{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(023)سافر معي في المشارق والمغارب

(023)سافر معي في المشارق والمغارب

الجمعة: 11/1/1408 ﻫ.

في مدينة ليفربول

عزمنا على السفر إلى مدينة ليفربول، خشية أن لا نجد من يتولى أمر اتصالنا بالمسلمين، وغيرهم في مانشستر، وفي الساعة الحادية عشرة والثلث تحرك بنا القطار من مدينة مانشستر، ووصلنا إلى مدينة ليفربول في الساعة الثانية عشرة ظهراً.

صلاة الجمعة في مسجد الرحمة:

صلينا الجمعة في مسجد الرحمة، وهو المسجد الوحيد الذي أسس أصلاً كمسجد في هذه المدينة. وخطب شاب سعودي خطبتي الجمعة وصلى بالناس، ويسمى "سعد الفقيه" وهو طبيب يكمل دراسة الزمالة "تطبيق عملي". وكانت خطبته تتعلق بوجوب حب الرسول صَلى الله عليه وسلم وحب الأنبياء كلهم، وحب الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وحذر من بغض أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم ، وممن يبغضهم. وقال: يجب أن نذكر لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلّم جهودهم وفتوحاتهم وغزواتهم، كأحد وبدر والخندق، بدلاً من ذكر الجمل وصفين وكربلاء. وقد استاء من خطبته بعض الحاضرين من الشيعة الذين اجتمعوا به بعد الصلاة، وحصلت بينه وبينهم مناقشة طويلة.

ومدينة ليفربول تعتبر أول ميناء في بريطانيا، وقد كان المستعبدون من إفريقيا ينقلون إليها أولاً، ومنها إلى أمريكا. ولكن هذا الميناء الآن أقل موانئ بريطانيا حركةً ونشاطاً، لأن الموانئ البريطانية الموجودة في الجنوب أقرب إلى البلدان الأوروبية.

وتوجد في ليفربول جامعة واحدة تسمى باسم المدينة، والعاطلون عن العمل في هذه المدينة أكثر نسبة من كل المدن البريطانية، يبلغ عددهم 20%. كما أن مدينة ليفربول أرخص المدن البريطانية معيشة.

حوار مع المسلم البريطاني: عمر عبد الله:

بعد صلاة الجمعة التقيت الأخ عمر عبد الله، وهو مسلم بريطاني ولد سنة 1956م. دينه قبل أن يدخل الإسلام: النصرانية (بروتستانت) ولم يعتقد ذلك بسبب تفرق أسرته في الدين، فقد كان أبوه بروتستانتيا، وكانت أمه كاثوليكية، وخيره أبواه في أن يختار ما يشاء، فضعف دينه.

عندما كان عمره ست سنوات سمع عن الإسلام، بسبب وجود عائلة باكستانية، ولم تكن تلك العائلة متعصبة، بل كانت طيبة، وفي الستينات هاجر كثير من الباكستانيين، وكان أحدهم عنده دكان وكانت أم عمر تعمل عنده ولم يكن له أولاد، فكان يحب عمر ويعامله كأنه ولده.

وكانت في منزله لوحات إسلامية معلقة، وكذلك صور من القرآن الكريم، وكان عمر يسأل الباكستاني عن بعض تلك الأشياء؟ فلا يزيده عن قوله: الله. وانتقل بعد ذلك عمر عندما كان عمره 16 سنة إلى بلد آخر، ولم يعرف عن ذلك الرجل شيئاً.

قال الأخ عمر: وقد طلق ذلك الرجل زوجته، وأخذت الحكومة بنته فوضعتها مع عائلة إنجليزية، وأصبحت البنت مسيحية، وكان اسمها سارة وأصبح اسمها سوزان وتعمل عارضة أزياء الآن، وكان عمرها عندما أخذتها العائلة الإنجليزية ثلاث سنوات، (قال عمر: كانت هي مسلمة وكنت مسيحياً عندما كانت صغيرة، والآن أصبحت أنا مسلماً وهي مسيحية!).

وسكن الأخ عمر في مقر لجمعية الطلبة النصارى، تعرف اختصارا: بـ(ymca) وبقي فيه ثلاث سنوات، وقابل بعد ذلك شخصين من طلاب الأردن وهما متدينان جداً، وكان يقضي معهما أغلب الأوقات، ولم يصارحاه بالدعوة إلى الإسلام، وتعرف على ماليزيين وسألوه عن أحواله وسكن معهم، لأن الطالبين الأردنيين انتقلا إلى الأردن.

وكان الماليزيون طيبين جداً، وكانوا يصلون الفجر وهو جالس ينظر إليهم، فوقع ذلك في نفسه وتأثر بهم، وكان يشعر بشيء في داخل نفسه يحركه إلى الإسلام، وكان في ذلك الوقت متزوجاً نصرانية وكان ذلك سبباً في التأخير عن الدخول في الإسلام، ثم طلق زوجته وأصبح من السهل عليه الدخول في الإسلام.

وقال للماليزيين: كيف أكون مسلماً؟ فقالوا له: تغتسل وتنطق بالشهادتين، ففعل ذلك في سنة 1978م، وكان مرتاحاً جداً من معاملة الماليزيين، وجلس معهم ثمانية عشر شهراً، وتعلم منهم الإسلام قليلاً قَليلاً [هكذا تؤثر القدوة الحسنة في الناس، تقوم بها الحجة وقد يهتدي غير المسلم على يد المسلم إذا كان الله قد كتب له الهداية].

ولم يكن يعرف شيئاً عن الشيعة والاختلافات الفقهية كالمذاهب الأربعة. ثم أخذ يبحث عن زوجة مسلمة، لأنه يصعب عليه أن يعيش بدون زوجة وأخبر الماليزيين بذلك وكانوا يهتمون به.

وعاد أحد الأردنيين إلى بريطانيا، ويسمى محمد سعيد الفلاح وهو رجل طيب جداً ـ وقد رسب في الامتحان لاشتغاله بالدعوة ـ وبحث له الأردني عن زوجة فلم يجد، فذهب معه إلى مدينة لستر وصنع مأدبة طعام ودعا بعض المسلمين لحضورها، فحضر معهم أبو الفاروق، وسأل الأردني المسلمين: هل عند أحدهم فتاة يمكن أن يتزوجها الأخ عمر؟ فسأل أبو الفاروق من هو هذا الذي يريد الزواج؟ فقال له عمر: أنا، فأراه أبو الفاروق صورة أخته، وسأله ما هي الصفات التي يريدها في البنت؟ فقال: أن تعرف القرآن واللغة العربية، واستشار أهله في الهند فوافقوا وتم الزواج.

وسألت الأخ عمر عن الصفات المؤثرة في الأوربي بالنسبة للداعية إلى الإسلام؟ فقال: يجب أن يعرف عقلية من يدعوهم، وإذا كان من نفس أهل البلد يكون أكثر تأثيراً، ويجب أن يتقن اللغة الإنجليزية، وأن تكون عنده عاطفة جياشة، وأن يكون قوي الصبر، ذا مظهر طيب، يكون لباسه مألوفاً عند أهل البلد، فإنهم وإن كانوا لا ينتقدون لباس الناس مهما كان، إلا أنهم يشعرون بالبعد بينهم وبين من يلبس اللباس الأجنبي، مثل اللباس العربي!

ويحتاج الداعي إلى الاتصال بالناس والاختلاط بهم، وأن تكون عنده وسائل مؤثرة كالأفلام والأشرطة والنشرات الصغيرة، ومما يمكن أن يؤثر في غير المسلمين إبراز العلاقات الاجتماعية الإسلامية، وينبغي أن لا يصب الكلام صباً ويسرع فيه، ولا يكثر من الترهيب، بل يتدرج. والداعية في أوروبا إذا لم يكن يعمل ويخدم مع الناس ويتواضع، بل يكون مترفعاً يريد أن يخدمه الناس، لا يرجى أن يقترب الناس منه.

ولا بد أن يحتك بزملائه في العمل، ويهتم بالمسلمين الجدد، وأن يشرح الإسلام الذي جاء به القرآن والسنة، ولا يذكر اختلافات المسلمين ومذاهبهم والسنة والشيعة. وقال الأخ عمر: إنه كان قبل الإسلام فارغاً خاوياً أعمى، والآن أصبح له هدف وأصبح مبصراً للأمور في الحاضر والمستقبل.

وكانت أسرته تظن عندما أسلم أن ذلك من طيش الشباب، وسوف لا يدوم. وقال له أبواه: أنت ولدنا الوحيد، لأنه هو الذكر الوحيد، وقالت له أخواته: أنت أخونا الوحيد يجب أن تبقى صلتنا بك وصلتك بنا قوية، سواء كنت مسلماً أو قاتلاً أو سارقاً! وهم مستأنسون به ولم يغضبوا من إسلامه. وقال: إن أمه لها عشرة إخوان وثمان أخوات وصلته بهم طيبة جداً وكذلك له أصدقاء وصلته بهم طيبة. وعند الأخ عمر استعداد أن يدرس الإسلام إذا تحصل على منحة بشرط أن تكون زوجته معه وأولاده.

وقد ألقيت محاضرة في مسجد الرحمة بعد العصر حضرها عدد من الطلاب والجالية اليمنية.







السابق

الفهرس

التالي


14213261

عداد الصفحات العام

987

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م