{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(071)السباق إلى الغقول

(071)السباق إلى الغقول

الغاية الثانية من غايات السباق إلى العقول بالباطل: الصد عن سبيل الله.


هذه هي الغاية الرئيسة الثانية التي يريد أهل الباطل تحقيقها في السباق إلى العقول، وهي الصد عن سبيل الله ومحاربة الحق وأهله، ونصر الباطل وتثبيته في الأرض، أي تحقيق كل ما يضاد غايات أهل الحق ويخالفها من غايات.



وقد أوضح القرآن الكريم في آيات كثيرة منه أن أهل الباطل كلهم يصدون عن سبيل الله، سواء في ذلك أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أو المشركون الوثنيون أو المنافقون.



وفعل: "صَدَّ" يأتي لازما، ومعناه انصراف الصاد عن الشيء والامتناع من قبوله، ويأتي متعديا، ومعناه صرف غيره عن الشيء وعن قبوله، ولا يصرف الإنسان غيره عن الحق إلا إذا كان هو نفسه قد انصرف عنه، لأن صاحب الحق لا ينصرف عنه ولا يصرف غيره.



قال تعالى عن أهل الكتاب: {قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون} [آل عمران 99].



وقال تعالى عن علمائهم وعبادهم: {يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}[التوبة 34].



وقال عن اليهود منهم: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} [النساء 160].



وقال تعالى عن المشركين: {ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط}[الأنفال 47].



وقال تعالى عن الكفار عموما: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} [النجل 88].



وقال تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم-إلى قوله:-ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ}[محمد 3].



وقال تعالى عن المنافقين-النفاق الاعتقادي-: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} [النساء 61].



وقال تعالى: {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين} [المجادلة 16].

وقال تعالى: {اتخذوا إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون}[المنافقةن 2].



هاتان هما الغايتان الرئيستان اللتان يضعهما أهل الباطل نصب أعينهم في سباقهم إلى العقول بباطلهم: التمتع بكل ما في الحياة الدنيا بدون التقيد بشرع الله، والصد عن سبيل الله من أجل إبطال الحق وتثبيت الباطل.



وقد اتفق على الصد عن سبيل الله في كل زمان-وبخاصة زماننا الذي لم يصل إلى رقيه المادي أي عصر من عصور التاريخ قبله، في كل جانب من جوانب الحياة-اتفق في هذا الزمن على الصد عن سبيل الله كل من ذكرتهم الآيات من أهل الكتاب-اليهود والنصارى-والمشركين والمنافقين، وكل من كفر بالله، ولو كان اتفاقهم على حرب هذا الدين، حصل على أي مبدأ آخر من مبادئ أهل الأرض، لما بقي له في أي جزء منها أثر، ولكنهم اتفقوا على حرب الإسلام الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} [الحجر]



لقد شيد أعداء هذا الدين لِحربه، مدارس ومعاهد وجامعات، ومدرسين وأساتذة، وكتائس، ومساجد ضرار ومراكز بحث وباحثين وكتابا، ومثقفين، ونواديَ أدبية وثقافية، ورياضية وشعراء، لتشويهه، وإلقاء الشبه على أهله، والتشكيك في عقائده وقواعده، وعباداته وأخلاقه، بل في كونه نزل به الروح الأمين على رسول الله صَلى الله عليه وسلم.



وحاولوا إفراغ عقول من يؤمنون به من حقائقه، وإحلال الباطل المزيَّن المزخرف محل تلك الحقائق، ونجحوا في مسخ عقول كثير من الناس، وبخاصة ممن ينتسب إليه من أبنائه، وأعدوا لحربه أموالا ومصانع سلاح، وجيوشا من الخبراء والمقاتلين، احتلوا بها ديار الإسلام في كل أنحاء الأرض، ليصرفوهم عن هذا الدين.



ولكن –وإن نجحوا في مسخ كثير من أبناء المسلمين-لم يخل أي بلد من بلدانهم من رجال علماء وأقطاب عظماء، ومفكرين حكماء، أعدهم خالقهم سبحانه وحفظهم ليحفظ بهم دينه، وليكونوا مبشرين ومنذرين للأمم سالكين مسلك رسولهم في القيام بالبلاغ المبين، الذي قا الله تعالى له في محكم كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} [المائدة].



وهم صابرون على ما يصيبهم من مشقات وابتلاءات، قد تصل ببعضهم إلى القتل بشتى أنواعه، ومنه التحريق، كما حصل لأصحاب الخدود، ليصيروا إلى ما صار إليه أسلافهم شهداء في سبيل الله بإذن من أمرهم أن يبينوا للناس ما أنزله الله على رسوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)} [يوسف] ممتثلين قول الباري تعالى لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} [آل عمران]






السابق

الفهرس

التالي


14213452

عداد الصفحات العام

1178

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م