{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(045)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(045)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



2-إجابات الدكتور عبد الله بن عمر نصيف



7-السائل: الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله قال في بعض كتبه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة": ما خلاصته: إن الناس ثلاثة أقسام:



قسم بلغه الإسلام على حقيقته، وهذا القسم إذا لم يستجب يكون من أهل النار. وقسم لم يبلغه الإسلام-أصلا-وهذا معذور.



وقسم بلغه الإسلام مشوها منفرا، وهذا حكمه حكم القسم الثاني الذي لم يبلغه الإسلام أصلا. فهل تظنون أنه يوجد في عصرنا هذا من بلغه الإسلام مشوها فلم تقم عليه الحجة بسبب ذلك؟





الجواب: لا. هناك من بلغه الإسلام مشوها، ولكن لا أعتقد أن الحجة لم تقم عليه، يعني ربما تكون قلة من الناس لا يمثلون فريقا كاملا، هناك حالات فردية، إما كان التبليغ منفرا أو الوسائل منفرة. وشاهدنا كثيرا خاصة في أوربا وأمريكا وسيلة إيصال الدعوة لم تكن على المستوى المطلوب، بحيث إن الإنسان يعني نفر وجفل ولم يكن هناك من يأخذ بيده ويرجعه إلى الإسلام، ولكن لا يمثلون فريقا كاملا، إنما إيصال الإسلام مشوها أو منفرا هذا صحيح حاصل، ولكن كون الحجة لم تقم عليه أنا أشك في ذلك، لأنه كان ينبغي عليهم أن يبحثوا طالما أنه وصلتهم الرسالة وعرفوا أن هناك دينا خاتما، فأنا ما أعتقد أنهم معذورون، أو يمكن أن ينطبق عليهم حكم الفئة الثانية التي ذكرتموها التي لم تبلغها الرسالة مطلقا.



7-السائل: مادور العقل والفطرة وما أودعه الله في الكون من إبداع في إقامة الحجة على الناس، هل تكفي هذه الأمور في إقامة الحجة، أو لا بد من البلاغ المبين الذي هو الرسالة لإيقاظ النفوس؟.



الجواب: أولا الله سبحانه وتعالى فطر الناس على الإيمان، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172)}. الأعراف. فالفطرة موجودة، ولكن البلاغ ضروري، وإلا لكان الله سبحانه وتعالى لم يرسل الرسل، فإرسال الرسل دليل على أن إيصال البلاغ وإيضاحه لا بد منه، وأيضا تنبيه الناس من الغفلة وتذكيرهم ودفعهم وحثهم على تكاليف هذه الرسالة. هذا أمر مطلوب يقوم به الرسل ثم العلماء من بعدهم. فلا يكفي أن الفطرة وأن الإسلام هو دين الفطرة، بل ينبغي إقامة الحجة بالرسالة وإبلاغها بالوسائل المختلفة.



8-السائل: هناك فترة تسمى فترة رسل، كانت تحصل بين رسالة وأخرى، فهل توجد فترة علماء كما توجد فترة رسل؟



الجواب: هناك طبعا آثار تدل على أن يأتي على رأس كل قرن من يجدد للناس هذا الدين، ولكن أعتقد أن مثل تلك الفترة لا يمكن تشبيهها بفترة الرسل، لأن العلماء في كل وقت مطالبون بأن يبلغوا هذه الرسالة، فإن قصروا فعليهم اللوم، ثم إنه أيضا ذكرنا أن إبلاغ الرسالة واجب على كل إنسان مهما كان لديه من العلم وإن قل لا بد أن يبلغه. فإذًا أنا لا أرى ولا أعتقد والله أعلم أن هناك فترة بالنسبة للعلماء شبيهة بفترة الرسل.



السائل: لكن المناطق التي ذكرتم أنه لا يوجد فيها علماء يبلغون أهلها، ألا ترون أنه توجد بالنسبة لأهلها فترة علماء؟



الجواب: بالنسبة للمبلَّغين الذين لم تصلهم الرسالة فهو طبعا يعتبر وقت فترة، لعدم اطلاعهم على الرسالة، وقد يكون اللوم على المسلمين في بعض المدن ومدن كاملة في أوربا وأمريكا لم يتيسر لهم حتى معرفة ما هو الإسلام ويصلهم وهو مشوه من قبل وسائل الإعلام التي لديهم والكتب التي لديهم تبين لهم أن هذا الدين بدائي … ثم إن واقع المسلمين يساعد على ترسيخ هذا الفهم، فلا يقبل هذا الإنسان على تلقي الإسلام. ولذلك بمجرد أن تحين الفرصة للاطلاع على هذا الدين وعلى عظمته تجد الإنسان يدخل في دين الله. فلذلك ربما مثل هؤلاء الناس بالنسبة للمبلَّغين، لكن أنا كنت أقصد بالنسبة للعلماء.



السائل: نعم المقصود أن بعض الناس قد لا يصل إليهم علماء، وهم لا قدرة لهم على البحث عن العلماء لوجودهم في أماكن نائية-مثلا-قد تكون عندهم فترة علماء.



9-السائل: معالي الدكتور هل توجد حوافز عند كل أحد تدفعه للبحث عن الحقيقة والسؤال عن الدين، بحيث يأثم إذا لم يفعل ويستحق التخليد في النار؟



الجواب: هو عليه إثم، لأن الله سبحانه وتعالى أعطاه من الوسائل ما سيحاسبه عليه، لما لم يبحث عن الرسالة ولما ذا لم يتبعوا الطريق الصحيح؟ فمن هذه الناحية الحجة قائمة، ولكن هذا لا يعفي المسلمين أن يبلغوا هذه الرسالة …



السائل: لكن مثل هذا الشخص الذي بلغه أن الإسلام بدائي، وأنه فيه وحشية … واستمر يفهم هذا الفهم من صغره حتى أصبح عنده شبه يقين أن هذا الدين لا يصلح للبحث عنه مطلقا، فكيف نقول: يجب عليه أن يبحث؟



الجواب: والله أنا أعتقد أن الله سبحانه وهو أعلم به سيحاسبه على قدر علمه به وعلى قدر اطلاعه وعلى قدر تشككه، يعني هذا لا يستطيع إنسان أن يحكم عليه.



9-السائل: هناك ترجمات لمعاني القرآن الكريم، وبعضها ترجماتها حرفية، كما أن بها مصطلحات لا تكون متفقة مع مصطلحات القرآن، وهناك ترجمات تفسيرية، فهل ترون أن الترجمات الحرفية كافية لإيصال الإسلام إلى الناس؟


الجواب: الترجمة الحرفية لا تكفي مطلقا، لأنه مهما كان الإنسان بليغا في اللغة التي يترجم إليها لا يمكن أن يصل إلى معاني القرآن أبدا. فلا بد أن يكون هناك هوامش وتفاسير وإيضاحات، وخاصة في أمور كثيرة يعني تكون مشكلة حتى بالنسبة للمسلم الذي ليس في بيئة إسلامية، فمن باب أولى أن تكون لغير المسلمين. ولذلك الترجمات الموجودة أحيانا تؤدي عكس الغرض الذي من أجله عملت بدون شرح.


السائل: هل توجد في علمكم ترجمات سليمة باللغات العالمية الحية تقوم بها الحجة على الناس، وهي في متناول أيدي طالبي الحقيقة؟

الجواب: أنا ملاحظتي المبدئية: جميع الترجمات بدون استثناء عليها ملاحظات، لأنها هي ترجمات، وهناك عجزُ وقصورُ الإنسان يظهر مهما كان بليغا في اللغة وتعاون فريق من الناس على ذلك، فلا بد أن يكون هناك قصور من وجه أو من آخر. ولذلك الاتجاه هو أن تجمع الترجمات وتنقى ويشتغل عليها أكثر من واحد، ويكون أيضا خلفيته التخصصية تشمل اللغات والألفاظ والمعاني، وهذه الأشياء يمكن إن شاء الله أن تكون في المستقبل في تحسن، لكن أعتقد أنه سيأتي وقت تكون الترجمة فيه سليمة من الأخطاء …


السائل: مادور المؤسسات الإسلامية في هذا الأمر، مثل الرابطة وإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، والأزهر، وغيرها من المؤسسات المعنية التي تهتم بالدعوة،ولما ذا لا تنشأ دار ترجمة يوجد فيها مؤهلون، وتقوم هذه المؤسسات بهذا الواجب؟؟

الجواب: أنا أعتقد أن المؤسسات التي ذكرتم وغيرها، لديها أجهزة لمتابعة ترجمات معاني القرآن الكريم التي تصدر في العالم ودراستها وإبداء الملاحظات عليها وتنبيه الناس إلى ما قد يكون فيها من أخطاء أو تشويهات أو غير ذلك. وربما يكون من الأفضل لو جمعت هذه الإمكانات في مكان واحد، وربما مطبعة الملك فهد في المدينة المنورة مؤهلة لذلك أو غير ذلك، وأنا لا أسمي أحدا أو إحدى الجهات، وإنما أنا أعتقد أنه ينبغي أن نلتفت هناك إلى الأخ قاطرجي لديه فكرة مثيل هذه وطرح علينا مشروع إقامة مجمع للقرآن الكريم يهتم بالترجمة والتفسير، كل ما يخص غير الطباعة، كل ما يخص خدمة هذا القرآن الكريم. والفكرة يعني مقبولة، ولكنها مكلفة في الوقت الحاضر، فحبذا لو تعاونت الجهات الإسلامية المختلفة على إخراج مثل هذا المشروع إلى حيز التنفيذ.


[تعليق من السائل: -يسمى: (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشريف). وقد أقيم في ضاحية من ضواحي المدينة المنورة في الشمال الغربي منها، على بعد سبعة أميال من المسجد النبوي تقريبا. وتراجع الآن بعض الترجمات فيه وتصحح، ولكن المطلوب هو إيجاد دار للترجمة تقوم بهذه المهمة، وتقوم بما هو أهم، وهو توظيف علماء في تفسير القرآن الكريم ممن يجمعون بين إجادة اللغة العربية واللغات التي يراد أن تترجم إليها معاني القرآن الكريم لإنشاء ترجمات جديدة لتفسير عربي خاص بالقرآن الكريم يوضع له منهج معين يفي بالمطلوب من البلاغ المبين، ويتوخى في الترجمة الدقة وتلافي العيوب التي وجدت في الترجمات الأخرى، ويراعى فيها الأسلوب الأدبي البلاغي المشوق والتفسير الواضح، وبخاصة شرح المصطلحات القرآنية، ويكون مع المترجمين علماء تفسير من العرب يشاركون في التفسير العربي، ويطلعون على معاني الترجمات ويبدون ملحوظاتهم حولها، يضاف إلى ذلك أن تقوم هذه الدار بترجمات بعض الأحاديث وشرحها، وبتأليف كتب إسلامية في الفقه والعقيدة والأخلاق، أو ترجمة ما يرى مناسبته باللغات الحية وتصحح وتطبع … راجع كتابنا: الإيمان هو الأساس صفحة: 134.]



10-السائل: ما الصفات التي ترون وجوب توافرها في من يقوم بالبلاغ المبين؟ وهل يوجد العدد الكافي الذي تتوافر فيه هذه الصفات للقيام بذلك في العالم؟

الجواب: أنا أعتقد أنه أول ما ينبغي على الإنسان الذي يتصدى لإبلاغ رسالة الله سبحانه وتعالى وخدمة هذه الدعوة الإسلامية، أن يكون هو قدوة حسنة في نفسه، وأن يكون ملتزما بهذا المنهج، وإن كان لديه قصور في جانب من الجوانب ألاَّ يظهر ذلك، وأن يكون عاملا مخلصا، مجدا دؤوبا في عمله، وأن لا يعتريه الوهن والتواني، يعني بعض العقبات قد تعوق عمله فينبغي ألا يستسلم لها.

والآن يوجد كثير من العلماء، وإن كان بعضهم فيه عيب من هنا ومن هناك، ولكن ينبغي أن ننبه وأن ننصحهم على أن هذه الدعوة تحتاج إلى بعد نظر وإلى حكمة وإلى إبلاغ هذه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وكل هذه الأشياء للأسف الشديد تخفى على بعض العلماء وبعض طلبة العلم، فينبغي التنبيه عليها دائما. وهذا المجتمع الإسلامي الله سبحانه وتعالى خلقه لكي يكون متكاملا متعاونا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه إبلاغ النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
11-السائل: الجامعات والمعاهد الإسلامية فيها أعداد كثيرة-نسبيا-من أبناء المسلمين، ولكن تأثير المتخرجين فيها في العالم الإسلامي وغيره قليل، فما السبب الذي تراه في ذلك؟ هل يعود إلى المناهج أو إلى التربية أو إلى الأساتذة؟

الجواب: المجتمع الإسلامي كما تعلمون هو في عصر انحطاط، وبلغ منتهى الانحطاط خلال العقد الماضي والذي قبله، وأصبح هناك مجتمعات متغربة عن الدين بالكامل، وأصبح الناس الذين يستقيمون على منهج الله قلة وطائفة يمكن أن تكون في بعض المجتمعات منبوذة أو مهددة. فكل هذه العوامل جعلت المجتمع الإسلامي لا يدرك حقيقة هذا الدين، ويجد من يعينه على الشر بدل أن يعينه على الخير. وهناك مغريات وشهوات وماديات وأشياء كثيرة سيطرت على مجتمعاتنا واختلط الحابل بالنابل، وأصبح الحلال حراما والحرام حلالا، واختلطت أمور كثيرة.

والحمد لله أن الله تعالى نبه المسلمين، وهناك صحوة في الوقت الحاضر ودعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عَليه وسلم ورغبة من الناس-حتى من كان منهم بعيدا جدا
عن منهج الله-في العودة إلى هذا الطريق المستقيم. فلذلك إن شاء الله نتعاون جميعا ونقرب الشقة والهوة بين الحكومات وبين الدعاة والعلماء، ونستقطب الشباب بالوسائل المعينة التي تقربهم وتأتي بهم إلى جادة الصواب. كل هذه الأشياء ينبغي تعاون المسؤولين فيها مع العلماء والمفكرين والأدباء ورجال الحكم، يعني أهل الحل والعقد في المجتمعات الإسلامية ينبغي لهم أن يتعاونوا لكي يرسخوا قواعد الدين في المجتمعات الإسلامية.




السابق

الفهرس

التالي


14217166

عداد الصفحات العام

2263

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م