﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا﴾ [ ١٣٨] ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ [النساء ١٣٩]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010)علماء حاورتهم في البلاغ المبين

(010)علماء حاورتهم في البلاغ المبين



2-إجابات سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز على أسئلة البلاغ المبين



س: بارك الله فيكم، السؤال الخامس: ما وسائل البلاغ المبين وما دور أجهزة الإعلام في أداء البلاغ المبين، بوضعها الحالي، وما الدور الذي يمكن أن تؤديه لو أحسن استخدامها في البلاغ المبين؟



ج: تقدمت الإشارة إلى هذا، ونزيد المقام إيضاحا:وسائل الإعلام، والخطب في المساجد، والحفلات التي تقام للداعي إلى الله، والاجتماعات التي يستطيع حضورها، والمؤتمرات والندوات التي يستطيع حضورها، والاتصالات عن طريق الهاتف، ومن جهة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، والتأليف-تأليف الكتب-والنشرات الصغيرة التي توزع على الناس، كل هذه من وسائل تبليغ البلاغ المبين، والرحلات إلى البلاد التي تحتاج إلى الدعوة، والتشجيع للعلماء في أي مكان يمر عليهم ويتصل بهم ويشجعهم عن طريق المكاتبة وعن طريق الهاتف، ومن كل طريق يستطيع أن يبذلها في الدعوة إلى الله وإبلاغ الناس الحق، وكل طريق أيضا يستطيع تشجيع العلماء والحكام الإداريين، على أن يقوموا بواجبهم في إبلاغ الناس دعوة الله سبحانه وتعالى.



دور التعليم في الإسهام في البلاغ المبين



س: جزاكم الله خيرا، السؤال السادس: ما دور التعليم بوضعه الحالي في الإسهام في البلاغ المبين، وهل ترى الجامعات في الشعوب الإسلامية قادرة على تخريج دعاة على المستوى المطلوب، علما وتربية، ودعوة وجهادا في سبيل الله؟



ج: دور التعليم عظيم، ومن أهم الوسائل لإصلاح المجتمعات، وغالب الجامعات في الدنيا، حسب ما بلغني، ليست مؤهلة لهذا الأمر، لاشتغالها بغيره، لكن هناك جامعات تستطيع أن تقوم بهذا الواجب، كالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، وجامعة الملك سعود، وجامعة الأزهر. والجامعات الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام في أي بلد الله، عليها أن تقوم بهذا الواجب، وإن كنت لا أعرف كثيرا منها [قال السائل: هناك جامعات إسلامية أخرى أنشئت في بعض البلدان الإسلامية ، مثل الجامعة الإسلامية العالمية التي أنشأها الرئيس ضياء الحق رحمه الله في إسلام أباد ، وكان هو رئيسها الأعلى في حياته ، ولها دور جيد في هذا الباب ، وكذلك الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور في ماليزيا ، وأنشئت بعض الجامعات الإسلامية في بعض البلدان الإفريقية، ولكن البلاغ المبين يتطلب المزيد، كما يتطلب نوعية من الدعاة يكونون على مستوى العصر، ولكل عصر رجاله !]



[ثم قال الشيخ]: لكن ما دامت تنتسب إلى الإسلام، وما دامت تعلم المواد الإسلامية، فإن من واجبها أن تعنى بهذا الأمر حتى يتم البلاغ منها عن طريق الكتاب والسنة، وعن طريق المؤلفات التي كتبها أهل العلم والبصيرة من أهل السنة والجماعة، حتى تبلغ دعوة الله للناشئة، للطلبة في المراحل كلها: الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية والأقسام العالية، يجب على هذه الجامعات وعلى القائمين عليها، أن يحققوا أهداف هذه الجامعات، بتعليم الناس دينهم من طريق الكتاب العظيم، القرآن، والسنة المطهرة، ومن طريق الكتب المؤلفة في هذا الباب، من أهل العلم والإيمان من أهل السنة والجماعة، المعروفين بالعقيدة الصحيحة والسير على مذهب السلف الصالح، الذين يوضحون للناس توحيد العبادة والتوحيد بأقسامه، على بصيرة وعلى بينة، وأن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة، وأن توحيد العبادة هو الذي بعث به الرسل، وأنزلت به الكتب، وهو معنى: لا إله إلا الله، وأن معناها: لا معبود حق إلا الله، يعني النفي والإثبات، تنفي العبادة لغير الله بجميع أنواعها، وتثبت العبادة بحق لله وحده سبحانه وتعالى.



وهكذا بيان أنه سبحانه هو الخالق الرازق المدبر لجميع الخلق، المتصرف في جميع الخلق، وتوحيد الربوبية الذي أقر به المشركون يجب بيانه للناس-للناشئة-.



كذلك بيان أسماء الله وصفاته ، الواردة في القرآن والسنة المطهرة الصحيحة، وأن الحق إثباتها وإمرارها كما جاءت على الوجه اللائق بالله سبحانه، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب إثبات أنها حق، وأنها موجودة، وأن الله موصوف بها سبحانه على الوجه اللائق به وعلى وجه لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال سبحانه: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد) وقال عز وجل:(فلاتضربوالله الأمثال) وقال سبحانه: (هل تعلم له سميا) والمعنى: لا سمي له، يعني لا أحد يساميه سبحانه وتعالى.



هذه الأنواع الثلاثة التي هي توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، هذه الأنواع الثلاثة يجب على دور التعليم، سواء كانت جامعات، أو دون الجامعات، يجب عليها أن تعنى بهذا الأمر، لأن هذا الأمر يغلط فيه كثير من الناس، وكثير من الطلبة لا يفرق بين توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وليس عنده العلم الكامل بهذا الأمر، وهذا أصل في الدين وأساس في الدين، يجب على المؤسسات العلمية أن تعنى بهذا الأمر، وأن تعلم الناس هذه الأصول الثلاثة وهذه الأقسام الثلاثة، تعليما واضحا، حتى يكون الطالب على بصيرة، وحتى يكون سائرا على مذهب أهل السنة والجماعة، لا على مذهب الجهمية أو المعتزلة أو الأشاعرة المؤولة لبعض الصفات، بل يجب أن يكون على طريق أهل السنة والجماعة، الذين سلكوا مسلك أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وساروا على نهجهم في إثبات العبادة لله وحده، وبيان أنه سبحانه هو الخالق الرازق المدبر لجميع العالم، وأنه لا شريك له في وحدانيته وإلهيته وأنه لا شريك له في ربو بيته سبحانه وتعالى، كما أنه سبحانه الموصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه جل وعلا منزه عن مشابهة خلقه في شيء من الصفات وأن صفاته حق يجب إثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به، ولا يجوز تأويل شيء منها، بل يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، بغير تحريف للفظ ولا للمعنى، ولا تكييف ولا زيادة ولا نقصان، وهكذا قال أهل السنة والجماعة قاطبة، من الصحابة ومن سلك سبيلهم، رحمة الله عليهم وجعلنا من أتباعهم بإحسان.



وهكذا يجب على دور التعليم، أن تعلم الناس الشرائع، تعلمهم شريعة الإسلام وأحكام الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وأحكام الجهاد وسائر الأحكام الشرعية، من بر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك، كما تعلمهم ما حرم الله عليهم، من الزنى وشرب المسكرات وعقوق الوالدين والكذب والربا وغيرها مما حرم الله، يجب على هذه الدور أن تعنى بهذا الأمر، وأن تكون على أساس متين من كتاب الله سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تنقل للناشئة كلام العلماء المعروفين والأئمة المتبعين الذين وفقهم الله لمعرفة دينه ودعوة الناس إليه، من أئمة السلف الصالح، حتى يعرف الناس أن هؤلاء الأئمة هم الذين سلكوا مسلك الصحابة، كأبي حنيفة رحمه الله ومالك والشافعي وأحمد رحمة الله على الجميع والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وابن المبارك وأشباههم من أئمة الإسلام الذين ساروا على النهج القويم في جميع أبواب الدين.



فعلى الداعي إلى الله وعلى المعلم والمدرس في أي جامعة وفي أي معهد وفي أي مدرسة، أن يعنى بهذا الأمر، وأن يحرص على تعليم الناشئة حقيقة الدين على الوجه الذي دل عليه كتاب الله ودلت عليه سنة رسول الله، وأن يحذر الكتب المنحرفة عن الهدى الزائغة عن الحق التي اشتبه عليها الأمر فلم تفرق بين توحيد العبادة ولا توحيد الربوبية ولا توحيد الأسماء والصفات، أو زاغت عن الحق في تحريف أسماء الله وصفاته أو تأويلها، كما فعلت الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في بعض ذلك كالأشاعرة، فإنهم سلكوا مسلك المعتزلة في نفي بعض الصفات وتأويلها، فيجب الحذر من ذلك، مع الترحم والترضي عن العلماء الذين غلطوا في بعض الشيء من علماء السنة، فإن بعض العلماء الأشاعرة غلطوا في هذه الأشياء، ولكن هذا الغلط لا يخرجهم من دائرة الإسلام، بل لهم جهود مشكورة وأعمال طيبة، لكن لا يتابعون في الغلط الذي غلطوا فيه في باب الأسماء والصفات، كالنووي والمازري والحافظ ابن حجر وغيرهم، ممن غلط في بعض الصفات، فيجب أن يؤخذ الحق من معدنه وأن يعلمه الناشئة، ويترحم على من غلط من العلماء المعروفين. هذا هو الواجب على القائمين على دور التعليم من الجامعات وغيرها، نسأل الله للجميع الهداية. نعم.



قلت لفضيلته: فضيلة الشيخ، هناك جامعات تسمى مدنية، وهي غير الجامعات التي ذكرتم أنها تنتسب إلى الإسلام، ما واجب هذه الجامعات، وهل هي معذورة في عدم وضعها مناهج للتعليم الإسلامي فيها؟



فقال سماحته: ليست معذورة، الجامعات المدنية غير معذورة، بل يجب عليها أن تكون فيها دروس إسلامية، وأن تعلم الناشئة ما يجب عليهم في دينهم، ولا تقتصر على العلوم المدنية فقط، بل يجب أن يكون عندها منهج إسلامي، مع العلوم المدنية التي يحتاجها الناس في دنياهم، وأما تجريدها من ذلك وأن يكون المتخرج منها صفرا، صفر القلب وصفر المعلومات عن الدين، فهذا غلط كبير، يجب أن يكون لها عناية بالدين حتى يكون المتعلم فيها له نصيب وافر وعلم جم كاف في معرفة ما خلق له، من طاعة الله وعبادته وتوحيده سبحانه وتعالى. نعم.



قلت لسماحته: فضيلة الشيخ، ذكرتم العقيدة: توحيد العبادة، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهناك: تحكيم الله تعالى، في أي نوع من أنواع التوحيد يدخل، وكثير من الناس الآن إذا دعي إلى تحكيم شرع الله، قالوا: هؤلاء يتدخلون في السياسات في بعض البلدان التي لا تحكم بالإسلام؟



فقال: توحيد الشرع داخل في توحيد العبادة، لأنه من العبادة، الله يقول جل وعلا: (إن الحكم إلا لله) ويقول لنبيه: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله)ويقول سبحانه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) الآية فالحكم بما أنزل الله داخل في توحيد العبادة، فهو من العبادات، يجب أن تحكم شريعة الله، ويجب الإيمان بأن هذا حق وواجب لا بد منه، على جميع الحكام المسلمين، يجب أن يحكموا شرع الله في عباد الله، وأن يدعوا الأحكام القانونية المخالفة لشرع الله، وهذا داخل في توحيد العبادة، توحيد الحكم، ويقال: توحيد الحاكمية، وأنه لله وحده سبحانه وتعالى، فالحكم لله وحده(إن الحكم إلا لله) يجب أن يحكم كل حاكم شريعة الله، ولا يتم توحيد العبادة إلا بذلك، أن يعتقد أن الواجب تحكيم شريعة الله

ومن اعتقد أنه يجوز ترك تحكيم شريعة الله، أو أنه لا مانع من تحكيمها وغيرها، كل هذا كفر بالله وردة عن الإسلام، يجب أن يعتقد أن الواجب على جميع الأمة تحكيم شريعة الله، ويجب أن يعتقد أن ترك ذلك معصية لله وأن من تساهل في ذلك فقد عصى الله، ومن زعم أنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله كفر ولو قال: إن الشريعة أفضل، لا بد أن يعتقد أن الواجب تحكيم شريعة الله، وأن الخروج عن ذلك على سبيل الجواز، ولو قال: إن شرع الله أفضل، كله ردة عن الإسلام، نعوذ بالله.



أما من حكم بغير الشرع، وهو يعلم أنه عاص، لكن لرشوة أو لهوى في نفسه، أو لعداوة للخصم، أو لأسباب أخرى، فهذا يكون عاصيا لله، ويكون ضعيف الإيمان، ناقص الإيمان وعلى خطر عظيم، ولكن لا يكفر بذلك.. لو أخذ الرشوة وحكم بغير الحق، لصديق أو قريب، يكون قد جار في الحكم، واستحق وعيد الله بالنار، ولكن لا يكفر بذلك ما دام يعلم انه عاص وأنه مخطئ وأن الواجب عليه تحكيم شريعة الله سبحانه وتعالى. نعم.





السابق

الفهرس

التالي


14948030

عداد الصفحات العام

634

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م