{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(087)السباق إلى العقول

(087)السباق إلى العقول

الوسيلة التاسعة-إقامة محاكم ظالمة لحماية الباطل وأهله

مقومات هذه الوسيلة: ولهذه الوسيلة مقومات:

المقوم الأول: وضع قوانين ونظم تمكنها من نصر الباطل.


يصدر تلك القوانين طواغيت الظلم والاستبداد وأرباب المعاصي والشهوات، وذوي العقائد الفاسدة والأفكار الهدامة، ليكون ما يأتونه من الباطل وما يتركونه من الحق مشروعا، ليس لأحد الاعتراض عليه.



كما يصدرون قوانين أخرى تحظر الحق وتعاقب أهل الحق والدعاة إليه، وتعتبرهم شذاذا خارجين عن القانون الذي أوهموا الشعوب أنه إنما وضع لمصلحتها ولتثبيت الحق والعدل، وهو في حقيقة الأمر إنما وضع لمصلحة قادة الباطل ومحاربة الحق وأهله.



المقوم الثاني: محاربة الحكم بشرع الله.


ويحاربون الحكم بشرع الله الذي أنزله في كتابه وفي سنة رسوله صَلى الله عليه وسلم، بحجة أنه غير صالح للتطبيق في هذا العصر، واعتبار الدعاة إليه مجرمين مرتكبين للخيانة. ولذلك يتعرضون للمحاكمة الظالمة التي قد يصل الحكم فيها إلى القتل، بعد أن ينال الداعية إلى حكم الله من الأذى في نفسه وأهله وكل من يمت إليه بصلة، مما يصعب تحمله والصبر عليه إلا من أولي العزم من المؤمنين.



المقوم الثالث: تنصيب قضاة يعادون الإسلام والدعاة إليه.

ومعاداتهم للإسلام قد يكون بسبب جهلهم بالحق الذي جاء به هذا الدين مبينا في الكتاب والسنة، لأنهم نالوا شهاداتهم التي أهلتهم للقضاء في مؤسسات تعليمية أجنبية، ولم يعرفوا حقيقة دينهم الإسلامي، وقد يكون بسبب بغضهم لذلك الحق الذي يخالف أهواءهم وشهواتهم ومعتقداتهم-مع علمهم بما فيه-ويترتب على هذا العداء إصدار الأحكام الظالمة على دعاة الحق، مناصرة لأهل الباطل ودعاته.



المقوم الرابع: حرمان الظلمة أهل الحق من المحاماة العادلة.


وذلك بمنعهم من يتصدى للمحاماة عن أهل الحق المظلومين، إذا علم منهم الصدق والوقوف مع أهل الحق ضد الباطل، وتعيين أهل الباطل محامين موالين لهم ولباطلهم، معادين للحق وأهله، ويترتب على ذلك أن يكون المدعي والمحامي والشاهد والقاضي كلهم من المحاربين للحق المؤيدين للباطل، وبذلك لا يتوقع أن تصدر من هؤلاء القضاة أحكام عادلة، بل ظالمة آثمة [ينطبق على هذه مثل يمني يقول: المدعي من أسلم والشاهد من أسلم، والقاضي من أسلم، فكيف أسلم؟! وأسلم: اسم قبيلة بينها وبين قبيلة أخرى ثارات.]



وقد تستيقظ ضمائر بعض القضاة عند المحاكمة وسماع حجج أهل الحق فيحاولون تخفيف الظلم عنهم، وعندئذٍ يلجأ الحكام المحاربون للإسلام-وهو الحق-إلى تكوين محاكم خاصة عسكرية تصدر أحكاما متفقا عليها قبل إجراء المحاكمة، لا تستغرق إلا وقتا قصيرا ينفذ الحكم بعدها مباشرة.


المقوم الخامس: تضليل الرأي العام في الشعوب الإسلامية.


وتتولى هذا التضليل-كما هي العادة-وسائل الإعلام التي تدين أهل الحق قبل المحاكمة وفي أثنائها وبعدها، حيث تُلفقُ تهمٌ كاذبة على أهل الحق وتعلنها وتكررها حتى تصبح كأنها حقيقة واقعة، وأهل الحق لا يسمع لهم صوت، حتى عندما يحاكمون لا تنقل وسائل الإعلام ما دار في وقت المحاكمة، ولو نقل للناس ما دار في المحاكم الظالمة، لعلموا حجج وبراهين أهل الحق، وكذب وتزوير أهل الباطل، وتبين لهم ظلم قادة الباطل الذين صدرت منهم الأحكام الآثمة على أهل الحق.





السابق

الفهرس

التالي


14214959

عداد الصفحات العام

56

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م