{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(04)سافر معي في المشارق والمغارب

(04)سافر معي في المشارق والمغارب


الاجتماع بمخرج الأفلام الإندونيسي المسلم:

الأحد: 18/3/1419 ه ـ 12/7/1998م.

أخبرني الأخ أحمد ثروت أنه يوجد مخرج أفلام مسلم، يسمى: إيمان خير الأمم بن خيري، وانه يهتم بإخراج الأفلام الإسلامية، وأنه يحب التعاون في ذلك مع الدعاة، ويحب أن يسمع بعض أفكارهم، فرغبت في الاجتماع به، لأناقش معه موضوعاً كنت أفكر فيه منذ مدة طويلة، وأشرت إليه في كتابي: السباق إلى العقول، وهو: مقارنة إعلامية ميدانية، تبين أوضاع المسلمين في هذا العصر.

ومن أمثلة تلك المقارنة: تصوير ما يهتم به الإعلام الموجه من قبل حكومات المسلمين من توافه الأمور، كالرقص والغناء والمسلسلات الغرامية المفضوحة، والمبالغة في تمجيد المغنين والراقصين والممثلين والرياضيين وإكرامهم... والكتاب والأدباء العلمانيين، وإبرازهم جميعاً للناس، ووصفهم بالرواد والنجوم... وتصوير أعداء الإسلام من اليهود في فلسطين، والنصارى في البوسنة والهرسك وكوسوفا والفلبين، والوثنيين في الهند وبورما، والشيوعيين في أفغانستان ثم في الشيشان، وهم مدججون بالسلاح الذي يقتلون به المسلمين في تلك البلدان ويدفنونهم في مقابر جماعية، ويخرجونهم من ديارهم، وينتهكون أعراضهم، ويعذبونهم في المعتقلات والسجون...

وأمثلة أخرى كثيرة. تصور تلك الأمور المتناقضة وتخرج في فلم يعرض على الشعوب الإسلامية، مع التعليق الذي ينبهها على هذه التناقضات، لترى ما يحيط بها من الخطر من قبل الأعداء، ومن المخططات الرامية إلى إلهائها عن ذلك الخطر من قبل غالب من تولى أمرها من العلمانيين الموالين لليهود والنصارى..

فإن المسلمين إذا تنبهوا لهذا الخطر ووعوه قد يفيقون من غفلتهم ويتجهون إلى وضع أنفسهم في الموضع الذي يعيد لهم عزتهم وكرامتهم، ويهتموا بالأهداف العليا التي وضعها لهم ربهم في هذا الدين، وينصرفوا عن تلك التوافه التي كانت سبباً في ذلتهم...
لهذا رغبت في الاجتماع بالأخ: إيمان لأشرح له هذه الفكرة، لعله يستطيع أن يعمل شيئاً، فكان هذا اللقاء.



الكاتب ومخرج الأفلام إيمان خير الأمم في الفندق أندونسيا ـ جاكرتا 18/3/1419ه

والأخ إيمان ولد في: 4 من شهر إبريل، عام: 1943م. والتحق بكلية علم النفس في جامعة: غاجه ماجه (GAGAH MAGAH) في مدينة جوك جاكرتا، رغبة في علم طبيعة الإنسان وسلوكه... ولم يكمل دراسته في الكلية، بل انتقل إلى تعلم إخراج الأفلام، بعد تعرفه على الحياة الإنسانية...
قلت له: هل وجدت علم النفس الذي يدرس في الجامعات يعرِّف حقاً حقيقة الإنسان؟ قال: لا.

وكان تعلمه لإخراج الأفلام عن طريق فريق النادي المسرحي في جوك جاكرتا، الذي كان مشتركاً فيه قبل دخوله الكلية. وقال: إنه يخرج من الأفلام ما يتعلق بمسيرة الإنسان، وهو الآن يحاول أن يربط أفلامه بالدين.

قلت: ما سبب اتجاهك للربط بين مهنتك وبين الدين؟ قال: إنني ولدت في أسرة دينية، ووجدت بعض الشباب الذين لفتوا نظري إلى ذلك. وكنت أتمنى أن أخرج فيلماً إسلامياً، ولكني لم أجد من يساعدني بالمال إلا في الفترة الأخيرة.

قلت: هل تتابع الأفلام التي تصنع أو تعرض في البلدان الإسلامية؟ وهل يرجى من بعضها خير للمسلمين؟ قال: لا أعرف كثيراً من تلك الأفلام حتى أحكم عليها، ما عدا الأفلام التي تصنع أو تعرض في إيران، فإنها تشترك في المعارض والمسابقات العالمية… ولذلك نطلع على أفلامها. أما الدول العربية ـ مثل مصر وسوريا ـ فلا تشترك إلا نادراً جداً.
وعندي استعداد لإقامة معارض كبيرة للأفلام من البلدان الإسلامية، ولكني لا أجد من يمدني بذلك.
قلت له: ما أهدافك من إخراج أفلامك؟ و قال: الهدف الرئيس: حل مشكلات الأمة اليومية، ولا يمكن ذلك إلا عن طريق الإسلام.

هذا وقد عرضت عليه فكرة: (مقارنة إعلامية ميدانية) فاستحسنها وأعجب بها، ولكنه قال: إنه يعترض ذلك عقبتان:

العقبة الأولى: جمع المادة الإعلامية الميدانية التي يراد مقارنتها. والعقبة الثانية: أنه قد لا يؤذن للفلم أو الأفلام بالعرض في كثير من البلدان، بهذه الصفة. قلت له: أما المادة فليست صعبة، إذ تستطيع أخذها عن طريق ما يعرض في القنوات التلفازية الفضائية والمحلية في جميع البلدان الإسلامية، وفي غير البلدان الإسلامية، كما تستطيع أخذ ذلك عن طريق الملحقين الثقافيين في سفارات البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، ولا يبقى عليك إلا المقارنة والإخراج.

وأما الإذن فيكفي أن تأذن بعرضه دولة واحدة أو دولتان، وقد تتولى ذلك بعض الشركات الإعلامية العالمية، إذا أدركت أنها ستربح من وراء العمل المعروض...

الجمعة:9/3/1419 ه ـ 3/7/1998م.

السفر إلى باندونغ:

في الساعة الثانية بعد الظهر اتجهنا إلى مدينة: (باندونغ) بالسيارة، وكان مرافقي الأخ أحمد ثروت الذي َيدْرُس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود ـ فرع جاكرتا ـ ويقوم بالتدريس والإدارة في معهد إسلامي ـ مساعداً لأبيه الذي أنشأ المعهد ـ وهو متخرج من الأزهر. والأخ أحمد يسره أن يقوم بخدمتي ويرافقني، ويحاول استغلال الوقت معي للسؤال عما يدور بخاطره من المسائل المتعلقة بالأحكام الشرعية والدعوية.[ما حصل بعد هذا التاريخ سجل في المعلومات المتعلقة بمدينتي (باندونغ وجاكرتا) في المجلد الرابع من سلسلة في المشارق والمغارب، الجزء الأول من رحلات أندونيسيا.. ص: 139.]

وكانت الطريق من جاكرتا إلى باندونغ شديدة الزحمة بالسيارات، لكثرة المسافرين، لوجود إجازتين في هذه الأيام: إحداهما: إجازة المدارس، والثانية: إجازة الموظفين، بمناسبة المولد النبوي الذي يستعد له الإندونيسيون جميعاً رسمياً وشعبياً.

حدَثٌ جديد خطير في احتفالات المولد!

وبهذه المناسبة أحب أن أنبه على أنه مع ما في المولد من ملاحظات، سواء في الاحتفال به أم في بعض ما يتضمنه من مبالغات، فقد رأيت هذه السنة حدثاً خطيراً ينقله التلفاز الإندونيسي، لا يقل خطراً عن عبادة الأوثان، وهو أنهم يجتمعون صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، وينشدون أناشيد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل: طلع البدر علينا… وأنت شمس أنت نور… ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من جميع الأنوار الأرضية، وأعظم من الشمس، والنور الذي جاء به لا يقارن به أي نور.. ولكن في نفس اللحظة يمر أمامهم جمل قد أشعلوا عليه نوراً، فيركعون له جميعاً…!

وقد نبهت بعض العلماء الذين اجتمعت بهم وبعض طلبة الجامعة الإسلامية، بأنه لا يجوز السكوت على ذلك، لأن هذا العمل عمل وثني لا فرق بينه وبين الركوع لأي وثن، بل هو أشد خطراً، لأن غالب الشعب الإندونيسي جاهل بكثير من أصول الدين، والعادات الوثنية منتشرة في الشعب، وتجد الصور المجسمة في منازل كثير منهم، وإذا استمرت هذه الصفة بدون إنكار، فقد يصبح الناس يسجدون للجمل، ظناً منهم أن في ذلك احتراماً وتوقيراً للرسول صلى الله عليه وسلم. ولشدة تلك الزحمة بقينا مسافرين ست ساعات من جاكرتا إلى باندونغ، مع العلم أن المسافة بينهما لا تزيد عن مائة وستين كيلو متر.

الخميس: 22/3/1419 ه ـ 16/7/1998م.

الرجوع إلى مدينة جاكرتا من مدينة بالي: وفي هذا اليوم رجعت من مدينة بالي إلى مدينة جاكرتا.





السابق

الفهرس

التالي


14217273

عداد الصفحات العام

2370

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م