{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07) سافر معي في المشارق والمغارب

(07) سافر معي في المشارق والمغارب

السفر من لندن إلى نيويور



عناية المضيفين بالركاب.


وكان إقلاع الطائرة من مطار لندن الدولي في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثلاثين ظهراً، وكان الاتجاه إلى الغرب مع ميل قليل إلى الجنوب، والرحلة كلها كانت فوق المحيط الأطلسي: (بحر الظلمات سابقاً).

وبدأ المضيفون يقدمون للركاب الهدايا



التذكارية، وهي عبارة عن محفظة من البلاستيك بها قارورة عطر وجوارب متينة يلبسها الراكب بدلا من النعلين لطول المسافة، وأشياء أخرى، وعندما بدأت أتصفح الجريدة فوجئت بأن زعيم اليمن الجنوبية سالم ربيع علي قد قتل وأن معارك تدور رحاها بين أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم في عدن، فذكرت بيت الشعر المشهور:



حجج تهافت كالزجاج تخالها،،،،،،،،،،حقاً وكل كاسر مكسور



وبدأ المضيفون يسألوننا بصفة خاصة عن الطعام الذي نريد، لأنا قد طلبنا من قبل طعاماً حلالاً، وأخذ زميلي يشرح ما نريد ومالا نريد والمضيفة تصغي وتفهم منه كلمات وتشكل عليها أخرى فتستفسر عنها، وإذا ظنت أنها فهمت منه ذهبت، ثم يأتي المضيف الآخر ليطمئن على صحة ما نقلت له ويؤكد اهتمامهم بتقديم ما نريد، وإنهم ليتفاهمون معنا وهم يتعجبون من خوفنا وشكوكنا في طعامهم وشرابهم، وكنت أقول لزميلي أخبرهم أننا مسلمون وأن ديننا يحرم علينا ما فيه ضرر بأجسامنا أو عقولنا كالخنزير والخمر، وكانوا إذا ذكر الإسلام أبدوا اهتماماً بنا وهزوا رؤوسهم تعجباً.


كرماء بالخمر بخلاء بالسكر..!


وقدم الطعام، وجاء دور الشراب، فكانت قوارير الخمر وكؤوسها تحدث رنينا، والمضيفون والمضيفات يترددون على الزبائن كلما رأوا كأسا فارغة ملئوها لصاحبها ليشرب مرة أخرى، وهم يقدمون للراكب أجود أنواع الخمر في مثل هذه الرحلات الطويلة، لا سيما ركاب الدرجة الأولى، كما أنهم يسقونهم حتى لا تبقى بهم حاجة للسقي.



أما نحن فقدموا لنا كوبي ماء وكوبي شاي، وانتهى الأمر فبقي المضيفون متضايقين من الحالة التي نحن عليها، وهي أن الركاب أخذوا حقوقهم وزيادة، أما نحن فشرابنا ماء وشاي فقط، فكانوا يترددون علينا



ويقولون ماذا يمكننا أن نقدمه لكم، هل تحبون أن نعطيكم شيئاً؟ فيجيب زميلي ثنكيو، أي شكراً.



وهنا وقعت نكتة بين الزميل وبين المضيف: الغربيون لا يكثرون من السكر في الشاي، وزميلي سوداني ـ أصلاً ـ مصري ـ مهاجراً ومصاهرة، يحب أن يكون السكر كثيراً، فجاء المضيف بكوب الشاي ومعه علبة فيها أكياس السكر فأعطى الزميل كيساً، فقال له: أعطني آخر فأعطاه فقال: وآخر فأعطاه، وما كان موجوداً غير الآخر فأعطاه وقال له: المطعم قد أقفل فلا تطلب كيساً آخر، مع دهشته لأخذ هذه الكمية الكبيرة في نظره لأنه لم يزر مصر ولا السودان كما يبدو.


إنعام وكفران!


وبعد تناول طعام الغداء وإكثار الركاب من الشرب أخذت الصيحات تتعالى والأصوات ترتفع، فخشينا أن يقوم هؤلاء الناس كلهم يتضاربون فيما بينهم وقد لا نسلم منهم، إذا غابت عقولهم، ولكن الله صرفهم عنا فذهبوا إلى الدور الثاني في الطائرة وتركوا لنا المكان.



ثم أخذت المضيفة تنزل أغطية النوافذ لعرض فيلم الرحلة، وأنا من طبيعتي أحب أن أرى مناظر خلق الله على طبيعتها، فأسرعت بقفل نصف النافذة الأعلى وأبقيت نصفها الأسفل وعندما مرت بقربي خشيت أن تحرمني تلك الفتحة، فقلت لزميلي أخبرها أني أحب أن أتمتع بمنظر البحر والسحاب والْجُزُر إن وجدت فأخبرها فتركتني وشأني.



البوصلة أخافت المضيف..!


كانت بيدي بوصلة أعرف بها الاتجاه وبها مفاتيح الزميل، ورآها المضيف وأظنه من رجال الأمن، فلما رآني أنظر إليها بين آونة وأخرى شك في أمرها، ولعله ظنها من المفرقعات الموقوتة فجاء إلى زميلي يسأله ما هذا الذي بيد رفيقك؟ فأجابه الدكتور فاطمأن وسكت..!



كان هذا قبل خمسة وعشرين عاماً، فكيف لو حصل الآن بعد 11 سبتمبر؟! وعندما بدأنا نقترب من مدينة نيويورك بدت بعض الجزر ذات الأشكال الهندسية العجيبة، وبدت بها مرتفعات ووديان وكانت كلها خضراء.





السابق

الفهرس

التالي


14235661

عداد الصفحات العام

1309

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م