{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(024)سافر معي في المشارق والمغارب

(024)سافر معي في المشارق والمغارب

معلومات عن المجلس الإسلامي في ولاية برزبن:

ـ رئيس المجلس الإسلامي في الولاية هو محمد إقبال، والمجلس في كويزلاند.
ـ أعضاء المجلس: وهو ـ أي المجلس ـ منتخب من أربع جمعيات في كويزلاند وهي: جمعية برزبن، وجمعية مكاي، وجمعية تانزول، وجمعية مريبا. ويتوقع أن توجد جمعيتان أخريان تكونان عضوين في المجلس، وهي جمعية المسلمين في برزبن، وجمعية المسلمين في جامع ليك. وأكبر الجمعيات هي جمعية كويز لاند إسلاميك، أي الجمعية الإسلامية في كويز لاند، ورئيسها سلطان محمد دين.

ـ أعضاء المجلس

لهذه الجمعية: تسعة أشخاص: السكرتير هو: محمد منظور الحق. نائب الرئيس: صديق محمد دين.
أمين الصندوق: سليمان سبدية. عدد الأعضاء المشتركين فيها مالياً: مائتان وخمسون. عدد المسلمين في الولاية: ستة آلاف، ثلاثة آلاف منهم في برزبن. معظم المسلمين من لبنان، ويوغسلافيا، وفيجي، وباكستان، وألبانيا، وجنوب إفريقيا، ومصر، والأردن، وبنغلاديش، وإيران (وهم شيعة)، والهند.

نشاط مجلس الولاية:

تأسيس بناء المساجد والمدارس وتعليم الأولاد وتبليغ الدعوة. كل جمعية لها مسجد وإمام ولا توجد مدارس. و المسلمون في مكاي. أكثرهم من ماليزيا، وهم ملايويون نسوا دينهم واختلطوا بالنصارى، وشاركوهم في عاداتهم، وتبعد مكاي ثمانمائة ميل شمال برزبن، وقد أسس بها جامع، ويدخل عدد قليل من النصارى في الإسلام، ولكن كثيراً من أولاد المسلمين يدخلون في النصرانية.

وقد بدأ بعضهم بتعلم الدين الإسلامي وعمره ثمانون سنة، ويشكو أنه لم يسمع من يعلمه شيئاً من الدين طول هذا العمر، وأنه لم يسمع عن الإسلام إلا في هذه الأوقات، وأما أولاده فقد ضلوا كلهم.

ورئيس الجمعية هناك زوجته مسيحية، وهو من يوغسلافيا ـ وليس هو رئيساً للجمعية الآن ـ ويدعى أولياء
أمور أبناء المسلمين لإحضارهم إلى المسجد، لتعليمهم يوم الأحد من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة، ويستجيبون لذلك، كما يذهب الإمام إلى مدارس الحكومة، لتعليم أبناء المسلمين وبخاصة في المدارس التي يكثرون فيها وهي ابتدائية ـ ويمكن أن يذهب إلى المدارس الثانوية، ويوجد في الجامعة مئات من أبناء المسلمين، ويذهب إليهم الإمام عندما يطلبونه في برنامجهم الخاص، كل ليلة خميس وهو برنامج الأسرة، ويعلم تلامذةُ الجامعة أولاد المسلمين في البيوت، ولهم مدرسة أخرى في وستئند يرسل إليها بعض المسلمين يعلمونهم كل يوم اثنين.

ويدرسون الأولاد في أربعة مواضع:

في الجامعين، ويوم السبت في مدرسة حكومية، أو في منطقة درة في بيت رئيس الجمعية: سلطان محمد دين، ويجتمع فيه أربعة وثلاثون تلميذاً.

وهناك جماعة صغيرة من المسلمين في غولكوت، عددهم ما بين سبعين وخمسة وسبعين، يصلون الجمعة في بيت أحدهم، ويعلمون الأولاد في بيت آخر، والذي يقوم بتعليمهم رجل من يوغسلافيا.

وقال الشيخ محمد: إننا نتوقع أن نشتري مدرسة إسلامية في بربن بمساعدة كل المسلمين في هذه المدينة، وقد عين المكان واتفقنا على كل ما يتعلق به، ولكن الأمر يتوقف على المال.

والمكان قريب من المدينة، وفي مركز مناطق المسلمين في برزبن، ويكلف شراء الأرض والبناء أكثر من مليون دولار أسترالي، ولكن الجمعيات متفرقة في المنطقة، وكل جمعية تسعى لإيجاد مصالحها، وإن كانت الجمعيات كلها لا خلاف بينها في شراء هذا المحل وإعداده، وهو موضع متوسط وقريب من جامعة كويزلاند وعلى شاطئ النهر.

ونحن في حاجة إلى الكتب والمدرسين، ولدينا مكتبة في الجامع، وقد بعثت لنا الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ورابطة العالم الإسلامي، ببعض الكتب وزعنا بعضها وبعضها في مكتبة الجامع. ولدينا جريدتان شهريتان بالإنجليزية، ونطبع فيها شيئاً من القرآن ومبادئ الإسلام. والجمعيات الإسلامية عندنا، لا يوجد فيها صراع، وإن كانت الآراء تختلف، وتوجد ثلاث أسر من شيعة إيران، ورجل شيعي من الأردن، ولا نرى لهم نشاطاً في الدعوة إلى أفكارهم، وتأتينا كتب ومجلات من السفارة الإيرانية في البريد.

أما البهائية فيعلنون عن نشاطهم في الجرائد، ويدعون النصارى ولهم مركز هنا، وهم أربع وعشرون عائلة، ولهم دكاكين، ولا صلة بيننا وبينهم وإنما نسمع عنهم في الجرائد. (غريب أن يكون عدد البهائيين قليلاً وهم على باطل ويدعون النصارى أكثر مما يدعوهم المسلمون أهل الحق، وهم أكثر عدداً، ولكن الغرابة تزول إذا علم أن أعداء الإسلام في الغرب يدعمون البهائيين أينما وجدوا).

والمجلس الإسلامي في الولاية يسعى لإعانة المسلمين ومساعدتهم، ويشرف على الذبح الحلال، ويوقع عليه، ويعقد حفلات للشباب مرة كل عام؛ أي مؤتمر عام. وأولاد المسلمين هنا ينقصهم تعليم الإسلام، إذ لا يأتون إلا ساعتين في الأسبوع إلى الجامع وهذا لا يكفي، وكثير من الآباء لا يحضرون أولادهم لعدم مبالاتهم، ويفضلون الفسح ـ أي الخروج إلى الحدائق والمنتزهات وأماكن الملاهي ـ على إحضارهم للتعليم، والباكستانيون أكثر حرصاً على تعليم أولادهم في بيوتهم ولكن بقية الجاليات جهال، وليس عندهم استعداد للتعليم.

وفي صلاة العيد صلينا في الصحراء إحياء للسنة، ولكن اليوغسلاف والألبان صلوا في المساجد، لجهلهم بهذه السنة، ويرون الصلاة لا تجوز خارج المسجد.[والأفضل اجتماعهم كلهم في صلاة العيد، سواء اتفقوا على الصحراء، أو على الجامع، لأن الاجتماع يحقق مصالح المسلمين، والتفرق يحول بينهم وبين تحقيق تلك المصالح، مع ما في الاجتماع من الألفة والمحبة، وما في التفرق من التشتت والكراهة في الغالب، ومكان صلاة العيد ليس واجبا في الصحراء -وإن كان سنة- أو في المسجد]

وأهم الأمور عندنا تعليم الصبيان كل يوم، فلو وجدنا مدرسة خاصة كاملة، تجمع فيها بين منهج الحكومة والمنهج الإسلامي لحلت المشكلة، وإذا لم يوجد ذلك فإنهم قد يَضِلون، كما ضل غيرهم قبلهم، وأكبر الجهاد الذي يتعين علينا هنا تأسيس المدارس للتعليم، ولذلك نسعى لشراء محل وبناء مدرسة ونرجو أن يعيننا كل قادر من المسلمين.

إن بعض المسلمين لا يعرفون تحية الإسلام، وتحيتهم هي تحية النصارى، وكثير من المسلمين يختلطون بالنصارى بالتزاوج، يتزوج المسلم النصرانية ويتزوج النصراني المسلمة، وإذا مات الأب المسلم ذهب أولاده إلى الكنيسة.

كثير من المسلمين جاءوا إلى هذا البلد وهم طيبون في إسلامهم، ولكنهم شغلوا بكسب المال ونسوا تعليم أولادهم، وأصبحوا هم أنفسهم لا يحضرون المساجد (هكذا نفث الشيخ محمد رحيم الله ما في صدره وهو يشكو شكوى مرة مما يعانيه المسلمون في هذا البلد!).

من هو الشيخ محمد رحيم الله؟

هو إمام وخطيب الجامع في مدينة برزبن ولد سنة 1947م في منطقة تسمى "نوى خألي" وقال إن معناها المنطقة العربية الثانية في بنغلاديش تشبيها لها ببلاد العرب، لأنه يوجد في كل بيت منها عالم.
تعلم الشيخ القرآن الكريم في صغره، ثم تعلم في المدارس الحكومية الابتدائية، ثم تعلم في المدرسة الإسلامية الدروس الإسلامية والقوانين الشرعية والحديث والتفسير وتخصص في الحديث وتخرج بدرجة ممتاز، وكانت مدة دراسته فيها اثنتي عشرة سنة، ثم دخل الجامعة وتخرج فيها، ثم درَّس ثلاث سنوات وكان أستاذا في قسم السياسة وقوانين الحكومة، وبخاصة القوانين الإسلامية، ثم ترك بلاده وهاجر إلى فيجي للقيام بالدعوة وتعليم المسلمين فيها، وبقي فيها ثلاث سنوات، ثم هاجر منها إلى أستراليا واستقر في مدينة برزبن هذه.

إلى مسجد وستئند:

خرجنا من الفندق قبل صلاة المغرب، قاصدين مسجد وستئند الواقع في قرب مركز المدينة، فرأينا على رصيف الشارع بالجانب الأيمن رجلاً عجوزاً يترنح من شدة السكر ويكاد يسقط، فذكرني اسم المنطقة هذا باسم منطقة في مدينة لندن تسمى بنفس هذا الاسم، ولا بد أن يكون اسم المنطقة في برزبن مأخوذاً من اسم منطقة لندن، وهي في لندن منبع من منابع الفساد والإجرام وقد مررت بها في زيارتي الأولى لأمريكا، وأشرت إلى ذلك في الكتاب الخاص ببريطانيا من هذه السلسلة: "في المشارق والمغارب".

فلا غرو أن يوجد نوع تشابه بين المنطقتين وإن تباعدتا، ولكن الإنصاف يوجب أن نفرق بينهما، لأن مظاهر وستئند في لندن واضح فسادها في كل شيء. أما وستئند برزبن فلم نر مظاهر الفساد في الشوارع إلا هذا العجوز السكران، وإن كانت البواطن سيئة كما هو معروف.

وصلنا إلى المسجد، وكان جزءً من كنيسة اشتراها المسلمون وأزالوا آثار الديانة المسيحية من المكان الذي كان معداً لعبادة النصارى، وحولوه إلى مكان للصلاة ـ أي إلى مسجد ـ ولم تسمح لهم الحكومة بتغيير الشكل حتى يصير ظاهره مسجداً كباطنه، وأذن الأخ إقبال لصلاة المغرب وانتظر قليلاً فجاء ثلاثة أشخاص أحدهم أردني واثنان لبنانيان وصلى بنا الشيخ عمر المغرب وخرجنا.

إلى جامع برزبن: ذهبنا إلى جامع برزبن التابع لمركز الجمعية الأولى في هذه المدينة.

لا ترد يد لامس!

في طريقنا إلى الجامع وقفوا بنا أمام مطعم لتناول العشاء، وقالوا إنه مطعم مسلم، وعندما دخلنا وجدنا أضواء المطعم شبيهة بأضواء حانات الخمر، حمراء خافتة، وعرفنا أنه فعلاً يقدم الخمر للزبائن، وكان الوافدون من الزبائن قليلين، ولكنهم ليسوا من رواد الحلال، ولا يستطيع الإنسان أن يفرق بين مسلمهم وبين كافرهم، وكان من بينهم رجل غريب الشكل كثير شعر الرأس كثيف شعر اللحية والشاربين، كأن غابة سوداء تحيط برأسه ووجهه، فلا يرى من وجهه إلا القليل.

وعلى كل حال فقد قدم لنا الطعام الحلال ـ كما قال الإخوة ـ وقدم لغيرنا ما يشتهون، وقد شبهت مطاعم هؤلاء التي توصف بأنها إسلامية، بأجهزة الإعلام التي تحاول أن ترضي جميع الأذواق، كما يقول ذلك المشرفون عليها، فتشتمل برامجها على ما يرغب فيه المتدين ولو قل، والمثقف، وذو التخصص، والفاسق، وغيرهم، هكذا تلك المطاعم يحد فيها متحرو الحلال ما يريدون، ويجد فيها قاصد الحرام ما يريد، أي أنها لا ترد يد لامس كما جاء في الحديث المختلف في روايته ودرايته.

آمال نرجو للمسلمين تحقيقها:

وأخبرنا الشيخ محمد ونحن في هذا المطعم ببعض الآمال التي يحاولون تحقيقها، وقد بذءوا ببعضها، فقال:
إن لديهم برنامجاً للعب الأطفال وسيبدؤون بتنفيذه من الشهر القادم، في كل شهر مرة، حتى يتمكنوا من تنظيمه واستمراره، مثل كرة القدم، وكرة اليد، والتنس، ويكون ذلك في أيام الإجازات، والسبب في الاهتمام بذلك هو محاولة حفظ هؤلاء الأطفال من أن يختلطوا بأولاد النصارى ويتأثروا بهم، وإذا اجتمع بعض أطفال المسلمين مع بعض حصل بينهم التآلف ومليء فراغهم، حتى لا يفكروا في الاختلاط مع الكفار.

وقال الشيخ محمد: إن ذلك سيكلفنا مبلغاً من المال نرجو أن ييسره الله. وقال: إننا نحاول إيجاد برنامج إسلامي في الإذاعة المعدة للأجناس المختلفة من ذوي اللغات المختلفة، وقد بدأنا بذلك فعلاً في كل يوم سبت، وقد أعطينا الإذاعة المال اللازم ونجدد العقد معها كل عام، وهو يتضمن أشياء كثيرة ومن أهمها البيان لمبادئ الإسلام، ولنا أن نعلن في الإذاعة عن المناسبات الخاصة، كالصيام والإفطار والعيد ونحوها.

معلومات عن رئيس المجلس في الولاية:

رئيس مجلس ولاية كويزلاند، هو محمد إقبال ولد في باكستان، ودرس في الكلية الحكومية في ملتان، قسم
المالية باللغة الإنجليزية والأردية، هاجر إلى أستراليا سنة 1955م، وتزوج امرأة أسترالية، وكان أبوه في أستراليا قبل الحرب العالمية الثانية وبعض أقاربه، وكان أبوه قد جاء أصلاً للزيارة ثم تزوج من أقاربه وأقام في أستراليا، كان إقبال يعمل في قطع قصب السكر، ثم عمل في المطبعة وعمل قائداً لحافلة مدة طويلة، ثم ابتدأ في التجارة في الثياب وعمل غسالاً، ولا زال يعمل في تجارة الثياب. وانتخبه المسلمون رئيساً للمجلس الإسلامي في الولاية، حج في العام الماضي بدعوة من المملكة العربية السعودية وكان أميناً للجمعية.





السابق

الفهرس

التالي


14239830

عداد الصفحات العام

1339

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م