﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(011)سافر معي في المشارق والمغارب

(011)سافر معي في المشارق والمغارب
الاثنين: 16/11/140هـ

مشكلات المواصلات الجوية والاتصالات في البلدان المتخلفة:

جاءنا الشيخ محمد مولوي إبراهيم، والشيخ محمد مخدوم في الساعة التاسعة، فخرجنا من الفندق إلى وكالة الخطوط لمراجعة الحجز من كولمبو إلى كراتشي، ثم إلى اسطنبول بتركيا، وقالوا لنا: إن الحجز من كولمبو إلى كراتشي متيسر ولكن تأكيد الحجز من كراتشي إلى اسطنبول لم يتم إلى الآن، وكان الموظف قد غفل عن أن تذاكرنا من تذاكر الدرجة الأولى، فلما علم قال: الغالب أن يتم الحجز وتأكيده ما دام في الدرجة الأولى، ووعدنا أنه سيبعث إلى كراتشي طلباً لتأكيد الحجز إلى اسطنبول عن طريق التلكس، لأنه لا يوجد في سريلانكا كومبيوتر.!

ولقد كان الإخوة المسلمون في أستراليا يحجزون لنا عن طريق الهاتف لكل رحلاتنا في الداخل والخارج، ولكنا فقدنا ذلك في هذه البلدة، وفقدنا الكومبيوتر، بل إننا نذهب بأنفسنا ونمكث وقتاً طويلاً ثم ندع تذاكرنا ونعود بعد يوم أو يومين ولا نجد مبتغانا.

وعندما رأى الشيخ مولوي إبراهيم حرصنا على الحجز وعدم ارتياحنا لتلك المواعيد العرقوبية، قال: أنا أذهب إلى صديق لي في مكتب آخر وأحاول، فذهب إلى صديقه ووقفنا نحن أمام بنك سيلان في السيارة، وكان الجو حاراً فخرجت أنا والشيخ محمد مخدوم مبارك، وبقي الشيخ عمر في السيارة مع السائق، وجاء جندي المرور وأمر السائق بالتحرك إلى موقف نظامي، فتحرك السائق وجاوز البنك ووقف في مكان لا نراه من محلنا، فقلت للأخ محمد: أين الشيخ؟ فقال: لا تخف، قلت: لست خائفاً، فإن السائق ضعيف والشيخ ما شاء الله صحته جيدة، فإذا أراد به سوءاً فسيخنقه، ولكن لا بد من التحقق من مكانه فمشينا حتى تجاوزنا البنك ورأينا السيارة واقفة فاطمأننا.

ونظر إلينا جندي من حراس البنك، ونحن واقفان في ظل البنك وأغضى ثم نظر مرة أخرى وأغضى، ثم جاء إلينا وقال للأخ محمد: لماذا أنتما واقفان هاهنا؟ فقال له: ننتظر صديقنا الذي دخل إلى مكتب وكالة الخطوط في هذا المبنى، فرجع الجندي ولكنه بقي يلتفت إلينا بين آونة وأخرى، قلت للأخ محمد: لماذا هو يسأل ويخاف من وقوفنا تهنا؟ فقال إنه يوجد اضطراب في المنطقة الشرقية، ويوجد صدام بين الحكومة وبين الهندوس، فهم يخافون أن يحصل تخريب في البنوك والمرافق العامة، وقد أعلنوا أن كل من يشتبه في أمره يبلغ عنه البوليس.

ثم خرج الأخ محمد إبراهيم، وقال: إن صديقه وعده أن يجتهد اليوم في الحجز وتأكيده، وأنه سيرد لنا الجواب في المساء أو غداً صباحاً. فتركنا ظل البنك ليطمئن الحارس وذهبنا إلى الشيخ فأخبرناه بالنتيجة غير السارة.

السفر إلى مدينة:

(كَنْدِي) والقرى التي مررنا بها: بدأنا مسيرنا إلى مدينة (كندي) وتقع في وسط جزيرة سريلانكا وكندي بفتح الكاف وسكون النون وكسر الدال بعدها ياء ساكنة.

وعند خروجنا من مدينة كولمبو، مررنا بالميناء على يسارنا، وكذلك ملعب رياضي كبير تقام فيه المسابقات الرياضية المحلية والدولية، وبجانبه تمثال المؤسس، وهو رئيس بلدية كولمبو السابق، وأسس هذا الملعب قبل عشرين سنة، وتوفي مؤسسه قبل عشر سنين، وتمثاله أقيم قبل سنتين بأمر من رئيس الوزراء تخليداً لذكراه.
لما ذا اخترتم لنا زيارة مدينة: (كَنْدِي)؟

بمناسبة اختيار الإخوة لنا أن نذهب إلى مدينة كندي هذه، سألت الإخوة عن سبب اختيارها لنا وفائدة سفرنا إليها، وهي تبعد عن العاصمة: كولمبو، مائة وعشرين ميلا؟ فقالوا: إن الطريق إليها ذات مناظر طبيعية طيبة كما سترى.

والمدينة تعتبر الثانية في الجزيرة بعد كولمبو، وبها آثار للمسلمين وللبوذيين، وقد اختتم البوذيون عيدهم الكبير الذي اعتادوا إقامته في هذه المدينة أمس، وقد استمر أسبوعين، وهم يقيمونه في الأسبوع الأول من شهر أغسطس، ولهم عيد آخر كبير في كل سنة أيضاً.

قلت: وماذا يفعلون في هذا العيد؟ قالوا: عندهم سن يزعمون أنها سن بوذا، يضعونها في طبق يحمله فيل كبير يزينونه بأنواع الزينة من الثياب وغيرها ويسير وراءه أعداد من الفيلة، تصحبها فرق موسيقية وفرق تضرب على الطبول وعامة الناس معها يرقصون، مارين بشوارع المدينة كلها، ثم يذهبون إلى المعبد ويقفون أمامه متذللين، وتوجد أمام المعبد بركة كبيرة ـ وقد رأيناها بمساحة واسعة جداً ـ وينزل راهبهم إليها، ويضرب بالسيف في وسطها، وبذلك تحصل البركة لجزيرة سرنديب أو سيلان أو سريلانكا ـ هذه أسماء لهذه الجزيرة: الأول عند العرب، والثاني عند أهلها قبل الاستقلال، والثالث في عهد الرئيسة بندرنيكة.

وبعد أن خرجنا من مدينة كولمبو بقليل، رأينا في إحدى ضواحيها عدداً من الناس في ساحة واسعة على يسارنا، بعضهم قاعدون وبعضهم واقفون وكانوا لابسين لباس الرهبان البوذيين، وهو شبيه بلباس الإحرام للحج أو العمرة عند المسلمين: إزار ورداء إلا أن لونه أصفر.

فسألنا عنهم فقال الإخوان: إنهم من طلاب الجامعات ـ وكانوا قاموا بمظاهرات، وأكثرهم اشتراكيون، وقتل طالب منهم أثناء المظاهرات في مثل هذا اليوم من السنة، فهم هنا معتصمون يبقون هنا حتى يأتي مسؤول كبير من الدولة يتفاهم معهم، ثم يتفرقون.

وكان سيرنا في وسط غابات كثيفة من الأشجار المختلفة، وأغلبها أشجار ذات بال، كالنارجيل، والمانجو، والقنس، والموز، والباباي، والشاي، والقرنفل، والبن، والمطاط، والهيل، وتوجد مزارع للأرز بأصنافه الثلاثة: الصنف الممتاز وهو الذي يحصد بعد ستة شهور، والمتوسط وهو الذي يحصد بعد أربعة شهور، والرديء وهو الذي يحصد بعد ثلاثة أشهر، ويسير الإنسان في كل مكان ويلتفت إلى أي مكان فلا يرى إلا الخضرة التي تغطي الجبال والسهول.





السابق

الفهرس

التالي


15327902

عداد الصفحات العام

35

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م