{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)وقاية المجتمع من تاطب المسكرات والمخدرات

(01)وقاية المجتمع من تاطب المسكرات والمخدرات

المقدمة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102]



{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} [النساء: 1].



{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} [الأحزاب: 70-71].



أما بعد فإن المسلم لا يشك في أن تطبيق منهج الله في الأرض، كما أراد الله، يحقق لمن طبقه السعادة والرضا والاطمئنان في الدنيا، وينيله رضا الله وثوابه والفوز بنعيمه المقيم في الآخرة، وفي البعد عن تطبيق منهجه الشقاء في الدنيا والآخرة، ويقين المؤمن بهذا يدل عليه أمران:



الأمر الأول: قول الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقوله صدق ووعده حق، وقد قال تعالى: {قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى(123) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125)قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى(126) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى(127)} [طه].



الأمر الثاني: الواقع التاريخي الذي دل على ما دل عليه كتاب الله، فإنه ما طبقت منهجَ الله أمةٌ من الأمم، إلا كانت عزيزة الجانب سعيدة الحياة سليمة من القلق والاضطراب، ولا فقدت تطبيقَ ذلك المنهج أمةٌ، إلا أذلها الله وأنزل بها من المصائب والويلات، ما يقلقها وينغص حياتها، وإن بلغت ما بلغت من الغنى والتمتع المادي بأنواع المتع، وها هي أمم الأرض الآن تذوق وبال أمر بعدها عن الله.



وما مؤتمرنا هذا [المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة المسكرات والمخدرات الذي انعقد في مدينة إسلام أباد في جمهورية باكستان الإسلامية في 27 شوال سنة 1409هـ وافتتحه رئيس الجمهورية وقد أعد هذا البحث للمشاركة فيه وقدم المؤلف خلاصة له في المؤتمر] إلا أحد الأدلة على مرض واحد، من الأمراض الفتاكة التي شملت الأرض عامة، وشعوب المسلمين خاصة، وقد عجزت عن مقاومته والوقاية منه وعلاجه أجهزة الدول العالمية: كبراها وصغراها، فضلاً عن الأمراض الأخرى التي يصعب حصرها وحصر مؤتمراتها وندواتها والجهود المبذولة لمقاومتها.



واعتراف المريض بمرضه، واهتمامه به، خطوة طيبة في سبيل علاجه، وعليه أن يفكر في أسباب وجود هذا المرض، فقد يكون أهم أسبابه تقصيره في الوقاية منه، فيجب أن يتلافى ذلك التقصير، وهو إذ يبحث عن علاج له، عليه أن يعرض نفسه على الطبيب المختص الذي عنده المقدرة على تشخيص الدواء ووصف الدواء، فإذا تمكن من ذلك فيجب أن يتناول الدواء الذي وصفه له ذلك الطبيب.



وها نحن نعترف بالمرض وهو تعاطي المسكرات والمخدرات، ونبحث عن الطبيب الذي يشخص الداء ويصف الدواء، ولعلنا نعترف هنا جميعاً أن طبيبنا هو شرع الله الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، مما يحتاج الناس فيه إلى هداية إلا بينها وجلاها، كما أنه لام يغادر صغيرة ولا كبيرة من أسباب الفساد في الأرض إلا حذر منها وعرّاها، وإذا كانت هذه أو تلك قد تخفي على مَن بَعُد عن التفقه في هذا الدين، فإنها غير خافية على فقهائها، ولكل مجال رجال.



هذا وقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع – وهو وقاية المجتمع من تعاطي المسكرات والمخدرات – لأن الأصل هو الوقاية من المرض، كما أن الوقاية قد تكون العلاج الحاسم للمرض بعد وقوعه.



وهذا البحث من هذا القبيل، إذا طبق ما تضمنه فإنه وقاية وعلاج، وقاية للمريض وغيره، وعلاج للمريض، وما يكون وقاية وعلاجاً خير مما يكون علاجاً فقط. وقد اشتمل على سبعة فصول:



الفصل الأول: غرس الإيمان في النفوس، وتربية المجتمع على تطبيق الإسلام في الحياة.



الفصل الثاني: الاهتمام بتربية الأسرة.



الفصل الثالث: وجوب السعي لتحقيق الأهداف العليا التي تحيا بها الشعوب.



الفصل الرابع: صرف الشباب إلى ميادين التزكية والفروسية والجهاد في سبيل الله.



الفصل الخامس: إقامة قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



الفصل السادس: جعل منهاج التعليم والإعلام محققة لمقاصد الإسلام.



الفصل السابع: الحكم بما أنزل الله.



وإني لأرجو أن يكون هذا البحث نافعاً، للوقاية من كل الأمراض الوبيئة التي تفشت في مجتمعاتنا الإسلامية وفي غيرها.



وإذا كانت التجربة كما يقال خير برهان، فليجرب من يريد للشعوب الإسلامية السعادة والنجاة من كل شر، تطبيق ما تضمنه هذا البحث. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.






السابق

الفهرس

التالي


14217371

عداد الصفحات العام

2468

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م