{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(017)سافر معي في المشارق والمغارب

(017)سافر معي في المشارق والمغارب


قرارات مجلس شورى حزب العدالة الوطني الإندونيسي الأول
رؤية 2009م..

ومن أهم قرارات مؤتمر الشورى الوطني الأول هو تحديد رؤية 2009م ورسالته ومستهدفاته في إطار المرحلة الثانية من المحور المؤسسي من تاريخ الجماعة وتوفير الشروط والظروف للدخول إلى محور الدولة.

وبناء على دراسات وقراءات وتحليلات للظروف السياسية الراهنة والمستقبلية بما فيها مؤثرات متغيرات البيئة الإستراتيجية الدولية والإقليمية والوطنية وخريطة القوى السياسية الفاعلة والمنافسة ومعطيات الانتخابات التشريعية والرئاسية السابقة, ونظراً للظروف الداخلية من جوانب ضعف وقوة, فقد قرر مجلس الشورى أن يستمر في استكمال المرحلة الثانية من المحور المؤسسي وتوفير جميع شروط ومستلزمات قيادة الدولة وعليه فقد تم تحديد رؤية 2009 وهي أن يكون حزب العدالة والرفاهية: "حزباً دعوياً متيناً يخدم ويقود الشعب"

وتدور رسالة الحزب في هذه المرحلة حول أربع نقاط :
1-رفع مستوى جودة الكوادر ومتانة التنظيم وحيوية الحزب.
2-إعداد جميع مستلزمات خدمة وقيادة الشعب.
3-رفع مستوى الأداء والسمعة من أجل تقوية تأثير الحزب في تسيير حياة الشعب والدولة.
4-بناء قبول عالمي عريض للحزب كإحدى أقوى القوى السياسية في البلد.

كما قرر المجلس بلورة الرؤية والرسالة إلى مستهدفات وهي الدخول ضمن الثلاثة الكبرى عام 2009 والتي تتمثل في الحصول على 20% من مقاعد البرلمان الوطني أو ما يعادل 24,000,000 صوت.

مؤشرات الأداء..

و في ضوء رؤية 2009 ورسالة الحزب ومستهدفاته فقد وضع مجلس الشورى 13 بنداً هي كلها مؤشرات الأداء وعلامات النجاح وهي : استقطاب 1,600,000 كادر جديد.. تكملة فروع الحزب إلى ما لا يقل عن 95% في المديريات و75% في الأرياف. إيجاد مقر دائم (ملك تام) للمكتب المركزي ومكاتب المحافظات (33 مكتب).

إصدار وسيلة إعلامية على مستوى الوطن ومحطة إذاعة في كل محافظة. إبراز ما لا يقل عن 100 شخص من رموز الحزب كمجموعة قيادات المستقبل للوطن. نمو أداء وسمعة كوادر الحزب سواء داخل الهيئة القيادية للحزب أو أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية كرموز أمامية للنزاهة والخدمة والاحتراف في سبيل إنجاز مشروع المشاركة السياسية. استقطاب ما لا يقل عن 1000 من الرجال المهنيين ذوى المستويات العالية كمجموعة إدارة أجهزة الدولة. الفوز في 30% من انتخابات المحافظات و40% انتخابات البلديات. تكوين مناطق نموذجية في المحافظات والبلديات التي فاز فيها كوادر الحزب.

إنشاء مركز إسلامي دعوى في 75% من فروع الحزب في البلديات. ظهور الحزب رائداً للرأي العام الذي يتمثل في عدد من الأطروحات الفكرية الكبيرة التي تكتسب مساحة واسعة من أحاديث الشعب. وجود علاقات دولية منتجة في مجالات مختلفة.

تطبيق نظام إداري لحزب الدعوة الذي يرسخ مبدأ الحزب هو الجماعة والجماعة هي الحزب.
هذا إضافة إلى ما قام به المجلس من تعديلات عديدة في بنود النظام الأساسي للجماعة نظراً لاعتبارات ومتطلبات المرحلة, كما أصدر 14 بنداً من التصريحات السياسية التي تتعلق بأوضاع البلد.

أنا فخور أن أكون حليفكم..

وقد أكد رئيس مجلس الشورى العام... في الحفل الختامي مدى شعور الحزب بالمسؤولية الجسيمة في المحافظة على مسيرة التحالف مع حكومة الرئيس وتحصينه من كل أسباب الفشل والسقوط داعياً الله سبحانه أن يبارك هذا التحالف وينتصر له لأن عقده كان مبنياً على مشروعية الأمر بالمعروف الذي يعني التنسيق والتعاون والتعبئة المشتركة بين جميع قوى الحق والخير والنهي عن المنكر الذي يعني التنسيق والتعاون والتعبئة المشتركة في سبيل إفشال وتحجيم قوى الشر ومشاريعها.

كما أكد فضيلته أنّنا كما نتحالف مع الرئيس في الانتخابات الرئاسية فإنّنا نتحالف مع جميع الأحزاب والقوى السياسية من العلمانيين واليساريين والنصارى في الانتخابات البلدية, ذلك لأنّ التعددية فطرة كونية وواقع اجتماعي ثابت لا مناص منه فكان أساس تحالفنا العمل من أجل مصلحة الوطن المشتركة والتي نعتقد أنها هي العصمة من التفرق والتفكك, فقد مضى عصر الصراعات والإيديولوجية حيث عرفنا أنفسنا وعرفنا غيرنا وعرفنا كيف نتعاون معهم, فإنّ بيننا وبينهم رسالة نبيلة هي خدمة الشعب والوطن, وبناء على هذا فإننا سوف نحاسب حكومة التحالف ومدى إنجازها لبنود الاتفاقيات ونقوم بتقويمها تقويماً موضوعياً ولكن بقدر ما تكون محاسباتنا دقيقة تكون أساليبنا حكيمة ولطيفة وودية فإننا بالرحمة والعفو والغفران مطبوعون, نحن لا نؤمن باستخدام العنف والشدة في نقد الذات.

وقد تأثر الرئيس يودويونو بكلمات رئيس مجلس الشورى فعبر عن فرحته حيث قال إنني فخور في أن أكون حليفاً لحزب العدالة والرفاهية ولا يزال وسيظل الشيخ حلمي أمين الدين ناصحاً أميناً لي ولحكومتي و لا يزال ينصحني بنصائحه القيمة وأرائه التنويرية السديدة. كما أكد فخامته أنّ حزب العدالة والرفاهية هو أحد أعمدة الديمقراطية في البلد وأنه ظاهرة بارزة وقدوة لامعة في الخدمة الاجتماعية والأمانة والنزاهة ومناصرة المظلومين, فهو أمل الأمة والشعب جميعاً.

هذا وقد قدمت قيادة الحزب لمجلس شوراها تقريراً شمل أعماله المهمة في المرحلة من 2000 إلى 2005م.واستراتيجياته مستقبلاً. ونظراً لطول التقرير الذي لا يناسب نقله كاملاً، إلا أني أنقل منه الباب الثامن الذي هو خلاصة التقرير:

الباب الثامن: الخاتمة: خلاصة تقرير الأعمال المهمة لحزب العدالة والرفاهية 2000-2005م:

بعد هذا التقرير والإنجازات التي حققها الحزب خلال هذه السنوات فالفضل يرجع إلى صاحبه وهو الله تعالى الموفق لما يحبه ويرضاه وهذا كله بمشيئته وقدرته سبحانه، وإن كان الحزب لا يستطيع أن يبقي اسم الحزب حزب العدالة ويغيره باسم جديد ألا وهو حزب العدالة والرفاه بسبب عدم حصوله على ترشح انتخابي (3%) في الانتخابات عام 1999. وأيضاً مع عدم حصوله على خمس في الانتخابات عام 2004م لكن الحزب قد حقق وتجاوز الهدف المخطط به بحصوله على 8,3 مليون صوت أو حوالي 7,34% من مجموع الأصوات.
ومع هذا العدد فقد هيأ الحزب لكوادره الدخول إلى كل مراحل المجالس التشريعية في البلاد بمجموع 1.102 نائب برلماني، 45 نائباً في المجلس التشريعي المركزي، و157 نائب في المجالس التشريعية في المحافظات، و900 نائب في المجالس التشريعية في البلديات. وقد هيأ الحزب أيضا لدخول 3 إخوة إلى الوزارات في الحكومة الإندونيسية وهم الثلاثة الأخ محمد يوسف وزيراً للإسكان والأخ أنتون أبيرينتونو وزيراً للزراعة والأخ أدي يكسا داؤولت وزيراً للشباب والرياضة.

وهذه القفزات التي قفزها الحزب بسبب ضخامة الأرصدة السياسية التي يملكها الحزب لا سيما أرصدة تجنيدية وتحسينية وتصورية. والأرصدة التجنيدية تكمن بارتفاع عدد النخبة التربوية من 42.202 نخبة أو كادر في عام 1999 وأصبح في هذا العام 2004 إلى 394.190 نخبة وكذلك في التنظيم ارتفع عدده من 27 ولاية عام 1999 وأصبح 33 ولاية في 33 محافظات في البلاد أي 100%، ومن 200 بلدية إلى 431 بلدية في جميع البلديات أي 100% ومن 2.000 قروية إلى 3.612 قروية من مجموع 5.530 قروية في البلاد أي 65% فقط.

وبالنسبة الأرصدة التحسينية التصورية حقق الحزب الإنجازات بالتحالف الإسلامي الذي هيأ للدكتور أمين رئيس رئيساً للمجلس الاستشاري الشعبي وعبد الرحمن واحد الرئيس الرابع للجمهورية، وبالتحالف الشعبي الذي هيأ للدكتور هدايات نور واحد – رئيس الحزب الأسبق- رئيساً للمجلس الاستشاري الشعبي والجنرال سوسيلو بامبانج يودويونو الرئيس الخامس للجمهورية الإندونيسية. لكن هذه الأرصدة إذا لم تدمج بشكل جيد مع الأرصدة الأخرى لا تأتي بالنتيجة كما هي المرجوة.

الاقتراح:

مع هذه الإنجازات لا تجعلنا في دائرة الغرور والمستكبرين، صحيح أن هذه القفزات بعيدة المدى لكنها إذا قارنا مع الأحزاب الأخرى الكبرى لازلنا في الدرجة المتوسطة (medium) لذلك نحتاج لأضعاف الجهد المتكامل في الانتخابات عام 2009 من جميع المسؤولين والكوادر.

هذه هي التحديات أمامنا، القفزة الأولى هيأت الحزب بتجاوز الهدف ألا وهو إثبات الوجود السياسي، لكن في القفزة الثانية والرابعة والخامسة ألجأنا وحولنا من هذا المحور المؤسسي إلى المحور الدولي وهكذا.

الكلمة الأخيرة:

هذه الظواهر الملموسة الموجودة في عدد الأصوات ودخول الإخوة في البرلمان والوزارات لا تأتي بنفسها وإنما هناك أناس وراء الستار بذلوا كل وسعهم في العمل الدعوي قد أسهموا في هذه الإنجازات العظيمة. هؤلاء الذين لا يعرفون أي تعب، يعملون ليل نهار من أجل الإصلاح والتغيير. هذه الإنجازات التي حققها جميع الكوادر مع التوفيق من الله ? نتيجة التضحيات التي بذلها كل أبناء الدعوة الإسلامية. فلا نستطيع أن نقدم أي تقدير وشكر لهؤلاء الأبطال – سواء المسؤولين والكوادر- واحداً تلو الواحد في هذا التقرير المتواضع. لكن بكل تقدير نحن باسم هيئة الحزب المركزي نقدم لكل كادر ومسئول ولكل المحبين الشكر الجزيل بما قدموا من التضحيات حتى نصل إلى المرحلة المطلوبة من مراحل الدعوة. وإذا كان هناك أي خلاف أو خطأ منا فنرجو من الجميع السماح، فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال بعد سماح الجميع من أخطائنا. والشيء الوحيد الذي نخاف منه هو أن الله تعالى لا يقبل جميع أعمالنا بسبب عدم الإخلاص.

وأخيراً نسأل الله تعالى أن يكتب لنا الخير نجتنيه في الآخرة وأن يعفو عنا ويغفر خطايانا وأن يثبت أقدامنا وقلوبنا وأن يبعدنا من الغرور والتكبر. ونسأل الله تعالى أن يأذن لهذه الدعوة أن تحكم الأمة الإسلامية والشعب الإندونيسي إنه هو السميع العليم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

عرض وتردد ثم موافقة:

عرض عليّ الإخوة في حزب العدالة والرفاهية زيارة رئيس الدولة، فترددت وقلت لهم: أنا زيارتي خاصة، والرجل كثير المشاغل والمواعيد، فقالوا لي: إنه رجل متواضع، ويقدر العلماء ويطلب منهم الدعاء، وقد استقبل قبلُ عدداً من العلماء من الداخل ومن الخارج، ومنهم: فضيلة الشيخ السديس إمام المسجد الحرام، وهو يطلب النصيحة ممن يزوره من العلماء، ويمكنك أن تقدم له نصيحة مختصرة. وعندما اتصل به الأخ الدكتور محمد هدايت نور وحيد، رئيس مجلس الشعب، عارضاً عليه الزيارة رحب بذلك، فذهبت مع الأخ هدايت، فاستقبلنا استقبالاً حاراً، وهذه خلاصة ما دار في الجلسة.

الاجتماع بالرئيس في القصر:

وقد طلبت من الدكتور نور هداية وحيد عدم الإذن للإعلاميين بالتصوير، سواء كان للتلفاز أو الصحف، فتم ذلك، ولم يصور إلا العاملون في القصر. في الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم 10/7/1426ه ـ 15/8/2005م تم اللقاء به ومعه منسق شئون الوزراء والرئاسة وكان يكتب الحوار الذي دار بيننا، وكان معي أحد المتخرجين من الجامعة الإسلامية بالمدينة الأخ نور هداية وحيد وهو الذي رافقني إليه وهو رئيس مجلس الشعب الإندونيسي، ويعد الرجل الثاني بعد الرئيس، والأخ عبد الله باهرمز وهو الذي ترجم بينينا.

وبدأ الرئيس الكلام الذي يشكو فيه من المشكلات التي تواجه إندونيسيا، وبخاصة الفساد العام وأخص منه الفساد الخلقي، وطلب النصح والدعاء على أن يعينه الله تعالى على القيام بالواجب. ومما قاله مسروراً به ما سيحصل هذا اليوم من التوقيع في الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت جاكرتا على ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة وزعماء إقليم آتشيه في مدينة "هلسنكي".




على يسار الكاتب رئس جمهورية إندونيسيا في ذلك الوقت، وعلى يسار الرئيس الدكتور محمد هدايت رئيس مجلس الشورى، ثم المنسق بين الرئيس والوزراء، وعلى يمين الكاتب الشيخ عبد الله باهرمز الذي ترجم بين الكاتب والرئيس.

شكرته على اللقاء، وقلت:

إن الاهتمام الذي يوليه بقومه جدير بأن يعينه الله تعالى على ذلك، وقلت له: إن علماءنا السابقين اختصروا أركان نجاح من يديرون شئون العمل صغروا أم كبروا في أركان مختصرة، وهي: 1-العلم 2-الخبرة 3-الأمانة 4-القدرة على التنفيذ، وهذه الأركان، جاء بها القرآن والسنة كما هو معروف.

فإذا توفرت في المسئول عن أي موظف فهو جدير بالنجاح في عمله، ولهذا عندما قال عزيز مصر ليوسف عليه السلام: {إنك اليوم لدينا مكين أمين} قال له يوسف: {جعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}

والحفظ يدل على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: العلم، لأن الجاهل غير مؤهل لحفظ ما وليه.
الأمر الثاني: الخبرة، لأن الذي لا خبرة عنده لا يقدر على حفظ ما تولاه، ولو كان عنده علم نظري لم يصقله بالتجارب.
الأمر الثالث: القوة، فإن الضعيف يغلب على أمره فيصعب عليه الدوام على تنفيذ شئون إدارته وقراراتها.

فالإصلاح لا بد أن تتوفر في أهله هذه الأركان، فلا يتحقق الإصلاح إلا بالعلم والخبرة والأمانة والقدرة، والذي لا أمانة له يخون، والجاهل يفسد أكثر مما يصلح، ومن لا خبرة له لا يوثق في نجاحه، والضعيف يُغلب على أمره.

ويجب أن تستقطبوا من تتوفر فيه الكفاءة، سواء كان من حزبكم أو حزب حلفائكم ومن غيرهما، ما دام هدفكم الإصلاح.

فقال لي: إنني في غاية السرور بلقائكم، وبما نصحتموني به، ولا سيما تلك المبادئ المفيدة في الإصلاح، ثم طلب الدعاء، وأهديت له كتاب الإيمان هو الأساس، وقلت له: إن هذا الكتاب هو من أحب كتبي إلي، وإن كانت بعض كتبي أكبر منه، لأن من قوي إيمانه كثر خيره وعمت بركته وأمنه الناس على ضرورات حياتهم ومكملاتها، ومع الكتاب سبحة أشار بها بعض الإخوة، لأن الإندونيسيين يُسَرون بالهدايا الروحانية، للإشارة إلى أن ذكر الله والعمل بالطاعات لا ينفك بعضها عن بعض. شكرنا على الزيارة وعلى الهدية وودعنا، وأراد توديعنا خارج الباب، فرجوت منه البقاء.

وبعد ذلك أخبرني الدكتور نور هدية وحيد أن المنسق المذكور اتصل به وقال له: إن الرئيس مسرور جداً باللقاء الذي تم مع الشيخ، ويشكركم على أن جمعتموه به، وقال: إن الشيخ متواضع ومنفتح. وانتهى اللقاء في الساعة الثانية إلا ربعاً.

برهان ساطع يدحض الدعاوى الكاذبة على المناهج:

بعد أن رأيت نشاط حزب العدالة والرفاهية في إندونيسيا وتحالفه الرئيسي مع رئيس الجمهورية، وما حققه هذا التحالف من نجاح في البرلمان المركزي وفي الحكومة،وتحالف الحزب مع أحزاب أخرى في انتخابات فرعية، أثبت ذلك برهاناً ساطعاً على كذب من يدعي من أعداء الإسلام أن المناهج الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية هي سبب العنف والعدوان والتفجيرات التي حصلت من بعض الشباب، لأن قادة هذا الحزب ومؤسسيه هم ممن درسوا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

وعلى رأس هرمه في التأسيس من البداية رئيس مجلس شورى الحزب الأستاذ حلمي الذي أسس هو وعدد لا يتجاوزون عدد أصابع اليد في مطلع الثمانينات الميلادية نواة الدعوة إلى الله في عهد الحكم الاستبدادي واستمر هو وزملاؤه في عمل دعوي سلمي برغم ما لا قوه من ظلم واضطهاد، ولم يصدر من أحد منهم أي عمل من أعمال العنف والتخريب، بل كانوا يوجهون من يرون منه ميلاً لاستعمال العنف بسبب الظلم المتسلط على رقابهم، إلى التريث والصبر ونشر معاني الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

وإني أشهد لهم بذلك، فقد طلب مني الأستاذ حلمي الاجتماع بمجموعة من الشباب كانوا يعتقدون يرون تكفير المجتمع الإندونيسي، وبخاصة الحاكم وموظفيه، واجتمعت بهم في أول زيارة لإندونيسيا في تاريخ: الاثنين: 2/9/1400ه ـ 14/7/ 1980م وكان يرأسهم شاب درس في مصر، واسمه "الشيخ بَكِير بن سعيد عبده" وقد توفي رحمه الله.

فاجتمعت بهم وحاورتهم حواراً طويلاً، ولم أخرج من عندهم إلا بعد اقتنعوا اقتناعاً كاملاً بأن ما كانوا يعتقدونه من التكفير غير صحيح، وقد فصلت ذلك في الجزء الأول من الرحلات الإندونيسية (المجلد الرابع).

وهاهم اليوم طلابنا الذين تخرجوا في الجامعة الإسلامية مع طلاب تخرجوا في الجامعات اليابانية والأوربية والأمريكية والأسترالية قد اجتمعوا وكونوا صفاً واحداً في حزب العدالة والرفاه، ورئيس شوراهم هو الأستاذ حلمي أمين الدين، ورأس حزبهم الدكتور محمد هدايت نور وحيد، وهو متخرج في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد أصبح في آخر انتخابات أجريت في إندونيسيا رئيساً لمجلس الشعب، وزميله الدكتور سالم سقاف جفري، سفيراً لبلاده في المملكة العربية السعودية، وهو ممن تخرجوا في الجامعة الإسلامية، ولهم زملاء كُثُر في مجلس النواب المركزي، وآخرون في المجالس الفرعية في المحافظات والمناطق والدوائر، وكثير منهم موظفون في الدولة في مواقع متنوعة. ومنهم من أسسوا معاهد ومدارس وروضات أطفال ونفعوا شعبهم في التعليم وفي غير ذلك من الأعمال الخيرية النافعة.

ومثل الإخوة الإندونيسيين كثير في بلدان العالم ففي اليمن عدد كبير ممن تخرجوا في الجامعة الإسلامية أعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنهم الأعضاء في مجلس النواب، ومنهم من كان تقلد بعض الوزارات، وهكذا لا تجد بلداً إلا وفيه طلاب تخرجوا في الجامعة الإسلامية أو غيرها من الجامعات في المملكة العربية السعودية في آسيا وأفريقيا وغيرهما قائمون بأعمالهم الرسمية أو الخاصة دون أن يحدث منهم عنف أو عدوان على أحد.

بل إن غالب علماء المملكة العربية السعودية تخرجوا في مدارسها وجامعاتها، وهم يملئون وظائف الدولة في كل الوزارات والمؤسسات، وينكرون العنف ويفتونه ولا يقرونه. وإذا كان بعض الشباب قد حصل منهم ما حصل فإنما هو تصرف خاص بهم لم يكن سببه المناهج الدراسية التي يتجنى أعداء الإسلام من اليهود ومن شايعهم من الصليبيين الجدد والمنافقين من ذراري المسلمين، عليها ويطلقون أكاذيبهم بأن تلك المناهج هي التي خرجت هذا الشباب الذي اتخذ العنف منهجاً له في نشاطه.

بل الواقع أن أعداء الإسلام يريدون حربه مطلقاً سواء وجد من بعض أبنائه عنف أو لم يوجد، ولكنهم يتلمسون لحربه وسائل يجعلونها مسوغة لحربه، وما يحصل في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلدان البراهين الساطعة على كذبهم.






السابق

الفهرس

التالي


14217687

عداد الصفحات العام

316

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م