﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(15)سافر معي في المشارق والمغارب

(15)سافر معي في المشارق والمغارب



الأربعاء: 11/9/1400ه ـ23/7/ 1980م



زيارة معهد التربية الإسلامية (والي صاعانج):



كان الأستاذ الحاج إبراهيم الطيب قد زارنا ليلة أمس في الليل بعد صلاة التراويح، وطلب منا أن نزور المعهد المذكور الذي أسسه سنة: 1961م. والحاج إبراهيم الطيب متخرج في معهد كونتور، قبلنا رغبته ومررنا به ونحن مسافرون إلى سورابايا، وهذا المعهد يحاول مؤسسه أن يسير به على غرار معهده الذي تخرج فيه ويقع في قرية عابر فونوروقو وفيه قسم خاص بتعليم الفتيات والحاج إبراهيم هو الذي وقف أرضه على المعهد وأنشأه فيها.







زارنا ليلة أمس في الليل بعد صلاة التراويح، وطلب منا أن نزور المعهد المذكور الذي أسسه سنة: 1961م. والحاج إبراهيم الطيب متخرج في معهد كونتور، قبلنا رغبته ومررنا به ونحن مسافرون إلى سورابايا، وهذا المعهد يحاول مؤسسه أن يسير به على غرار معهده الذي تخرج فيه ويقع في قرية عابر فونوروقو وفيه قسم خاص بتعليم الفتيات والحاج إبراهيم هو الذي وقف أرضه على المعهد وأنشأه فيها.



وعدد طلابه تسعمائة تقريباً وقد تحصل على مساعدات من المملكة العربية السعودية، وقد كان برنامج الزيارة قراءة ما تيسر من القرآن الكريم وكلمة من المؤسس رحب بنا فيها وشكر المملكة على المساعدة ثم كلمة توجيهية مني.



زيارة معهد المعلمين:



ثم مررنا بمعهد المعلمين الذي أسسه الحاج صائمان لقمان الحكيم، وهو متخرج في معهد كونتور أيضاً وأحد المدرسين فيه وأخبرنا أن الملك خالد قد أسهم في بناء هذا المعهد بمبلغ ثلاثين مليون ومائتان واثنان وأربعون ألف روبية إندونيسية. الريال السعودي يعادل= 200 روبية إندونيسية في تلك الأيام. وهذا المعهد والمعهد الذي قبله قريبان من معهد كونتور، وهذا تابع للجمعية المحمدية يقع في قرية جنيس.



السفر إلى مدينة سورابايا:



ودعنا الإخوة بعد زيارة معهد المعلمين متجهين إلى مدينة سورابايا التي تبعد عن معهد كونتور مائتي كيلو متر تقريباً، وكانت طريقنا ـ كالعادة ـ في وسط الغابات والمزارع والقرى منتشرة بين المدن، وكأننا نسير في مدينة واحدة لكثرتها، وكان الشارع مزدحماً بالسيارات على اختلاف أشكالها، كأننا في شارع داخل مدينة والفلاحون يعملون، هذا يحرث وهذا يحصد وهذا يغرس وهذا يزرع هذا يحمل. والفواكه على جانبي الطريق لا تلتفت يمنة ويسرة إلا ترى أشجاراً موقرة بأنواع منها المعروف لنا، ومنها غيره، والأنهار الجارية منها الكبير ومنها الصغير.

وكنا مع كثرة التعب تارة نتمتع بتلك المناظر الطيبة وتارة نتمتع بالنوم.



في مدينة سورابايا



وقد استغرقت هذه الرحلة ساعتين وخمس عشرة دقيقة، وكان وصولنا إلى سورابايا الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً، ونزلنا في أحد الفنادق، وكان بقية يومنا هذا يوم راحة لحاجتنا إليها.



الخميس: 12/9/1400ه ـ 24/7/ 1980م



من نكات القرود!



في الساعة التاسعة صباحاً تجولنا في أسواق سورابايا، ثم انقسمنا قسمين: قسم فضل الرجوع إلى الفندق، وهو أنا والشيخ عبد القوي، وقسم فضل زيارة حديقة الحيوان، وهو الأخ عبد الله باهرمز والابن عبد البر، وجاءنا عبد الله باهرمز حاملاً النكتة الآتية: قال: كان عبد البر يتفرج على القرود، وكانت القرود تتفرج على عبد البر! قلت: كيف كانت الثانية؟ قال: كانت ملابس الناس كلهم عادية عند القرود، أما لباس عبد البر: الثوب الطويل والطاقية والغترة فكانت غريبة، ولذلك كانت القرود لا تلتفت إلى الناس بل صوبت أبصارها إلى عبد البر، قلت: لا بأس ترد له الجميل، حيث قد وصفها من قبل بالحلوة.



خواطر ومقترحات:



في هذا اليوم والذي قبله جالت بذهني بعض الخواطر والمقترحات أسجلها فيما يلي:



1 ـ ينبغي أن تقوم بعض المؤسسات الإسلامية كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتأليف كتب في تعليم اللغة العربية لغير العرب وتسجيلها في أشرطة "كاسيت" أو أسطوانات، أو أشرطة فيديو، أو أي وسيلة تستجد من وسائل الإيضاح النافعة، وإهدائها للمؤسسات الإسلامية المهتمة بتعليم اللغة العربية.

2 ـ القيام ببرنامج مستمر لتعليم اللغة العربية في إذاعة تخصصها المملكة العربية السعودية يستفيد منها العالم الإسلامي في كل مكان، وكذلك في التلفزيون وتهدي أفلامه إلى تلك المؤسسات الإسلامية.

3 ـ إهداء كتب إسلامية باللغة العربية وغيرها للجامعات الإسلامية والمعاهد والمدارس الإسلامية.

4 ـ تسجيل أناشيد إسلامية تتضمن شرح مبادئ الإسلام أو تثير الحماس في نفوس أبناء المسلمين، وشراء الكتب والدواوين التي تشتمل على أمثال تلك الأناشيد أو طبعها وتوزيعها كذلك على المؤسسات الإسلامية، لتكون مادة حفظ النصوص الشعرية، لأن الشباب يرغب في ذلك وفيه صرف له عن سماع ما لا يليق كالموسيقى والأغاني التي وجدنا الشعب الإندونيسي مغرماً بها، وعن طريقها يستميل أعداء الإسلام الشباب لإغوائه.

5 ـ توزيع المصاحف المسجلة للمؤسسات الإسلامية والمساجد.

6 ـ بناء قاعات محاضرات عامة ملحقاً بها مرافق نشاطات مختلفة ومساجد ومدارس ووقفها على المسلمين للاستفادة منها، وقطع الطريق على النصارى الذين يغرون الشباب مما يقابلها من مرافق النشاط عندهم.

7 ـ فتح مراكز لتعليم اللغة العربية في المدن الكبرى على غرار المركز العربي السعودي لتعليم اللغة العربية في جاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

8 ـ تخصيص مدرسين لبعض الجامعات الإسلامية، حكومية كانت أو أهلية باسم مدرسي اللغة العربية ممن يكونون مؤهلين في اللغة العربية والمواد الإسلامية، للنهوض بتلك الجامعات والمعاهد في هذا المجال.

9 ـ إقامة دورات تدريبية لمدرسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية في بلدانهم.

10 ـ استضافة بعض المدرسين من الجامعات الإسلامية والمعاهد ولا سيما.. مدرسي اللغة العربية والمواد الإسلامية، للاحتكاك بمدرسي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ومثيلاتها، والوقوف على مواد الكليات والمعاهد هنا وحضور الدروس في الفصول وإقامة ندوات خاصة بهم للاستفادة منها.

11 ـ بعث أعداد كبيرة من المصحف الكريم لتوزيعها على القراء أو طبع تلك الأعداد في البلد الذي يراد توزيعه على أهله لأنه أقل تكلفة وأضمن توزيعاً.

12 ـ البحث عن الكتب المترجمة إلى اللغات المحلية من الكتب الإسلامية النافعة وطبعها في داخل البلد وتوزيعها.

13 ـ الاستعانة ببعض طلبة الجامعة في ترجمة بعض الكتب العربية إلى لغاتهم لطبعها وتوزيعها.

14 ـ منح بعض المؤسسات الإسلامية حافلات لنقل طلابها إلى المدارس والمعاهد والجامعات وفي الرحلات.

15 ـ بناء مساكن وفصول دراسية للمعاهد الإسلامية لإيواء الطلاب ودراستهم.

16 ـ توزيع فتاوى ابن تيمية على الجامعات والمكتبات.



في مسجد الفلاح:



في الساعة الخامسة جاءنا الأخ مصري واصطحبنا إلى مسجد الفلاح، واستقبلنا مدير المسجد الشيخ عبد الكريم، فتناولنا الإفطار وصلينا المغرب، ثم ذهبنا إلى منزل الحاج عبد الكريم لتناول طعام العشاء، وقد أخبرنا بعض العلماء هناك أن منزل الحاج عبد الكريم يعتبر مأوى للعلماء والزوار المسلمين لـ(سورابايا) من داخل إندونيسيا وخارجها، وكان الرجل من كبار تجار إندونيسيا وعضواً في مجلس الشعب، وهو الآن مرتاح عن الأعمال لكبر سنه، وقد أصيب بكسور في حادث في المملكة العربية السعودية في إحدى حجَّاتهِ.



وأُخبرنا أن ابن أخيه طبيب، وهو الآن في سجن جاكرتا ـ ويرقد في المستشفى ـ وكان سبب سجنه غيرته على دينه وعدم صبره على انتهاك حرمات هذا الدين. وهذه طبيعة بعض الحكام الذين يحاربون الإسلام ودعاته، إذا خالف نهجهم. وبعد أن تناولنا العشاء ذهبنا إلى المسجد، فصلى بنا إمام المسجد العشاء وصلى بنا الشيخ عبد القوي التراويح.



كيف ربى رسول الله صَلى الله عليه وسلم أصحابه؟



ثم طلب مني أن ألقي محاضرة فكان عنوانها: كيف ربى رسول الله صَلى الله عليه وسلم أصحابه (وكان المقصود بها الشباب). وتضمنت العناصر الآتية:



1 ـ رباهم على العبودية الكاملة لله ومحبة الله ورسوله وطاعتهما المطلقة.

2 ـ التضحية بالنفس والمال في سبيل الله، وضربت لذلك أمثلة:

أ ـ مصعب بن عمير مدرساً وحاملاً لراية الجهاد وشهيداً.

ب ـ أسامة قائد الجيش الذي عقد رايته له صَلى الله عليه وسلم وكان في فيه أبو بكر وعمر.

ج ـ أبناء عفراء اللذان قتلا أبا جهل.

د ـ الفدائيون الذين قتلوا رؤوس الكفر مثل: ابن أبي الحقيق، وعبد الله بن عتيك وكعب بن الأشرف.

5 ـ محمد بن القاسم فاتح السند.



ثم ذكرت الشباب (وأغلب المصلين الذين يملأون المسجد هم شباب) بواجبهم في تحمل المسؤولية والاقتداء بهؤلاء الفتية في رفع كلمة الله، وأنه لا يجوز أن يقتدي بالشباب الفاسد الذي رباه الغرب على عداوة الله ورسوله وأصحابه ودين الإسلام، الذين يستحون أن يذكر الإسلام عندهم، وأن المسلم عكس ذلك يعتز أن يكون مسلماً كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ }. [فصلت: 33].



وكان من الحاضرين معنا في منزل الحاج عبد الكريم وفي المسجد الحاج باي عارفين وهو من العلماء المشهورين في إندونيسيا، وهو ذو حماس وغيره على الإسلام وذو تأثير في نفوس الشباب، كما حكى لنا غير واحد، وله ما يزيد على ثلاثين مؤلفاً إسلامياً في موضوعات مختلفة تهتم بتوعية الشباب وتثقيفهم، وقد أهدى لنا بعض تلك المؤلفات ومنها ترجمة كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب. وطلب مني الحاج عبد الكريم أن نتناول طعام السحور في منزله أيضاً وأن ألقي محاضرة بعد صلاة الفجر في نفس المسجد فلبينا طلبه.





السابق

الفهرس

التالي


16485009

عداد الصفحات العام

398

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م