﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(030)سافر معي في المشارق والنغارب

(030)سافر معي في المشارق والنغارب

زيارة زعماء جمعية مسجد مدينة أدلايد:

ثم ذهبنا إلى زعماء جمعية مسجد أدلايد التي لا تزال تتمسك باسم جمعية مسجد أدلايد الإسلامية لجنوب أستراليا، وهو الاسم القديم للجمعية قبل اختلافها وافتراقها، ولا تزال كل طائفة تتمسك به إلا أن الجمعية الأولى التي سبق التفصيل عنها أكثر عدداً، ولها إمام ومعترف بها من قبل اتحاد المجالس الإسلامية.

وكان الاجتماع في منزل الأخ أشرف شودري، وهو باكستاني. وقد بدأ الشيخ عمر الحديث معهم فعرفهم بمهمتنا. ثم بدؤوا الكلام عن جمعيتهم، فقالوا: إن الجمعية أسست سنة 1951م في مسجد أدلايد الذي هو أول مسجد أنشئ في أستراليا، وكانت لا توجد في أدلايد إلا هذه الجمعية، وفي سنة 1980م انقسمت فصارت جمعية في ماريو، وجمعيتنا بقيت في جامع أدلايد.

ورئيس جمعيتهم هو: شفيق تلاونك ـ يوغسلافي. والأمين العام: أشرف شودري. وأمينة الصندوق: زليدة ـيوغسلافية. وعدد أعضاء اللجنة التنفيذية خمسة، منهم الأربعة السابق ذكرهم. وعدد المسجلين في الجمعية: أربعمائة وخمسون شخصاً. وشكوا من قلة مساعدة بعض الأعضاء للجمعية، وضربوا مثالاً لذلك بأنه يوجد أحد عشر دكتوراً في الجمعية، ولا يساعدهم فيها إلا واحد منهم فقط.

نشاط الجمعية:

وذكروا نشاط الجمعية فيما يلي: إقامة صلاة الجماعة والجمعة والعيدين وإحياء المناسبات الإسلامية.
تعليم الأولاد اللغة العربية والإسلام في المسجد يوم الأحد. بيان مبادئ الإسلام لغير المسلمين في المسجد أو في جامعة أدلايد في الإجازات. تولي عقد الزواج في المسجد. تنظيم الاجتماعات للتعارف بين المسلمين ومذاكرة حل مشكلاتهم يومي السبت والأحد. لديهم منظمة للشباب للتشاور في أمور الدين وتعاليمه.

استقبال طلبة المدارس الأسترالية ودعوتهم لتعريفهم على مبادئ الإسلام، واستشهدوا على ذلك بأن لديهم مجلدات من رسائل طلبة المدارس الذين تأثروا بالإسلام. وتوجد مدارس مسيحية تجمع بين المنهج المسيحي ومنهج الحكومة، ويبعثون طلابهم إلى المسجد لسماع شرح مبادئ الإسلام، ومن تلك المدارس: كلية الإنجيل.

ويحضر طلاب من جامعة أدلايد لرؤية الفن الإسلامي والمناقشة في أمور الإسلام (المؤسف أنه لا يوجد من يفقه الإسلام حتى يعطى الطلبة أو غيرهم شرحاً صحيحاً لمعاني الإسلام). وذكروا أنهم كان عندهم إمام تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (هو عمر الشاطري) وكان هو الذي يتولى مناقشة المسيحيين، والآن يتولى ذلك الدكتور أمجد، وقد سألته عن تخصصه؟ فقال: علم الفنون الإسلامية والهندية والبوذية.

وقالوا إن بعض المستشفيات دعا ثلاثة أطباء: أحدهم مسلم، والثاني يهودي، والثالث مسيحي، ليبين كل واحد منهم مبادئ الدين الذي يؤمن به لتعريف الناس بتلك الأديان، وأن الناس في آخر الاجتماع تأثروا وأحبوا إمام المسجد عمر الشاطري.

قلت: مما يؤسف له أن هذا الاجتماع الثلاثي يتكرر في كثير من بلاد أوربا وأمريكا وأستراليا وغيرها، وليس العيب في الاجتماع لذته، فقد يكون مفيدا إذا كان الحاضرون متكافئونين في المعرفة والثقافة المتعلقين بدياناتهم، ولكن أكثر الذين يمثلون الإسلام في هذه الاجتماعات ليسوا على مستواه، لا في العلم ولا في القدوة الحسنة وهذا يسيء إلى الإسلام أكثر مما يفيده.

وقالوا: إنه يوجد برنامج إذاعي لقسيس مسيحي يتولى الرد على أسئلة المستمعين حول الدين، وإن الإذاعة طلبت منهم تعيين إمام يرد على أسئلة المستمعين حول الدين الإسلامي، ولكنه لا يوجد لديهم إمام، وقد طلب من أمجد ـ وهو لا يفقه الإسلام ـ أن يتولى ذلك.

وقالوا إنه سيحتفل بمرور مائة وخمسين عاماً على إنشاء ولاية جنوب أستراليا، وبخاصة مدينة أدلايد، وطلب منهم القسيس أن يحضروا من يلقي كلمة بهذه المناسبة عن الإسلام في العام القادم. ويرغبون في إقامة معرض إسلامي في الجامع، ليظهروا للأستراليين مدى مشاركة المسلمين في بناء البلد في جنوب أستراليا.

ومن ذلك وضع أفلام لتعليم مبادئ الدين الإسلامي، كالصلاة وغيرها لتكون في متناول من يريد أن يتعلم مبادئ الإسلام بالفيديو في منزله، وبخاصة المسلمين الأوربيين الذين يجهلون الدين، بدلاً من البرامج السيئة التي يرونها في التلفزيون.

ولديهم مشاريع كثيرة يرغبون في تحقيقها ـ ولا يريدون ذكرها للأسباب الآتية:
1 ـ عدم توافر المال.
2 ـ عدم وجود إمام.
3 ـ والمسجد في حاجة إلى تعديلات ودهن، ولكن الجهات الحكومية لم تأذن بذلك وهي: حكومة جنوب أستراليا، والحكومة الحالية، ومصلحة الآثار. ثم شكرناهم، ونصحهم الشيخ عمر أن يتحدوا ويتركوا أسباب الخلاف التي تجر آثاراً سيئة على الإسلام والمسلمين وغيرهم.

وطلبنا منهم أن يذكروا أسباب الخلاف باختصار، لأن الوقت قد طال، وكان الهدف أن نحاول التخفيف من تلك الأسباب، بعد أن سمعنا من الطرفين ما عندهما، فذكروا الأسباب وأطالوا، ولا داعي لذكرها لعدم فائدتها، ولكن الذي بدا لنا أن أسباب الخلاف شخصية تتعلق بالمناصب والرئاسة وليست جوهرية كما مضى.

وبعد أن سردوا كل ما عندهم ـ وقد كانت رؤوسنا تميل من شدة الإرهاق والتعب والسهر ـ قال لهم الشيخ عمر: أرى أن تحكموا بينكم مندوباً يأتي من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية الإفتاء والدعوة والإرشاد أو رابطة العالم الإسلامي أو الجامعة الإسلامية، ونصحهم وحذرهم من عقوبة الله على هذا الاختلاف الذي يفرق المسلمين ويضعفهم ويعطي سمعة سيئة عند غير المسلمين. وانتهى الاجتماع في الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريباً.

الأربعاء: 4/11/1404ﻫ.

شباب ناصح:

في الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم زارنا في الفندق الإخوة: الدكتور مؤيد مكي العراقي، وهو مدرس في كلية الطب في جامعة صلاح الدين بأربيل، وقد نال الدكتوراه في الطب من جامعة أدلايد، والأخ عصمت رفيق بارودي ـ لبناني ـ يبيع الخضار في أدلايد، والأخ: خالد الخويطر [ابن أخي وزير المعارف السعودي] وهو موظف في الشركة السعودية للمواشي يدْرس المحاسبة ويتقوى في اللغة الإنجليزية، وظهر لنا من الثلاثة أنهم شباب صالحون، نفع الله بهم بلادهم.

وقد ذكروا جميعاً أن أكثر الجمعيات الإسلامية تدعي أنها تخدم الإسلام وتقوم بالدعوة ولكن الدعاوى شيء، والحقيقة شيء آخر فكثير من أعضاء تلك الجمعيات هدفها المناصب وجمع المال، وليسوا مؤهلين لذلك الهدف السامي ولهذا يكثر الصراع بينهم.

وقالوا ـ وقولهم حق ـ : إن أفضل شيء تقدمه المملكة العربية السعودية والمؤسسات الإسلامية فيها وفي غيرها، هم الدعاة الذين لديهم مؤهلات الدعوة حقاً، والكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغات العالمية وبخاصة اللغة الإنجليزية في موضوعات مختلفة ومستويات متنوعة: كتب تعالج قضايا الإيمان وتقيم الحجة على منكريه، وأخرى تعالج ضعف الإيمان عند المسلمين وترد على الشبهات الصادرة ضد الإسلام، وطلبوا منا أن نجتهد في هذا الأمر ثم ودعونا وانصرفوا.

مغادرة مدينة أدلايد:

وجاءنا بعد ذلك الأخ سليم بن محمد التركي إمام مسجد ماريو في الساعة العاشرة إلا ربعاً، وحاسبنا الفندق وذهبنا إلى المطار، وكان معنا الأخ الشيخ أحمد سقاقا الذي أصر على ملازمتنا إلى المطار وهناك
ودعونا وعادوا. وأقلعت بنا الطائرة من مطار أدلايد إلى مدينة "بيرث" في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة والعشرين صباحاً، (وتوقيت أدلايد يتأخر عن توقيت سدني بنصف ساعة).

طعام المسلم:

جاءنا المضيفون ـ بعد أن قدموا لنا العصير والحليب ـ فسألونا هل نقدم لكم الطعام؟ قلنا: نعم ولكن طعام المسلم، وكنا قد طلبنا من الشركة عند الحجز ذلك، وقد أصبح طعام المسلم في أستراليا معروفاً، والظاهر أن ذلك بسبب الحديث عن اللحم الحلال في الأجهزة الإعلامية، وهذا على عكس الدول الأخرى، كأمريكا وأوربا [هذا كان حسب علمي من زيارة أمريكا قبل ثمان سنوات، ولكني زرتها بعد أستراليا سنة 1405ﻫ، مع الشيخ عمر فوجدنا الأمر يختلف، فشركات الطيران تعرف غالباً طعام المسلم الآن.] فإن الطعام المشهور فيها هو طعام اليهود. وجاءونا بالطعام وهو مكون من الأرز والسمك والسلطة الخضراء.

وأخذ الشيخ عمر يمارس غفواته كعادته، إذا أحس بالتعب أسلم نفسه لربه بسرعة أغبطه عليها، وقد كان في حاجة إلى الراحة، لما لاقيناه بالأمس من بعد عن الراحة، من الصباح إلى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.

أما أنا فقد كنت في حاجة إلى متابعة يومياتي، فكنت طيلة الطيران أكتب ما عدا وقت تناول الطعام، وكانت الكتابة تتعلق بما أخذناه من معلومات عن الجمعيتين الموجودتين في مدينة أدلايد، فقد قضينا معهم في جلستين متواصلتين بالأمس ما لا يقل عن تسع ساعات.

في مطار مدينة بيرث:

وهبطت بنا الطائرة في مطار "بيرث" في الساعة الثانية والثلث بتوقيت "سدني" ـ والفرق بين توقيت سدني وبيرث ساعتان ونصف الساعة ـ فقد استغرقت مدة الطيران من مدينة أدلايد إلى مدينة بيرث، وهي في أقصى الغرب الأسترالي ثلاث ساعات.





السابق

الفهرس

التالي


15331938

عداد الصفحات العام

4071

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م