﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع المستشرق السويدي - كنث رتزن KENNEH RITZEN

حوار مع المستشرق السويدي - كنث رتزن KENNEH RITZEN

[طال الحوار معه، لذا سيكون في ثلاث حلقات، هذه الحلقة الأولى]



[في مقر الرابطة الإسلامية في مدينة ستوكهولم، السبت 21/12/1407هـ].

[لم أجد مستشرقا غيره ممن التقيتهم في رحلاتي منصفا للإسلام والمسلمين مثل هذا الشاب، إلا المستشرق النرويجي "آينر بيرج" ولكن آينر بيرج دلت القرائن أنه مسلم يكتم إسلامه عن بني قومه"]



كان الأخ أشرف الخبيري قد ضرب لي معه موعداً للاجتماع به، و بدأ الحوار معه في مكتب الرابطة الإسلامية الإعلامي سبع ساعات، من الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة التاسعة.



وعندما بدأنا الجلسة قال لي: إنه عندما علم أمس أنه سيجتمع بي، قرأ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب كله، باللغة الإنجليزية وقال: إنه وجده قوياً في أفكاره لتصحيح الأوضاع التي كانت موجودة في عهده بالجزيرة العربية.



وسألني عن التعليقات التي تذكر بعد نصوص كل باب؟ فأخبرته أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يورد في كل باب ما يناسبه من نصوص القرآن والسنة، ثم يذكر المسائل التي استنبطها من تلك النصوص لينبه القارئ على المعاني التي أراد إبرازها من النصوص.



فقال: يبدو أنه كتبه بعجلة، لأنه يأتي بكلام قليل بعد الأبواب.

قلت: كان هدفه أن ينبه عامة الناس على ما تدل عليه النصوص، وليس هدفه شرحها بتوسع.



وسألني عن كلمة الوهابية، هل أطلقها محمد بن عبد الوهاب على دعوته، أو الموحدون أطلقوها أو غيرهم؟.



فأجبته: إنه لم يسم دعوته بذلك، وإنما كان يدعو الناس إلى العودة إلى الإسلام، ولكن معارضيه سموا دعوته بالدعوة الوهابية تنفيراً للناس منها.



وسألني عن الكتب التي يمكنه أن يقرأها عن دعوة محمد بن عبد الوهاب؟.

فقلت له: ينبغي أن يقرأ كتب محمد بن عبد الوهاب نفسه وكتب تلاميذه فإنها تبين حقيقة دعوته.

أما إذا أراد أن يقرأ ترجمة الشيخ نفسه فقد ألفت فيه كتب كثيرة وذكرت له بعضها.



وقال المستشرق كنث: إن بعض المسلمين يهاجمون ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب فما رأيك؟.



فقلت له: إنهما يدعوان إلى الدين الحق والتمسك بالكتاب والسنة، والهجوم عليهما غير مستند إلى برهان، وليس معنى هذا أنهما معصومان عن الخطأ في بعض الجزئيات، ولكن نهجهما نهج سليم في صفاء العقيدة.



وحصلت مناقشة طويلة جداً في آراء ابن تيمية وموافقته للمذاهب الأربعة الفقهية أو مخالفته لها، وأقر بسعة أفق ابن تيمية..



وقال: إنه كان يريد من المسلمين أن يعبروا حواجز الخلاف، إلى الأخذ بالحق من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وبينت له أن ابن تيمية رحمه الله لم يخرج عن قواعد الأئمة والسلف.



وقد خرجت بنيتجة من رحلتي هذه واجتماعي ببعض المستشرقين وغيرهم من المسيحيين، وهي أنه ينبغي للدعاة إلى الإسلام أن يختاروا بعض المستشرقين أو غيرهم ممن ليسوا بمسلمين..



سواء كانوا متمسكين بالمسيحية أو ليسوا متمسكين بها، ويجروا معهم شيئاً من الحوار عن الإسلام، وبيان مبادئه بالأسلوب المناسب، وقد يكون بسؤالهم عن بعض الأمور والإجابة على ما عندهم من استفسارات..



فيبدو أن بعض هؤلاء يريدون أن يفهموا الإسلام من أهله، كما أنهم لا يخفون في الغالب ما يفهمون عن الإسلام، ويقبلون المناقشة وبعضهم إذا ظهر له الحق يعترف به.



وقد اعترف صاحبنا بعد مناقشة طويلة بأن منهج الإسلام يخالف تصرفات المسلمين السيئة، مع أنه كان يرى أن تصرفات حكام الشعوب الإسلامية كلها إنما هي اجتهادات إسلامية..



ولكنه قال: إنه يستطيع أن يصرح بهذا الاعتراف في المجالس الخاصة، ولا يستطيع التصريح بذلك أمام طلابه، لما يترتب على ذلك من المواقف التي ستتخذ ضده من المسؤولين عنه.

وهذا يدل على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: استمرار تعصب أكثر المستشرقين والتزامهم بنهج التحيز ضد الإسلام، ومن ذلك خلط تصرفات المسلمين السيئة بمنهج الإسلام وإفهام الناس ذلك.

الأمر الثاني: أن حرية الرأي في الغرب ليست مطلقة، ولو كانت كذلك لما خاف هذا المستشرق من ضغوط أساتذته إذا صرح بغير نهجهم.

الأمر الثالث: أن بعض المستشرقين يكتمون الحق، وهم يعلمون خوفاً على مراكزهم الاجتماعية.



هذا وبعد أن انتهينا من المناقشة، نزل المستشرق السويدي إلى مكتبة الرابطة الإسلامية واشترى بعض الكتب الإسلامية المترجمة وأصررت عليه أن يقبلها هدية مني..



وكان مسروراً جداً من المناقشة التي جرت بيني وبينه، وبدا لي من إجاباته وأسئلته وتعليقاته أن عنده شيئاً من التعاطف مع الإسلام، أسأل الله له الهداية، وذكر لي الأخ أشرف الخبيري فيما بعد أنه كان مرتاحاً جداً لهذا الاجتماع.


بدء الحوار مع المستشرق السويدي: (كنث) تخصصه في تاريخ الأديان، غير النصرانية، وبخاصة الإسلام ويحاضر في خارج الجامعة فيما يتعلق بالمسلمين خارج السويد أو في داخلها.



وقال: إنه يمكن دراسة الأديان من نواح مختلفة، ولكنه هو اهتم بدرجة كبيرة بدراسة الدين من الناحية الاجتماعية، نظراً لكونه عاش في أسرة فقيرة جداً وذات عدد كبير من الأولاد، يعني إخوانه.



ولم يدرس من اللغة العربية إلا المصطلحات، ولذلك اهتم فقط بالناحية الاجتماعية والنفسية، ولو أنه درس اللغة العربية لقرأ كثيراً عن الإسلام وموضوعاته المختلفة.



وسألته: متى سمع عن الإسلام في حياته؟.

فقال: سمع عن الدين وهو في سن التاسعة، من خلال المواد الدراسية المحدودة.



قلت: ماذا سمع عن الإسلام مدحاً أم ذماً؟.

قال: أوروبا هي مركز نظرتنا إلى الأشياء، وبدأ اتصاله بالإسلام من خلال الكلام عن شخصية عبد الناصر الذي اشتهر في أوروبا، لكن الاتصال بالإسلام كان محدوداً جداً.



وفي معركة 1973م في سيناء ومعركة البترول وبروز القذافي بدأ الإعلام الأوروبي يتحدث عن الإسلام.



وقبل الثورة الإيرانية كان الإعلام الأوروبي محايداً نوعاً ما، ولكن بعد الثورة الإيرانية بدأت تظهر الأخبار عن بعض البلدان الإسلامية، كإيران والسعودية والسودان وباكستان ومصر، وبدأت النظرة إلى الإسلام تتسع وفيها حذر.



وقال: أنه بدأ دراسة تاريخ الأديان سنة 1972م وكان موضوع الإسلام عنده مهماً، لأن الإسلام يهتم بالنواحي الاجتماعية والسياسية، وليس كبقية الأديان التي تهتم فقط بالنواحي الروحية..



وعندما بدأ يدرس النواحي الاجتماعية في الإسلام تعمق فهمه للإسلام في موضوعات أخرى غير النواحي الاجتماعية التي هي محور الدراسة.



قلت له: ما المصادر التي تستقي منها معلوماتك أنت وأساتذتك وطلابك في الجامعة عن الإسلام؟.



قال: إن السؤال كبير جداً، ولكن عندما بدأ هو دراسته كانت دراسة الدين الإسلامي بأسلوب محلي وتقليدي، وبعد عام 1978م تعاون مع أستاذة في الجامعة وتسمى: "كارينا درنيفا" في تطوير طريقة التدريس بأسلوب تربوي جيد.



وقال: المؤسف أن الكتب التي تدرس في الجامعة هي كتب علماء غربيين، والمستشرقون فريق منهم محايد ويتعاطف مع الإسلام، وفريق معادٍ للإسلام أو السامية عموماً..



والكتابان الموجودان الآن هما لمستشرق سويدي "يانيارد" وهو أعلم السويديين بالإسلام لتخصصه فيه، ويعتبر هذان الكتابان أساس المراجع، وتوجد تكملة لهما، وهي عبارة عن مقالات لبعض المسلمين وترجمات لمعاني القرآن الكريم والأحاديث.



قلت: من أي نوع هذا المستشرق؟.

قال: الأصل أن يعرض الإسلام بطريقة علمية بحتة، بحيث لو جلس معهم صاحب دين ما لا يشعر أنهم يقدمون دينه بطريقة ظالمة له، ولكن قد تتدخل عوامل من الناحية التطبيقية، وهي أن المدرسين لهم خلفيات معينة تؤثر في عرض الإسلام.



وقال: إنهم يستعملون الموسيقى مع الأذان وحلقات الذكر، كأمثلة لما يفعله المسلمون، وكذلك الصور والأفلام والخط العربي الجميل.

[يعني يخلطون بين منهج الإسلام وتصرفات المسلمين].

الحلقة الثانية

قلت له: هل يدعى بعض المسلمين إلى الجامعة، ليتحدث عن الإسلام بصفته يمثل الإسلام ويفهمه عن كثب؟.

قال: أما دعوة المسلم ليتحدث عن الإسلام في الجامعة، فإنه توجد حواجز بين الجامعة ومسؤوليها وأساتذتها وبين دعوة المسلم لذلك.



قلت: وهل توجد مراجع إسلامية ألفها مسلمون أو ترجموها إلى اللغات المقروءة في الجامعة، وهل تعتمد تلك الكتب لو وجدت؟.

قال: في مجال العبادات يظهر شرح المعلومات من كتب المسلمين. [قلت: والغالب أن تكون تلك الكتب هي كتب الصوفية المتطرفة، كتب ابن عربي، ونحوه].



أما في مجال السياسة، فنظراً لاختلاف المسلمين فيها، فلا تعرض من وجهة نظر المسلمين، وإنما تعرض عرضاً واقعياً ويعلق عليها، ومثل لذلك بالاختلاف بين عبد الناصر والسوريين في فترة من الفترات، وكذلك الخوارج وخصومهم في القديم.



وعلقت على كلامه هذا، فقلت: إذا كان هناك رأي محايد، فيجب أن يرجع في التحليل والبيان إلى كتب الإسلام ومصادره الأصلية التي تصل إليكم مترجمة من قبل المسلمين، ولا يجوز أن تعتمد على رأي عبد الناصر في سوريا ولا رأي سوريا في عبد الناصر، وكذلك إيران وخصومها، ولا أن تحكموا بتلك الآراء كلها على الإسلام..



وإنما الواجب العودة إلى المصادر الإسلامية نفسها، ويجب أن يكون منهج الإسلام هو المعتمد وليس تصرفات المسلمين، أي يجب الفصل بين منهج الإسلام وتطبيق المسلمين الذي يخالف ذلك المنهج.



قال: أنا أعلم تمام العلم أنه يجب الرجوع إلى المصدر الرئيسي وهو القرآن والسنة، ولكن يوجد 850 مليون مسلم ينتشرون في العالم ولهم تأويلاتهم المختلفة واجتهاداتهم في استنباط الأحكام المتضاربة.



قلت: هل ترى أن ما يفعله حكام المسلمين هو من الاجتهادات والاستنباطات الإسلامية؟

قال: نعم.



فسأله الأخ أشرف: هل هناك حدود تبين من له حق الاجتهاد؟.



فقلت له: قبل أن تطرح عليه هذا السؤال قل له: إن القرآن والسنة لا بد من الأخذ بهما، وعليك أن تبحث عن ترجمة معانيهما من مصدر موثوق، وتأخذ الإسلام من النصوص الواردة في القرآن والسنة..



ويمكن أن تتصل بالمسلمين في بلدك، لتفهم منهم، فإنهم أقرب إلى فهم الإسلام، أما تطبيقات الحكام، فلا يجوز أن يفسر بها الإسلام ويوجد منهم من ينبذ أحكام الإسلام ويعادي من يدعو إليها..

فكيف يكون أمثال هؤلاء من مجتهدي الإسلام من هو عدو له؟!.



قال: هل البلدان التي تدعي أنها تحكم بالإسلام لا تطبق الإسلام؟.

فقلت: يوجد في بعضها شيء من التطبيق، ولكن لايجوز الحكم على الإسلام إلا من خلال منهجه الذي يفهمه المختصون فيه.



قال: لماذا أقر تطبيق الإسلام في السودان ثم اتجه إلى إلغائه، ولماذا بدئ بتطبيق الإسلام في باكستان ثم لم يطبق، وكذلك إيران؟.



قلت له: لو وجد توكل كامل على الله تعالى، ولم يراع الحكام الذين يعلنون أنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية تدخل الغرب في شؤونهم وتهديد الدول الغربية لهم إذا هم طبقوها فعلاً، ولم يراعوا مواقف العلمانيين المناهضة لتطبيق الإسلام في بلدانهم، لو وجد ذلك التوكل وعدم مراعاة تلك التهديدات لطبقوها فعلاً..



ولكن عدم التوكل على الله والخوف من الغرب وتدخل الدول الغربية في شؤون الشعوب الإسلامية، ووقوف بعض الأحزاب العلمانية في بلدان المسلمين ضد الحكم بالإسلام، هي السبب في هذه الاضطرابات الموجودة في العالم الإسلامي.



فالدول الاستعمارية أخرجت كثيراً من أبناء الشعوب الإسلامية عن أصول دينها، ووضعت لها مناهج تخالف الإسلام، وفرضت ذلك بالقوة، والذين درسوا هذه المناهج مسخت عقولهم وتسلموا الحكم بمساعدة أولئك المستعمرين..



فأصبحوا يسيطرون على الشعوب الإسلامية، ويطبقون الحكم بغير الإسلام كرهاً على شعوبهم.



ودول الغرب تطبق الديمقراطية في بلادها وتحول بين الشعوب الإسلامية وبين تطبيق تلك الديمقراطية، وإن كانت ديمقراطية الغرب بمعناها الفلسفي تجافي الإسلام في أصولها، لأن الديمقراطية التي تطبق في الغرب لو طبقت في بلاد المسلمين من حيث الانتخابات، لما اختار المسلمون لحكمهم إلا من يحكمهم بالإسلام..



ولهذا أصبحت الشعوب الإسلامية يفرض عليها الحكم بغير ما أنزل الله فرضاً.



قال: ما تفسيركم للتطورات في السودان؟.

قلت: حبكة غربية جاءت بالوضع الجديد.



قال: وماذا عن سوار الذهب؟.

قلت: هو الرجل الوحيد الذي حافظ على الأمن في وقت الأزمة، ولم يغتنم الفرصة المتاحة للاستبداد بالحكم مع أن القوة كانت في يده.



قال: أما ترى أن الديمقراطية طبقت في السودان؟.

قلت: الديمقراطية في بلدان المسلمين لم تطبق، والأفضل أن تستفتى الشعوب لتقول كلمتها بحرية لتعرف ما إذا كانت الانتخابات نزيهة أم لا؟.



قال: الانتخابات التي تمت في السودان كانت صحيحة بشكل كبير، والصادق المهدي يريد تطبيق الشريعة فكيف تطبق؟.



قلت: أجبتك عن الفقرة الأولى من السؤال، وأما كيفية تطبيق الشريعة، فالمرجع لكل شعب إسلامي علماؤه في معرفة ما هو من الشريعة وما ليس منها، والأمور الجوهرية في الشريعة لا يوجد فيها خلاف وإنما يوجد في الفرعيات، والأمر فيها سهل إذا كان الاختلاف ناتجاً عن اجتهاد وحسن نية، ولكن الاجتهاد للعلماء وليس للجهال بالشريعة وإن كانوا حكاماً.



[مع العلم أن علماء الشريعة يجب أن يستفيدوا من المتخصصين في المجالات الأخرى، في تصور الواقع وإسقاط الحكم عليه، ولا يستقلون هم بالحكم في جميع الوظائف، بل يوضع في كل وظيفة من هو كفء لها من ذوي العلم والخبرة والأمانة...]



قال: وهل يطبق النص كما هو أو ينظر إلى روح النص والهدف منه؟.

قلت: النص قسمان:

قسم لا يحتمل إلا معنى واحداً، وهذا لا يجوز فيه الاجتهاد لأحد وتطبيقه حينئذٍ هو تطبيق لروحه والهدف منه..

وقسم يحتمل أكثر من معنى وهذا يحتاج إلى مرجح، والعلماء هم الذين يرجحون من خلال قواعد أصول الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية، وفقه الواقع.



وقلت له: إن القانون البشري يمكن مراجعة نصوصه وشروحه وتعديلها، حسب ما تقتضي المصلحة، لأنها من صنع البشر، وأما نصوص القرآن والسنة فلا يحق لعالم ولا لحاكم من الناحية التشريعية أن يعدل فيها شيئا...

ولكن كان يمكن مراجعة الاجتهاد في فهم النصوص، إذا لم يكن مجمعاً عليه، وبشرط أن يكون المراجعون هم علماء الإسلام.



وسألته: متى دخل الإسلام إلى السويد، أو أول مسلم دخل إلى السويد، أو أول اتصال حصل بين السويد والعالم الإسلامي، وهل توجد وثائق تدل على ذلك؟.



قال: المعروف عن السويديين أنهم كانوا محاربين أشداء، وكانوا يضعون على رؤوسهم قروناً، ولكن ليس لهم قرون [يمزح، يعني يلبسون القرون وليس لهم هم قرون مثل الحيوانات] وكانوا ماهرين في التجارة..



ولما تأسست الدولة السويدية في القرن الخامس عشر الميلادي، كان لهم ملك يسمى: "غوسطافاسا، وفي هذا الوقت تولت ملكة بريطانيا "إليزابثت الأولى" وكذلك قامت الدولة الصفوية في إيران، وبدأ الاتصال أكثر بين السويد وتركيا.

وقد وصل الرحالة المسلم ابن فضلان إلى السويد قبل ذلك، ولكن لا أذكر بالضبط متى كان ذلك.

[قلت: كان ذلك في القرن العاشر الميلادي، ومطلع القرن الرابع الهجري، انظر الأعلام لخير الدين الزركلي (1/194ـ195) ط6].



ومنذ مائة سنة دخل فنان سويدي في الإسلام ويسمى "إيفان أوغي" وأما من أول مسلم أو أول من دخل بالضبط فهذا غير معروف.



وكان بعض السويديين متعاطفين مع الإسلام، ولكن لا يدري أدخلوا في الإسلام أم لا؟ أما إيفان فإنه أسلم حقيقة، وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي، ولا يعتقد أنه أول من أسلم.



وقال: إن يوسف إسلام، أبوه بريطاني وأمه سويدية، وكان بعض الشعراء والمؤلفين لهم صلة بالإسلام، ولكن لم يعرف إلى أين وصلوا بالنسبة للإسلام.



ونظراً لعزلة السويد في الشمال عن التيارات الثقافية الأخرى، فهي ليست كفرنسا التي وصلت إليها هذه التيارات الثقافية في وقت مبكر..



قلت له: متى بدأ المسلمون يفدون إلى السويد؟.

قال: بدأت الهجرة في الأربعينات والخمسينات، وأوقفت في النصف الأول من السبعينات، ولكن بدأ يفد إلى السويد لاجئون.



؟؟؟قلت: كم عدد المسلمين السويديين؟.

قال: في الدنمرك يدخل في الإسلام كل أسبوع اثنان، أي حوالي مائة شخص في كل عام، والسويد لا يوجد إحصاء معروف للمسلمين السويديين، ولكن يبدو أنهم لا يزيدون عن ألف شخص.



قلت: هذا يدل على بطء شديد في دخول السويديين في الإسلام، فما السبب، هل تنفر أخلاق المسلمين السويديين عن الإسلام؟ أو أن السويديين محافظون على دينهم النصراني؟.



قال: السويد تعتبر أكثر البلاد الأوروبية الغربية بعداً عن التدين، وأوروبا بصفة عامة تبتعد عن التدين.

وأوروبا وبصفة خاصة شمال أوروبا يقبلون على الدين الذي يهتم بالروحانيات ولا يتدخل في أمور حياتهم السياسية..



والإسلام يتدخل في شؤون الحياة السياسية وغيرها، وهذا يخالف ما ألفه الأوروبي، لأنه لا يريد ديناً يتدخل في حياة البشر، وإنما يريد ديناً تكون العلاقة فيه بين الإنسان وربه.



والناس منطقيون بدرجة كبيرة، ولهذا نبذوا الدين وصار عندهم غير مهم، ولكن في السنوات الخمس الأخيرة بدأ الناس يتحدثون مرة أخرى عن الدين، لاختلاطهم بالثقافات الأخرى.



والمجتمع السويدي مجتمع علماني، والدين ليس له تأثير في الناس، وينظر السويديون إلى الإسلام أنه دين متأخر ولا يوافق العقل، وكل الأديان عندهم متأخرة.



والثورة الإيرانية لها تأثير في نفور الناس من الإسلام، وليس معنى هذا أن كل ما عند الإيرانيين خطأ، ولكن

الشيء البارز هو التعصب الذي اهتمت بإبرازه وكالات الأنباء العالمية.



وتوجد جريدة محافظة نشرت مقالين: أحدهما عن إيران، والآخر عن أفغانستان.



أظهر المقال الذي نشر عن إيران أن الإسلام دين وحشي، وأما المقال الذي نشر عن أفغانستان، فأظهر أن المجاهدين جبهة تحرير تقاتل من أجل الحرية والديمقراطية..ويرى الشعب السويدي، أن المجاهدين الأفغان هم أقرب إلى الإسلام من الإيرانيين.

؟؟؟الحلقة الثالثة

والسويديون يرون أن المسلمين لا يعطونهم صورة حقيقية مشرفة للإسلام تجذبهم إليه.


وتصور السويديين للمسلمين على هذه الصفة، يحول بين السويديين والإسلام.



المستشرق السويدي "كنث رتزن" وقت الحوار في مكتب الرابطة الإسلامية في مدينة "ستوكهولم"



وإذا عرف المسلمون كيف يفكر السويديون وكيف يناقشون ويناظرون، وإذا بدأ اتصال المسلمين بهم على هذا النحو، فإن السويديين يمكن أن يبدأوا بتفهم الإسلام بدرجة أكبر. [لقد نصح هذا المستشرق].

قلت: ولو وجد أسلوب من دعاة الإسلام يبين أن الإسلام منطقي بمعنى أنه يوافق العقل فهل يقبل السويدي على الإسلام ما دام السويدي منطقياً؟.

قال: الذي يجذب الناس إلى الإسلام ليس الأدلة العلمية فقط، إذ يوجد اتجاه الآن إلى الغيبيات (ميتافيزيقيا) وإذا اجتمع الاثنان: الغيبيات والأدلة العلمية فيكون ذلك أقرب إلى التفهم والاستجابة.



وبعض الناس يتأثرون بشخصية محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يعرفون عنه كثيراً، وكذلك يمكن أن يقبل الناس على قضية التوحيد أو العبودية والروحانية والإخلاص.



وقال: إن الإسلام هو المسيطر على العالم الثالث، والمسلمون كلهم أمة واحدة، لأنهم يشعرون بانتماء بعضهم إلى بعض، وهذه كلها تشد السويدي إلى الإسلام إذا وضحت له.



وكذلك اتصال الإسلام بقضايا المجتمع وحلول مشكلاته.



عام الإسلام في السويد



كنت سمعت من الأخ الدكتور بهيج ملا، عندما زرنا أسبانيا أنا والشيخ عمر محمد فلاتة، في أواخر شهر ذي القعدة من سنة 1405هـ، أن السويد أعلنت عن عام الإسلام فيها، وذكر لي الأخ بهيج، وكان مسافرا إلى السويد، أن العام كله مضى ولم يحصل فيه شيء يذكر من التعريف بالإسلام للسويديين كما ينبغي.



وأن بعض حكومات الشعوب الإسلامية بعثت إلى السويديين بفرق رقص وغناء ورياضة، للاحتفال بعام الإسلام في السويد، فأحزنني ذلك كثيرا، وقلت في نفسي: إن العالم يحتفل بالمناسبات في أيام أو أسابيع، والسويد تحتفل بالإسلام في عام كامل! لا بد أن تكون حكومة السويد عرفت أن الإسلام يستحق الاهتمام به، وأنه قد يخفف من الانحطاط الخلقي والعزوف عن معالي الأمور، في شعبها.



وقد أصبح الفرد في السويد، وفي غيرها من دول أوروبا، أنانيا لا يعنيه أمر الأمة في شيء، إلا إذا فرض عليه القانون شيئا، كالضرائب ونحوها، وقل النسل بسبب العزوف عن الزواج ومحاربة التناسل بشتى الوسائل.



فسألت المستشرق السويدي الذي يجري معه هذا الحوار، عن عام الإسلام الذي أقامته السويد قبل سنتين، ما الهدف منه، وما المؤسسات التي دعيت إليه وما نتائجه؟.



فأجاب: الهدف منه إعطاء فكرة عامة عن الإسلام من الناحية الدينية والثقافية، وليس من الناحية السياسية.



والفئات المشاركة على رأسها المتحف التاريخي وبعض المتاحف الأخرى، وأساتذة الجامعات، والمعروضات كالمخطوطات والعملات.



والنتيجة أنه حصل نجاح كبير، حيث حضر عدد كبير من الناس فأخذ الذي لا يعرف شيئاً عن الإسلام فكرة عنه، أما الذي عنده معلومات عن الإسلام قبل ذلك فلم يستفد كثيراً منه، ولم تشارك مؤسسات إسلامية في ذلك.



ثم قال موجهاً سؤاله إلي: ما تقويمكم أنتم لهذا الأمر؟.



فقلت: رأيي أنه كان ينبغي أن تدعى لحضوره المؤسسات الإسلامية من الداخل ومن الخارج، حتى تعرف السويديين فعلاً بالإسلام من قبل المسلمين أنفسهم..



وقد سمعت أن بعض حكام الشعوب الإسلامية بعثوا فرق رقص ونماذج مما يسمى بالفلكلور الشعبي، وهؤلاء لا يمثلون الإسلام، وإنما يمثلون عادات كثير منها يخالف الإسلام، وأغلب هؤلاء بعيدون عن التدين يشبهون الأوروبيين أنفسهم..



والتعريف الصحيح بالإسلام، إنما يكون من أهله يشرحونه قولاً وفعلاً وهذا هو الذي تقتضيه الأمانة العلمية.



قلت: نظراً لدراستك الإسلام، هل وجدت فيه ما يكون فيه حل للمشكلات الموجودة في السويد؟.

فقال: الشيء الذي يمكن أن يفيد به الإسلام المجتمع الغربي: الربط بين نواحي الحياة السياسية والعلاقة الجنسية والأسرية والاجتماعية، كل ذلك يكون وحدة واحدة يشملها بند العبودية "عبد الله". [هكذا نطقها باللغة العربية].

والإسلام يعطي توازناً بين الفردية والجماعية، وأوروبا - وبالذات السويد - فقدت هذا المعنى والإسلام يهتم به..



والحياة في السويد في وقتها الحالي تتمثل في كلمة واحدة أو معنى واحد، وهو الاستمتاع بالحياة، والإسلام فيه نظرة شاملة، فلا ينظر الإنسان إلى نفسه فقط (الأنانية) وإنما ينظر إلى من حوله كذلك.



أسئلة تتردد لدى الفلاسفة، هل وجدت لها إجابة في الإسلام؟



قلت: يتساءل كثير من الناس من أين جئت؟، ولماذا أتيت إلى الدنيا؟، وإلى أين المصير؟. فهل وجدت في دراستك للإسلام أجوبة مقنعة عن هذه الأسئلة؟.



قال: أريد أن أعرف رأيك في جوابي عن سؤالك الذي قبل هذا.



قلت: جواب صحيح وممتاز جداً.



قال: هل تريد الجواب عن سؤالك الأخير مني أو من الرأي العام السويدي؟.

قلت: بل منك أنت.



قال: شكراً، ليس عندي إجابة عن هذه الأسئلة الغامضة في الوقت الحالي، وربما في المستقبل يكون لها أجوبة، الآن لا أهتم بها ولا أجد لها جواباً.



قلت: ألم تجد لها إجابة في القرآن؟..



تنهد الرجل وسكت، ثم قال: إنه يرى أن الإسلام لم يعطه الإجابة المقنعة، ولكن هو يشعر بالتناسق والتوافق مع الأخلاق الإسلامية وهذا السؤال صعب!.



قلت: إذا أردت أن نتحدث في هذا الموضوع فلا مانع عندي.



قال: نعم، تفضل.



فشرحت له أن القرآن أجاب إجابات كاملة عن هذه الأسئلة، وذلك أن لهذا الكون خالقاً وهو الله، وأن الإنسان خلق ليعبد الله، وهذه العبادة شاملة لعمارة الأرض كلها في حدود ما يرضي الله..



وأن هناك يوماً آخر يصير الناس إليه، فيحاسبون ويجزون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، والجنة لأهل الإيمان والنار لأهل الكفران.



قال: أنا عندي خلق الكون معجزة، هذا بالنسبة للسؤال الأولى..



والسؤال الثانى أرى أن العبادة أمر إيجابي في الإسلام..



وأما السؤال الثالث فالمهم أن نفعل فعلاً صحيحاً، وليس المهم أن نعتقد اعتقاداً صحيحاً، كما قال الكاردينال الفرنسي فإن: العاطفة أهم من الناحية المنطقية.



قلت له: هل يمكن أن توجد عاطفة قلبية تصنع للناس ميزاناً للفعل الصحيح في الأرض، مع اختلاف الناس في العدل والظلم والهوى والعلم والبيئات؟.



لا يمكن أن يتفقوا على نظام معين نابع من العواطف، ولا من العقول بل إنهم يحتاجون إلى من يضع لهم قانوناً..

وهو خال من الجهل عالم..



خال من الظلم عادل..



خال من الهوى مستقيم على الحق بحيث يصلح النظام الذي يضعه للبشرية كلها. فلما سمع هذا الكلام قال: وهذا هو الإله؟. قلت: نعم، هذا هو الإله.

مستقبل الإسلام



وسألته: ماذا ترى في مستقبل الإسلام في بلاد الإسلام وبلاد الغرب بعد أن تمكنت من دراسته مع ما تراه في الواقع؟.



قال: على المستوى النظري يملك الإسلام المقومات التي تحتاج إليها البشرية، ولكن الآن بدأ الناس يتعاملون مع نصوص الإسلام، وكل واحد يقول أنا أستطيع أن أقرأ النص وأحدد المعنى الذي أراه، وليس عليَّ اتباع أحد من الأئمة كابن حنبل وغيره، ومن الذي يملك حق التأويل للنصوص هل هو العالم أو الشخص العادي أو المدرس؟.



قلت له: إنه يحتاج في معرفة جواب هذا السؤال إلى تعلم اللغة العربية ليفهم بها القرآن والسنة وأصول الفقه وغيرها، حتى يعلم أن الذي له حق تفسير النصوص هو العالم الذي اجتمعت فيه خصائص تمكنه من التفسير..



كما أن الهندسة والطب لا يمكن أن يتولى أمرهما إلا من تخصص فيهما، فلا بد للمفسر أن يكون عالماً باللغة، عالماً بالقرآن والسنة، والقواعد الإسلامية والعلوم، وهذا المعنى قد لا يعرفه كثير من الناس الذين هم بعيدون عن فهم هذه القواعد والعلوم.



قال: في النصرانية، كل واحد يقرأ ويفسر، بخلاف القرآن والسنة، فلماذا؟ وحتى المسلمون يوجد منهم من خرج عن تفسير العلماء، والطبيب المسلم يتكلم وغيره.



قلت له: الإسلام فيه قواعد مستنبطة من القرآن والسنة، والقرآن ثابت من وقت نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن، وكذلك السنة الصحيحة، وأما الإنجيل والتوراة فليس منهما شيء ثابت، بل هما من كلام كتاب متأخرين ليسوا أنبياء، والذي يعلم تلك القواعد ويلتزم بها له حق التكلم في أمور الإسلام، والذي لا يضبطها فليس له ذلك.



قال: العلماء أنفسهم مختلفون، بعض علماء المسلمين يرون عدم تعدد الزوجات، وبعضهم يرى التعدد، ويعلل الأولون مذهبهم بأن الإنسان لا يستطيع العدل.



قلت: العلماء المسلمون متفقون على جواز التعدد، ولكن المسلم مأمور بينه وبين الله إذا كان يعرف من نفسه أنه لا يعدل بين الزوجات [فيما يقدر عليه] لا يجوز له أن يعدد، ولكن لا يمنعه الحاكم من الزواج بناءً على ظن أنه لا يعدل.



فذكر أن بورقيبة في تونس منع التعدد، وهو مسلم..

[أراح الله المسلمين منه في 16/3/1408هـ بعد أن زج بالمسلمين في السجون والمعتقلات وقتل عدداً منهم وشرد آخرين، فعزل عن الحكم ونفي في بعض أرياف تونس]



وقال: المسلمون أربعة أقسام: أصوليون، وتقليديون، وعلمانيون، وتحديثيون، وأنتم أصوليون، وبورقيبة من العلمانيين التحديثيين، ولكن كل هؤلاء الأصناف داخلون في نطاق الإسلام فهم كلهم مجتهدون؟.

قلت له: ما رأيك لو استطاع شخص من السويد أن يستولي على الجيش والبلد، وقال للسويديين: يجب عليكم أن تسمعوا لي وتطيعوني بدون انتخابات، ويجب أن تعتقدوا أني ديمقراطي نيابي، فهل يعتقد السويديون أنه ديمقراطي؟.

قال: هذا ليس ديمقراطياً، ولكن أظر إلى المسلمين من الخارج إنهم كلهم مسلمون.



قال له المترجم الأخ أشرف الخبيري: هل تحكم على بريجنيف أنه ديمقراطي؟

قال: لا.. فقال: كيف تحكم على الشيوعي أنه غير ديمقراطياً، وأنت خارج الشيوعية ولا تحكم على من خالف الإسلام؟ فتوقف عن الإجابة.



قلت له: كل من يزعم أن الإسلام لا يصلح لتنظيم حياة البشر في هذا العصر أو غيره فهو ليس بمسلم، فكيف يكون مجتهداً في نصوص الإسلام وهو لا يؤمن بها؟.

وقلت له: إن تقسيمك صحيح ولكن النتيجة غير صحيحة.



وقلت له: الحكام الذين لا يحكمون بالإسلام ويسيطرون على الشعب بالقوة، والشعب يطالب الحكم بالإسلام، وفيه علماء متخصصون في كل باب من أبواب الإسلام، أيهما أولى بالاجتهاد في الإسلام الحاكم الذي يعادي الإسلام ويقف ضد الحكم به، أو العلماء المتخصصون في أبواب الإسلام المختلفة؟.



قال: أنا أعرف هذا الكلام وأقره في جلساتي الخاصة! ولكن لا أستطيع أن أشرح للطلاب ذلك أو أرجحه، ولو فعلت ذلك لطردوني!.



قلت له: ما زلت أنتظر رأيك في مستقبل الإسلام في بلاد الإسلام والغرب؟.

قال: فيما يتعلق بحل المشكلات الموجودة يوجد في الإسلام حلول لها، وواضح أن الولايات المتحدة في انحدار وكذلك الاتحاد السوفيتي، وأوروبا بدأت تتقهقر اقتصادياً..



ومنطقة الشرق تنتعش اقتصادياً، وفي إفريقيا تحدث أشياء كثيرة، وبدأ الإسلام يتغلغل والشباب يعتنقه، ويمكن أن يحدث الإسلام الشيء الكثير، ودور أوروبا يوشك على الانتهاء، لتقدم التكنولوجيا في الشرق، ويرى أن الإسلام يتقدم.



ثم استدرك فقال: أرى أن أوروبا تحدث توازناً بين روسيا وأمريكا لأن دولها بدأت تتحد.



قلت له: قيل إن السويديين سيقبلون على الإسلام في المستقبل فما رأيك؟.

قال: لا أعرف ماذا سيحدث في المستقبل، ولكن من الناحية النظرية يمكن أن يحدث هذا، ولو لم تقم الثورة الإيرانية ربما كان الإقبال على الإسلام في السويد أقرب، وقد تكون الثورة الإيرانية، على ما فيها من سلبيات، نبهت الناس للإسلام.



قال: وأنا أسأل هل تتوقعون أن يحدث هذا؟.


فقلت: لا أستطيع الحكم، لأني بعيد عن السويد وعادات أهلها، ولكن في الجملة وحسب اعتقادي أن مقومات القوتين أمريكا وروسيا الأخلاقية والاجتماعية والعدالة تزداد سوء، وهذه عوامل رقي الدول، فإذا فقدتها كانت أجدر بالانكماش، والإسلام وحده وبدون قوة ثالثة تنصره نراه يسير في أماكن كثيرة ونحن نعتقد أن الإسلام سينتصر، ولو

طال الزمن إذا هيأ الله له من يرفع رايته، لأنه الحق وما عداه الباطل.


الكاتب مع المستشرق كنث رتزن والأخ أشرف 21/12/1407ه ـ 13/8/1987م





السابق

الفهرس

التالي


16485476

عداد الصفحات العام

865

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م