{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(045)سافر معي في المشارق والمغارب

(045)سافر معي في المشارق والمغارب


في الأكاديمية الإسلامية السعودية.


صورة للأكاديمية السعودية الإسلامية مع د. هشام الطالب الولايات المتحدة ـ واشنطن، 29/10/1405ه ـ 17/7/1985م



ثم ذهبنا بعد أن ودعنا الإخوة في المعهد، لزيارة الأكاديمية الإسلامية السعودية، التي يقوم بإدارتها حاليا الأخ الفلسطيني الدكتور أنور حجاج المتخصص في مناهج طرق التدريس حصل على الماجستير والدكتوراه في أمريكا، وهو يحاول مع عمله الآن أن يحضر دكتوراه في علم الاجتماع، وقد سجل منذ سنة ونصف، وأصل دراسته تجارة في جامعة الإسكندرية، ثم أدب إنجليزي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.



قال الأخ أنور: إن الأكاديمية أكملت عامها الأول، وقد أنشئت قبل أن يستكمل التخطيط لها، وأساس الفكرة، أنه صدر أمر ملكي بإنشاء مدرسة هنا لأبناء الجالية السعودية، وكان يُظَن خطأ أنه لا يقبل فيها إلا أبناء السعوديين، ولما كان عدد الجالية السعودية قليلا تأخر فتحها، لأن أبناء الجالية السعودية متناثرون في ولايات أمريكا المختلفة.



وعندما عين الأمير بندر بن سلطان سفيرا للملكة في واشنطن تابع هذا الموضوع، وكان المعهد العالمي للفكر الإسلامي جادا في الأمر وهو إنشاء مدرسة لتعليم أبناء المسلمين، فتلاقت الأفكار، وكونت لجنة لدراسة المشروع، وأوكلت المهمة إلى شخصين، وكنت أحدهما، كلفت إعداد المناهج، وكلف الآخر إعداد النواحي الفنية والإدارية، وقد وضعنا مادة المناهج:



القرآن الكريم : خمس حصص. التوحيد: ثلاث حصص. السيرة النبوية : ثلاث حصص.

واللغة العربية : خمس حصص.



ولكن متطلبات الولاية اضطرتنا إلى التخفيف، ووضعنا بعض المواد الدراسية الأمريكية، بدل بعض الحصص، وتجربتنا في هذا العام تدل على أننا قد حققنا جزء مهما من أهدافنا، وتحتل المواد الأمريكية ستين في المائة من مواد المدرسة.



وعدد الطلبة حاليا ثلاثمائة طالب، وقد عممنا القبول لأبناء الجالية الإسلامية، إضافة إلى أبناء الجالية السعودية، لقلة عدد أبناء السعوديين والضغط على المدرسة شديد لكثرة طلبات الالتحاق.


الهيكل التعليمي.

-المنهج الأمريكي يُدَرِّسه الأمريكيون.

-المنهج العربي يُدَرِّسه المتخصص العربي.

-والتربية الإسلامية يدرسها المتخرجون في الكليات الشرعية من البلدان الإسلامية.



وقد واجهتنا مشكلة تعليم غير الناطقين باللغة العربية، وبخاصة تعليم مادة اللغة العربية، من حيث الإنتاج والتناسب مع سن الطفل ومقدرته على الاستيعاب، فقد يكون في الصف الواحد عدة مستويات، ولكن المادة التي تحقق هذا الغرض والمدرس القادر على تنفيذها غير متوافرين.



وأسلوب المستويات هو الأسلوب المناسب، وهو المطبق في أمريكا والأسلوب الواحد لكل المستويات في الفصل فاشل، لاختلاف قدرات الأطفال وذكائهم..



وسميت المدرسة أكاديمية، لأن الهدف من إنشائها أن تستكمل جميع المراحل الدراسية، من الحضانة إلى الكلية [قلت: وهذا هو الترتيب الطبيعي المناسب: أن يبدأ بتدريس الأطفال وينتهي بالدراسة العالية أو العليا إذا أمكن، وليس العكس].



ومن منهاج الأكاديمية أن تكون خطبة الجمعة باللغة العربية حتى يتدرب الطلاب على فهم اللغة العربية، وإن كانوا يحتاجون إلى وقت طويل لاستيعاب معناها.



[قلت: ولكن الهدف من خطبة الجمعة توجيه المسلم المستمع، فلا بد من ترجمة موجزة للخطبة ليخرج الطالب، بمعنى من معاني الإسلام من خطبة الجمعة]. وعدد المدرسين ثلاثون مدرسا.



وعدد الفصول إلى الفصل السادس ستة عشر فصلا، والطلاب الموجودون فيها من بلاد مختلفة: من السعوديين، والكويت، وعمان، والأردن، وفلسطين، وباكستان، وبنغلادش، وأمريكا، وغيرها. ولا يقبل إلا الطالب الذي يزيد معدله عن خمسة وستين في المائة، لأن الهدف إخراج جيل قوي، وليس أفرادا ضعفاء. ومساحة الأرض التي توجد بها المدرسة الآن أربعة وثلاثون فدانا، والمباني الموجودة عليها لا تشغل أكثر من عشرة في المائة. وقد تجولنا بالسيارة في أرض المدرسة، وهي مليئة بالغابات والأشجار العالية، وبها ملاعب فسيحة للرياضة. ورئيس مجلس الإدارة هو الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في واشنطن. والآباء يشعرون بتحسن كبير في أولادهم الذين التحقوا بالمدرسة، إذ أصبحوا يقرءون القرآن، ويعلمون آباءهم ما تعلموه.



وقال الدكتور أنور: إن المسلمين أحوج إلى المدارس من حاجتهم إلى المساجد ـ وإن كانت المساجد لابد منها ـ لأن عدم تعليم أبناء المسلمين دينهم فيه ضياع لهم.



ولكن لا ينبغي أن تنشأ مدارس، وهي غير قائمة على التخصص، لأن التجربة أثبتت فشل مثل تلك المدارس التي لا تقوم على التخصص ولكن الضرورة تحتم على المسلمين أن ينشؤا ما يستطيعونه من المدارس، ولو لم تكن بالصفة التي ذكرها الدكتور أنور حرصا على تعليم أولادهم ما تيسر من مبادئ الإسلام واللغة العربية والتربية العملية، وذلك خير من لا شيء وينبغي أن يسعوا إلى الأفضل وهو ما اقترحه الأستاذ أنور.



ويجب التفكير في إيجاد جهاز إداري متخصص، وجهاز تربوي لخدمات المدارس، ولا بد أن يكون هذا الجهاز من البلد هنا، ويمكن حل المشكلة عن طريق الأكاديمية، واتحاد الطلبة المسلمين، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وبتوجيه الطلاب في الثانويات، ثم طلاب الجامعة إلى هذه التخصصات، حتى نتمكن من إيجاد المدرس الصالح بأعداد كافية، لسد الفراغ الهائل في هذا البلد.



والرسوم السنوية التي تؤخذ من ولي أمر الطالب ألف دولار وهي تعادل واحدا من سبعة من التكلفة

الكلية، لأن نقل الطالب وكتابه ومدرسه وطعامه تقوم به المدرسة، وتكلفة الطالب في الحكومة الأمريكية أربعة آلاف دولار.



وإننا في حاجة أن يتسابق التجار المسلمون إلى وقف ما أمكن من أموالهم، لإنشاء مدارس في هذا البلد وإيجاد متطلباتها، من كتب ومدرسين وغير ذلك.



قلت: وإذا كان التجار المسلمون الأغنياء، لم ترض نفوس بعضهم بوقف ما تيسر من أموالهم، لإنشاء مدارس لأبناء المسلمين لوجه الله تعالى، وأصروا على السعي لإيجاد ربح من تلك الأموال، فإن الذي يظهر لي أنهم قادرون على الحصول على الربح، عن طريق إيجاد مدارس لأبناء المسلمين القادرين على دفع التكلفة المطلوبة، بالتعاون مع ذوي الخبرة من المسلمين بهذا الأمر.



ولكن كثيرا من المسلمين الأغنياء يرغبون في إنقاذ أبناء المسلمين الموجودين في بلاد الكفر، ولا أظن أنهم يبخلون بوقف بعض أموالهم في سبيل الله إذا وثقوا من فائدة ذلك واستثماره في الغرض الذي وقف من أجله، وعليهم أن يبحثوا عمن يثقون فيه، وعلى المسلمين في أمريكا وغيرها أن يتصلوا بالتجار ويثبتوا لهم ذلك، فإذا وثقوا فما إخالهم باخلين.



ولو أن هؤلاء التجار عندما يسافرون إلى تلك البلدان، يخصصون جزءا من وقتهم لزيارة الجاليات الإسلامية والمراكز والمؤسسات الإسلامية، ليطلعوا هم بأنفسهم على مدى حاجة المسلمين إلى بذل المال، لإنقاذ أبنائهم من موجات الكفر وإذابتهم في المجتمعات الغربية، لما تأخروا عن البذل والمساعدة في ذلك.


في منزل الأخ سلطان بن عقاب.


وبعد زيارة الأكاديمية الإسلامية السعودية، توجهنا، ومعنا الدكتور أنور حجاج، إلى منزل الأخ سلطان بن عقاب الأردني، الذي كنا على موعد معه لزيارته في منزله، والأخ سلطان من الطلبة النشطين في طلب العلم والدعوة، تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة قبل ثلاث سنوات، وكان يدرس في جامعة: بلمنتون في إنديانا بولس على منحة من الإمارات العربية (دولة أبي ظبي) ولكنها قطعت منحته ومنح عدد من زملائه، كما قال مفاجأة، فوقع في أزمة مالية إذ كانت عائلته وأطفاله معه، وليس له مصدر رزق واضح إلا تلك المنحة، فكان بين خيارين:



الخيار الأول: الرجوع إلى بلاده بدون إكمال دراسته. والخيار الثاني: أن يلتمس له عملا يكون مصدرا لرزقه ويكمل دراسته. وفضل الخيار الثاني، وإن كان فيه تعب، واتصل بالسفارة السعودية في واشنطن فيسر الله له العمل في الأكاديمية الإسلامية السعودية {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب(3)} [الطلاق] . وقد سجل الأخ سلطان في جامعة جورج ميسون في قسم التاريخ، وعندما دخلنا منزل الأخ سلطان سر بنا أولاده الصغار أيما سرور، لأنهم سمعوا أن ضيوفا سيأتون من المدينة المنورة التي كانوا بها، بل ولد بعضهم فيها.



تناولنا طعام الغداء والعشاء ـ جَمْعًا ـ في منزل الأخ سلطان في الساعة السادسة مساء، وتبادلنا الأحاديث والذكريات عن المدينة المنورة والجامعة الإسلامية وغير ذلك.



في دار الهجرة.



صورة في دار الهجرة في واشنطن ـ الولايات المتحدة ـ على يسار الكاتب هشام الطالب 29/10/1405ه ـ 17/7/1985م



ثم واصلنا السير إلى مركز دار الهجرة الذي كنا على موعد مع القائمين عليه فصلينا معهم المغرب، وقد أنشئت هذه الدار منذ ثلاث سنوات، وهي تابعة لرابطة الشباب المسلم العربي، وينوون توسعة المشروع ببناء مسجد وعيادة طبية ومدرسة وقاعة محاضرات ودار ضيافة ومكتبة، إذا يسر لهم ذلك. وقد الزمني الشيخ بإلقاء المحاضرة التي طلبوها، وكانت تدور حول ضرورة صحة التصور لمبادئ الدين الإسلامي، من أجل نجاح الدعوة إلى الله. ثم ألقوا بعض الأسئلة وأجيبوا عنها وصلينا العشاء وعدنا إلى الفندق في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.





السابق

الفهرس

التالي


14213119

عداد الصفحات العام

845

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م