{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(027)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(027)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



4-إجابات الدكتور حسين حامد حسان على أسئلة البلاغ المبين



السائل: فضيلة الدكتور: للبلاغ المبين وسائل وقد تكلمتم من قبل عن وسيلة التعليم، وعن المناهج الإسلامية، وعن المعاهد والجامعات الإسلامية، يبقى دور أجهزة الإعلام في الشعوب الإسلامية في أداء البلاغ المبين بوضعها الحالي، وما الدور الذي يمكن أن تؤديه لو أحسن استخدامها في البلاغ المبين، ولو أردنا أهدافاً أو خطة إعلامية مختصرة فما هي هذه الخطة؟



الشيخ: الواقع أن الدولة الإسلامية أو الحكومة الإسلامية في أي بلد إسلامي مهمتها ووظيفتها حراسة الدين وسياسة الدنيا به، وواجبها الذي كلفته هذه الحكومة-أيّ حكومة- هو دعوة الناس إلى الإسلام، بالنسبة للمسلمين حملهم إلى تطبيق ما التزموا به من شرع الله عز وجل من إقامة النموذج الإسلامي، هذا ويجب على الحكومة وأجهزة الدولة: التعليم والإعلام والصحافة والإذاعة وأجهزة الدولة كلها، أن تسعى لتحقيق هذه الغاية ولأداء هذه المهمة، فالدولة في جميع أجهزتها تؤدي هذا الواجب، وليست هناك دولة مسلمة يجوز لها أن يقوم إعلامها على غير الهدف الذي أنشئت هذه الدولة من أجله، وهو إقامة شرع الله عز وجل.



ولكن أجهزة الإعلام في البلاد الإسلامية الآن مقصرة في أداء هذا الواجب، حيث إن تلك الدول وجهت وسائل إعلامها إلى غير المهمة التي أقيمت الحكومات من أجلها، وما كانت الحكومات شرعية ولا أطاعها الناس إلا من أجل توجهها إلى تلك الغاية، وإلا إلى تحقيق ذلك الهدف.‎


الاهتمام بوضع خطط إعلامية منسقة وشاملة.


يمكن أن توجد خطة إعلامية على مستوى العالم الإسلامي، ويمكن أن يكون هناك خطط إعلامية على مستوى كل دولة وكل مجتمع، ويمكن كذلك أن تكون هناك خطط إعلامية توجه إلى غير المسلمين في كل مجتمع حسب ظروفه وحسب ثقافته وحسب الأوضاع القائمة فيه، فتتولى هذه الوسائل الإعلام في الدولة الإسلامية إذاعة موجهة، أو علماء يرسلون إلى بعض البلاد مدرسين، ليقوموا على الدعوة في هذه البلاد، وعالمين بظروف هذه البلاد، وما الذي يقال لهم وما هي مشكلاتهم وما هي ظروفهم؟



فعلى كل حال الخطة الإعلامية أو خطة تبليغ الدعوة أو خطة البلاغ المبين، يمكن أن تكون هناك خطة تتولاها كل مؤسسات الدعوة الإسلامية في العالم، الأسس والأصول العامة لهذه الخطة الإعلامية أو خطة البلاغ المبين، ويمكن أن تكون بالنسبة لكل دولة في حدود إمكاناتها المادية وإمكاناتها البشرية، أن ترسم خططا للدعاة في داخل الدولة الإسلامية نفسها وفي بعض المناطق، لكن التنسيق لا بد منه حتى لا تضيع الجهود سدىً، يعني التنسيق بين الدول الإسلامية، إذا كانت دولة تقوم بالعمل في إفريقيا، ودولة أخرى في آسيا، ودولة أخرى في كذا، حتى لا تتكرر الجهود، وحتى لا تتعارض الجهود، فلا بد من التنسيق، حتى تكلف كل دولة أو الدعاة في كل دولة بمكان معين أو تخصص في قضايا معينة إما في داخل أو خارج البلاد الإسلامية.


دور الجهاد في البلاغ المبين.


السائل: نعم، فضيلة الدكتور: الرسول صَلى الله عليه وسلم، اتخذ عدة وسائل للبلاغ المبين ومن تلك الوسائل الجهاد في سبيل الله فما منزلة الجهاد في سبيل الله في البلاغ المبين وما دوره، وما واجب الأمة الإسلامية حوله في هذا العصر؟



الشيخ: طبعاً، الجهاد بمعنى القتال له دور عظيم في تبليغ الدعوة، لكن لم يكن الجهاد بمعنى القتال هو وسيلة مباشرة لإقناع الناس بالعقيدة، لأن الجهاد عبارة عن استخدام لوسائل القوة، والإيمان والعقيدة والتصديق واليقين لا يغرس في قلوب الناس بالسيف، لكن الجهاد شرع لحماية حرية الدعاة وحماية حرية الشعوب العامة في أن يسمعوا البلاغ المبين، وفي أن يعتنقوا الإسلام، هناك قوى دائماً في كل شعب وفي كل مجتمع وفي كل بلد تمنع بالقوة الناس من الدخول إلى الإسلام أو تمنع الدعاة من الدعوة إلى الله، فشرع الله الجهاد لهدفين عامين:



الهدف الأول: منع من يقفون في وجه الدعاة ويمنعونهم من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، أو قتالهم إن أصروا على حرمان الناس من الإسلام بالقوة.



الهدف الثاني: حماية من يريد أن يقبل دعوة الله ومن يدخل في الإسلام، والقوى الموجودة أو الحكومات القائمة أو السلطة في البلد المعين تعذبه أو تمنعه.



شرع الله الجهاد من أجل ذلك، ويدل على ذلك أنه إذا ما فتح البلد الإسلامي واستقر الوضع فيه، فإنه لا قتال لمن رفض أن يعتنق العقيدة الجديدة، لأن الأوضاع قد استقرت، يعني إذا قضي على الطاغوت في أي بلد أصبح الناس أحراراً )وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...( فمن بقي على دينه يترك، ومن اعتنق الإسلام يعتنقه بحرية.



هذا هو دور الجهاد لحماية العقيدة، وحماية الدعوة، وحماية من يقبلون الدعوة، وهكذا جاء الأنبياء جميعاً والرسل جميعاً جاءوا بهذه الرسالات جاءوا بهذه الكتب، وهدفهم هو دعوة الناس إلى الإيمان، والإيمان لا يكون إلا عن حرية وعن اقتناع وعن يقين، ولكن القتال شرع للدفاع عن حرية العقيدة، وعن حرية الرأي على مستوى العالم والإسلام والحمد لله تعالى، جاء ديناً يكفل الحرية للبشر ويتركهم وما يدينون، لكن لا بد من وسيلة تحرر الناس، أنت إذا ذهبت إلى بلد يحكمه الطاغوت بلد كفر وأردت من الناس أن يؤمنوا، ضعاف الناس لا يمكن أن يدخلوا في الإسلام بحرية، لأنهم سيقتلون ويعذبون، فأنت لا بد أن تحميهم، فإذا انتهى هذا الطاغوت استطاع الناس أن يقبلوا الإسلام بحرية أو يرفضوا بحرية هذا. هو مقام الجهاد من الدعوة الإسلامية.


حكمة تكرر البلاغ في القرآن وحكمة وصفه بـ(المبين)


السائل: أحسنت، تكرر في القرآن الكريم ذكر البلاغ المبين في سياق الدعوة إلى الله وكذلك ذكر إرسال الرسل بالبينات والحجة والبرهان، ما السر في ذلك، وما السر في وصف البلاغ بالمبين؟



الشيخ: الواقع أن من أراد أن يبلغ شيئاً لا بد أن يبلغه على الوجه الذي يفهمه ويعيه المبلَّغ، والكلام المجمل إذا قيل: آمنوا بإله، وآمنوا بنبي أو آمنوا بالنبي محمد، أو آمنوا بالدين الجديد الذي جاء به محمد صَلى الله عليه وسلم، هذا لا يكفي، ولا بد أن يقال لهم: بماذا جاء النبي صَلى الله عليه وسلم ، ما هي أصول هذا الدين الجديد، أصوله في العقيدة أصوله في العبادة، أصوله في الحلال والحرام أصوله في كذا، يعني ما يسمى بفرض العين وهو ما تصح به العقيدة وما تصح به العبادة، وما يفرق به المكلف بين الحلال والحرام، هذا القدر هو البيان، أي البلاغ المبين. البلاغ غير المبين يعني البلاغ المجمل الناقص.



والقرآن الكريم في مجال العقيدة وفي مجال الإيمان وفي أركان الإيمان، وفي الفرائض، وفي التكاليف، جاء مفصلاً، ولكنه بالتدريج الواجب كذلك التدريج، يعني لا تذهب إلى أن تدعوه إلى الإسلام من جديد وتعطيه هذه الجرعة ليلاً ونهاراً وتعطيه ما يجب أن يعرفه في أشهر وسنين في مرة واحدة كما قال صَلى الله عليه وسلم: (ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن هم أجابوك فادعهم إلى كذا، فإن هم.....)..



يعني القضية لا بد فيها من التدرج، لكن البيان في كل حال لا بد أن يكون مبيناً، بمعنى أن يوصل المعنى إلى المدعو على وجه التفصيل وعلى وجه واضح، لا لبس فيه ولا خفاء، فالإسلام ليس طلاسم وليس أموراً تلقى هكذا ثم يقال: إن الناس قد لزمتهم الحجة، الحجة التي تلزم هي فرع المعرفة يعني الطاعة فرع المعرفة، أنا أطيع أو أومن أو أرد أو أرفض ما علمت به فما لا أعلم به كيف يقال أني قبلته أو رفضته.


مصادر البلاغ المبين.
السائل: ما مصادر البلاغ المبين، وهل ترى أنه ينبغي تلاوة القرآن على غير العربي الذي لا يفهم العربية وما الحكمة في ذلك إذا كنت ترى ذلك؟



الشيخ: مصادر البلاغ المبين وحي. هذا في الرسالات أن من أراد أن يبلغ {بلغ ما أنزل إليك من ربك..} فالبلاغ مصدره الوحيد هو الوحي بقسميه: المتلو وهو القرآن الكريم، وغير المتلو، وهو السنة النبوية التي جاءت شارحة ومبينة ومفصلة لهذا القرآن الكريم، الحجة في الوحي في كتاب الله وسنة نبيه.



ثم هناك وسائل أو طرق استدلال بنصوص القرآن والسنة، يعني كيف يستنبط من القرآن الكريم والسنة، هناك ما يسمى بطرق استنباط أو وسائل اجتهاد، لكنها سميت أدلة على التجوز، الدليل هو ما ترجع إليه فتجد فيه الحكم الشرعي، فعندك منهج أو طريقة القياس، وعندك طريقة الاستحسان، وعندك طريقة المصلحة، وما إلى ذلك، هذه كلها ليست أدلة أو مصادر بالمعنى الفني الدقيق، لأن المصدر هو ما إذا أردت أن تعرف حكماً ذهبت إليه، يعني أنت الآن إذا أردت أن تعرف حكماً فتحت القرآن الكريم تقول: آية كذا موجودة في سورة كذا، أو فتحت كتب السنة كذا وكذا، لكن إذا أردت أن تقول قياس مثلاً ليس هناك كتاب القياس تقول: جزء أربعة ثمانية مكتوب كذا وكذا.



القياس هو الاستدلال بمعقول النص كما يقول الأئمة، وكما يقول علماء الأصول، فهي طرق استدلال بالنصوص منهج استدلال بالنصوص، فبدل من أن يقول أدلة فهي طرق استدلال بالنصوص الشرعية. فالمصدر الوحيد دائماً للإسلام ولكل دين هو الوحي، يعني ماجاء عن الله عز وجل أو قاله النبي صَلى الله عليه وسلم.



السائل: تلاوة القرآن.



الشيخ: الواقع تلاوة القرآن فقط مجرداً لمن لم يعرف العربية لا تقوم بها عليه الحجة، لأنها أصوات لا يعرفها أحد، كما لو قرأ عليك شخص الآن من كتاب باللغة الأسبانية ثم تركك ثم بعد ذلك قال: لزمتك الحجة.



تلزم الحجة -كما قلت- من فهم ووعى وعرف اللغة، لكن المسلمين الذين لا يعرفون العربية يتلون القرآن تلاوة عبادة وطاعة، حتى ولو لم يعرفوا معناه وفيه إعجاز، وجه من وجوه إعجازه أن المسلم الذي لا يعرف العربية إذا قرأ القرآن يرق قلبه ويلين.



والآيات الواردة في القرآن وأنه هدى ونور وأنه يرقق القلوب، هذه الآيات رأيتها بنفسي انطبقت على من لا يعرف العربية، إذا قرأ القرآن أو قرئ أمامه القرآن في الصين، زرنا الصين، وهنا في باكستان، وفي بلاد كثيرة، إذا قرأ القارئ بعد دقيقة واحدة وبدأت الناس تفيض أعينهم بالدمع فإذا سألتهم: هل تعرفون ماذا يقال؟ قالوا: لا، لكن نعرف أن هذا كلام ربنا الله يتكلم، يعني هذا الكلام عن الله عز وجل وهو يخاطبنا وكذا وكذا، فهذا الشعور والإحساس هو ذاته، لكن لا تقوم الحجة، ولا يقوم البلاغ لا على مسلم ولا على غير مسلم، بمعنى من المعاني إلا إذا ألقي عليه باللغة التي يفهمها.





السابق

الفهرس

التالي


14234953

عداد الصفحات العام

601

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م