{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(092)السباق إلى العقول

(092)السباق إلى العقول

في الحلقة السابقة تبين أن "الأمن" في الإسلام شامل لكل ضرورات الحياة ومكملاتها، وشامل لأمن الدنيا والآخرة.

الأسس التي يتحقق بها الأمن في الدارين. ويتحقق الأمن في الإسلام بثلاثة أسس رئيسة:


الأساس الأول: فقه كل مسلم بدين الله في ما يزاوله من عمل. سواء منه ما، تعلق بالله، أو ما تعلق بنفسه، أو ما تعلق بغيره من المخلوقين.



الأساس الثاني: العمل بما علم من دين الله.عمل الفرد، وعمل الأسرة، وعمل الأمة مجتمعة...



الأساس الثالث: إقامة ولي الأمر أحكام الله الواردة في القرآن والسنة، بحيث يلزم من شذ عن تطبيق شرع الله به بالوسائل الشرعية التي قررها الإسلام...



هذا المفهوم الشامل للأمن في الإسلام، لم يعد هو المفهوم عند عامة المسلمين، بل أصبح مصطلح: "الأمن" يعني في قواميس الكتاب، والإعلاميين، والعسكريين، والساسة، وكثير من المفكرين والمؤرخين والأدباء والفنانين... يعني الوقاية من الجريمة-المحددة عند هؤلاء-قبل وقوعها، وضبط المجرم-بالمفهوم المحدد عندهم كذلك-وعقابه بعد وقوعها.



وأكثر ما يعني أمن الدولة ورجالها من الاعتداء عليهم. ويدخل في ذلك-تبعا-حماية نفوس الرعايا وأموالهم، وما يخل بالأمن-في مفهومهم-من الأعراض. [الاعتداء على الأعراض-كالزنا-ليس جريمة في قوانين أكثر الحكومات في الشعوب الإسلامية، إلا في حالات نادرة، كأن تزني المرأة على فراش الزوجية...!].


منهجان ونتيجتان:


ترتب على المفهوم الشرعي للأمن العناية-تعبدا-بالإنسان من وقت ولادته إلى أن يلقى ربه عناية شرعية: العناية بجسمه، والعناية بعقله، والعناية بروحه وعاطفته، وتوجيهه تعليما وتربية وتدريبا على أن يؤدي إلى غيره من الناس حقوقهم، وألاَّ يأخذ منهم ما لاحق له فيه، وأن يأتي إليهم بما يحب أن يأتوا هم إليه. أي أن يطبق في صلته بالله وبالناس شريعة الله التي لا يتحقق الأمن بدونها.



فكانت النتيجة أمن الناس على دينهم، وعقلهم، ونفسهم، ونسلهم، ومالهم، بحيث يلتزم كل منهم بحفظ ذلك للآخرين كما يحفظها لنفسه، فإن خرج أحد عن هذا الالتزام الذاتي واعتدى على غيره ردعته الأمة-عن طريق ولي أمرها-بالزواجر الشرعية من حد أو قصاص أو تعزير... وأصبح كل واحد من الأمة: حاكما أو محكوما، سيدا أو مسودا، خادما أو مخدوما، متمتعا بالأمن الذي كفله له دين الله.



وترتب على مفهوم الأمن غير الشرعي[أعني الأمن الوضعي الذي سبق التعريف به. ] عنايةُ أهله بالوقاية من الجرائم التي أثبتوها في قواميسهم، أو العقوبة عليها، وقد يكون كثير مما سموه جرائم طاعات وعبادات ومصالح للأمة، وليست جرائم في حقيقة الأمر.



فكانت النتيجة جعل ما هو صلاح وبر وإحسان جريمةً، وجعل من هو صالح وبار ومحسن مجرما، وجعل ما هو جريمة حقيقة خيرا وبرا وإحسانا، وجعل من هو مجرم فعلا، صالحا وبارا ومحسنا. فَحَرَّموا كثيرا من الواجبات والمندوبات والمباحات، وأحلوا كثيرا من المحرمات والمكروهات...



الأمثلة على المفهوم الأول تجسدها أبواب الشريعة الإسلامية التي تضمنها القرآن والسنة، وعلامتها تطبيقها، فما طبقت الشريعة في زمان أو مكان إلا تمتع جيلهما بالأمن... وفي تاريخ الإسلام في عصوره المفضلة خير شاهد.



وإننا نرى في زمننا هذا فرقا شاسعا بين الأمن في دولة تطبق شيئا من شرع الله، وأخرى تحارب تلك الشريعة!.[ راجع التشريع الجنائي الإسلامي (2 / 708-716) لعبد القادر عودة رحمه الله.].



والأمثلة على المفهوم الثاني لا تخفى على من يتتبع تاريخ المسلمين الطويل، فما ابتعد المسلمون عن الإسلام، إلا نزل بهم من الخوف وارتفع عنهم من الأمن ما يناسب ابتعادهم، والذي يعيش في عصرنا هذا يرى ذلك عيانا.



فقد حَرَمَتْ الدول العلمانية المحاربة لشرع الله رعاياها من الحكم بما أنزل الله، وقتلت وسجنت وشردت آلاف العلماء والدعاة إلى الله، بسبب دعوتهم إلى تطبيق هذه الشريعة، وعطلت حد الردة الذي يحمي كيان الأمة الإسلامية من الانهيار، وعطلت فريضة الجهاد في سبيل الله، وهو الدرع الواقي للدعوة إلى الله، والسد المنيع من اعتداء أعداء الله على بلدان المسلمين وأعراضهم وأموالهم التي أصبح يسيطر عليها أراذل خلق الله من اليهود، وفي ذلك اعتداء على إحدى ضرورات الحياة، وهي دين الأمة.



وعطلت الحدود، ومنها حد القصاص، وفي ذلك إهدار لإحدى ضرورات الحياة، وهي النفس.. وأحلت الزنا والوسائل المؤدية إليه، وحاربت وسائل الوقاية منه كالحجاب، وعطلت عقوبة الزنا، وفي ذلك إهدار لإحدى ضرورات الحياة، وهي النسل والعرض، وأحلت الخمر الذي يفقد العقول وظيفتها، وفي ذلك إهدار لإحدى ضرورات الحياة، وهي العقل.



وبنت اقتصاد الأمة على مبادئ تخالف مبادئ الاقتصاد الإسلامي، ومن أخطر تلك المبادئ المعاملات الربوية التي حرمها الله وجعل متعاطيها محاربا له تعالى... وعطلت حد السرقة، وفي ذلك إهدار لإحدى ضرورات الحياة، وهي المال.



وإذا كانت النتيجة هي إهدار ضرورات الحياة، فما بالك بما يخدمها من الحاجيات و التكميليات؟!. لذلك ترى من الفسق والمنكر والعدوان على كل شعائر الله وحقوق عباده في البلدان الإسلامية، ما يثبت لك اعوجاج مفهوم الأمن لدى قادة الباطل...



المثال الثالث: الإجرام والمجرمون.


إن المراد بالإجرام في المصطلح الإسلامي هو كسب الإنسان السوء والمعصية والمنكر والاعتداء على حقوق الله وحقوق عباده، يشمل ذلك الكسب الاعتقادي كالشرك، والعملي كالسرقة والزنا وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق والظلم بكل أنواعه، ومنه أكل أموال الناس بالباطل.



والمراد بالسوء والمعصية والمنكر والحقوق المعتدى عليها هنا، ما اعْتُبِرَ عند الله في دينه كذلك، لا ما اعتبره البشر كذلك وهو عند الله غير معتبر، والإنسان الذي يكسب هذه الأمور المعتبرة عند الله جريمة، هو المجرم ولا يستوي عند الله الإجرام والإسلام، والإفساد والإصلاح، ولا المسلم والمجرم، ولا المفسد والمصلح.



وإذا تأمل الباحث إطلاق لفظ: المجرمين في كتاب الله تعالى ألفاه
-غالبا-يقابل المسلمين، وهو يشمل الكافر والمنافق. من ذلك قول الله تعالى: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} [الأنفال 8]. وقوله: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون}[يونس 17]. وقوله تعال: {ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا، ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا}[الكهف 52-53]. وقوله تعالى: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين، وما أضلنا إلا المجرمون}[الشعراء 97-99]. وقوله تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام، فبأي آلاء ربكما تكذبان، هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون} [الرحمن 41-43]. وقوله تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}[القلم 35].



هذا هو المصطلح الإسلامي للمجرم، ولكن أعداء الحق وأنصار الباطل كثيرا ما يطلقون هذا المصطلح اليوم على علماء الإسلام ودعاته، الذين ينادون بتحكيم شرع الله في الشعوب الإسلامية.



ولما كان الحكام الذين يحاربون شرع الله يعلمون أن لأولئك العلماء والدعاة، تأثيرا على نفوس تلك الشعوب، وأن نتيجة هذا التأثير هي الاستجابة لدعوة العلماء ونصرة الحق الذين يدعون إليه، فقد اعتبروا دعاة الإسلام وحداة الحق مجرمين، لأنهم يريدون-في زعمهم-قلب أنظمة الحكم الطاغوتية، ويسمون الدعوة إلى تطبيق أحكام الإسلام في حياة الإسلام كلها، بـ "الإسلام السياسي" تنفيرا منه ومن الدعاة إليه.



لذا سلطوا عليهم أجهزة إعلامهم لتكرر وصفهم بالإجرام، وأنشأوا لهم محاكم عسكرية أو مدنية كل طاغوتية تعتبرهم-قبل إعلان الحكم عليهم-مجرمين، إجراما يرقى إلى درجة الخيانة العظمى التي يستحق صاحبها القتل، وإذا فر العالم الداعية إلى الحق وإقامة شرع الله، إلى بلد يحكمه طاغوت آخر تعاون طاغوتا البلد ين بناء على اتفاقات تسمى تبادل تسليم المجرمين، مع أن المجرم الحقيقي هو أولئك الطغاة الذين يحاربون تطبيق شرع الله ويسومون أولياء الله سوء العذاب باعتبارهم مجرمين.



وقد بلغ الأمر ببعض الحكام، أن تطلب من الشرطة الدولية، القبض على أشهر العلماء والدعاة، لأنهم عندها مجرمون!



ولذلك يجب على كل قادر على بيان الحق أن يكون سباقا بذلك البيان إلى عقول الناس، ليكونوا على بصيرة بحقيقة الإجرام والمجرمين، فلا تخدع عقولهم دعايات الضلال والمضللين، فيسوء بذلك تصورهم ويؤيدون بسببه أهل الباطل المجرمين على أهل الحق المسلمين.



المثال الرابع: معنى الدين.


الدين في المصطلح الإسلامي يعني الإسلام الشامل، الذي يدخل فيه الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالأركان، وتدخل فيه الشعائر الدينية والشرائع العملية، من معاملات مالية واقتصادية وقضائية وسياسية واجتماعية، وبالجملة يدخل فيه كل ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صَلى الله عليه وسلم، وهو ما قال الله عنه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}[المائدة 3].



ولكن أنصار الباطل، وأعداء الحق المحاربين لشريعة الله، خططوا لإزالة هذا المفهوم من عقول أبناء المسلمين، بحيث جعلوا الدين لا يتجاوز معنى العبادة بمفهومها الضيق عندهم، وهو أنها صلة بين العبد وربه فقط، وكل إنسان حر في أداء تلك العبادة واعتقادها أو عدم ذلك، فمن أراد أن يتطهر ويصلي فليفعل ومن لم يرد فهو أمير نفسه.



أما شؤون الحياة الاجتماعية-عدا بعض أحكام الأسرة-والاقتصادية والسياسية والتعليمية والإعلامية والعسكرية وغيرها، فلا تدخل في الدين ولا للدين فيها حَلٌّ ولا ربط.

ولهذا حُصِر الدين في مناهج التعليم والإعلام والفتوى ونحوها، في أبواب الطهارة والصلاة والحج والصوم، وخصصت له وريقات في المدارس الابتدائية يدرسها الطالب الصغير دراسة ممسوخة، وتسمى مادة:"الدين" التي تجعل الطالب وأسرته ومجتمعه لا تفهم من الدين إلا ذلك.[ هذا في غالب البلدان الإسلامية.] وهكذا شأن الإعلام الذي تقدم فيه فتاوى مشابهة لما في مناهج التعليم، إذ الغالب أن تكون الفتاوى تتعلق ببعض أبواب الفقه الإسلامي، كالطهارة من وضوء وغسلٍ وحيض ومسح على الخفين، وصلاة وحج وصوم، ونحو ذلك مما هو جزء من الدين، وبنشره يأذن قادة الباطل لوسائل الإعلام، مما لا يعارض مصالحهم معارضة مباشرة كبعض أحكام الأسرة..



أما ما يعتبره قادة الباطل متعارضا مع مصالحهم، كأبواب الاقتصاد والسياسة الشرعية، والولاء والبراء، والجهاد في سبيل الله، والشورى، والعلاقات الدولية ونحوها، فلا تكاد تذكر في أجهزة إعلام أعداء الحق المحاربين للإسلام، خشية من أن يسبق الحقُّ الباطلَ إلى عقول الناس. والذي تهتم به وسائل الإعلام من هذه الأبواب هو ما يخدم مصالح قادة الباطل مما يخالف كثيرٌ منه دين الله وشريعته.



وبسبب ذلك أصبحت عقول كثير من أبناء المسلمين غير إسلامية على الحقيقة، لأنها لم تفقه حقيقة الإسلام الشامل، بل صُوِّر لهم أن دين الإسلام يعني التأخر والرجعية، وأنه يخالف روح العصر والتقدم، وأنه شبيه بالحكومة الإلهية التي حاربها الغرب عندما كانت الكنيسة تتدخل في كل شيء، وتزعم أنها تمارس نشاطها نيابة عن الله، وأنه لا يمكن أن يتقدم المسلمون ويتحضروا إلا إذا حاربوا دينهم من الناحية التشريعية، كما فعل الأوربيون مع الكنيسة ومنعوها من التدخل في حياتهم. ولهذا تجد أجهزة أعداء الحق تشن غارتها على أي بلد يطبق شيئا من أحكام هذا الدين [مثل المملكة العربية السعودية.] ، كالقصاص وبعض الحدود...



ومن هنا لبَّسوا عقول أبناء المسلمين مناظير مضللة غير مناظير الإسلام، فأصبح بذلك الحق عندهم باطلا والباطل حقا، وانقلبت عليهم الموازين، وتغيرت الجهات، فأصبح العلو سفلا والسفل علوا، والأمام وراء والوراء أمامَ، فاحتاجوا إلى من يشمر عن ساعد الجد وينبههم على هذا الخطر الذي أحاط بهم وهم لا يعلمون، لأن أعداء الحق سبقوا بباطلهم إلى عقولهم وحالوا بينهم وبين وصول الحق إليها.



فلْيَحْدُ حادي الحق تلك العقول المضَلَّلَة، ليربأوا بأنفسهم عن البقرة التي لبسها صاحبها نظارة خضراء، لترى العشب اليابس أخضر، فيكثر درها، وليقل لأصحاب تلك العقول ناصحا:



فتح عينك ياراجي،،،،،،،،،،،،،،تبصر في الليل الساجي

والبس دوما منظارك،،،،،،،،،،،،،،،،،،تهدي فيه أبصارك

هل تدري ما المنظارُ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وحيَ الله تختار

واسلك نهجا يرضاه،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،للمخلوقينَ الله

وافتح أذنك يا راجي،،،،،،،،،،،،واتْبَع من يحدو الناجي

نحو الفردوس العالي،،،،،،،،،،،،،،،،والزم خير الأعمال

حرك عقلك يا راجي،،،،،،،،،،،،،،تفقه قصد المنهاج

واحذر شؤم التقليد،،،،،،،،،،،،،نهج الأعمى المنكود

واصحب قوما صلاّحا،،،،،،،،،منهم مسك قد فاحا

أهل التقوى والسنة،،،،،،،،،،،،،،،،،والرضوان والجنة



وإن من أعظم المصائب أن يقع في هذا التقليد من يزعم أنه مجتهد يحارب التقليد، بحيث إذا خالف بعضَ كبار الأئمة-كالأئمة الأربعة-بدون تمحيص في مسألة شرعية، وإذا طلب منه التأمل في آرائهم وأوجه استدلالهم، صعر خده وأشار بيده إلى صدره قائلا: نحن رجال وهم رجال! وإذا سمع قولا يهواه من زميل له أو متعالم صغير، أسرع في الأخذ به ونشره والدفاع عنه، دون تمحيص-أيضا-ولم يشعر بأنه قلد من لا يستحق التقليد، ونسي أن يقول: نحن رجال وهم رجال!



وإذا لم يتدارك دعاةُ الحق عقول الناس بسبق الحق إليها، فإن أهل الباطل يتربصون بها، وقد أحاطوا بها من كل جانب ليضلوها، ويقودها إلى دمارها أوغادٌ جهلة لا يألون جهدا في إهدار ضرورات حياتها.





السابق

الفهرس

التالي


14213419

عداد الصفحات العام

1145

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م