{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(052)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(052)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



2-إجابات الشيخ ياسين بن عبد العزيز القباطي على أسئلة البلاغ المبين.



ـ الحجة على غير المسلمين في الجملة قائمة، لاسيما وقد عرفوا أن هناك إلها لهذا الكون ورسولا أرسله إلى الخلق، فالإذاعات تتلو القرآن غالبا، وهو في الجملة معروف أنه قرآن من الله جاء به نبي اسمه محمد، وهذا القدر يدعو المكلف للتأمل بما يدعوه لقول كلمة التوحيد أو
رفضها، فإن قول المكلف كلمة التوحيد أو ما يحوي معناها من الألفاظ هو مفتاح هذا الدين

وقد تعارفت البشرية على أن الوجود الإنساني في الجملة إما مسلمون، وإما أهل
كتاب، وإما وثنيون وملاحدة، الأمر الذي يدعو ذوي العقول إلى تأمل ما لدى هذه الجهات من الحق المجمل.



وأما قيام الحجة على غير المسلمين تفصيلا فلم تقم بعدُ إلا اللهم على الباحث من غير المسلمين في مقررات الإسلام، كالمستشرقين وغيرهم ممن عرف الحق تفصيلا ولم يستجب له، وهؤلاء هم بغاة الشر ومناع الخير والمعتدون الآثمون.



ـ للعقل والفطرة الإنسانية، وما أودعه الله في الكون من الآيات، أي آية الأنفس والآفاق أثر في درك آيات الكتاب، غير أنه لا بد مع آيات الأنفس والآفاق من آيات الكتاب حتى تقوم الحجة والتكليف، لقيام ركني الأدلة لذوي العقول وحتى يقوم التكليف.



ـ ترجمة معاني القرآن جائزة في الجملة، لغير أهل لغته، وتجب لما تقوم به الحجة من تكاليفه على غير الناطقين بالعربية، لأن الله يقول: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}. ووسع هؤلاء أن يفهموا معاني القرآن بلغتهم، فليحضر لهم هذا الوسع ويمكنوا منه حتى تقوم عليهم الحجة ويلزمهم البرهان من الكتاب.



ويكفي من الترجمة الدقة لمن اطلع عليها وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، في الجملة، فإن ضم إليها الشرح والبيان بلغته فذاك حسن وأقوم للحجة.



ـ أما الترجمة السليمة فلا علم لي بها، والحجة قائمة في ترجمة الحق والدين على الكافة في الجملة، وعلى أهل القدرة والعلم والسلطة من المسلمين المسؤولية في التفصيل، فهم المسؤولون وغيرها.



ـ أما الصفات التي لا بد من توافرها في من يتصدى للبلاغ، فالعلم بما يبلغ به الناس من واجبات الدين، على وجه يمكنه إيصالها سليمة إليهم، والإيمان الصادق، والمسلك
الخالص، والصبر والدأب على المشاق التي يلاقيها في سبيل التبليغ بالحق، والتمكن من أجدى الوسائل في باب الأقوال والأفعال والأحوال.

ـ أما وجود من تتوافر فيه الصفات، فحاصل في جملة الدعوات والمنظمات الإسلامية، لاسيما حركة الإخوان.





ـ توجد فترة يذهب فيها العلماء الربانيون المجددون في الجملة، أما في التفصيل فلا، فإن الرسول صَلى الله عليه وسلم، يقول: (لا تزال طائفة … وهذه الطائفة مستمرة على الحق ما دام الليل والنهار، إلا لفت نظر العقل البشري في العالمين قد لا يكون إلا بمجدد منها، فإذا غاب مثل هذه الشخصية حلت أحوال ومفهوم من سبق من السلف والخلف من المجددين في فهم الكتاب والسنة محل وجودهم، فيعمل على منوالها وينسج على شكلها.



ـ الاستعدادات في الناس تختلف، وباختلافها تختلف عما تبحث، ولا شك أن فيها من يبحث عن الحق وفيها من يبحث عن الباطل.



والبحث عن الحق في الدين ينزل على الواجبات بحسبها. فالبحث عما يكون به المكلف في دائرة الإسلام من أوجب الواجبات، وإثمه أشد. والبحث عما يستكمل به الإنسان حلقة الواجبات الأخرى التي لا يكفر بتركها يأثم، إنما لا يخرجه من دائرة الإسلام … وهكذا بحسب مراتب الواجبات.



أما قضية التخليد في النار، فمسألة معروفة في مقررات الإسلام وعقائد أهل السنة، إذ لا يكفر إلا ذو الكفر البواح المخرج من الملة.



أما دور أجهزة الإعلام القائمة في الشعوب الإسلامية في أداء واجب البلاغ المبين بوضعها الحالي، فدور المعادي في الجملة، ولو أحسن استخدامها لأداء دور البلاغ المبين لكان لها من الأثر الكبير على المسلمين وغيرهم، بما يعلم الجاهل، ويوقظ الغافل، ويقيم الحجة على المعاند، ولبرئت من هذه الجهة ذمة الحكام والشعوب في الجملة، ولا اهتدى المسلم إلى ما بقي عليه من لوازم التدين، وغير المسلم إلى الحق من ذلك.



ـ أما اقتراح خطة [الخطة المطلوبة في السؤال: خطة إعلامية لأداء البلاغ المبين.] للبلاغ المبين، فمبناها في المسلمين، أن يقدم فيها الواجبات التي لا بد منها لكي يكون المرء مسلما، ثم التي تليها، ثم المندوبات، ثم المباحات في كل وزارة أو
مؤسسة، فيجب في وضع المناهج أن يكون للأهم الصدارة، وإذ للدين في كل مجال نظره وخطة تقتضي تقديم الأهم على المهم، كسبا للوقت وترتيبا للمعلومات والتكاليف. وعلى هذا تفصل أثواب الخطط التفصيلية وأوراق الأعمال.

ـ دور التعليم الحالي حسب طبيعة مناهجه وأدائه، يختلف من بلد إلى آخر، ومن مؤسسة تعليمية إلى أخرى، ومن جهة إلى جهة: فمنها المعادي للدين، ومنها الزاهد في مقررات الإسلام، ومنها المتبنية له ولكن شائبة تقديم المباحات على المندوبات في مختلف المجالات، والسنن على الواجبات الكفائية، والكفائية على العينية، والمهم على الأهم، هي التي لا تجعل هذه المناهج تخرج المطلوب من حملة البلاغ

أما ما يلزم البدء به في الوسط الإسلامي في الجملة، فمجمل الواجبات من شعب الإيمان وتحرير ولاء المسلمين للدعوة الإسلامية، ثم للداعية ذي الصفات المتقدمة حتى لا يلتبس على الناس الأمر والحال أن الكثير من المسلمين ممن لهم عبادة وصلاة وصيام وحج، يمنحون ولاءهم لأعداء الله، وهذا الأمر جعل المسلمين يضاد بعضهم بعضا ويعادي بعضهم بعضا، ليس في الله ولكن لمصالحهم وأهوائهم وشهواتهم، كل فيما يسره الله له، فتجد من يدرج على دراسة المباحات، بل المحرمات ويضيع عمره سدى وهو لا يعلم من فرائض الله في الحياة شيئا، ولا يعرف واجبات العلاقة بربه ونفسه والوجود، وإن عرف ذلك فالمهم عنده العلاقة بأهوائه وشهواته، ولا يضر في نظره أن تكون علاقته بربه متهدمة … انتهى.





السابق

الفهرس

التالي


14217364

عداد الصفحات العام

2461

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م