمون على الزعيم الهندوسي في هذه المدينة، بأنه يتعاطف كثيراً معهم، فطلبت منهم أن يضربوا لنا معه موعداً في هذا اليوم لنلتقيه، ونشرح له الإسلام وندعوه إلى التوحيد ونشكره على تعاطفه مع المسلمين.

فكلموه ورحب بالزيارة عندما بلغوه رغبتنا، وزرناه في الساعة التاسعة صباحاً في مكتبه، وشكرناه على حسن معاملته للمسلمين، وأخبرناه بموقف النجاشي من المسلمين، عندما هاجروا إلى بلاده من إيذاء قومهم إياهم في بدء الرسالة في مكة..

وأن الرجل كان من النصارى وهم أهل كتاب، ولكن كتابهم حرف، وما بقي منه كتموه، وفد أسلم وحسن إسلامه، وصلى الرسول صلّى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب بعد موته، وأن ذوي العقول النيرة إذا شرح لهم دين الإسلام تقر به عقولهم ويدخلون فيه..

وقد كان هذا على مدار تاريخ الإسلام واقعاً، فقد أسلم كثير من أهل الكتابين في القديم والحديث وكذلك الوثنيون في فارس والهند وهنا في إندونيسيا وماليزيا وغيرها.
(صورة)؟

الكاتب [الثاني من اليسار] وعلى يساره الزعيم الهندوسي الذي يرى مبتهجا بالزيارة والحوار، وعلى يساره المسلم الحضرمي عبد الله معاشر رحمه الله، وفي أقصى اليسار الشيخ عبد القوي قاري رحمه الله، مدرس القرآن الكريم في المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية

وبينا له أننا إنما جئنا إليه طمعاً في أن ينقذه الله تعالى بالإسلام الذي لا يوجد في الأرض دين يرضاه الله غيره..

وأن رسالة هذا الدين عالمية، يجب على كل الناس الإيمان بها، وأن الحجج والبراهين المقنعة قد قامت على كون هذا الدين هو الحق وما سواه باطل..

كما قامت الحجة على صحة رسالة الرسول صلى الله عليْه وسلم، وأنه خاتم الأنبياء، وأن هذا القرآن حق منزل من عند الله تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فلم يقدروا على ذلك منذ نزوله إلى اليوم وسيكون كذلك إلى يوم القيامة.. وأن سبيل الجنة التي يطمع فيها أهل الأديان كلها، هو هذا الدين فقط، بعد الرسالة الخاتمة. وأن النجاة من النار لا تكون إلا لأهله.. وأن كل جزئية من جزئيات الإسلام تدل على أنه حق..

ويكفي أن الأمم التي حاربت الإسلام قد اقتنعت به ودخلت فيه، ولا يزال المنصفون من أعداء الإسلام ينطقهم الله بالحجة على أنفسهم.

ولذلك فنحن رغبة في إنقاذكم من النار ودخولكم الجنة أنتم وأتباعكم، جئنا ندعوكم إلى الله عز وجل والدخول في هذا الدين، حتى يكون لكم أجركم وأجر أتباعكم، ولا تتحملوا وزركم ووزرهم بعدم الدخول في هذا الدين.

وقلت له: إن هذا الرجل [أعني الشيخ عبد القوي[ يحفظ القرآن كله، وهناك آلاف المسلمين يحفظونه كما أنزله الله، لا تحريف فيه ولا يقدر أحد على تحريفه..

ولو كنت تفهم اللغة العربية وسمعت منه وصف الجنة ونعيم أهلها، ووصف النار وعذاب أهلها، لَطِرتَ شوقاً إلى الأولى بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهربت خوفاً من الثانية بترك عبادة غير الله تعالى..

ونحن نرغب أن تدخلوا في دين الله في أسرع وقت، لأن الإنسان لا يدري متى يقبض ملك الموت روحه، فيحمل إلى قبره، والموت على غير الإسلام يورث الحسرة والألم والخلود في النار..

ونرغب في أن نكون أمة واحدة ندعو إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وبلادكم بحمد الله غالب سكانها مسلمون، وكان إسلامهم باختيار أنفسهم، بسبب تجار المسلمين الذين هاجروا إليها ومنهم بعض علماء المسلمين، الذين رغبوهم في الإسلام، فأسلموا، ولم تدخلها جيوش الدولة الإسلامية، كما فعل المحتلون من الهولنديين واليابانيين الذين أحرقوا الأخضر واليابس، ومكث الإندونيسيون قرونا تحت اغتصابهم، وكان كبار علماء المسلمين الإندونيسيين يقودون الشعب الإندونيسيين لجهاد الأعداء حتى أجلوهم عن البلاد.

وكان الرجل يظهر السرور بكل ما يسمع، وقال: إنه قد قرأ ترجمة معاني القرآن الكريم، ووجد أن ما نقوله له موجود في القرآن وأنه يرى أنه حق.. وقال: إنني أتابع الأذان وتعجبني ألفاظه..

وقال: إننا نأسف لقصر زيارتكم، وكنا نود لو تأخرتم عندنا أكثر، فاعتذرنا بسبب ارتباطنا بمواعيد أخرى، وأننا إذا جئنا مرة أخرى إلى إندونيسيا سنحاول زيارته ووعدناه ببعث كتب إسلامية إليه مترجمة وغير مترجمة.

وهنا يجب أن نقولها صريحة: إن المؤسسات الإسلامية مع ما تبذله من جهود في سبيل الدعوة إلى الله، مقصرة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ لهذه الدعوة..وإن بعث دعاة حكماء مدربين ملمين بالأديان المقارنة، مزودين بالحجج المقنعة، مثقفين ثقافة عصرية، مع الفقه في الدين، شجعان في الدعوة إلى دينهم، يلتقون أمثال هذا الزعيم مع حمل الكتب المترجمة إلى اللغة المحلية لأي بلد، إن ذلك لجدير بفتح الباب أمامهم للدخول في دين الله تعالى.

وإذا لم يدخلوا في أول الأمر، فيمكن عقد صلات معهم تكون سبباً للدخول فيه مستقبلاً.. وإن على الدعاة إلى الله أن يكونوا أعزة بدينهم، يدعون إليه العظماء في قومهم كما يدعون السوقة، كما كان يفعل الرسول صَلى الله عليه وسلم.

وما الذي يمنع الداعية المسلم، من دعوة رؤساء الأديان بل وزعماء الحكومات ما داموا ضالين عن منهج الله، لعل الله يشرح صدورهم لهذا الدين، وكم تمنيت أن ألتقي زعماء حكومات الدول التي زتها، لأبلغهم الإسلام وأدعوهم إليه، بما يناسب موقعهم، ولكن ذلك صعب، لعدم معرفتي بمن يمكنه أن يوصلني إليهم، وقد تمكن بعض العلماء من زيارة بعض رؤساء الدول الإفريقية، زيارات رسمية -وأظنه الشخ محمد الصواف رحمه الله-الذي كلفه الملك فيصل رحمه الله بزيارة دول أفريقية، وأسلم بعض زعمائها، وهو رئيس جمهورية النيجر الذي سُمي بعد إسلامه "عمر بانجو". وليس من شرط دعوتهم إلى الإسلام دخولهم فيه، بل يكفي أن يقيم الداعية الحجة عليهم. كما أمر الله تعالى رسوله وأمته بعده بذلك.

وقد بعثنا لهذا الزعيم الهدوكي في بالي ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره باللغة الإندونيسية، وسنوالي مراسلته لعل الله تعالى يهديه.

ثم ودعناه قائلين: السلام على من اتبع الهدى, وكان وداعه لنا حاراً نسأل الله له الهداية والتوفيق.

هذا، وقد أخبرني الأخ عبد الله بن سعيد باهرمز الطالب الإندونيسي الذي كان يرافقنا ويترجم لنا -وهو من سكان هذه المدينة- أن هذا الرجل قد توفي والكتب الإسلامية بجانبه، كان يقرأ فيها وأن أتباعه كانوا يظنون أنه سيعلن إسلامه، بسبب مداومته على قراءتها، فلعل الله قد أدخل الإسلام في قلبه!.
[والأخ عبد الله باهرمز قد تخرح في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية ويقوم بالدعوة في إندونيسيا متعاقداً مع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية].




السابق

الفهرس

التالي


14217357

عداد الصفحات العام

2454

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م