{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(032)سافر معي في المشارق والمغار

(032)سافر معي في المشارق والمغار



في مدينة كوبي



وصلنا إلى محطة القطار في مدينة كوبي، في الساعة الواحدة وعشر دقائق ظهراً، فكانت مدة السير من مدينة هيروشيما إلى مدينة كوبي ساعتين وعشرين دقيقة.

في مسجد كوبي:

في الساعة الواحدة والثلث كنا في مسجد كوبي، التقينا فيه الأخ الباكستاني محمد أحسن ضياء الذي جاء إلى اليابان قبل عشر سنوات، وهو يعمل في التجارة: استيراداً وتصديراً إلى باكستان، وهو من مدينة فيصل أباد، وله في مدينة كوبي هو وأهله ست سنوات، وكان في طوكيو أربع سنوات، وعمره ثلاث وثلاثون سنة وعنده أربعة أولاد.



في مسجد كوبي منظر لجامع كوبي من الخارج: 14/11/1406ه ـ 21/7/1986م





صلينا الظهر والعصر في هذا المسجد، وهو فيما يبدو يتسع لما لا يقل عن اثني عشر صفاً، كل صف يتسع لأكثر من عشرين شخصاً، وبذلك يتسع لـ(240 مصلياً) ويوجد طابق ثان، مؤخرته خاصة بالنساء.



معلومات عن أول مسجد بني في اليابان، وعن المسلمين:



أخذنا المعلومات عن المسجد من الحاج مصطفى كمورا؛ لأنه أعرف الناس به، وبالعمل الإسلامي في اليابان بصفة عامة. (ترجم بيننا محمد أحسن الباكستاني). أنشئ هذا المسجد في سنة 1935م، وكان قد وجد هنا قبل ستين سنة مسلمون من الهند، وبعضهم من الجنسية البريطانية، وعددهم تسعون، وكلهم من أصل هندي ثم جاء بعض الأتراك وعددهم مائة وثلاثون شخصاً تقريباً، وكان أكثر الهنود تجاراً، وعندما زاد عدد المسلمين فكروا في مقر يقيمون فيه شعائر دينهم.



فعزموا على إنشاء مسجد، وفي سنة 1934م بدأوا ينظمون أنفسهم لإقامة المسجد، فكان هذا المسجد الذي نحن فيه الآن. والذي نظم شؤون المسلمين وأدارها هو الأخ فيروز الدين الباكستاني ـ ولا زال أولاد هذا الرجل موجودين في الهند والباكستان ـ كما قال الأخ محمد أحسن المترجم.



وكانت قيمة أرض المسجد كلها، التي أقيم عليها المسجد والتي تحيط به واحداً وعشرين ألف ين ياباني (الأرض الفارغة في مؤخرة المسجد تؤجر مواقف للسيارات لمصلحة المسجد، وتتبعه مرافق غرف ودورات مياه وأماكن وضوء).



بدأ تعمير المسجد على شكل يشابه تاج محل في الهند، والقنديل الوحيد المعلق في وسطه من تركيا، ركب عندما أنشئ المسجد. وعندما افتتح المسجد حضر بعض المصريين وبعض المسلمين من الصين وإندونيسيا، ومن كثير من البلدان الإسلامية، حفل افتتاحه.



وأعلن للناس في طوكيو عن ذلك، وهذا هو أول مسجد يبنى في اليابان، وقبله بأربع سنوات كان الأتراك قد بنوا محلاً صغيراً للاجتماع وللصلاة في مدينة ناجويا، بين مدينة كوبي وطوكيو، وكان أحمد أريجا يسكن في كوبي ويعمل في التجارة.



وفي خلال الحرب العالمية الثانية هدمت كل المباني حول هذا المسجد، ولكنه سلمه الله، ولما لم يكن للأتراك خلال الحرب مساكن سكنوا فيه سنتين.



[كنت أتساءل عن مصير هذا المسجد عندما دمر زلزال خطير حدث في هذه المنطقة في فجر 16/8/1415ه - الموافق 17/11/1995م وجاء جواب السؤال في جريدة: المسلمون عدد 521 في تاريخ 26/8/1415ه ـ 27/11/1995م الصفحة الأخيرة بعنوان: وأيضاً مسجد ياباني يقف في وجه الزلزال). للدكتور صالح السامرائي، ويتبع المسجد طابق أرضي أيضاً.



واشترى الأتراك الأرض المجاورة للمسجد، وبنوا فيها مدرسة دينية للأطفال. وأكثر الأتراك رجعوا إلى تركيا، وذهب بعضهم إلى أمريكا، ولم تبق منهم هنا إلا أسرة واحدة، وكان أبوهم إماماً، وقد توفي بعد أن أم الناس في المسجد عشرين عاماً، واسمه حسين كلكي. والهنود رجعوا إلى بلادهم، وبعضهم توفي هنا. والمسلمون المقيمون في كوبي عشر أسر تقريباً.



واليابانيون المسلمون عشر أسر في كوبي وأوساكا وكويوتو وعدد سكان كوبي مليونا نسمة تقريباً. وعدد الجامعات في كوبي عشر.



وفي طوكيو وحدها خمسمائة جامعة تقريباً. ولعل عدد الجامعات في اليابان بلغ ألفي جامعة (2000). وتشتهر كوبي بصناعة الحديد، كما تشتهر بصناعة السفن وصناعة الخمور، وماء الشرب في كوبي ممتاز، ولهذا تجد أغذية البلد هنا طيبة جداً، وهي أحسن من طوكيو.



منظر لجامع كوبي من الداخل: من اليسار الشيخ مصطفى كمورا، الكاتب، خالد كيبا، عبد العزيز التركستاني. 14/11/1406ه ـ 21/7/1986م



وقال الأخ محمد أحسن: إن المسلمين المقيمين هنا يواظبون على صلاة الجمعة، وقد يأتي من ليس بمقيم إلى صلاة الجمعة، ويبلغ عددهم ثلاثين في بعض الأوقات ويجتمعون لصلاة التراويح ويوم العيد، وفي عطلة الأسبوع يحضر بعضهم إلى المسجد.



ويقوم الأخ محمد أحسن بترتيب الذبح الحلال، يأخذ منه لأسرته ويترك الباقي في ثلاجة المسجد ليستفيد منه المسلمون بقيمته، ويقوم بالذبح هو في الغالب وقد يساعده صديق له في مسلخ يبعد عن البلد بخمسين كيلو متراً، وكثير من المسلمين لا يشترون منه، لأنهم لا يبالون بحلال أو حرام، وأكثر من يشتري منه هم الطلبة المسلمون الآتون من الخارج.



ويقوم الأخ محمد وبعض أصدقائه بزيارة الطلبة المسلمين في الجامعات والمراكز العلمية. وقد كان جماعة التبليغ يأتون إلى اليابان قبل خمس وأربعين سنة، وواجهتهم مشكلة فهم اللغة وقلة المسلمين، وعدم اجتهاد اليابانيين في القيام بالدعوة، ولهذا قل حضور جماعة التبليغ إلى اليابان.



وجاءت جماعة منهم قبل ستة شهور من الباكستان إلى طوكيو، وحضروا إلى كوبي، ومعهم شاب ياباني جلس معهم أكثر من عشرين يوماً في طوكيو، ثم خرج معهم إلى مدينة كوبي قبل أن يسلم، وبعد أن جلس معهم في كوبي أسبوعاً دخل في الإسلام، وأخبرهم أنه تردد كثيراً في الدخول في الإسلام، ولكنه في آخر الأمر اقتنع بقلبه ودخل فيه، ورافقهم إلى خارج اليابان ولا يزال معهم.



وقال الأخ محمد أحسن: إنه اجتمع به معهم في هونغ كونغ، وهو مسرور جداً بمرافقتهم، ويوجد ياباني واحد مسلم في مدينة كوبي. وقال الأخ محمد أحسن: إن خاله في مكة وأولاده في الرياض ومكة وجدة، تجار ولهم فندق إسلام أباد في مدينة إسلام أباد، واسم خاله عبد العزيز الراعي، كان محمد أحسن عنده في مكة لمدة سنة، ثم جاء إلى اليابان للتدرب على إصلاح الساعات مكث سنتين يتدرب، وفي خلال ستة شهور أجاد اللغة اليابانية تحدثاً دون كتابة، ولم يستطع إجادة الكتابة باليابانية إلى الآن، وهو يحاول تعلم اللغة الصينية، ويؤمل أن يجيدها بعد خمس سنوات ثم يذهب إلى الصين للتبليغ.



في المطعم الهندي:



ذهب بنا بعض الإخوة إلى بعض المطاعم الهندية في مدينة كوبي فوجدناها مقفلة، ثم ذهبوا بنا إلى مطعم هندي في جزيرة صنعها اليابانيون خلال ستة عشر عاماً، وقد فرغوا منها قبل ثلاث سنوات، وهي تقع في جنوب مدينة كوبي، قال الأخ محمد أحسن: أخذوا جبلاً وردموا به البحر، وتعتبر هذه الجزيرة الصناعية الثانية في العالم، وقد شيدت عليها مدينة ثانية في كوبي. والجزيرة الصناعية الأولى في هولندا.



التعليم في اليابان:



وقبل أن يقدم لنا الطعام أخذنا المعلومات الآتية عن نفقات التعليم في اليابان:

التعليم في اليابان إجباري في مرحلتي الابتدائي والإعدادي، وهو مجاني في هاتين المرحلتين، أما المرحلة الثانوية فما فوقها فليس إلزامياً، ويمكن لدارس المرحلة الإعدادية أن يلتحق بالعمل الحكومي أو الشركات، وإن كانت الحكومة تفضل الكلية والثانوية. والذي يريد مواصلة دراسته في الثانوية أو الكلية لا بد أن يدفع رسوماً مقابل ذلك. والرسوم التي تدفع مرتفعة جداً، تدفع في السنة مرة واحدة.



متوسط ما يدفع الطالب في السنة بالنسبة للكلية سبعمائة ألف ين تقريباً في الشركات، وفي الجامعات الحكومية يدفع الطالب أربعمائة ألف ين في السنة تقريباً. ومع ذلك فإن الطالب الياباني في المرحلة المتوسطة والثانوية يتعلم في مدارس أخرى على حساب نفسه.



وكلية الطب قد تأخذ من الطالب في السنة الواحدة عشرة ملايين ين، وقد يدفع ليقبل في الجامعة مليون ين في بعض الأوقات كهدية لبعض الأساتذة، وهكذا بقية الكليات العلمية، كالهندسة، ولهذا تجد الطبيب يأخذ في العيادة مبالغ كثيرة عندما يعالج المرضى. ثم قدم لنا الطعام الهندي: من الخبز والأرز والسمك واللبن الرايب والخضار والفلافل والسلطات وغيرها.



وقال الأخ محمد أحسن: أنه يسكن قريباً من المسجد من أجل الصلاة فيه والقرب من رواده، وهو صديق الأخ شفيق الباكستاني الذي يعمل مندوباً من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في أستراليا.



وقد التقيت الأخ شفيق قبل ثمان سنوات في طوكيو بفندق كيوبلازا وهو ينوي السفر إلى أستراليا سنة 1398ه. ثم اجتمعت به في أستراليا سنة: 1404ه.[ويمكن الاطلاع على بعض المعلومات عنه في رحلة استراليا من هذه السلسة]



ومن أصدقاء الأخ محمد أحسن الأخ محب الحق عارف في كوريا ببوسان وقد التقينا به في مدينة سيول. وفي الساعة الخامسة والنصف رجعنا إلى مسجد كوبي فوجدنا الأخ عبد العزيز التركستاني الذي جاء من طوكيو، لحضور مؤتمر صحفي في كوبي وليلتقي بنا، وتمت مناقشة خطة زيارتنا في الأيام القادمة وهل تدعو الحاجة إلى زيارة مدينة كويوتو ـ بلد الحاج مصطفى كمورا ـ أو لا؟ واتفق الإخوة: الحاج مصطفى كمورا والأخ خالد كيبا والأخ عبد العزيز التركستاني أن لا داعي لزيارة مدينة كويوتو، وأن نذهب إلى مدينة أوساكا استعدادا للسفر إلى كوريا ـ سيول.



وحاولنا مع الأخ خالد كيبا أن يعود إلى أهله فوافق بعد إلحاح، وودعناه شاكرين لعاطفته الأخوية الإسلامية وكرم ضيافته، وبخاصة بذل أوقات طويلة معنا، ودعونا الله له بالتوفيق نسأل الله أن يجزيه عنا خيراً.



وقال الأخ عبد العزيز التركستاني: إن مدينة كوبي تعتبر من أهم الموانئ اليابانية، وهي من المدن القليلة التي فتحت على العالم الخارجي في وقت مبكر، وبخاصة المملكة العربية السعودية، وقال: إن لليابانيين عادات متأصلة فيهم، ومن عاداتهم الوصول إلى مضمون: "لا" النافية دون التلفظ بها صراحة، ولديهم عدد من الكتب خاصة بذلك، ومنها كتاب ينص على ست عشرة صورة تؤدي إلى هذا المعنى. ثم ذهبنا إلى فندق: أورينتل لنقضي هذه الليلة في مدينة كوبي: (ORIENTAL).






السابق

الفهرس

التالي


14214913

عداد الصفحات العام

10

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م