{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014)سافر معي في المشارق والمغارب:

(014)سافر معي في المشارق والمغارب:

مبالغة رئيس نهضة العلماء في الولاء لغير المسلمين:

لقد أشفق عبد الرحمن واحد على النصارى أعداء الرحمن وغيرهم من قوة ما يسميه بالمذهب الديني - ويعني به الإسلام ـ وخشي من تأثير هذه القوة السلبي على غير المسلمين، وبخاصة النصارى، فأنشأ في الفترة الأخيرة (16 ـ 17/3/1991م) ما سماه بالتجمع الديمقراطي، وهو يتكون من 45 شخصاً عدد المسلمين منهم خمسة فقط، وفيهم النطيحة والمتردية والموقوذة، بل أحدهم قادياني، وهذه أسماء بعضهم:

1 ـ عبد الرحمن المسؤول الأول.
2 ـ عارف بوديمان (نصراني يساري).
3 ـ د. موليا لوبس (يساري).
4 ـ ي. ب/ مانجون ويجايا (قسيس).
5 ـ كرستيا كارتيكا (يساري قومي).
6 ـ رحمان تولينج (يساري).
7 ـ د. موجي سوتر سنو (نصراني متخصص في الإلهيات).
8 ـ د. منويل كاسيفو (نصراني يساري).
9 ـ إيكو تشوكرو ويجويو (نصراني).
10 ـ فرمان ماكنس سوسينو (ألماني الأصل قسيس).
11 ـ د. مارسيلام سيمنجونتاء (نصراني).
12 ـ الفونس تاريادي (نصراني).
13 ـ د. أمانويل سبتانجون (نصراني).
14 ـ آرسي ديد بسكاتوفو (نصراني).
15 ـ غفار رحمن(نهضة العلماء). [هكذا يختصر الأندونيسيون الأسماء اختصاراً فاحشاً، حيث يحذفون العبد ويبقون اسم المعبود اسماً لذلك العبد، فالأصل: عبد الغفار بن عبد الرحمن، ومن ذلك إطلاق عبد الرحمن واحد، والأصل: عبد الرحمن بن عبد الواحد، وبعض الشباب الأندونيسيون لا يعرفون أن أباه اسمه عبد الواحد.]
16 ـ سوتشفتو واريوسا جونو (مسلم قومي).
17 ـ جوهن أفندي (أحمدي).
18 ـ أسواب محاسن مسلم.
أنظر: MEDIA ـ INDONESIA. 4 ـ 4 ـ 1991..

وقد بين الهدف من إنشاء هذا التجمع، وهو محاولة إزالة سوء الظن بين معتنقي الملل والأديان، وأن تلك المحاولة استمرت أربعين سنة ورأى أن التباغض لا زال موجوداً بين هذه الملل ـ الإسلام وغيره ـ وأن هذا أمر خطير فاتفق مع أصدقائه الذين تكون منهم التجمع وغالبيتهم غير مسلمين على إقامة هذا التجمع.

وهنا يمكن إيراد بعض الأسئلة:

لماذا لم يُقِم عبد الرحمن تجمعاً مع الجمعيات الإسلامية وأعظمها عدداً وأفضلها منهاجاً ـ ولو من الناحية النظرية -وهي الجمعية المحمدية؟.

كيف يستطيع عبد الرحمن إزالة سوء الظن بين المسلمين وغيرهم، والنصارى يتربصون بالمسلمين الدوائر في كل المجالات: السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتعليمية، بل إنهم أعدوا العدة وخططوا الخطط ونظموا المنظمات وأنشأوا الجمعيات المختلفة متعاونين في الداخل مع الحكومة الإندونيسية، وفي الخارج مع الحكومات النصرانية والمؤسسات التنصيرية لتنصير المسلمين وحددوا عام: 2000م لجعل إندونيسيا نصرانية ولكن الله سلم.

فكيف يزال سوء الظن عن النصارى وهذه حالهم مع المسلمين، إلا إذا كان المراد بإزالة سوء الظن أن يتسامح المسلمون تسامحاً يجعلهم يتركون دينهم ويتبعون دين النصارى ويسلمون كل أَزِمَّة الأمور لهم؟ والله تعالى يقول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}. البقرة: 120.


عبد الرحمن واحد

ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}. [آل عمران: 118-]119.

ويقول تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } المجادلة: 22. فهل قرأ رئيس نهضة العلماء هذه الآيات وأمثالها؟ وهل عقل معناها؟ وهل طبق واقع النصارى في بلاده عليها؟

يُعلم من ذلك كله أن أعداء الله وبخاصة اليهود والنصارى، لا يمكن أن يجتمعوا معنا إلا على ترك ديننا وإلحاق الضرر بنا. ماذا يخشى على النصارى وأغلب الوظائف العليا الخطيرة في الدولة بأيديهم؟ [ سيأتي مزيد من بيان موثق في هذا الموضوع..] وأخيراً.. فإن عبد الرحمن يؤكد ولاءه للمبادئ الخمسة التي تساوي بين الأديان وأهلها فيقول: إن غورباتشوف شيوعي ليبرالي، وأما أنا فبانتشاسيلي ليبرالي. [انظر: PELITA. 4 ـ 4 ـ 1991.]

تذمر رئيس نهضة العلماء من تحية الإسلام ومن طراز المساجد!

ولم يدع عبد الرحمن (رئيس نهضة العلماء) تحية الإسلام: "السلام عليكم" تمر بدون أن يحط من قدرها ويصرح بأنه لا يستعملها، وأنها شيء فعله الرسول صَلى الله عليه وسلم، يمكن فعله ويمكن تركه، (وهو يرجح الترك) وينكر على المسلمين في إندونيسيا في أخذ تصوراتهم من المسلمين في البلدان العربية التي يسميها بالشرق الأوسط، فقال: "إن المسلمين دائماً ينظرون إلى الإسلام حسب تصورات الشرق الأوسط، وكمثال: طراز المساجد لا بد أن يكون بالقبة، والشعب الإندونيسي له هندسة معمارية متميزة وأكثر توافقاً مع الحضارة الإندونيسية العريقة". [الهندوسية والبوذية..!]

لماذا نشعر بالخطأ إذا لم نقل السلام عليكم [غير مبال قول الرسول صَلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).] ويؤكد قصده بقوله: "أليست تلك التحية يمكن أن نبدلها بـ(الأصل) أن يقال: صباح الخير [تحيات الجاهليين العرب وغيرهم..]أو ما أخبارك وغيرهما؟"

فلما سأله سائل: أليست تلك التحية دعاء؟ قال: لا، لأن الدعاء لا بد أن نقوله في القلب، ولماذا يدعوا أحدكم بصوت عال؟ أما أنا لم استعمل تلك التحية (السلام عليكم) ولا يعني أن إسلامي منقوص، في رأيي: السلام عليكم، ليس من الإسلام في شيء [وهذه طامة أكبر أن ينفي ما تواترت به النصوص أنه من الإسلام بأنه ليس من الإسلام؟! لأن النبي صَلى الله عليه وسلم شرعه بفعله وقوله، بل فعله دل على مشروعية السلام على المصلي، وعلى رد المصلي السلام على من سلم عليه، بالإشارة. كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال:

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى قباء، فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفه...ذكره الألباني في سلسلته الصحيحة، وقال: إسناده صحيح، والحديث أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
ثم قال له قائل: أليست تلك التحية من مميزاتنا (المسلمين)؟ قال: "لا أوافق، ولإظهار مميزات الإسلام لا يحتاج إلى السلام عليكم، وعندي صباح الخير ومساء الخير وما أخبارك تتساوي أو تساوي السلام عليكم، ولا نفرق بين مميزات الإسلام ومميزات إندونيسية"! [انظر: PELITA..]

قيام الدولة على أساس الإسلام كقيامها على أساس قبلي!

ولا يقف رئيس نهضة العلماء عند حد تصرفاته الشخصية نحو الإسلام وأحكامه وشرائعه، بل يحرض الدولة على عدم التمسك بالمبادئ الإسلامية ويحذرهم منها ويساوي بين قيام الدولة على أساس الإسلام وقيامها على أساس قبلي، في إحداث الفرقة والتصدع بين الشعب، فيقول: "إن بناء الدولة طويل المدى للمرحلة الثانية ـ أي من عهد سوهارتو ـ لا بد أن يتركز على الأمور الدينية [ يقصد بذلك مضايقة الدولة لمن ينادون بتطبيق الدين الإسلامي، والترجمة قد لا تؤدي بعض المعاني..] ، وإلا فإنه سوف تتولد منها أيديولوجية منافسة لأيديولوجية الحكومة الحالية (المبادئ الخمسة) وستكون أصولية راديكالية.

هناك مظاهر تدل على ظهور الأصوليين [ إقبال الشباب على الإسلام والالتزام به والتَّرَبِّي على مبادئه وامتلاء المساجد بهم ووجود الحجاب وظهور الفهم الشامل للإسلام وكثرة نفاذ الكتب الإسلامية وغير ذلك..] مثل البلدان الإسلامية الأخرى، فلا بد للحكومة أن تتخذ موقفاً شديداً نحوهم، وإذا كان سكان الجزائر البالغ عددهم (26 مليوناً) قد أدخلت حكومة الجزائر عشرات الآلاف من الأصوليين في السجون، فإن حكومة إندونيسيا لا بد أن تعمل أكثر من ذلك [ أي بنسبة عدد المسلمين في أندونيسيا إذ يبلغ عددهم 170مليوناً، وذلك لا يعطيهم الحق في تطبيق الشيعة الإسلامية من أجل كثرتهم!].

ثم قال: إن مظاهر المذهبية الدينية والتعصب للإسلام بدأ يتطور في إندونيسيا، حتى جعل الشعب الإندونيسي منغلقاً داخل إطار مقيد، وكل ينشغل بما يهم فئته دون الاهتمام بتطورات الآخرين ـ غير المسلمين ـ .إن تجميع الشعب الإندونيسي إلى داخل تجمع يقوم على أساس الدين والقبيلة وغيرها، يجعلهم يغرقون في شؤون أنفسهم، وهذا المظهر يهدد أمن ووحدة البلاد، لأن كل تجمع يهتم بنفسه فقط دون الاهتمام بمشاكل الآخرين.

وسأله سائل: كيف إذا تحولت إندونيسيا إلى دولة إسلامية وفاز فيها الأصوليون؟ فقال ضاحكاً: بالنسبة لي لا توجد مشكلة، وإذا تحولت الحكومة إلى حكومة إسلامية فيكفيني أن ألبس الجبة وأصبح عالماً من العلماء!. [يعني سيتظاهر بحب الإسلام وعلمائه، لينجو بنفسه أو ليحصل على منصب في الدولة الجديدة، هذه المعلومات عن رئيس نهضة العلماء أخذتها في رحلتي الرابعة إلى أندونيسيا في شهر صفر سنة 1413ه ترجمت لي من الصحف والمجلات المحلية.]
وانظر الملحق الأول في آخر الكتاب عن استمرار الرجل في دعمه لليهود.. انظر: MEDIA. INDONESIA.






السابق

الفهرس

التالي


14217373

عداد الصفحات العام

2

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م