{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع مدير مدرسة بوذي-فطاني[تايلاند]

حوار مع مدير مدرسة بوذي-فطاني[تايلاند]



الاثنين: 7/12/1409ه ـ 10/7/1989م.



عندما وصلنا رحب بنا واجتمعنا في مكتبه، ومعنا أحد المدرسين المسلمين في نفس المدرسة.



الاسم: كتب اسمه بيده في دفتري بالحروف التايلاندية. العمر: 49 سنة.



التخصص: الإدارة العامة ـ كلية المسلمين في جالا.



تاريخ الديانة البوذية: بدأت منذ 2532سنة.



مدى تمسكه بهذه الديانة؟ قال: إن أبويه بوذيان وهو يتبعهما.



هل درس هذه الديانة؟



قال: إنه اشترك مع رجال الكهنوت في المعبد ووصل إلى ثلاث رتب.



هل حصل تغيير في هذه الديانة؟ قال: لا.



هل هذه الديانة خاصة ببعض الناس أو عامة لكل البشر؟



قال: هي للجميع، وقد دخل فيها نصارى أوربيون.



قلت: من هو بوذا، وماذا يعتقدون فيه؟



قال: هو رسول.

قلت: من أرسله؟



قال: هو الذي علِم هذه الأشياء دون أن يرسله شخص آخر، وكان يسمي (ستتا) وتَعَلَّم على شخص (تناقض عجيب) وهو رام.



قلت: هذه العبادة التي تقومون بها للأصنام ماذا تقصدون بها؟



قال: يركعون ثلاث مرات.



الأولى لبوذا، والثانية للذي علم بوذا، والثالثة لمن اتبع تعاليم بوذا الصحيحة.



قلت: لماذا تضعون لعبادتكم صنماً؟



قال: يمكن أن يقوموا بالعبادة بدون صنم وتكفي النية.



قلت: من الذي علمكم عبادة الأصنام؟



قال: لا يدري، ولم يكن يوجد صنم في عهد بوذا، وإنما صنع الناس الأصنام بعده ليتذكروه بها، وبوذا لم يأمر بذلك.



قلت: من وضع لكم هذه الطقوس؟



قال: هي من العبادات والتقاليد لإكرام العظماء والسجود لهم.



قلت: هل تعرفون من خلق هذا الكون المتقن؟.



قال: لا يوجد خالق، والطبيعة وجدت بنفسها.



قلت: إن أدنى مخلوق أو مصنوع لا بد أن يكون له صانع، فهل يعقل أن يوجد هذا الكون العظيم بدون صانع؟.

قال: بوذا لم يذكر من خلق هذا الكون، وهو ـ أي مدير المدرسة ـ درس في العلوم أن هذا الكون وجد بنفسه، ولم يفكر في وجود خالق.



قلت: ألا ترى أن هذا السؤال: من خلق هذا الكون؟ يستحق البحث عن إجابة؟



قال: إنه يفكر، ولكن الطبيعة تفعل كل شيء.



قلت: ما هي الطبيعة؟



قال: هي التي نراها بأعيننا.



قلت: هل معنى هذا أن الكون خلق نفسه وكل شيء خلق نفسه؟



قال: العناصر اختلطت وصنعت نفسها، مثل البقر والمعز وغيرها، وعناصر الموجودات مثل التلقيح هو سلسلة طبيعية.



قلت: هل لهذه السلسلة بداية في الماضي؟



قال: لا، والدين البوذي لم يذكر شيئاً عن تسلسل المخلوقات، ويرى بوذا أنه لا ينبغي السؤال عما وراء الطبيعة.



قلت: ألا نفكر بعقولنا؟



قال: بلى، وأنا أفكر وأستفيد من علماء المسلمين وغيرهم.




صورة رقم (29) حوار مع مدير مدرسة بوذية في فطاني

7/12/1409ه ـ 10/7/1989م.



قلت: هل أنت مقتنع بأن الطبيعة وجدت بنفسها؟

قال: نعم.



قلت: ما صفات هذه الطبيعة التي أوجدت هذا الكون المتقن؟



قال: أعلى من الطبيعة تفكير الناس.



قلت: فهل الإنسان هو الذي خلق هذا الكون؟



قال: تفكير الإنسان هو الطبيعة‍!



قلت: هل تحب أن تسمع ما جاء في الإسلام عن هذا الأمر؟



قال: نعم.

قلت: هل تعرف أن لكل مصنوع صانع؟.



قال: ليس على كل حال.



قلت: ما الذي ترى استثناءه من هذه القاعدة؟



قال: شيء يخلق بنفسه، وشيء يخلق بيد الإنسان.



قلت: الذي خلق هذا الكون هو غير هذا الكون، لأن الصانع لا بد أن يكون غير المصنوع.



قال: هو يعرف ذلك، ولكنه يعتقد ما ذكره أولاً!



وضربت له مثالاً فنجان قهوة كان أمامي، قلت: هذا الفنجان هل يعقل أن يوجد بنفسه بدون صانع؟



قال: لا.



قلت: والشمس هل يعقل أن تكون بدون خالق؟



قال: نعم وجدت بنفسها، وكل شيء لم يصنعه الإنسان وجد بنفسه.



وهنا وقفت عن الاستمرار في الأسئلة، لأن الرجل جمد عقله على شيء اعتقده ـ كما يزعم ـ من قبل وألغى عقله تماماً فلم يأذن لنفسه بالتفكير مع زعمه أنه يفكر.



ثم قال: يستحسن أن يجتمع علماء الأديان للمناقشة، ويمكن أن يحصل تغيير ما، وقال: إنه يتمنى أن يكون هذا المجتمع سليماً ليس بينه مشكلات.



قلت له: لقد زرت أكبر عالم عندكم، ولم يرض بالنقاش والمذاكرة، والمسلمون عندهم استعداد لأي مناقشة ونحن لا نريد للناس إلا الخير.



وكان المترجم هو الأخ حسين عبد الرحمن حاجي ويساعده الأخ وان يوسف أحمد وهو المدرس المسلم في هذه المدرسة.



هذا التناقض الذي صدر من هذا الرجل ـ مدير المدرسة ـ والتهرب، والتناقض الذي حصل من راهبهم الكبير دل على الجمود الشديد، وبخاصة مدير المدرسة المثقف، الذي أصر على الباطل، ولو خالف العقل والمنطق السليم.

هل يوجد دين يستحق البلاغ المبين غير الإسلام؟



وبذلك يظهر أنه لا يوجد عند أمثال هؤلاء عقيدة أو منهج يستحق الاهتمام به، لإيصاله إلى الناس، وأنه مهما حاول أصحابه أن يقنعوا به الناس بشتى الوسائل التي يشرحون بها أفكارهم، لا يقدرون على أن يقيموا حجة وبرهاناً بأنه حق، وبهذا ينتفي عن تلك الديانات كلها وجود البلاغ المبين للحق الذي لا يوجد إلا عند المسلمين.



وهذا البلاغ المبين إذا وصل إلى أتباع تلك الديانات، فإنه يفضح تلك الأديان الزائفة ويظهر عوراتها على حقيقتها، وينبه عقولهم على فسادها، وفي ذلك خطر على مراكز أولئك الطغاة الذين يضلون الناس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ويزعمون أن ما عندهم حق ودين يجب على الناس اتباعه، والناس لشدة جهلهم وغفلتهم وعدم وجود من يوقظ عقولهم يتبعونهم على باطلهم، مع ما فيه من الأمور المخالفة للعقل والفطرة، وهم يحتاجون إلى أي دين يملئون به فراغ أرواحهم، فيجبرون عقولهم ـ مع نفورها منه ـ على التصديق به وهو في نفس الوقت لا يشبع تلك الأرواح بل يزيدها ظمأ، ولكنه لا يوجد عندهم غيره فينتسبون إليه، لأن أهل الإسلام لم يقوموا بالدعوة إليه قياماً كافياً، ولا يوجد من ينشر بينهم الإسلام ويدعوهم إليه ويقيم عليهم الحجة باستمرار، فإذا وجد من يفعل ذلك نادراً، حاولوا الصد عن الدين المدعو إليه تمسكاً بالمألوف، ولو وجد الدعاة إلى الإسلام باستمرار، وهم قادرون على تزييف دينهم الوثني وإقامة البراهين على أن دين الإسلام هو الحق، لاستجاب كثير من الناس لهذا الدين [للكاتب كتاب في سباق أهل الحق بحقهم إلى عقول الناس، وسباق أهل الباطل بباطلهم إلى تلك العقول، بعنوان: السباق إلى العقول-الغايات-الوسائل –النتائج. وقد تم طبعه في دار ابن حزم في بيروت ونفد.].





السابق

الفهرس

التالي


14225018

عداد الصفحات العام

1854

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م