{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(08)ساف معي في المشارق والمغارب

(08)ساف معي في المشارق والمغارب

دعوة قائد السيارة إلى الإسلام:

عندما بدأنا السير راجعين إلى مدينة كولمبو، طلبت من الإخوة الشيخ مولوي إبراهيم، والشيخ محمد مخدوم، أن يترجما بيني وبين قائد السيارة الذي اتفقنا معه على إيصالنا إلى المدرسة وإعادتنا إلى كولمبو، إذا رغب أن نشرح له بعض مبادئ الإسلام فاخبروه، فقال: إنه يحب أن يسمع شيئاً من ذلك، وسألناه: هل درس عن الإسلام شيئاً؟ فقال: إنه يأسف لأنه لم يسمع عنه إلا قليلاً، فسألناه عن ثقافته، فقال: إن عنده بكالوريوس، وكان مدرساً في المدارس الحكومية، ثم إنه استقال، وهو يعمل الآن سائقاً لسيارة أجرة

فبدأنا نشرح له مبادئ الإسلام:

الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالرسول ، والإيمان بالوحي، وذكرنا له شمول الإسلام لحياة الإنسان ومحاسن المنهج الإلهي.

وسأل هو عدة أسئلة وأجيب عنها، وطال النقاش بيننا وبينه حيث استغرق الطريق كله الذي يزيد عن خمسين ميلاً، وكانت النتيجة أنه استسلم واعترف بأن المعاني التي ذكرناها له عن الإسلام كلها صحيحة، وأنه اطلع على أمور كان جاهلاً بها. ومن الأمور التي تعجب منها: نفينا أن يكون محمداً صلى الله عليه وسلم هو المعبود عند المسلمين، فقد كان يعتقد أن المسلمين عندما يدخلون المساجد إنما يعبدون محمداً صلى الله عليه وسلم فلما فهم معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله، وليس هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة كما يزعم النصارى في عيسى عليه السلام.

وقال: إن الأجرة التي سيأخذها منا في ذهابه وإيابه معنا، لا تساوي شيئاً بجانب هذه المعلومات التي يسمعها لأول مرة في حياته عن الإسلام [وهذا دليل على تقصيرنا في البلاغ المبين الذي كلفه الله رسوله، ثم أمته من بعده، وأن كثيرا ممن يختلطون بالمسلمين ويعرفون لغتهم، ويرونهم يؤمون مساجدهم يجهلون حقيقة هذا الدين، بل يجهلون قاعدة قواعده: (شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله). فكيف بمن لم يخالطوا المسلمين ولم يفهموا لغتهم...؟!] ، ووعد بقراءة ترجمة معاني القرآن الكريم، وأي كتب أخرى يستفيد منها عن الإسلام، وإنه يريد معرفة الحق، وكان في أول النقاش يدافع عن تعليمات بوذا بشدة، ويحاول أن يصرفنا عن النقاش في هذه الأشياء، وكان يعتقد أن النار والهواء والتراب تعاونت مجتمعة على إيجاد هذا الكون، وعندما بينا له زيف هذا الاعتقاد، قال: إن بوذا أمرهم بعدم الخوض في هذه الأمور، وأن الذي سيخوض فيها سيصيبه الجنون، ولكن بحمد الله ذهبت هذه الاعتقادات بعد المناقشة، ولا زلنا جميعا نتمتع بعقولنا، وقد ودعنا عندما وصلنا إلى الفندق بحرارة، واتفق مع الشيخ مولوي إبراهيم والشيخ محمد مخدوم، أن يقدما له الكتب المفيدة عن الإسلام باللغة الإنجليزية. واتضح لنا أنه أخو مدير الشرطة في كولمبو، وهذا الموقف يدل أن الناس لم يبلغوا الإسلام على حقيقته.

الأحد: 15/11/1404ﻫ.

زيارة الجامعة النظمية:

جاءنا الإخوة في الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً، فذهبنا إلى مقر الجامعة النظمية، وصلنا إليها في الساعة الثانية عشرة والربع.

مرافق الجامعة:

وأطلعنا الإخوة المسؤولون على بعض مرافق الجامعة من ذلك:
ـ إدارة النشر والبحوث الإسلامية.
ـ أمانة الجامعة وإداراتها.
ـ قاعة الاجتماعات.
ـ مكتبة في طور الإنشاء.

ـ قاعة المحاضرات التي أنفقت على بنائها ليبيا ـ بعد أن بدأ بالإنفاق على بنائها الحاج نظمي.
ـ مبنى المدرسين العزوبيين بنين، وفيه خمس وعشرون غرفة، في كل غرفة مدرسان، ومنازل صغيرة يسكنها المدرسون الذين عندهم عوائل، وعددها سبعة، وسبعة فصول دراسية: ثلاثة تمهيدية، وأربعة جامعية.
ـ وبجانب الفصول مساكن الطلاب.
ـ
الرابطة التعليمية للطلاب.
ـ المكتبة القديمة، وفيها خمسة عشر ألف كتاب باللغات المختلفة، يراجع المكتبة خمسة وسبعون شخصاً في اليوم ـ ويكثر عدد المراجعين يومي الجمعة والسبت. ويرغبون كثيراً في الأدب العربي، حسب التوجيهات ولا تعار الكتب.

ـ ومساكن الطلبة قاعات، كل قاعة تتسع لخمسة وعشرين طالباً. وسيبنى مركز للتدريب المهني، ويوجد مطعم ومطبخ، والجامعة في وسط غابة كبيرة تحيط بها من كل جانب. واجهة قاعة المحاضرات على هيئة العين الباصرة، والقاعة تتسع لسبعمائة مستمع، سقفها من الخشب الثمين، قالوا: إنه يسمى "تيك".
هذه كتلك..

عندما خرجنا من القاعة، قال الدكتور محمد علي شكري: الآن نصلي أولاً، ثم نتغدى، فقال له الشيخ عمر: هذا كلام قلتموه للشيخ العبودي، وكان الشيخ عمر قد قرأ في كتاب للعبودي عن زيارته لسريلانكا، فقال الدكتور محمد علي: وكان في مثل هذا الوقت، أي أن الكلام مع العبودي في مثل هذا الوقت قبيل الظهر، قلت: "هذه كتلك". وفي وسط الجامعة ملعب للأولاد، مزروع بالعشب.

و هل يجوز أن يُقْتَدَى بجحا؟.

دخلنا قبل أن نصلي الظهر منزل الدكتور محمد علي، وأرانا خريطة سريلانكا، وقال: هي شبيهة بقدم أبينا آدم، قلت: مثل رِجل الشيخ عمر، فقال الشيخ عمر: هل تعلم علام يدل كبر القدم؟ قلت: لا، فحكا حكاية وقعت له ولامرأة قدمت للحج من بلده، وكانت تريد أن تعرف منزل والده، وكان هو ـ أي عمنا عمر - صغيراً يلعب مع الأولاد، فجاءت المرأة تريد أن تسأل الأولاد عن منزل محمد فلاتة، فلما رأت عمر ابنه نظرت إلى قدميه ـ وهي قَيَّافة ـ فعرفته وقالت له: أوصلني إلى منزل والدك، دون أن تسأله من هو؟ ولم تكن تعرفه من قبل.

قلت للشيخ: ولكن هذه القصة لا يوجد فيها جواب على سؤالي، وهو علام يدل كبر القدم؟ فقال: ما دمت لا تعرف علام يدل كبر القدم، فلا داعي لشرح ذلك لك، وأنا اليوم أعمل معك مثل جحا عندما وقف ليخطب، فقال: هل تعلمون ما أقول؟ قالوا: لا، قال: فلا داعي أن أتحدث إلى من لا يعلم، ثم جاء مرة أخرى فقال للناس: هل تعلمون ما أقول؟ قالوا: نعم، فقال: فلا داعي للحديث إلى من يعلم، وفي المرة الثالثة قال لهم: هل تعلمون ما أقول؟ فاختلفوا: منهم من قال: نعم ومنهم من قال: لا، فقال: لا داعي لأن أتحدث إلى قوم مختلفين، قال الشيخ: وأنت واحد من هذه الأصناف الثلاثة، فقد قلت إنك لا تعلم، فلا داعي لأن أشرح لك شيئاً لا تعلمه!. قلت: وهل يجوز أن يُقتدى بجحا؟ فسكت الشيخ.!

الدكتور محمد علي محمد شكري:

هو من بلدة سيلان، من منطقة تسمى "ماطرا". ولد سنة 1940م. درس في مدرسة حكومية تسمى: كلية: "بِيَرَادِنْيَا" الظاهرة في كولمبو، وتخرج في جامعة "كَنْدِي" في وسط المدينة، بدرجة بكالوريوس، وكان تخصصه في اللغة العربية.

وكان خطيباً بارعاً عندما كان شاباً، نال جوائز كثيرة، منها: الجائزة الذهبية، عين مدرساً في نفس جامعة "كِنْدِي" في قسم اللغة العربية لمدة سبع سنوات تقريباً.

ثم سافر إلى إنجلترا سنة 1973م، لمواصلة الدراسات العليا، ودرس في جامعة أدمبرا، وقدم بحثا للدكتوراه، في موضوع قوت القلوب، لأبي الطالب المكي ـ دراسة عن الكتاب ـ ونال الدكتوراه سنة 1976م، عين بعدها رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية في جامعة كَندي، وكانت دراسته في بريطانيا على منحة قدمت له من الكومنولث، ثم استقال من جامعة كندي، والتحق بالجامعة النظمية مديراً لها سنة 1981م، معاوناً للشيخ محمد نظيم.

وقد عادلت وزارة التعليم العالي شهادة هذه الجامعة بدرجة بكالوريوس، ويمكن للذي يتخرج من هذه الجامعة من الناحية الرسمية، أن يلتحق بدراسة الماجستير والدكتوراه في جامعات المملكة العربية السعودية.







السابق

الفهرس

التالي


14217153

عداد الصفحات العام

2250

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م