﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


قيمة المصلحين في الأرض - و عاقبة المفسدين فيها[سيد قطب]

قيمة المصلحين في الأرض - و عاقبة المفسدين فيها[سيد قطب]



[من كتاب في ظلال القرآن]



{فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)} [هود]



[ثم عودة إلى القرون الخالية التي لم يكن فيها إلا قليل من الذين ينهون عن الفساد في الأرض. أما الكثرة فكانت ماضية فيما هي فيه, فاستحقت الهلاك. وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون: فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض ! إلا قليلا ممن أنجينا منهم , واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين . وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون . .]



الدرس الخامس:116 - 117 إهلاك السابقين لعدم إصلاحهم ونهيهم عن الفساد



ثم يعود السياق إلى تكملة التعليق والتعقيب على مصارع القرى والقرون. فيشير من طرف خفي إلى أنه لو كان في هذه القرون أولو بقية يستبقون لأنفسهم الخير عند الله, فينهون عن الفساد في الأرض, ويصدون الظالمين عن الظلم, ما أخذ تلك القرى بعذاب الاستئصال الذي حل بهم , فإن الله لا يأخذ القرى بالظلم إذا كان أهلها مصلحين , أي إذا كان للمصلحين من أهلها قدرة يصدون بها الظلم والفساد, إنما كان في هذه القرى قلة من المؤمنين لا نفوذ لهم ولا قوة , فأنجاهم الله. وكان فيها كثرة من المترفين وأتباعهم والخانعين لهم, فأهلك القرى بأهلها الظالمين:



فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض ! إلا قليلا ممن أنجينا

منهم , واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين . وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون . .



وهذه الإشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الأمم. فالأمة التي يقع فيها الفساد بتعبيد الناس لغير الله, في صورة من صوره , فيجد من ينهض لدفعه هي أمم ناجية , لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير . فأما الأمم التي يظلم فيها الظالمون , ويفسد فيها المفسدون، فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد , أو يكون فيها من يستنكر , ولكنه لا يبلغ أن يؤثر في الواقع الفاسد , فإن سنة الله تحق عليها , إما بهلاك الاستئصال . وإما بهلاك الانحلال . . والاختلال !



فأصحاب الدعوة إلى ربوبية الله وحده , وتطهير الأرض من الفساد الذي يصيبها بالدينونة لغيره , هم صمام الأمان للأمم والشعوب . . وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين لإقرار ربوبية الله وحده , الواقفين للظلم والفساد بكل صوره . . إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب , إنما هم يحولون بهذا دون أممهم وغضب الله , واستحقاق النكال والضياع . .





السابق

الفهرس

التالي


15251803

عداد الصفحات العام

597

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م