﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(022)سافر معي في المشارق والمغارب

(022)سافر معي في المشارق والمغارب



الاثنين: 7/11/1406ه



في مدينة طوكيو مرة أخرى:



جاءنا الأخ أصغر بن أطهر أحد العاملين في المركز الإسلامي، ليذهب معنا إلى مكتب الخطوط الجوية اليابانية لنحجز إلى المدن الباقية في اليابان ـ في المنطقة الجنوبية، وكان خط السير قد تغير، حسب مشورة بعض المسؤولين في المركز الإسلامي.



وتغيير الخط يحدث مشكلة عند الخطوط في أغلب البلدان، لأن المبالغ المالية التي هي قيمة التذكرة تتغير، إما بارتفاع السعر وإما بنقصه، والتذاكر الحكومية تحتاج إلى استئذان من الخطوط السعودية، لتوافق على تغيير خط السير الجديد.



يِسْ مشَكَّل نو مُشْكِل!



كان الأخ أصغر ـ وهو باكستاني ـ عنده كلمات عربية ويتحدث الإنجليزية، ولغته الأردية، فكان يحاول أن يتفاهم معنا وهو يقود بنا السيارة، فكان يأتي في الجملة الواحدة بكلمة عربية وأخرى إنجليزية وتارة أردية، فقلت له: أنت تتكلم عربي وإنجليزي وأوردو؟ قال: يس ـ أي نعم ـ مُشكَّل ـ يعني أن كلامه مختلط من عدة لغات ـ ومن ضمن كلماته التي خاطبنا بها: جَنْجَلْ، يعنى أن الشوارع بها زحمة شديدة.



وعندما قلنا له: إننا نخشى من عدم موافقة الخطوط اليابانية على تعديل خط السير، قال: نو مُشكل إن شاء الله، يعنى لا يوجد إشكال، ولكن عندما وصلنا إلى مكتب الخطوط وبدأ يتفاهم معهم تنهد وقال مُشكلْ، وتفادياً لذلك الإشكال قال لنا الأحسن أن نعود إلى المركز، وهم يدبرون الأمر وعُدنا في وسط جنجل بمُشَكَّل ومُشْكل مع أصغر بنى أطهر، والأمر إلى الله تعالى القادر على جعل الأعسر أيسر.



مع الأخ المسلم الياباني خالد كيبا:



وفي المركز الإسلامي التقينا الأخ الكريم الأستاذ: خالد كيبا وهو المسؤول عن المركز الإسلامي في مدينة توكوشيما، وعن العلاقة بين نفس المركز والمركز الإسلامي في طوكيو، ويحضر صلاة الجمعة كل أسبوع في طوكيو، لعدم وجود جماعة مسلمة تصلى الجمعة في توكوشيما، وليس حضوره واجباً عليه لبعد المسافة بين البلدين، ولكنه الحرص الذي يدفعه إليه قوة إيمانه ولا أزكي على الله أحداً.



ولد الأخ خالد سنة 1932م في جزيرة شيكوكو، درس المراحل كلها إلى الجامعة - كلية القانون الياباني - وأخذ الماجستير في طوكيو، جامعة شوو (Shuo) في قانون المعاملات في المجتمع الياباني.



سبب إسلام الأخ خالد:



قال: إنه كان يبحث في كتب الديانات البوذية والنصرانية واليهودية والإسلام، فاشتاق لزيارة المسلمين فزار بعض المسلمين في اليابان، وبعد الحرب وخسارة اليابان للمعركة عرف أن دياناتهم لا فائدة فيها ورأى بعض كتب الفقه الإسلامي، ولم يكن في باله أن يسلم، ثم ذهب إلى مسجد طوكيو، والتقى أخاً باكستانياً: "عمر درز خان" فأخذه إلى حلقة إسلامية، وأستاذها يسمى أرشد، يتحدث باللغة الإنجليزية.



وكان الأخ خالد يريد الرجوع إلى منزله بعد انتهاء الحلقة، فأخذه عمر إلى الأستاذ أرشد، وقال له: إذا كان عندك أي سؤال فاسأل الأستاذ، فسأله عدة أسئلة وأجاب عنها ولكنه لم يقتنع، فأقترح عليه الأستاذ أرشد أن يمكث معه في بيته لمدة ثلاثة أيام، فمكث معه يومين تعرف خلالهما على الإسلام فاقتنع وأسلم.



فتنة ووحدة وصبر!.



قال الأخ خالد: عندما علمت عني أسرتي أنني أسلمت، قالوا لي: نحن طلبنا منك دراسة القانون الأمريكي والقانون الإداري، فذهبت تدرس الإسلام، وعارضه والده وأهله جميعاً، وأنكروا طريقة عبادته، كالصلاة، وطرده أبوه من البيت، وتبرأ منه أهله، فمكث عشر سنين على ذلك ثم مات أبوه وأمه، ولم يكن يوجد مدرس يعلمه الإسلام، وكان مقتنعاً بالإسلام ولم يتراجع عنه على رغم عدم وجود من يشجعه على الاستمرار.



ثم التقى الإخوة الدعاة المبعوثين من المملكة العربية السعودية عن طريق الأخ عمر ميتا ومصطفى كمورا، واضطر أن يترك مدينة كوبي وينتقل إلى مدينة طوكيو من أجل البقاء مع المسلمين، وقد واجه صعوبة في تعلم اللغة العربية التي كان مشتاقاً لتعلمها، وفرح بوجود الإخوة العرب، والإخوة المذكورون هم: الدكتور صالح بن مهدي السامرائي والدكتور موسى محمد عمر والدكتور السباعي والصديقي وغيرهم.



قال الأخ خالد: كنا بعد ذلك من تلاميذ الأستاذ سايتو، نتبع توجيهاته ونجعله قدوتنا، ونعمل مع الإخوة ما نقدر عليه من أجل الإسلام والمسلمين. وسيأتي مزيد من الكلام عن الأخ خالد، فقد رافقنا في رحلتنا إلى الجنوب إلى قبيل آخر مدينة زرناها في اليابان...



مع الأخ الياباني المسلم يحيى إندرو:



وفي المركز الإسلامي أيضا التقينا بالأخ يحيى إندرو الياباني المسلم الذي درس في شعبة اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والسنة الأولى من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة نفسها، وترك الجامعة في سنة 1973م والتحق بشركة يابانية في نفس السنة، ولا زال يعمل في نفس الشركة: " KOMATS. LTD". ووكيل هذه الشركة في المملكة العربية السعودية عبد الله بقشان وتقوم بتأمين المعدات الثقيلة لبناء الطرق.



والأخ يحيى ترجم بعض الكتب الإسلامية من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية، وقد أتم ترجمة جواهر البخارى، وهو عضو في جمعية مسلمي اليابان، وقد كان من الطلبة الذين يشتركون في النشاط الطلابي في الجامعة الإسلامية عندما كنت مسؤولاً عن شؤون الطلاب فيها.



ولد الأخ يحيى في أُوكايدو، شمال اليابان وعاصمتها سبورو، وهو متزوج وله ولدان، وأغلب اليابانيين لا يزيدون في الإنجاب عن اثنين.



سألته عن زيادة اليابانيين العمل في وظائفهم عن وقت الدوام الرسمي؟ فقال: لا يزيدون عن العمل الرسمي في الغالب إلا في الحالات الطارئة والشركات الصغيرة.



في مكتب الخطوط اليابانية:



ذهبنا إلى مكتب الخطوط اليابانية مع الإخوة: خالد كيبا ويحيى إندرو ومحمد يوسف علي السوداني، وبقينا معهم من قبل الظهر إلى الساعة السادسة مساء، ونحن نأخذ ونعطي مع الموظفين، والأخ خالد يفاوضهم في قبول التذاكر مع تغيير خط السير وهم لا يقولون، لا صراحة، حسب عاداتهم، ولكنهم يتصلون بمكاتب أخرى ويحاولون الاعتذار، وفي نهاية الأمر اشترى الأخ خالد لنا تذاكر سفر من طوكيو إلى توكوشيما، وهو ثالثنا، وأصر أن تكون هذه التذاكر على حساب المركز الإسلامي، باعتبارنا ضيوفاً عندهم، ولم تُجْدِ محاولاتنا لدفع قيمتها.



تفاوض سوداني ياباني في أحد المطاعم الراقية:



ثم ذهب بنا الأخ خالد كيبا إلى مطعم ياباني راق، وهناك صلينا الظهر والعصر جمع تأخير، وأخذ التفاوض الياباني السوداني يطول حول أنواع المأكولات التي تطلب من المطعم، وكان موظفو المطعم ينتظرون حتى يسمعوا الاتفاق على نوع من تلك الأنواع، فيقولون: هَيْ، هازين رؤوسهم.





السابق

الفهرس

التالي


16485475

عداد الصفحات العام

864

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م