{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07)حوارات دعوية عالمية مع غير غير مسلمين

(07)حوارات دعوية عالمية مع غير غير مسلمين

حوار مع المستشرق الكندي الأستاذ "ليتل"

رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة: مغيل كندا- مونتريال]

في صباح [الاثنين 20/10/1405هـ].

جاءنا الأخ رضوان في الساعة التاسعة صباحا-وهو نيجيري تخرج في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة مغيل هذه - وقال: لقد ضربنا لكم موعداً للالتقاء برئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة مغيل الأستاذ "لتيل".

ذهبنا إلى جامعة مغيل، قسم الدراسات الإسلامية فزرنا الأستاذ "لتيل" رئيس القسم..

وهو - كما قال الأخ رضوان - مهتم بالدراسات الإسلامية، ومقر الجامعة بجانب الفندق الذي أقمنا فيه، فاستقبلنا الأستاذ لتيل ببشاشة، وبدأ يتحدث معنا باللغة العربية، ويسمع منا أيضاً بدون ترجمة إلا نادراً، كأن يحتاج هو أو نحتاج نحن إلى ترجمة بعض الكلمات، وإن كان حديثه ثقيلاً باللغة العربية.

وأول ما بدأ يتحدث إلينا أخبرنا أنه قد اشترك في المملكة العربية السعودية في بعض الندوات.

وطلبنا منه أن يعطينا بعض المعلومات عن نشأة هذا القسم في الجامعة، فقال: أنشئ القسم سنة 1901م، وكان السبب في إنشائه أن أستاذاً كندياً، يدعى "سميث" كان يسكن في الهند، وكان يعلِّم في إحدى جامعات الهند، ولما رجع إلى مونتريال أسس كلية العلوم الدينية، وأنشأ قسماً لدراسة الدين سنة 1952م.

وكان يفكر في تأسيس معهد يتعاون فيه الأساتذة المسلمون وغير المسلمين والطلاب المسلمون وغير المسلمين، لأن الأساتذة غير المسلمين لم يكونوا يفهمون الدين الإسلامي حقاً..

(صورة)

الدكتور ليتيل في مكتبه بجامعة "مغيل"

وقد تم ذلك الأمر، فحصل تعاون بين المستشرقين والمسلمين، وأكثر من نصف الطلاب هم من المسلمين، ولدينا الآن أستاذ مسلم أفغاني، وكان عندنا أستاذ من الكويت وهو أبو حاكمة وقد ترك القسم.. [عرفنا فيما بعد أنه تركه بسبب مضايقة حصلت له في القسم بسبب خلافه معهم في المفاهيم الإسلامية]

وكذلك كان عندنا أستاذ مسلم اسمه فضل الرحمن، وشارك في التدريس الدكتور إسماعيل الفاروقي، والأستاذ أزيرو.

وسألناه عن توافر المراجع الإسلامية في مكتبة القسم باللغة العربية وغيرها؟

فقال: إنه يوجد تسعون ألف كتاب ولكن نحتاج إلى المزيد.

وسألناه: هل يوجد بينكم وبين بعض الجامعات الإسلامية والعربية تعاون؟

فقال: كان بيننا وبين جامعة الكويت تعاون، ويوجد شيء من التعاون بيننا وبين المملكة العربية السعودية، فقد اتفقنا أن تمنحنا السعودية أربعين ألف دولار سنوياً مِنَحاً لخمسة طلاب مسلمين، ولكن المملكة قطعتها بعد سنتين ولا أدري ما السبب؟ [قيل لنا: إن السبب هو صرف المبلغ المذكور على طلاب غير مسلمين].

وسألته عن رأيه في دين الإسلام؟

فقال: إنه مسيحي – وله دين يعتقده، وإنه يدرس التاريخ وتخصصه في ابن تيمية ويحترم اعتقاداته، وأنه يحبذ وجود أساتذة مسلمين في هذا المعهد، لعدم قدرته على فهم دين الإسلام كما يفهمه أهله.

وسألته: هل خفّت حملة المستشرقين على دين الإسلام؟

فقال: إن أوائل المستشرقين كانوا في الأصل دعاة للدين المسيحي، وعندهم رغبة في فهم اليهودية، وكانت دراستهم تنطلق من وجهة نظر فهمهم للدين المسيحي، فلما وجدوا ما يخالف اعتقادهم هاجموا الإسلام.. ولكن الوضع تغير الآن والمبشرون المسيحيون ليس لهم رغبة أن يدخلوا أحداً في الدين المسيحي ولكنهم يريدون تثبيت فهم شامل للدين وهذا حالنا هنا.. [هكذا قال وقد علقت على قوله هذا، بأن كثيرا من المستشقين ما زالوا يحملون على الإسلام، وإن اختلفت أساليبهم عمن سبقهم].

ثم قال: ولكن من الصعب لغير المسلم فهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً، فلا بد من أساتذة مسلمين. وهناك مشكلة سياسية، فقد كان الإسلام قبل ألف سنة قوياً في عهد العثمانيين والمغول والناس في الغرب خافوا ولا زالوا يخافون من الإسلام إلى الآن، خصوصاً بعد وجود قوة الشيعة واختطاف الطائرات. [هذه مسوغات ذكرها الأستاذ "لتيل" لهجوم المستشرقين على الإسلام؟!.]

قلت له: إن المنهج قد يكون غير التطبيق، فقد يوجد منهج ولا يطبقه بعض أهله، فالذنب ذنب من لا يطبق المنهج وليس ذنب المنهج نفسه، فالشيعة أو غيرهم إذا ظهر منهم ما يخالف الإسلام، فليسوا بحجة على الإسلام، وأغلب حكام المسلمين الآن يمارسون ما هو ضد الإسلام وإن ادعوا أنهم مسلمون..

فقال: نعم، ولكن كل واحد يعتقد ما يريد حسب عقله!

قلت له: هل الدين عندكم تابع للعقل؟

قال: لا، ولكن الصوفية يأتون بأشياء غريبة وهم مسلمون لم يخرجوا من الإسلام.

قلت: ليسوا كلهم مسلمين، بل فيهم غلاة كفرهم علماء الإسلام كالقائلين بوحدة الوجود.

ثم قلت له: هل تعتقد أن التوراة والإنجيل قد حرفا؟

قال: لا أدري..

قلت: هل قال أحد من المسيحيين: إنهما قد حرفا؟

قال: إن الأمر يحتاج إلى دراسة، والله عندي واحد.

قلت: تعتقد فعلاً أنه واحد؟

قال: نعم..

قلت: ما دليلك أنه واحد، ودينكم يقرر حسب كتبكم الموجودة الآن أنه ثلاثة؟

قال: ثلاثة في واحد..

قلت: هل يصدق ذلك عقلك؟

قال: أعتقده.

[لقد كان الدكتور "لتيل" يحيد ويراوغ في أجوبته، وظهرت الكآبة على وجهه وعدم الرضا عن هذه المناقشة.]

وقال له الشيخ عمر محمد فلاتة رحمه الله: إن دراستك لابن تيمية الذي بنى عمله على الكتاب والسنة قد يزيدك فهماً للإسلام.

وزعم الدكتور أن خمسة وسبعين في المائة في القسم من المسلمين والباقين من غيرهم.





السابق

الفهرس

التالي


14217087

عداد الصفحات العام

2184

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م