﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02)قواعد قي تزكية النفوس

(02)قواعد قي تزكية النفوس



فما هي القواعد التي ينطلق منها المؤمن لتزكية نفسه وقلبه؟



اعلم أولا: أن أساس مصادر التزكية كلها، هو الإيمان بالغيب



بأركانه الستة المذكورة في حديث جبريل، وفروعه المفصلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وَسلم، هو الإيمان الصادق الذي أشارت إليه آية الحجرات، وآيات كثيرة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، الإيمان الذي يؤهل صاحبه للانطلاق منه إلى قواعد التزكية التي شرعها الله تعالى له.



وليس الإيمان الذي يدعيه صاحبه بلسانه، من أجل مصالح يجلبها لنفسه به، و في باطنه أشد كفرا من الكفار الظاهرين، كما حصل من المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وَسلم، ولا يزال يحصل إلى اليوم، وهو الذي بينه الله تعالى بيانا لا لبس فيه، كما في قوله عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1)} [المنافقون]



وليس هو الإيمان الضعيف الذي لا يخلو صاحبه من شعبة أوشعب من النفاق، العملي، من الكذب في الحديث، والخلف في الوعد، والغدر في العهد، والفجور في الخصومة، وهو ما يسميه العلماء بالنفاق العملي، لأن هذه الخلال ناشئة من قلب مريض، قد ينحرف صاحبها إلى نفاق اعتقادي إذا أصر عليها ودام.



وقد فصلت آيات القرآن الكريم، وسنة رسول الله صلى الله عليه وَسلم صفاتهم، فليس الإيمان هو إيمانهم المدَّعَى الذي يخلو مما أراده الله في كتابه، ولقد أرشد الله بعض المسلمين الضعيفي الإيمان في عهد رسول الله صلى الله عليه وَسلم، عندما ادعوا الإيمان قبل أن يتمكن في قلوبهم تمكنا يستحقون به صفة الإيمان الحق، أن يقولوا: "أسلمنا" ولا يقولوا: آمنا، لأن الإسلام في هذه الحالة هو إظهار الاستسلام الذي لا يخفى على الناس، مثل: قول لا إله الله، وفعل بعض الشعائر التعبدية، ولا تظهر للناس حقيقته، لأنه في القلب لا يعلمه إلا الله، وبين لهم حقيقة الإيمان وعلامته، وهو أولا اليقين الراسخ في القلب، الذي لا يعتريه شك ولا ريب، ثم بذل الأنفس والأموال وكل ما يملكه المؤمن في حياته، في سبيل الله. فقال تعالى:



{قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15)} [الحجرات]



؟أصحاب هذا الإيمان الراسخ، هم الذين يجاهدون في الله حق جهاده، لتزكية قلوبهم وأنفسهم بطاعة الله ورسوله، وهم الذين يحققون هذه التزكية وهذا التطهير، وضعفاء الإيمان إذا عزموا عزما صادقا، وسألوا الله تعالى، أن يوفقهم ويعينهم على تزكية أنفسهم، فإن الله عز وجل يوفقهم، إذا علم منهم الصدق والعزم المصمم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} [الأنفال]








السابق

الفهرس

التالي


15334420

عداد الصفحات العام

2477

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م