{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)سافر معي في المشارق والمغارب

(01)سافر معي في المشارق والمغارب

المجلد السابع من سلسلة "في المشارق والمغار" رحلات أستراليا ونيوزيلندا وسريلانكا، والبداية بأستراليا:

مقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم نلقى الله وننال رضاه.

أما بعد: فقد أبلغني مدير شؤون الدعوة في الجامعة الإسلامية رغبة الجامعة في سفري إلى إحدى دول العالم للقيام بالدعوة، وذكر لي أن الرغبة متجهة إلى بعض دول أوربا أو البرازيل، وأن السفر يكون في رمضان، ثم التقيت معالي رئيس الجامعة الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، فأكّد لي الرغبة، فأخبرته برغبتي أنا أيضاً في السفر، ولكن بعد انتهاء شهر رمضان، لرغبتي في أن أصوم في المدينة المنورة، وأني أرغب في السفر إلى أستراليا، بدلاً من أوربا أو أمريكا الجنوبية، فوافق على ذلك كله، وطلبت أن يأذن لي بأن أختار رفيقاً في السفر، فرأى أن لا حاجة إلى ذلك، وأنا لا أرغب في السفر وحيداً، ثم بلغني مدير شؤون الدعوة أن فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاتة، يرغب في السفر إلى أستراليا، فسررت بذلك واتصلت به، وتم الاتفاق على ترتيبات السفر وقام هو جزاه الله خيراً بمتابعة كل الإجراءات: التذاكر والحجز والتأشيرات وغيرها، وتم الاتصال ببعض موظفي اتحاد المجالس الإسلامية في مدينة سدني عن طريق الهاتف لإشعارهم بوصولنا، وقررنا السفر في يوم الأربعاء الموافق: 5/10/1404ه.

في مطار الملك عبد العزيز (مطعم المساكين ومطعم السرادق):

تواعدنا أن نلتقي أنا والشيخ في مطار الملك عبد العزيز في جده، لأني كنت في حاجة لأن أسبقه إلى جدة قبل يوم السفر، وعندما جاء موعد حضور المطار ذهبت إلى المطار وأخذت ألتمس الشيخ فوجدته في أحد المطاعم، وانتقلنا منه إلى مطعم آخر يسمى مطعم السرادق، وتناولنا فيه الطعام وأخذ الشيخ نصيبه من الشاي فقلت له: ألا ترى أن هذا المطعم أجود من المطعم الذي كنتَ فيه؟ فقال: هذا مطعم السرادق وذاك مطعم المساكين، فقلت له: لقد جمعتَ بينهما.

وصعدنا إلى الطائرة التي أقلعت في الساعة الخامسة والنصف مساء إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وهبطت فيه الساعة السابعة. وكانت مدة الانتظار في مطار الملك خالد أكثر من ساعة، ثم أعلن أن الطائرة ستقلع إلى سنغافورة وأن مدة الطيران ستكون ثماني ساعات، وقد صلينا المغرب والعشاء في الطائرة قبل الإقلاع، وكان الإقلاع في الساعة الثامنة والنصف.

ودار بيني وبين الشيخ حديث عن الأسفار وفوائدها، وطلب العلم وفوائده، والفرق بين طلب العلم في الزمان الماضي وهذا الزمان، وطال الوقت وكان الشيخ ينام ويصحو، فقال مشيراً إلى طول مدة الطيران: تَقوم وتَنام وتقوم وتنام ـ يعني أنت أيها المسافر ـ والطائرة ما تزال حامشة ـ أي مندفعة في طيرانها بقوة ـ
[ حَمِشَ، كفرح لغة: اشتد.].

وكان معنا في الدرجة الأولى أحد موظفي الخطوط السعودية الذي اصطحب عائلته من أجل الاستجمام إلى كل من سنغافورة وماليزيا، وحصلت بيننا وبينه مذاكرة لحالة المسلمين وبعض الطوائف التي تخالف مبادئ الإسلام الصحيحة وتفرق كلمة المسلمين.

الخميس 6/10/1404ه

وحان موعد صلاة الفجر في الساعة الثانية بتوقيت المملكة، فصعدنا إلى الطابق العلوي وصلينا الفجر.

في مطار سنغافورة:

وهبطت الطائرة في مطار سنغافورة في الساعة الخامسة إلا عشرين دقيقة بتوقيت المملكة أي الساعة العاشرة إلا عشرين دقيقة بتوقيت سنغافورة، وكنا نريد تأكيد الحجز إلى سدني، فلم نستطع التفاهم مع موظفي المطار بسبب فقدنا لغة التفاهم معهم، فإذا الله قد يسر لنا أحد الطلبة الإندونيسيين وهو من طلبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، فقام بذلك، وقد كتبت شيئاً قليلاً عن سنغافورة في هذه الرحلة التي كانت محطة عبور ذهاباً وإياباً، وأثبت ما كتبته في الكتاب الخاص بها.

الجمعة 7/10/1404ه

من سنغافورة إلى أستراليا:

أوصلنا الشيخ عبد الرحمن الكاف وأولاده إلى مطار سنغافورة في الساعة السابعة والنصف مساء، وأنهوا إجراءات السفر وودعونا بعد أن لم يبق علينا إلا الدخول إلى قاعة المغادرة، وهناك صلينا المغرب والعشاء، وعين الناس ترقبنا متعجبين من هذه الهيئة ثم صعدنا إلى الطائرة، وكنا نفكر في كيفية التخاطب مع المضيفين في الطائرة، وإذا بنا نفاجأ بالدكتور جعفر شيخ إدريس السوداني يدخل في الطائرة من ركاب الدرجة الأولى، ويجلس أمامنا، وحيانا وحييناه وحمدنا الله أن يسره لنا ليساعدنا وكان الأمر كذلك، فما عدنا نفكر في مشكلات الطعام ولا تعبئة البطاقات.

وأقلعت الطائرة من مطار سنغافورة في الساعة العاشرة إلا ربعاً، وبعد أن تناولنا طعام العشاء أخلدنا إلى النوم، وعندما تبين وقت طلوع الفجر صعدنا إلى الطابق العلوي فصلينا جماعة. وهبطت الطائرة في مطار سدني في الساعة الثامنة إلا عشرين دقيقة، فكانت مدة الطيران بين سنغافورة وسدني ثماني ساعات مثل المدة بين الرياض وسنغافورة.

( 1 ) في استراليا - مدينة سدني

كانت الإجراءات في مطار سدني بطيئة جداً، سواء فيما يتعلق بالجوازات التي كان يزيد عدد موظفيها الذين يقومون بختمها على خمسة وعشرين في ممرات متعددة، أو في الجمارك، فقد كان التفتيش دقيقاً، حتى إن بعضهم اشتبه في مساويك الأراك التي مع الدكتور جعفر فأخرجها من جيبه وأخذ يقلبها ويتأمل فيها، كما أنهم أخرجوا فستق الشيخ عمر ولوزه وسِكِّينه الصغير ثم أعادوا ذلك كله برفق وترتيب.


في فندق (MENZIES):

وأخذنا من خدمات المطار تحويلاً إلى فندق منزيس (MENZIES) في وسط مدينة سدني، وصلنا إلى الفندق في الساعة التاسعة والنصف صباحاً، ونمنا كما قال الشيخ عمر: "شوية" أي قليلاً، وكان ذلك إلى الساعة الثالثة والنصف مساء، أي ست ساعات تقريباً، وبهذا كانت "شوية" الشيخ عمر أكثر من "شوية" الشيخ عبد القوي بساعتين.[الشيخ عبد القوي بن عبد المجيد القاري من حفظة القرآن الكريم، قام بتدريس القرآن الكريم في معهد الجامعة الإسلامية الثانوي بالمدينة المنورة، رافقني في أول رحلة إلى إندونيسيا في شهر رمضان المبارك من عام: 1400ه-وقال-ونحن في الجو-: نريد أن ننام (شوية) فنام أربع ساعات وقد توفي رحمه الله].

في مركز اتحاد المجالس الإسلامية:


هذا أحد اجتماعات المسلمين لتدبير شئونهم في أستراليا، ولم نحضره، لأنه كان قبل حضورنا.

وفي الساعة الرابعة اتصلنا بمركز اتحاد المجالس الإسلامية في أستراليا، حيث جاءنا الأستاذ: شفيق الرحمن عبد الله أمين الاتحاد، وفي الساعة الخامسة اصطحبنا إلى المركز وتم اللقاء برئيس الاتحاد الدكتور: محمد العريان، الذي شرح لنا ما يقوم به المركز في الدعوة والتعليم والشؤون الاجتماعية، وتم وضع جدول زمني لزيارة المدن الكبيرة التي توجد بها جاليات إسلامية في أستراليا، لزيارة المسلمين وإلقاء محاضرات في الجامعات للمسلمين وغيرهم، وكان الدكتور: جعفر إدريس، يرغب في هذا لكونه يجيد اللغة الإنجليزية وله خبرة وتجارب مع الشباب، وكان الدكتور العريان الذي انتخب رئيساً للاتحاد لحل الإشكال الذي حصل بين المسلمين في انتخاب رئيس لهم، حيث تساوت الأصوات بين اثنين مع تكرر الانتخاب فرضي الاثنان واتباعهما به رئيساً وبايعوه.

كان يشكو من عدم وجود ميزانية للمركز، حتى إن المدرسة التي فتحت للمسلمين في (مالبورن) كادت تغلق لعدم وجود مرتبات وقد سافر هو وأمين سر الاتحاد شفيق الرحمن إلى المملكة العربية السعودية، فاتصلا بالرابطة في مكة فساعدتهما بستين ألف دولار ووعدهما الشيخ عبد العزيز بن باز بالمساعدة. وقال: إنهم مضطرون للتسلف من البنك للإبقاء على المدرسة وعمل الموظفين في المركز، وأن ذلك لا يتم إلا بالربح (الفائدة).

وقال: إننا في حاجة إلى وقف ثابت يغذي المدرسة والموظفين، وذكر أن المهاجرين وبخاصة بعض الجنسيات العربية شحيحون جداً ببذل المال، مع ما في بذله من مصالح تعليم أبنائهم.





السابق

الفهرس

التالي


14215041

عداد الصفحات العام

138

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م