﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا﴾ [ ١٣٨] ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ [النساء ١٣٩]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(05)سافر معي في المشارق والمغارب

(05)سافر معي في المشارق والمغارب



زيارة الشيخ عبد الله الشافعي:



في صباح هذا اليوم زارنا في الفندق الشيخ عبد الله الشافعي مؤسس المدرسة الشافعية، وشرح لنا ما تقوم به مدارسه المتعددة، واعتذر لنا عن عدم حضوره أمس عندما زرنا مقر المدرسة وألح علينا في نقل رغبته بأن تساعد الجامعات مدارس الشافعية بتخصيص منح دراسية ومدرسين للغة العربية فوعدناه أننا سنبلغ المسؤولين في الجامعة وطلبنا منه أن يبعث للجامعة الإسلامية منهج المدرسة ويطلب معادلته لأن المنح إنما تخصص بناء على المعادلة.



الأحد: 1/9/1400 ه ـ 13/7/1980م



يوم إجازة النصارى هو يوم إجازة المسلمين!



كان هذا اليوم هو يوم الأحد، وهو أول أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام، وهو يوم إجازة في إندونيسيا، على عادة النصارى، مع أن الشعب شعب مسلم ينبغي أن يأخذ يوم راحته يوم الجمعة الذي يحتاج فيه إلى الاستعداد لصلاة الجمعة.



ونحن وإن كنا لا نرى تعطيل العمل لا في يوم الجمعة ولا في غيره، لأن الإسلام يحث المسلم على العمل في كل وقت وعمل المسلم عبادة لله سواء كان من الشعائر التعبدية أو من الأمور المباحة، ما دام يقصد به وجه ربه تعالى أو لا يخالف شرعه، والآيات القرآنية تدل على عدم تخصيص يوم الجمعة بالتعطيل ـ وإن كان يوم عيد أسبوع المسلمين، يجتمعون فيه في كل أنحاء الأرض للصلاة وسماع الخطبة ـ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ.. } وقال: {فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة الجمعة، الآيات: 9-10.].



وكان أصحاب الرسول صَلى الله عليه وسلم، يعملون يوم الجمعة في مزارعهم إلى أن يقرب وقت الصلاة، كما في حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالْعَوَالِيِّ فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلى الله عليه وسلم، إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا) [البخاري: رقم: 851 ومسلم رقم: 1398.]. فالآيات القرآنية دلت على جواز البيع والشراء إلى وقت النداء، ودلت على مشروعية الابتغاء من فضل الله بعد الصلاة، وهذا الحديث دل على أن الصحابة منهم من يأتي من منزله ومنهم من يأتي من العوالي والظاهر أن المقصود من بساتينهم التي يذهبون إليها يوم الجمعة وما ذلك إلا للعمل والله أعلم.



ولكن أمر الرسول صَلى الله عليه وسلم، بالتبكير والاغتسال والتطيب يؤخذ منه إعطاء فرصة لمن أراد ذلك مبكراً، والمسلمون ـ إذا كان لا بد لهم من يوم تعطيل ـ أحق بيوم الجمعة وكونهم يعطلون في يوم تعطيل النصارى، دليل على انحرافهم وتقليدهم لأعداء الله في أعيادهم وهذه الموافقة فيها شيء من الموالاة التي حذر منها القرآن الكريم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. [سورة المائدة، من الآية: 51.]



لهذا تجد المسلمين يضيقون ذرعاً في بلادهم عندما يعطي حكامهم عيداً للنصارى وهم قلة تعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية كل أسبوع، وهم لا تؤدي في هذا إلا قلة قليلة منهم لحظات معدودة في الكنيسة طقوسها، وهم كفار وعباداتهم كفرية وبقية الوقت يقضونه في لهو ولعب.



أما المسلمون وهم الأغلبية فيومهم يوم عيد مشروع ويؤدون عبادة مشروعة تحتاج إلى وقت للاستعداد قبل الصلاة، ثم يحال بينهم وبين هذا العيد المشروع، يضيق المسلمون ذرعاً بهذا الوضع وبعض البلدان قد لا يعطى المسلم فيها فرصة للصلاة، إذا فاتت بعض مصالحهم كأن يكون طالباً في كلية علمية كالطب والهندسة والدراسة مستمرة وقت الصلاة.. فأين إسلام هؤلاء الذين يضايقون المسلمين في أوقات عباداتهم ويحققون للكافرين مآربهم.



كلمة حق لا بد منها:



وهنا لا بد من كلمة حق أقولها للمسلمين وأعدائهم على السواء: الأصل في يوم الجمعة أن يكون يوم عمل - غير إجباري - لأن عمل الصحابة جرى على ذلك ـ كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقد سبق بعضها، ولزيادة الإيضاح أسوق هذه الأحاديث الصريحة في العمل يوم الجمعة:



عن عائشة رضيَ الله عنها، قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح، فأتى رسول الله صَلى الله عليه وسلم، إنسان منهم، وهو عندي، فقال: (لو أنكم تطهرتم يومكم هذا). وفي رواية عَنْهَا: كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الْجُمُعَةِ رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ: (لَوِ اغْتَسَلْتُمْ) [سبق تخريج الحديث، والرواية الأخيرة في صحيح البخاري، برقم: 852.].



وفي رواية كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كُفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم: (لو اغتسلتم يوم الجمعة) أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قالت: كان أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم، عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم: (لو اغتسلتم) وفي رواية أبي داود قالت: كان الناس مهان أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم فقيل لهم: (لو اغتسلتم) [جامع الأصول (7/327/328) وراجع مجمع الزوائد (2/172).].



هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ..} وقوله: {فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة الجمعة، الآيات: 9-10]. تدل دلالة واضحة على أن أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم، في عهده كانوا يعملون يوم الجمعة.



وعلى هذا لا ينبغي أن يشدد على تعطيل يوم الجمعة، لإمكان الجمع بين قضاء المصالح العامة، وهي من رضا الله، وبين الاستعداد للصلاة وهذا هو ما جرى عليه أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم وهو واضح من النصوص السابقة.



وينبغي أن يعطى المسلم الحريص على التفرغ للعبادة هذا اليوم فرصة للتنظيف والتطيب والتبكير إلى المسجد، وأن توقف الوظائف العملية التي تحول بين هذا المسلم وبين هذا الحق مثل الدراسة والتدريس والعمل في المصانع، وما أشبه ذلك مما يجبر المسلم على التأخر عن التبكير وما يلزمه، وإذا كان لا بد من التعطيل فينبغي أن يكون يوم الجمعة لا يوم السبت ولا الأحد اللذين هما من أعياد الكافرين. هذا استطراد رأيت أن إيضاح هذا المعنى فيه مفيد، فأرجو من القارئ المعذرة.



في برج الاستقلال:



في هذا اليوم - يوم الأحد- الذي هو إجازة في إندونيسيا مجاراة لأعياد النصارى ـ ذهبنا في الساعة العاشرة والنصف للصعود في برج الاستقلال في جاكرتا والذي يمكن منه رؤية المدينة لارتفاعه، وبعد أخذ بطاقات الصعود وجدنا صف الانتظار للصعود طويلاً والمصعد واحد، وليس واسعاً مثل مصعد عمارتي نيويورك وشيكاغو في أمريكا، فقررنا الانسحاب من هذا الصف لنرجع في وقت أقل ازدحاماً، ومررنا على الحجرات المحيطة بالبرج في داخل مبناه في الدور الأرضي منه، وفيها الآثار التاريخية الإندونيسية التي تحكي تاريخ إندونيسيا من عصورها القديمة إلى عصر الاستقلال بالصور المجسمة.



ثم ذهبنا إلى شاطئ البحر، وفي طريقنا رأينا أنهاراً في وسط المدينة قذرة، وروائحها كريهة فسألنا: ما هذه الأنهار القذرة التي تخترق جاكرتا العاصمة فقيل هذه هي المجاري يشق لها هذا المجرى الواسع ليصب في البحر!.



لكل ساقطة لاقطة!



ومن المناظر الغريبة وجود بعض الأشخاص يستحمون في مثل هذا المجرى، رأى الشيخ عبد القوي رجلاً وهو يستحم في هذا النهر، فعجب لذلك! فقال بعض الإخوة الإندونيسيين: ما أظنه يستحم ولكن يمكن أن يكون عاملاً يحفر في بعض المجاري الفرعية وكان ذلك فيه شئ من الاحتمال عندي، ولكن بعد قليل رأينا آخر وهو في وسط هذا البحر يغتسل بالماء القذر ويدلك به جسمه، عند ذلك قلت للإخوة لا تتعجبوا، فلكل ساقطة لاقطة كما يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله.



وعندما وصلنا إلى ساحل البحر وجدنا المكان أشد ازدحاماً من برج جاكرتا، مع سعة الساحل، وكان أهل جاكرتا قد اجتمعوا في هذا المكان، فلم نطق النزول به لما فيه من المنكر والصخب.



الخبيثون للخبيثات!



فطلبنا من السائق أن يعود بنا إلى الفندق، وفي الطريق مررنا بأحد الجوالة وهو ينظم السير ويشرب الدخان ولون جسمه يشبه الرماد، فقال الشيخ عبد القوي: لونه لون الضفدع ويشرب الدخان؟ قلت: الخبيثون للخبيثات، وحاول الأخ عبدالله بن سعيد باهرمز أن نبين له معنى وجه الشبه، ليطبق قواعد البلاغة التي يتعلمها، فطلبنا منه أن يصرف النظر عن ذلك لأن الجو العام للتشبيه متعب: الدخان والمدخن وبجواره نهر من المجاري.



ركشة الإندونيسيين!



ومرت بنا قاطرة من العربات عددها عشر محملة بالمتنزهين وماكينتها شبيهة بماكينة الدراجة النارية، إلا أنها أقوى منها قليلا قلت: هذه ركشة الإندونيسيين لأن الركشة الباكستانية أو البنغالية لا تتسع لعالم الذر ولا تتسع شوارع إندونيسيا لها مع أهلها.



ثم تشاور عبد الله باهرمز مع قائد السيارة بلغتيهما، وكر السائق راجعاً إلى البحر من جهة أخرى بعد أن قال له عبد الله: ترى مقاسي[أي شكرا]، قلنا: خير إن شاء الله إلى أين؟ فقال عبد الله باهرمز: ذكر السائق أن هذه الجهة التي نسير إليها الآن لا يوجد بها مرتادون لعدم وجود ظلال بها.



هذا هو البحر الذي تريده!



واصلنا السير إلى ذلك الشاطئ ودخلنا في سبخة فنصحت السائق ألا يدخل بالسيارة في هذا المكان، لأني رأيت آثار النذير في أماكن منه، فاغتر بمكان ظاهره فيه الرحمة جاف أبيض، وباطنه فيه قبور لعجلات السيارة وشد بقوة على مدعس البترول فهوت عجلات السيارة بالأرض حتى التصق أسفل السيارة بالأرض، وأصبحت العجلات في مأمن من دفع طاقة البنزين، فنزلنا وأخذنا نجمع بعض الحشائش ولففنا ثيابنا وحاولنا دفع السيارة إلى الأمام أو إلى الوراء، وما زادها ذلك إلا تمكنا في الأرض.



تعطل السيارة على ساحل البحر في غرب جاكرتا



فاتجه إليَّ الشيخ عبد القوي قائلاً: هذا هو البحر الذي تريده؟ ـ لأني كنت ألح في كل مدينة تقع بجانب البحر أن نذهب إلى الساحل لنتمتع بجمال البحر ـ قلت: الحمد لله نحن الآن في البر، والبحر كان قريباً منا فذهبنا إلى الشاطئ حيث وجدنا بعض الفقراء يصطادون بطريقة بدائية ولا يحصل الواحد منهم على سمكة صغيرة إلا بعد جهد، وبقينا هناك حتى تعبنا ننتظر الإسعاف - سيارة بديلة - الذي كان السائق قد طلبه من الفندق فتأخر.



فذهبنا إلى بعض الأشجار ذات الظلال القليلة فانتظرنا حتى جاء الفرج ورجعنا إلى الفندق وكان عبد البر يرى أن نذهب إلى حديقة الحيوان وعبد الله باهرمز يرى أن نذهب إلى المتحف فغلبناهما، لأن كل واحد منهما صوت ضد الآخر وكان اختيارنا موحداً.



وفي طريقنا إلى الفندق شرى عبد الله لنا فواكه متنوعة، نعرف منها النارجيل الذي يضمن لصاحبه الطعام والشراب معا حيث توجد بداخل ثمرته بحيرة من الشراب الصافي الذي لا يحتاج إلا إلى صبه في الإناء ليشرب [سميت ثمر النارجيل فيما بعد بـ(الآبار المعلقة) كما في رحلة سريلانكا.] وكذلك فاكهة الباباي وهي فاكهة قشرتها قد تكون حمراء مشوبة بخضرة، وقد تكون خضراء لينة، وفي داخل القشرة لب أحمر يوجد بداخله حبوب صغيرة شبيهة ببعر الغزال..!



وهذه الثمرة قد تكون طويلة وقد تكون كروية وهي تصغر وتكبر على اختلاف شجرها، وتسمى في بعض مناطق اليمن بـ(العمبرود). وكانت فاكهتي المفضلة في صغري، ووجودها في أرض الحجاز نادر، ولذلك كنت في هذه الرحلة من حزبها، وكان الشيخ عبدالقوي من حزب الموز وكنت أفوز عليه في الانتخابات، وكان الشعب الذي له حق الانتخاب عبد الله باهرمز والابن عبد البر، فإذا لم يوجد إلا الموز كنا جميعاً من حزب عبد القوي وإن لم يوجد إلا الباباي كان عبد القوي معنا، وهذا دليل على التسامح والتعاون والديمقراطية النظيفة وقد قلت مسجلاً المعنى العام لهذا التعاون:

وفي شجر الباباي والموزراحة،،،،،،،لعبد القوي والقادري على السوى



وفواكه أخرى أنعم الله بها على أهل تلك البلدان يصعب علينا حصرها وحفظ أسمائها، وفي الفندق عوضنا أجسامنا ما فقدته من الطاقة في هذه الرحلة على ساحل مدينة جاكرتا من تلك الفواكه الطيبة وأسلمنا أنفسنا لربنا حتى أرسلها وله الحمد والشكر.






السابق

الفهرس

التالي


14948196

عداد الصفحات العام

800

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م