{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(024)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(024)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

1-إجابات فضيلة الدكتور حسين حامد حسان على أسئلة موضوع البلاغ المبين.


وهو رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، وكان اللقاء في منزله في الساعة العاشرة والدقيقة الثلاثين واستمر اللقاء ساعة، بدأنا في هذا اللقاء بأسئلة البلاغ المبين، فأجاب عن بعضها ولم نستطع إكمالها لمجيء ضيوف عنده. وقد أكملناها يوم الثلاثاء 25/10/1409هـ الموافق 30/5/1989م. وهذه نسخة كاملة لنص الأسئلة والأجوبة:



السائل: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإنه من الخير أن نلتقي فضيلة الدكتور حسين حامد حسان رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، في منزله-وهو قريب من الجامعة-ونستفيد منه في الإجابة عن هذه الأسئلة المتعلقة بالبحث "البلاغ المبين" الذي أحاول أن أستفيد فيه من زعماء الجماعات الإسلامية والمراكز الإسلامية والعلماء والمفكرين قبل أن أشرع في كتابته. والأسئلة فيها نوع من الطول ولكنا نأخذ منها ما تيسر.


نبذة عن حياة الدكتور حسين.


فضيلة الدكتور أرجو إعطائي نبذة مختصرة أولاً عن حياتكم؟



الجواب: ولدت في عام 1932م في قرية من قرى محافظة بني سويف بجمهورية مصر العربية، حفظت القرآن في القرية، ثم تعلمت في معاهد الأزهر الشريف ثم في كلية الشريعة، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في الفقه والأصول من جامعة الأزهر، كما تخرجت في نفس الوقت من مدارس المعارف من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، كما درست أيضاً في المعهد الدولي للقانون المقارن في جامعة نيويورك، وعملت مدرساً بقسم الشريعة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم أستاذاً ثم رئيساً لهذا القسم، وأعرت إلى العمل في ليبيا رئيساً للدراسات العليا بها، ثم إلى المملكة العربية السعودية رئيساً للدراسات العليا بها، ثم كلفت إنشاء جامعة إسلامية في إسلام أباد في باكستان كخطوة من خطوات تطبيق الشريعة، ولا زلت أقوم على هذه الجامعة إلى اليوم، أعتقد هذا كاف.


أهمية البحث:


السائل: جزاك الله خيراً، فضيلة الدكتور قد شرحت لكم باختصار هدفي من هذا البحث واطلعتم على بعض أسئلته، ما رأيكم في هذا البحث من حيث هو؟ هل ترون أنه يستحق الاستمرار والتعب وسيستفيد منه الناس؟



الجواب: الواقع أن هذا من البحوث التي تتعلق بمهمة هذه الأمة التي كُلِّفَتْها وهي تبليغ دعوة الله عز وجل، إلى الناس جميعاً، فتبليغ الدعوة من فروض الكفاية التي ينبغي على هذه الأمة أن تعد لها من يمكنه القيام بها، فإذا قصرت-الأمة دولاً ومؤسسات وجامعات-إذا قصرت في هذا أثمت الأمة كلها كالشأن في كل فروض الكفاية في الإسلام.



السائل، نعم نبدأ ببعض الأسئلة، وإن كنا سنترك بعضها في مطلع الأسئلة.

معوقات البلاغ المبين. السؤال الأول الذي نبدأ به منها، ما معوقات البلاغ المبين الداخلية والخارجية؟


الشيخ: الواقع أن تبليغ الدعوة كما قلت: أمر واجب على هذه الأمة أن تعد المؤسسات التعليمية القادرة على تخريج المؤهلين علمياً والمدربين على هذا البلاغ.


ضعف العناية بأمور الدعوة.


الواقع أول هذه المعوقات أن المؤسسات التعليمية في البلاد الإسلامية لا تعني بأمور الدعوة الإسلامية، أولاً نظم التعليم في البلاد الإسلامية، بعضها نظم مستوردة من الغرب تعنى بالجانب العلماني دون الجانب الإسلامي دون جوانب الدين.



والواقع أن مؤسسات التعليم في البلاد الإسلامية كلها ينبغي أن تتضمن مناهجها في كل مراحل التعليم أموراً تعد من فروض العين، وليس فقط من فروض الكفاية، أولها تدريس ما تصح به العقيدة، وثانيها ما تصح بها العبادات، ثم تدريس ما يفرق به المسلم المكلف بين الحلال والحرام، ثم التعريف بحقائق الإسلام الكبرى في نظام الحياة في نظامها السياسي والاقتصادي ثم القدرة على دفع الشبهات ورد المذاهب الفكرية الوافدة.



هذا القدر هو الحد الأدنى الذي ينبغي أن تتضمنه مناهج التعليم في كل المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي، ثم تكون مؤسسات تعليمية متخصصة في تعليم وتخريج الكفاءات الإسلامية والخبرات الإسلامية القادرة أولاً على فهم الإسلام وفهم حقائق الإسلام ومفاهيمه الكبرى، ثم القدرة على نقل هذه المفاهيم إلى الغير وإلى المسلمين في الداخل فيما يخص التفصيل، ثم إلى غير المبسملين حتى تلزمهم الحجة ويتم بشأنهم البلاغ المبين.

فإني أرى أن أول معوق هو نظم التعليم في المؤسسات التعليمية القائمة.


قصور مناهج كليات الدراسات الإسلامية في إعداد الدعاة.


وهناك تعليم يقال له تعليم إسلامي مع التعليم الآخر المدني، هذا التعليم الإسلامي أيضاً هناك كليات للدعوة وأصول الدين في بعض الجامعات الإسلامية، مناهجها تحتاج إلى نوع من التطوير حتى تهتم بإعداد الداعية المسلم الذي يجمع بين التأهيل العلمي الكامل، لمعرفة حقائق الإسلام ومفاهيمه وتصوراته وأصوله ومقاصده، ويجمع كذلك مع ذلك التدريب العملي على تبليغ هذه الدعوة ونقل هذه المفاهيم والتصورات إلى غير المسلمين، وهذا يقتضي تدريب هؤلاء الدعاة أولاً على لغات القوم الذين يدعونهم، ثم على ظروف هؤلاء الناس الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والحضارية والثقافية، فبدون معرفة الأمة أو الشعوب التي تدعى إلى الإسلام وتبلغ، لا يتم البلاغ على الوجه الأكمل والأتم، فلا بد إذًا من معرفة لغات القوم.



ولا يمكن بحال أن نطلب من كل الشعوب على وجه الأرض أن تتعلم اللغة العربية، حتى يمكن للدعاة الذين لا يجيدون إلا اللغة العربية أن يبلغوا الدعوة إليها، بل على الدعاة أن يتعلموا لغات العالم خصوصاً اللغات التي يتكلم بها مجموعات كبيرة جداً، ويفترض أنها بعيدة عن الحضارة وبعيدة عن مؤسسات التعليم والإعلام.


تمويل الدعوة والدعاة.


من هذا أيضاً أن الدول الإسلامية والمؤسسات والهيئات والجامعات عليها أن تمول الدعوة الإسلامية، الدعوة الإسلامية تحتاج إلى تمويل، والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى يحتاجون إلى إمكانات كبيرة ويحتاجون إلى أموال ضخمة، ويحتاجون إلى تسهيلات حتى يمكنهم أن يقوموا بواجب الدعوة، فالدعوة إذاً تحتاج إلى أموال، وإلى الثروة، فلا بد أن تنشيء المؤسسات التعليمية والحكومات والمؤسسات المالية وغيرها لا بد أن تنشيء ما يسمى بوقف تبليغ الدعوة، ولا بد كذلك من وضع خطة لتبليغ الدعوة على المستوى العالم الإسلامي.



إذاً العقبة الأولى هي مناهج التعليم في البلاد الإسلامية التي لا تخرج الدعاة الذين يمكنهم القيام بالبلاغ المبين.



وثانياً الأموال اللازمة (التمويل اللازم للدعوة) لا بد أن يكون هناك مؤسسات الدعوة تسهم فيها الحكومات والهيئات والمؤسسات والشركات وما إلى ذلك، ثم الخطة المتكاملة للدعوة الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي هذه معوقات الأمة الإسلامية، لا بد أن تعد لها، لذلك أولاً هذا الإعداد هو أمر هام وخطير.



هناك طبعاً حكومات في بعض البلاد الإسلامية لا تعنى بالدعوة ولا تعنى بإعداد الدعاة ولا تعنى بالإنفاق على الدعوة، ولكن هذه في نظري أمور طارئة ويمكن التغلب عليها بقيام المؤسسات الشعبية والمنظمات التطوعية بهذا الأمر، يعني بإعداد الدعاة أو بالإنفاق على الدعوة.



المعوقات الخارجية.



تعويق النزاع بين الجماعات الإسلامية للبلاغ المبين.


السائل: إذا سمحت يبقى في المعوقات الداخلية ما يتعلق باختلافات الجماعات، ما رأيك في هذا المعوق، جماعات الدعوة؟



الشيخ: الواقع أن المسلمين جميعاً والغيورين على الإسلام والمشتغلين بالدعوة الإسلامية والتعليم الإسلامي في العالم الآن، ينادون بجمع كلمة الاتجاهات الإسلامية أو ما يسمى بالتيار الإسلامي أو الصحوة الإسلامية، لا بد أن توحد صفوفها، وتوحيد الصفوف أمر ممكن وسهل، وذلك بالاتفاق على أصول الإسلام وعلى حقائق الإسلام الكبرى، وعلى مقاصد الشريعة العامة ومبادئها الكلية، ثم الاتفاق على المفاهيم الإسلامية الكبرى، وهي بحمد الله كثيرة جداً، ويمكن لهذه الأمة أن تجتمع عليها، وأن تتعاون من أجلها ثم ليسعنا ما وسع المجتهدين من الصحابة والتابعين والأئمة أصحاب المذاهب، فيما فيه مجال للاجتهاد.



فما فيه مجال للاجتهاد ينبغي أن يعذر أحدنا أخاه في ذلك، وتبقى وحدة الصف حتى مع الاختلاف في الاجتهادات، وهذا هو الذي حدث في تاريخ الإسلام، الاجتهادات مع اتفاق المسلمين على أهداف الإسلام وقيمه وأصوله ومقاصده الكبرى، ثم الاختلاف في الأحكام الجزئية وهو اختلاف مقصود للشارع، ولو أراد الله عز وجل أن لا يكون هناك اختلاف في الاجتهاد لأنزل الشريعة قرءاناً، ولجاءت السنة في معنى واحد قطعي لا يحتمل غيره، لكن الله عز وجل رحمة منه بعباده أنزل كتابه ونطق النبي بالسنة على نحو يحتمل في الاجتهاد أوجهاً، حتى تجد المشكلة التي تواجه المسلم أكثر من حل، كلها مأخوذة من كتاب الله سبحانه وتعالى ومن سنة النبي صَلى الله عليه وسلم، ويحتملها النص، هذا كان مقبولاً في عصور الإسلام الزاهية.



وكان كل فقيه يتبع اجتهاده، ولكنه مع ذلك يحترم اجتهاد غيره ويقول عن اجتهاده: إنه حق يحتمل الخطأ، وما عند غيره خطأ يحتمل الصواب، لكنهم جميعاً كانوا على قلب رجل واحد، ولهم وجهة واحدة هي نصرة الإسلام والتمكين لعقيدة التوحيد وقهر الشرك والظلم والعدوان.



هذا شيء من المعوقات لا بد فيه من إعداد المنهج الذي يجمع أصحاب الاتجاهات الإسلامية والجماعات الإسلامية، لا بد من منهج يجمعهم، هذا المنهج يعنى بالأصول الكلية كما قلت، ويعنى بالمقاصد الشرعية، ويعنى بما اتفقت عليه هذه الأمة، ويبين أن هناك أموراً تحتمل الاجتهاد، ولا بد أن يتبع المجتهد آداب الاجتهاد مع المخالفين.



هذا يعني أننا لو نظرنا إلى الاجتهادات والخلاف في الأمور الاجتهادية لوجدنا عصور الاجتهاد الزاهية الزاهرة، كانت في زمن التابعين، ثم من جاء بعدهم من تابعي التابعين والأئمة أصحاب المذاهب، ولم نر اختلافاً ولا قتالاً ولا شجاراً ولا نزاعاً، ولم نر شيئاً من هذا، بل رأينا الأمة في أزهى عصورها عصور الفتح التي، انتشرت فيها الدعوة الإسلامية والتي عز فيها الإسلام والتي أصبحت فيها كلمة الله هي العليا، هي العصور التي نشط فيها الاجتهاد في نفس الوقت، وكان هناك اختلافات في أمور كثيرة جداً تحتملها نصوص الشريعة، بل وهي مقصودة للشارع، لأن الله سبحانه وتعالى لو لم يقصد أن يجتهد الناس وأن يختلفوا في اجتهاداتهم كما قلت، لأنزل الشريعة على قول واحد وعلى معنى واحد.



وما الذي يضير إذا كان النص في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسَلم، يحتمل في الاجتهاد أوجهاً، ويعطي للمشكلة أكثر من حل حتى تكون هناك سعة بين المسلمين في اختلاف ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ومع اختلاف الأزمان، توجد حلول كثيرة، النص الواحد في القرآن، النص الواحد في السنة يعطي أكثر من حل للمشكلة وللقضية.



ونحن قد ورثنا هذا، وتراثنا الذي ورثناه طوال أربعة عشر قرناً من الزمان في هذا، وإذا تصفحنا كتب الفقه، وجدنا كتب التفسير وشروح الحديث، ووجدنا المجتهدين يجتهدون ويستنبطون من كتاب الله الذي لا تفنى على الدهر عجائبه ولا تفنى معانيه، في كل مشكلة تجد لا بد أن يجد لها المجتهد حلاً وحكماً لم يصل إليه من سبقه من المجتهدين، لأن المجتهد لم يشغل نفسه، أو لأن القضية لم تكن قد وجدت.

وعلينا أن نقرأ في مقدمة الرسالة الأصولية الكتاب العظيم الذي كتبه الإمام الشافعي في مقدمته يقول: (أما بعد [غير موجودة في الطبعة الموجودة بمكتبتي] ، فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله دليل على سبيل الهدى فيها) ثم يقول: (كل ما نزل بمسلم ففيه حكم لازم " يعني في القرآن " أو على سبيل الحق فيه دلالة موجودة) [الرسالة (ص 477).].



إذًا هذا إقرار بأن كتاب الله وسنة رسوله صَلى الله عليه وسلم، الشارحة والمبينة والمفصلة لهذا القرآن، تعطي حلولاً لكل مشكلة تجد وكل نازلة تنزل، فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة حتى تقوم الساعة إلا وفي كتاب الله دليل على سبيل الهدى فيها، وهذا يعني أن كل عصر من العصور تجد فيه قضايا وحوادث ومشكلات وتختلف ظروف الناس الاقتصادية والاجتماعية، نذهب فيها إلى القرآن فنجد الحلول ونجد الاستنباطات التي لم يستنبطها حتى الفقهاء السابقون، وعلى الأمة الإسلامية أن تعد فعلاً-بمؤسساتها التعليمية وجامعاتها الإسلامية-أن تعد رجالاً يمكنهم أن يمارسوا الاجتهاد.



قصور المؤسسات التعليمية في تخريج مجتهدين.


وقضيتنا ومشكلتنا الآن أن المؤسسات التعليمية لا تخرج مجتهدين، مع أن تخريج المجتهدين أمر ممكن وأمر واجب، لأنه كما يقول الشاطبي من فروض الكفاية، يعني يجب على الأمة أن تخرج مجتهدين، لأن الحوادث تتلو والقضايا تجد وحكم الله واجب بيانه للناس، ولا بد من أن تكون المؤسسات التعليمية والجامعات الإسلامية تعد مناهجها وخططها وطرق مناهج التدريس فيها، على أن تخرج الفقيه المجتهد القادر على النظر في الأدلة والأخذ منها، والتخريج على آراء وفتاوى المجتهدين هذه.



أيضاً من أهم المشاكل والعقبات، وهي الفرقة والانقسام لأنه قد تصدى للمسائل الإسلامية والقضايا الإسلامية بعض ممن لم تؤهلهم دراساتهم لهذا القبيل، وهذا فعلاً سبب في أن كل فرقة أو جماعة ترى أنها قادرة على الفهم وعلى الاستنباط وعلى الاجتهاد وتفترق الفرق بناء على هذا.



المعوقات الخارجية.
السائل: نعم هذه الداخلية.



الشيخ: هذي الداخلية أما بالنسبة للمعوقات الخارجية فهي كثيرة.


أولاً: خصوم الإسلام يقفون لنا بالمرصاد.


لا يريدون حتى رد المسلمين إلى الإسلام عقيدة وشريعة وخلقاً ونظاماً، يعني هم يحولون-حتى في داخل بلاد المسلمين-بين الدعاة إلى تطبيق الشريعة وإلى الالتزام بأحكام الشرع، وإلى التقى والطهر والعفاف، هم يحولون بينهم وبين الدعوة، دعوة المسلمين إلى الالتزام الكامل والتطبيق الصحيح بشريعة الله.



فما بالك بنشر الإسلام بين الشعوب غير الإسلامية؟ الشعوب غير الإسلامية تحكمها حكومات، هناك قوى تدافع دفاعاً مستميتاً ضد الإسلام وضد انتشار دعوة الإسلام، لماذا؟ لأن هذه الشعوب وتلك الحكومات تعرف أكثر من غيرها أن الإسلام إذا انطلق مرة أخرى، فإن المسلمين لو عادوا إلى الله ولو عادوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، لو فعلوا ذلك لاستطاعوا أن يقفوا مرة أخرى، كما فعلوا من قبل في وجه الدنيا كلها، ولتمكنوا من قهر البشرية بأسرها، ولاستطاعوا أن يذلوا الكفر والشرك ويقيموا العدل ويدخل الناس في دين الله أفواجاً.



غير المسلمين أشد خوفاً على أنفسهم من الإسلام، لأنهم يقرؤون تاريخ الإسلام، ويعرفون أن المسلمين عندما لجئوا إلى الله واعتمدوا عليه وعندما طبقوا شرعه بحق، عندما فعلوا ذلك أعزهم الله وأغناهم الله وقواهم الله، وهم يعلمون أن هذه الأمة الإسلامية لو مكنت من الرجوع إلى الإسلام مرة أخرى، فسوف تقهر الكفر وتذل الشرك وتفتح الدنيا كلها.



فلا شك أن هناك خططاً مرسومة للحيلولة دون انتشار الإسلام في البلاد غير الإسلامية، وهم يبذلون في ذلك الأموال الطائلة ويستخدمون بعض المسلمين حتى في الوقوف في وجه الدعوة الإسلامية في داخل بلاد المسلمين وفي خارج بلاد المسلمين.



العقبات الأخرى أو المعوقات الأخرى معوقات أنا أعتبرها من المعوقات الداخلية، يعني قضية اللغة من المعوقات الداخلية، لأن مؤسسات الدعوة الإسلامية ومعاهد وكليات الدعوة الإسلامية-وهي تعد قيادات للدعوة الإسلامية ولتبليغ الدعوة-لا بد أن تعنى أولاً بتعليمهم لغة القوم، ثم بظروف من يوفد إليهم الداعية: ظروفهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك، فهي إذاً نقص أو معوقات من الداخل، هي مفاهيم التعليم أو مناهج الدعوة في كليات الدعوة أو كليات أصول الدين.






السابق

الفهرس

التالي


14213455

عداد الصفحات العام

1181

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م