﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا﴾ [ ١٣٨] ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ [النساء ١٣٩]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رسائل إلى يمن الإيمان والحكمة-مستصغر الشرر!(44)

رسائل إلى يمن الإيمان والحكمة-مستصغر الشرر!(44)



أصل الإنسان -بعد خلق آدم- من "نطفة" وهي كما يقول الأطباء: لا ترى بالعين المجردة لصغر حجمها، وهي واحدة من ملايين الحيوانات المنوية، تسبق إلى رحم المرأة، ثم يصبح بعض أفراد هذا الإنسان الذي هذا أصله، كما قال الله: {خصيم مبين} وقس على الإنسان: "الأسد" القاتل و"الفيل" الصائل والجمل الهائج... وإن شرارة -قد لا تظهر للعين لصغر حجمها-من أعداد هائلة من الشرر المتطاير من النار، تنقلها الرياح إلى بعض المواد القابلة للاشتعال، قد يدمر أثرها مدينة من المدن، وذلك ما أشار إليه أبو تمام في بعض قصائده:



كل الحوادث مبداها من النظر،،،،،،،ومعظم النار من مستصغر الشرر



فما تراه عينك صغيرا، قد لا يكون في الواقع كذلك، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى، في قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (44)} [الأنفال] مع الفارق بين ما أراده الله وما أراده أبو تمام، وما نريده نحن هنا.



فأبو تمام أراد تحذير الإنسان من تصويب النظر إلى ما يفتنه من وجوه الغانيات، لأنه قد يوقعه فيما يهلكه من ارتكاب الفواحش والمنكرات، والله تعالى أراد أن يقدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، على قتال أعدائهم، فأراهم في نظرهم أنهم قليلون، ونحن نريد هنا عدم الاستهانة بضآلة الخصم.



إنكم يا شباب الثورة في اليمن، قد كان لثورتكم زخم زلزل الطغاة والطغيان، وجعل الأرض تهتز من تحت أقدامهم، واستطعتم أن تنقلوا جلسة مجلس الأمن من نيويورك إلى صنعاء، وأن تقف الأمم المتحدة إلى صفكم، وأسقطتم بذلك من لم يكن يدور بخلده أن يسقط من على كرسي حكمكم.



وصبرتم وصابرتم حتى انتهى حواركم الشاق بتوقيع الكثرة الكاثرة على مخرجات حواركم، ووصلتم إلى عتبة فوزكم ونجاحكم، وقد سركم ما وصلتم إليه من نتائج نشاطكم وصبركم غاية السرور، ولكن من أكل حقدُه عليكم قلوبَهم، لم يقنطوا من زحزحتكم عن إتمام مشواركم للوصول إلى هدفكم، والوقوف أمام مسيرتكم لعرقلة نجاحكم، فشمروا عن ساعد جدهم وعزموا عزما مصمما على عرقلة مسيرتكم، ووجدوا من يسندهم عليكم ممن يظهرون النصح لكم، وهم في الواقع لا يريدون إلا أن يضحوا بكم.



وإن الكثرة العزلاء، تصبح قلة عرجاء، أمام قلة مسلحة هوجاء، والعصر عصر فتك وسلاح، وليس عصر خطب ونواح، وإذا كان المتآمرون عليكم قد وصلوا إلى مشارف عاصمتكم، فهل تأمنون على أنفسكم من محاصرتهم لكم وقطع الأرزاق عنكم، و التفاف حلفائهم عليكم وإطباقهم على منازلكم والقضاء عليكم؟!



إن أيام السلمية قد ولت -بعد انتخاب رئيس ومخرجات حوار متفق عليهما، وكلاهما عقدان يجب الوفاء بهما-وأصبح واجب الدولة كلها الدفاع عن حقها، والأخذ على يد الخارجين عليها، وعلى شباب الثورة أن يكونوا في الصفوف الأولى المدافعة عن هذا الحق الذي إذا سقط لم يعد له ثبات، والدفاع عن ضرورات الحياة واجب، وضرورات الحياة هي: الدين، و النفس، والنسل، والعقل، والمال النفس، والعرض.



ويجب على الحاكم وأهل الحل والعقد، أن يقفوا أمام من يريد الخروج على الدولة، ويطلبوا منهم توضيح سبب هذا الخروج، فإن تبين أن لهم حقا مشروعا، فعليه إنصافهم، بإيصال حقهم إليهم، وإن كان بينهم وبين أي فئة من فئات الشعب خصومة، فيجب الإصلاح بينهم، وإن لم يظهر لهم إلا البغي في خروجهم فعليهم أولا نصحهم بالانضواء تحت راية الجماعة، فإن قبلوا فذلك هو المطلوب، وإن أصروا فقتالهم واجب على الجميع، وهذا هو ما شرعه الله في كتابه، ومن لم يسعه شرع الله فلا وسعته أرضه:

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)} [الحجرات]





السابق

الفهرس

التالي


14948216

عداد الصفحات العام

820

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م