﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(043)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(043)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



أجوبة فضيلة الشيخ محمد الراوي على أسئلة البلاغ المبين



[السائل:تنبيه التقيت الشيخ الراوي في كلية الدعوة وأصول الدين بالرياض، وطلبت منه أن ألقي عليه الأسئلة ليجيب عنها، كما فعلت مع غيره، لأتمكن من الاستفسار عما قد يحتاج مني إلى استفسار، ولكنه كان مشغولا، فاعتذر وطلب مني أن أترك له الأسئلة ليجيب عنها ويبعث بها لي، وقد اختار منها سؤالين فقط وأجاب عنهما بما يأتي]



1-السائل: فضيلة شيخنا العلامة الشيخ محمد الراوي، أرجو أن أسمع منكم شيئا يتعلق بمن سمع عن الدين سماعا مشوها ومنفرا، هل يلزمه أن يبحث عن هذا الدين، وإذا لم يبحث يكون مسؤولا مسؤولية تجعله يستحق التخليد في النار؟.



الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.



الذي أراه بأن القرآن الكريم عند تدبره، يوحي إلينا بأن العذاب لا يكون إلا بعد تبصير وبيان. والآية الكريمة في سورة النساء: {ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. هذا القيد: {من بعد ما تبين له الهدى} الذي فيه الإعذار ورفع الحجة، إقامة الحجة على الناس. لذلك أنا أرى لا بد من البيان، والبيان قد يشتمل على أمرين أساسيين:



الأمر الأول: التبليغ كما أمر الله عز وجل في كتاب الله وسنة الرسول صَلى الله عليه وسلم.



الأمر الثاني: أن يكون حال المسلمين فيه دلالة كاملة، على أن هذا الدين قد أثر فيهم، وبالتالي هذا التأثير الذي يوجد فيهم له تأثير في عامة الناس، وأنه قد يسأل المسلمون أنفسهم عن هذا الدين لِمَ لم يحققوه في واقعهم؟ لما ذا يعني كان حمل عليهم فلم يحملوه، بل حُمِلُوا عليه، كثير من الناس في دول العالم دول الكفر التي نسميها، ليس عندهم من الوقت ما يجعلهم يطلبون المعرفة هم بأنفسهم.



إنما في العصر العالمي في العصر الذي نحن فيه، الذي تحققت فيه وسائل عالمية لدين عالمي، يتسامع الناس أحوال الأمم. فما ذا يكون الناس إذا سمعوا بأن الأمة الإسلامية في نهاية القافلة، أو عرفوا أن الأمة الإسلامية تتصارع فيما بينها؟ ما ذا يكون لسان حالهم إذا دعاهم الناس إلى الإسلام؟ ما ذا يقولون؟ يقولون بلسان الحال إن لم يقولوا بلسان المقال: إذا كان هذا الدين عظيما فأين عظمته في واقع المسلمين؟ تكون فتنة: {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا}. فالذي يرفع هذه الفتنة من النفوس أن يتسق حال المسلمين، أن تتسق أعمالهم مع أقوالهم، عندئذ يكون من أقوى الأسباب للدعوة إلى الله عز وجل. والدين كما نعلم انتشر بالقدوة أكثر مما انتشر بالكلمة.



وعندما بعث الرسول صَلى الله عليه وسلم يدعو الناس، كان في سيرته وفي أخلاقه، وفي معاملته، ما يجعل الناس يحبون هذا الدين ويقربون منه. لذلك أرى أن الدعوة والتبليغ لا بد أن يتصاحب فيها تبليغ الكلمة مع حسن القدوة. وأن تكون الأمة الإسلامية على مستوى يجعل السامع أو الذي يسمع عنها يود أن يكون مثلها وأن يقتدي بها.



2-السائل: موضوع العقل والفطرة والكون. يقول بعض العلماء إن هذه توجب على الإنسان أن يبحث عن الدين، ولو لم يبلغه به أحد، ما الرأي في ذلك؟



الجواب: هو نعم قد يكون هذا في باب العقيدة ما يدل عليها، ولكن للعقيدة منهج كما نعلم، فليس الاعتقاد في الله محض فكر من جانب الإنسان، وإنما هو فكر ووحي، والوحي أولا. فما يبلغ الوحي ليعرف الإنسان ما يجب لله عز وجل، ويعرف المنهج الذي يعبد به ربه، لا يكون الأمر مجرد معرفة عادية. والمعرفة العادية يمكن لو سئل أهل الكفر عن الرب؟ يقولون: يوجد رب. ويسألون عن معنى الخالق؟ يقولون: الله.



ولكن الله جعل للحق منهجا، فلا بد أن يبلغ هذا المنهج، لأن الذي يطلب نجاته، إنما يطلب نجاته باتباع المنهج الذي جاء به الوحي: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}. {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون}. إذًا الحق في ذاته لا يقال للعقل فكر في هذا العقل أو في الفطرة. نعم الدين الفطرة. ولكن بعث الله الأنبياء ليكون للناس منهج وقدوة، المنهج في الكتاب والسنة، والقدوة في الرسول الذي يرسل .





السابق

الفهرس

التالي


16485192

عداد الصفحات العام

581

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م