{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)سافر معي في المشارق والمغارب

(01)سافر معي في المشارق والمغارب

رحلة سريلانكا 1404ﻫ ـ 1989م

الخميس:12/11/1404ﻫ

بطاقة الخروج:

سبق ما تمكنت من تسجيله من معلومات مختصرة عن معلومات عن الشيخ عبد الرحمن الكاف، وعن أسرته وعن بعض الجمعيات الإسلامية في الكتاب الخاص بسنغافورة. وقد ودعنا الحاج عبد الرحمن وأولاده في مطار سنغافورة الذي سنذهب منه إلى كولومبو عاصمة سريلانكا.

كانت في جوازي بطاقة ملئت بالمعلومات اللازمة، ليأخذها موظفو الجوازات في مطار سنغافورة عند الخروج، ونظرت إليها عندما فتحت الجواز قبل أن نودع الحاج عبد الرحمن فظننت أنها من الأوراق الباقية التي قد استنفذت غرضها، فرميتها في قاعة المطار، وعندما مشينا أخرج الشيخ عمر جوازه فإذا به بطاقة مشابهة لها فقلت للشيخ: ما هذه البطاقة؟ قال: هذه بطاقة الخروج.

فرجعت مسرعاً وأخبرت الشيخ الذي ما زال واقفاً، فبحث عنها ابنه فوجدها في المكان الذي كنا واقفين فيه، فأخذتها وقلت: في العجلة الندامة، والرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: (احرص على ما ينفعك) فقد عجلت ولم أحرص، والحمد لله الذي يسر. وقد سجلت معلومات عن زيارة سنغافورة في مجلد رحلة جتوب آسيا وجنوب شرق آسيا التي استمرت أكثر من أربعة أشهر وشملت ثماني دول، وستأتي حلقاته.

بدأ العنف والفضول!

كانت معاملة الأستراليين والنيوزيلنديين والسنغافوريين، معاملة سهلة حسنة لم نشعر بشيء من القسوة أو سوء المعاملة، ولم يسألنا أحد من أين؟ وإلى أين؟ وما وظيفتكم؟ ولكنَّا عندما صعدنا إلى الطائرة السريلانكية، أخذ بعض المضيفين ينهال علينا بالأسئلة: من أين جئتم؟ وإلى أين تسافرون؟ وما وظيفتكم؟.... كأنه ضابط تحقيق ولعله كذلك! وبعد أن فرغ من أسئلته، قال: أنتم تقولون: السلام عليكم، فقال له الشيخ: هل أنت مسلم؟ قال: لا.. كاثوليك.
وكان تفتيش الموظفين السريلانكيين، عند الخروج من مطار سنغافورة شديداً وفوضوياً. لا شك أن الدقة في التفتيش مطلوبة لترتيبات الأمن، ولكن التفتيش يمكن أن يتم مع اللطف وعدم بعثرة أغراض الراكب والمسافر الذي يتعب في ترتيبها، فيأخذ المفتش يبعثرها هنا وهناك دون أن يراعي ما يعقب ذلك من تعب صاحبها في ترتيبها، فقد وجدنا تفتيشاً دقيقاً في بعض البلدان، ومنها أستراليا، ولكن المفتش يحاول أن لا يبعثر الأغراض، ويحاول أن يعيد كل شيء في مكانه ويساعد صاحب الحقيبة على ترتيبها.

أما هؤلاء، وكانوا من موظفي سريلانكا، فكانوا يفتحون كل شيء ويخرجون الأشياء من الحقائب والأكياس ويرمونها هنا وهناك، ثم يتركونها ليبدأ صاحبها في ترتيبها من جديد، هكذا فعلوا مع الناس، ومع ذلك لم يعاملونا كما عاملوا الآخرين فلم يزيدوا على لمس الثياب من أعلى ولم يفتشوا شيئاً مما كان بأيدينا، ولكن ذكرت هذا لما رأيت من فوضى في التفتيش تزعج المسافرين. وأقلعت الطائرة من مطار سنغافورة إلى كولمبو ـ عاصمة سريلانكا ـ في الساعة التاسعة والربع مساء بتوقيت سنغافورة.

عقلاء ما يشربون إلا الخمر!

عندما استمرت الطائرة فترة في الجو، قلت: الحمد لله لم نشم رائحة الدخان، فالتفت الشيخ وهو يبتسم ـ كعادته ـ وقال: هؤلاء عقلاء ما يشربون إلا الخمر! وهو يتهكم بهم، لأن الخمر تغطي العقل، والدخان لا يغطيه، فإذا كانوا يغطون عقولهم بشرب الخمر، فأين عقولهم؟!.

ظن في القبَّهْ وَلْيُو، وْفِيهَا جِّنِّيُو عَرْيُو:

الأمثال الشعبية تؤدي معاني عجيبة أكثر مما تؤديها العبارات العادية، وهذا المثل من أمثال أهل بعض مناطق اليمن التهامية، الذين اعتاد بعضهم أن يقدسوا بعض الأموات تقديساً قد يصل إلى دعائهم من دون الله، جهلاً منهم بذلك في الغالب، ويبنون على القبور القباب وينذرون لها النذور ويستغيثون بها من دون الله [ألفت رسالة نظماً وعلقت عليها وهي تبين تلك العادات في اليمن عندما كنت في المرحلة المتوسطة في معهد سامطة العلمي سنة 1379ﻫ سميتها "بهجة القلوب بتوحيد علام الغيوب" طبعت مرات ونفذت] وفيها مبالغات في التكفير، تزيد عن مبالغات المستغيثين بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.. . ] ويقال: إن أحد المستغيثين رأى قبة من هذه القباب، فدخل فيها ليطلب من الولي حاجته، وعندما دخل تمثل له الشيطان عارياً من اللباس، فقيل عنه هذا المثل وهو يقال بعبارة عامية لا تستقيم مع قواعد اللغة العربية ولا يفهمها إلا الناطقون بها، ومن اختلط بهم، ومعنى هذه العبارة: "ظَنَّ فِي القُبَّةِ ولِيًّا، فظهر أنه جِنِّيٌّ عَرِيٌّ لا يلبس ما يستر عورته"!

وهو مثل يضرب لمن يؤمل في الشيء أملاً كبيراً، فلا يجد ما أمل، بل يجد الفشل. تذكرت هذا المثل، عندما جاءت المضيفة السريلانكية تتفاهم معي بشأن الطعام الذي يقدم لنا فتعبتْ من التفاهم معي بسبب صعوبة فهمها ما أقول من كلمات إنجليزية قد يكون فيها تحريف وقد أجمع كلمتين كل واحدة منها تؤدي المعنى الذي أريد، فالتجأَتْ إلى الشيخ عمر ظناً منها أنه أحسن حالاً مني، ولم تدري أن في القبة جنياً.... لذلك رجعت إليَّ مرة أخرى عندما هزَّ لها الشيخ رأسه وقال: "نو سبيك إنجلش" ووصلنا إلى نتيجة طيبة والحمد لله!.

والله ضيافة عظيمة!
كانت الخدمة في الطائرة السريلانكية ممتازة: أصناف كثيرة من الطعام، وكلها لذيذة، بقي الركاب ما لا يقل عن ساعتين وهم يأكلون، إذا فرغوا من صنف، قدم لهم صنف آخر، وكنا نظن أن الخدمة فيها ستكون أقل من الخدمة في الطائرات الأسترالية، قياساً على أمور أخرى من النظام ـ وحسن المعاملة وغير ذلك، مما تفوق فيه الدول المتقدمة مادياً الدول النامية كما تسمى!. لذلك قال الشيخ: "والله ضيافة عظيمة!".






السابق

الفهرس

التالي


14230792

عداد الصفحات العام

3081

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م