﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02) علماء حاورتهم في البلاغ المبين

(02) علماء حاورتهم في البلاغ المبين

(أ)

إجابات فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي



في مكة المكرمة بفندق, أجياد، بتاريخ: 10/9/1410هـ



1-السائل: بسم الله الرحمان الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



أما بعد: فإني أتشرف بلقاء بفضيلة أستاذنا الكريم (الدكتور يوسف القرضاوي) عميد كلية الشريعة في جامعة قطر، والداعية والكاتب المشهور، والمفكر الإسلامي الذي يعرفه الجميع.





والمناسبة (لهذا اللقاء) هي إلقاء بعض الأسئلة المتعلقة بالبحث الذي أعتزم الكتابة فيه إن شاء الله، وهو بعنوان: (البلاغ المبين). ونريد أن نستفيد من فضيلة الدكتور-جزاه الله
خيرا-فيما يتيسر معه من الوقت.



فضيلة الدكتور: تكرر في القرآن الكريم ذكر (البلاغ المبين) في سياق الدعوة إلى الله، وكذلك ذكر إرسال الرسل بالبينات والحجة … ما السر في ذلك؟ وما السر في وصف (البلاغ) بـ(المبين)؟.



الجواب: بسم الله الرحمان الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.



وبعد: فلا شك أن دعوة الأنبياء-كل الأنبياء-فيها بلاغ وبلاغ مبين. ومن الصفات الأساسية التي ذكرها الرسل: التبليغ، فكل رسول عليه أن يبلغ. القرآن الكريم يقول: {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين}. لا بد من الإبلاغ ولا بد من الإبانة. البلاغ هو الدعوة التي تبلغ الناس أي تصل إليهم. معنى تصل إليهم تنتهي إلى عقولهم وقلوبهم، بحيث تفهم وتتضح معالمها وأهدافها ومناهجها، وهذا هو البلاغ.



ولا بد أن يكون هذا البلاغ مبينا، أي واضحا كاشفا عن حقائقه، بعيدا عن الالتباس والغموض. ولهذا تختلف دعوات الأنبياء عن فلسفات الفلاسفة، فالفيلسوف قد يُلغِز وقد يُغمِض ويتحدث عن أمور لا يفهمها جمهور الناس، بل قد يعمد إلى ذلك ويقصده قصدا، لأنه لا يريد أن يفهم كل الناس ما يريد، وقد تكون له أهداف معينة أو أفكار معينة لا يحب أن تُعرَف إلا عند مجموعة خاصة.



أما الأنبياء فقد بعثوا للناس-كل الناس-ولذلك لا بد أن يبينوا. وهنا قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}. فلا بد من الإبانة، يكلم الناس بلسانهم.

وإذا كان هذا واضحا في دعوة الأنبياء الذين وصف الله أنه أرسلهم بالبينات في آيات متنوعة في القرآن الكريم: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} لأنهم أرسلوا بالحجج الظاهرة التي تقنع العقول وتحرك القلوب وتفحم المعاند وتقطع حجته أو شبهته ولا تجعل له عذرا {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}. فهم أوتوا البينات. هذا في شأن الرسل جميعا، لا بد أن يكون الرسول معه البينة التي تقنع قومه وتقطع حجة خصومه.



إذا جئنا إلى الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية، وجدناها أكثر إبانة ووضوحا من غيرها، فالوضوح خصيصة من خصائص هذه الدعوة. وقد ذكرت في كتابي: " الخصائص العامة للإسلام" من ضمن الخصائص العامة للإسلام: الوضوح. ولذلك وصف القرآن بأنه كتاب مبين. هو بلاغ مبين وهو كتاب مبين: {تلك آيات الكتاب المبين} هو مبين بمعنى أنه بيِّن في نفسه. كلمة أبان أحيانا تكون لازمة بمعنى أنه بين في نفسه، وتكون متعدية بمعنى أنه مُبِين لغيره. هو واضح في نفسه موضح لغيره مما يحتويه من حقائق وأحكام وتوجيهات وتعليمات.



فالإسلام جاء واضحا، هو بلاغ، قال تعالى: {هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد}. وهو بلاغ مبين في نفس الوقت. ولأجل هذا اعتمد على الحجة، وعلى البرهان وعلى النظر، وعلى التفكر وعلى إثارة العقل، وعلى مخاطبة أولي الألباب.



ولا نجد مثل هذه الألفاظ القرآنية في أي كتاب ديني آخر. يعني كلمة "الحجة"
"البرهان" "السلطان" "النُّهى" "الألباب" "لقوم يعقلون" "يتفكرون" " انظروا" "أولم ينظروا" "أولم يتفكروا" "أفلا يتدبرون". يعني هذه الألفاظ التي تدور كلها حول إنارة العقل وإثارته وتحريكه، لا توجد إلا في القرآن الكريم. ولذلك من أهم ما جاء به القرآن الكريم في الحقيقة أنه ينشئ العقلية العلمية.



هناك عقلية عامية، وهناك عقلية علمية. العقلية العامية هي التي تصدق كل ما يقال لها، وتقبل الخرافات، ولا تبحث عن البراهين، وتتبع من كان قبلها من الآباء، أو تتبع السادة والكبراء.



لكن القرآن جاء ينشئ عقلية علمية، عقلية علمية بمعنى أنها ترفض التقليد، ولا تقول: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} أو {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل}. سواء التقليد هذا للآباء والأجداد، أو للسادة والكبراء والرؤساء، أو الجماهير من الناس: أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت. (لا نريد) العقلية الإمَّعِيَّة هذه.



نريد العقلية التي تفكر لنفسها برأسها لا برأس غيرها. فالقرآن ينشئ هذه العقلية التي ترفض التقليد، وترفض-أيضا-أن تتبع الظن في مقام اليقين، كما كان عليه حال المشركين: {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا}. ويقول عن النصارى: {وما لهم به من علم إلا اتباع الظن}.



القرآن لا يريد أن تقوم العقائد والحقائق الأساسية في الدين على الظن، وإنما تقوم على اليقين، فالظن أكذب الحديث. ومن أجل هذا رَفَضَ (القرآن) اتباع الأهواء والميول
والرغبات: {إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى
من الله}
. والهوى يعمي ويصم. وإذا اجتمع الظن والهوى ضاعت الحقيقة، كما قال تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس}.



وهذه العقلية-أي التي يريدها القرآن وينشئها-هي العقلية التي تتدبر وتنظر، ولهذا شاعت هذه الألفاظ في القرآن كثيرا: النظر، التفكر، التدبر، التعقل: {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء}.{قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض}. {أولم يتفكروا في أنفسهم} {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا} … وهكذا.



ولذلك جاء-أيضا-القرآن بقَضيَّة مهمة جدا، وهي أنه لا تقبل دعوى إلا ببرهان، حينما ادعى اليهود والنصارى أنهم أهل الجنة، وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، قال: {تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. والمشركون كذلك: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. فكل الحقائق الكبرى لا بد أن يقوم عليها برهان عقلي، وفي الأمور الحسية لا بد من مشاهدة: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم} وفي الأمور العقلية لا بد من نقل موثق: {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين}.



المهم لا يقبل شيء إلا بعلم: {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين}. {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا}.



هذا هو البلاغ القرآني يخاطب هذه العقلية وينشئها، ولذلك لا يعتمد على أمور خرافية، وإنما يعتمد على البرهان والحجة.



بعض الأديان بعد تحريفها ألغت العقل. النصرانية مثلا أصبح العقل أمرا غير وارد في أمور الدين إطلاقا، ولذلك شاع عندهم: "اعتقد وأنت أعمى" و "أغمض عينيك ثم اتبعني".



أما الإسلام فانظر وفكر، وتفكيرك سيهديك إلى الحق.



وبعد أن يدخل الإنسان في هذا الدين لا يلغي عقله، بالعكس: تفكر ساعة خير من عبادة سنة، كما جاء عن بعض السلف. وليس في هذا الدين شيء يعتبره العقل محالا، قد لا يدرك العقل كنهه لكنه لا يعتبره محالا. فهذا هو البلاغ القرآني يقوم على مخاطبة العقل وتحريكه.



وأيضا (يقوم) على مخاطبة القلب. إنه يخاطب الكيان الإنساني كله. والإنسان ليس عقلا مجردا، الإنسان أيضا وجدان وأحاسيس وعواطف وروح. فهو يخاطب هذا الكيان البشري المتكامل. ولذلك كان القرآن يجمع هذين الأمرين: إنه كتاب جاء يقنع العقل ويحرك العاطفة معا.



فالإنسان يستمتع من الناحية العقلية بما فيه من حجج ومن بينات، ولكن بأسلوبه وبلاغته المتميزة وبإعجازه البياني أيضا يحرك قلب الإنسان: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}. فهذه ميزة لهذا البلاغ القرآني، وهو يوجب على المسلمين أن يقتدوا بهذا البلاغ في إبانة عما يقصدونه في توصيل الدعوة، سواء إلى غير المسلمين حتى يسلموا، أو إلى المسلمين حتى يفهموا ويؤدوا الواجب نحو ما أنزل الله إليهم.



2-السائل: معنى هذا فضيلة الشيخ الدكتور أنه إذا كان مجرد بلاغ فقط، ولم يكن بينا واضحا للمدعو لا تقوم به الحجة؟



الجواب: نعم ! لا تقوم به الحجة، لا بد من بلاغ مبين حتى تنقطع به الحجة. وأنا أفسر قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} أفسره تفسيرا أعمق من التفسير العادي، يعني لا يكفي أن تكلم الإنجليز بالإنجليزية، وتكلم الروس بالروسية، وتكلم الصينيين بالصينية، والعرب بالعربية، هذا المعنى أَوَّليٌّ وأساسي وضروري، ولكن هناك شيء آخر-يعني-أعمق من هذا أو أبعد، وهو أن لكل قوم لسانا بمعنى لهم عقلية معينة، يجب أن تخاطبهم بما يؤثر في عقليتهم: الخواص غير العوام، لسان الخواص غير لسان العوام، ولسان المثقف غير لسان الأمي، ولسان أهل الحضر غير لسان أهل البادية، كل قوم لهم لسان. ومعنى اللسان-هنا-كما جاء عن الإمام الشافعي، قال: لسان اليونان غير لساننا. لا يقصد لغتنا غير لغتهم، وهذه-طبعا مختلفة، لكن يريد: طريقتهم غير طريقتنا.



فلا يمكن أن تخاطب الإنسان الغربي بما تخاطب به الإنسان الشرقي، يعني إذا أردت أن تدعو إلى الإسلام فلا بد أن تثير معه قضايا غير القضايا التي تثيرها مع الإنسان الشرقي.



هناك كثيرا ما يخطئ بعض الناس، فإنه يذهب مثلا إلى بعض هؤلاء الناس، ويحدثه عما جاء به الإسلام من الحرية وكذا وكذا وهو شبعان من الحرية.. هو في حاجة أخرى إلى معان معينة يفقدها: حياة الروح، طمأنينة النفس، السعادة القلبية التي تأتي من العقيدة السليمة ومن الاعتقاد في الله وفي الدار الآخرة، ومن الارتباط بقيم عليا. هذه أمور مهمة، يغفل بعض الناس عنها.. لا بد أن تعرف كيف تخاطب.



ومن هنا لا بد أن تكون دعوتنا مبينة، وبلاغنا مبينا حتى تقوم الحجة على الآخرين، وحتى نعتقد أننا أبرأنا ذمتنا. وهذا يقتضي منا أمورا كثيرة جدا. لا بد أن يكون عندنا أناس يعرفون لغات شتى من لغات العالم، ولا يكفي أن تبعث مثلا إنسانا تخرج من جامعة دينية أو كلية إسلامية ونحو ذلك، ويعرف اللغة العربية ويذهب إلى قوم لا يعرف لغتهم، ولا يكفي حتى معرفة لغتهم. أولا لا بد من معرفة عدد كبير من اللغات، ولكن لا بد أن يعرف بماذا يخاطب هؤلاء، وكيف يخاطبون.



أنا أقول-للأسف-: إن المبشرين-المنصرين-يفعلون ذلك، ويُعِدون أفرادهم حتى الذين يبعثون إلى بلاد المسلمين، يعرف المنطقة التي يذهب إليها: طبيعتها الجغرافية، نوع طباع أهلها الخشونة والليونة. الدين إذا كانوا مسلمين يعرف أي مذهب يتبعونه، وهل هم سنة أو شيعة. وإذا كانوا سنة أي مذهب من المذاهب الفقهية يتبعونه. وهل يروج عندهم التصوف أم لا، وما هي الطريقة الرائجة عندهم، وما هي الشخصيات المؤثرة عندهم، يستطيع أن ينفذ إلى العقول والقلوب بالطريقة التي يريدها. فإذا كان أهل الباطل يفعلون هذا فنحن لا بد لكي نوصل دعوتنا لا بد أن يكون عندنا تأهيل.



أنا أقول-مثلا-الإنجيل يترجم إلى آلاف اللغات واللهجات، ليس إلى اللغات فقط، ونحن للأسف لا توجد ترجمة عندنا دقيقة وأمينة وبليغة مائة في المائة نطمئن إليها، هذه قضية في الحقيقة يشكو الجميع من عدم وجودها، لا توجد ترجمة جيدة من حيث البيان والبلاغة باللغة الإنجليزية مثلا، وهي أوسع اللغات وأشهرها، والكثير من المسلمين يعرفها، ومع هذا توجد ترجمة جيدة مثل ترجمة محمد أسد، ولكن للأسف فيها تحريفات وأشياء معينة يؤول المعجزات ويؤول بعض هذه الأشياء. ويمكن توجد ترجمات أمينة، ولكن ليس فيها البلاغة والسلاسة التي توضح الإعجاز الأدبي القرآني …



بعض الدراسات عُمِلَت على ترجمات. الدكتور أحمد إبراهيم مهنا عمل-دراسات-على ثمان ترجمات من ترجمات معاني القرآن الكريم، وبين الأخطاء التي وجدها فيه، ولا تكاد تخلو ترجمة سليمة من الأخطاء.



وإلى الآن لم تستطع الجهات العلمية: الجامعات والمجامع العلمية والمؤسسات الكبيرة، لم تستطع إلى الآن أن توجد ترجمات مأمونة في اللغات الكبرى، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية، فما بالك بلغات العالم الأخر آ؟!



ونحن في الواقع-طبعا-عندما نقول: ترجمة القرآن، نريد ترجمة المعاني، ليست الترجمة اللفظية والحرفية. هذا أمر يحتاج أن يتفق المسلمون على معان مفسرة تفسيرا مبسطا للقرآن الكريم لتترجم.



وقراءة القرآن على غير المسلم وهو أعجمي بدون ترجمة بلغته، لا يستفيد منها، لأنها ليست بلسان قومه. ويقرؤه المسلم بعد أن يسلم ليتعبد بتلاوته ويتبرك به ولو لم يفهمه، كما يحفظه إخواننا الباكستانيون والهنود والبنغلاديشيون وغيرهم. وقد رأيت منهم من يحفظ القرآن الكريم لا يخرم منه حرفا، ولا يسقط منه كلمة، امتحنتهم في مسابقات قرآنية، وكأنه شريط مسجل. وحينما أسأله: ما اسمك؟ لا يعرف ما معنى: ما اسمك؟ لكن في البلاغ وفي الدعوة لا بد أن يخاطب الإنسان بما يفهم. هذا يحتاج إلى إعداد وتهيئة.





السابق

الفهرس

التالي


15327893

عداد الصفحات العام

26

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م