{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)سافر معي في المشارق والمغارب الرحلة إلى كندا 1405ﻫ ـ 1985م

(01)سافر معي في المشارق والمغارب الرحلة إلى كندا 1405ﻫ ـ 1985م

السفر من نيويورك إلى مدينة تورنتو بكندا!

هذه هي الدولة الثانية التي زرناها في هذه الرحلة، كنا بدأنا بالولايات المتحدة الأمريكية، قضينا أياماً قلائل في مدينة نيويورك و بعض ضواحيها، ثم انتقلنا إلى كندا، وبعد انتهاء زيارتنا لغالب مدنها الرئيسة رجعنا إلى زيارة مدن أمريكية أخرى، تضمنها الكتاب الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية.

خرجنا من مدينة ناوراك وهي من ضواحي نيويورك، الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، ووصلنا إلى المطار في الساعة الثالثة إلا ربعاً، وكنا متأخرين، ولذلك قال لنا الأخ شميم الذي نقلنا إلى المطار: ادخلا إلى قاعة المطار من الباب رقم (15) إلى موظفي الطيران الكندي، حتى أجد موقفاً لسيارتي وألحق بكم، فدخلنا وأخذنا نبحث عن الباب فتهنا في الممرات لكثرتها، فطلبنا من إحدى المرشدات أن تدلنا على مقر الموظفين الكنديين، وعندما خطت أمامنا لتدلنا جاء الأخ شميم وكفاها المؤونة. أخذنا بطاقات دخول الطائرة وصعدنا إلى الطائرة في الساعة الثالثة والدقيقة العشرين.أقلعت الطائرة من مطار نيويورك في الساعة الثالثة والدقيقة الأربعين، وكان هبوطها في مطار تورنتو في الساعة الرابعة والدقيقة الأربعين ـ أي أن مدة الطيران كانت ساعة واحدة.



خريطة كندا

مطارتورنتو من ورطاتي في اللغة الإنجليزية!

عندما دخلنا مبنى المطار ووقفنا أمام موظفة الجوازات، سألتنا بعض الأسئلة، والظاهر أنها كانت تريد أن تعرف إن كان عندنا تأشيرة من سفارة كندا في المملكة، لأنها كانت تفتش أوراق الجوازات فقلنا لها: إننا




لا نتكلم الإنجليزية، لأني خشيت من أقول لها: لا، ويكون السؤال غير ما ظننت، والهروب إلى: (نو اسبيك إنجلش) أولى من الجواب بـ(يس التي تعني نعم) أو (نو التي تعني لا) الذي قد يوقعنا في ورطة، فختمتْ بطاقات الجوازات التي كنا ملأنا بعضها دون بعض، لعدم معرفتنا بمضمونها، ولا ندري أكان الفراغ الذي ملأناه صحيحاً أم خطأ، إذ كنا حاولنا مع بعض الركاب المجاورين في الطائرة أن يساعدنا فلم يفعل. وكان وجهه عبوساً معنا.

وعندما انتهينا من ختم الأوراق، أشاروا لنا بالدخول إلى مكتب، فدخلنا على ضابط كان في غاية من اللطف في معاملتنا، سألنا عن المدة التي نريد البقاء فيها بكندا؟ فأخبرناه أنها لا تزيد عن شهر، فأعطانا تأشيرة لثلاثة أشهر، ولم يشدد علينا عندما عرف أننا لا نقدر أن نتحدث معه باللغة الإنجليزية.

وهنا جاءت الورطة والنكتة! نظر الرجل في تذاكر سفرنا، وهي سعودية، وأظهر لنا رغبته في أخذ بعض بطاقاتها التي تلصق على حقائب السفر ويكتب بها الاسم والعنوان، والظاهر أنه من هواة جمع هذه البطاقات.

فاستأذن منا في أن يأخذ شيئاً منها فقلت له: "تيك أوف" كنت أقصد: نعم خذها، فتغير وجهه وقال: ماذا؟ فكررتها، فتغير وجهه أكثر، فقال الشيخ عمر: ماذا قلت له؟ قلت: قلت له: نعم خذها، ثم أدركت أنني أخطأت لأن الكلمة التي قلتها له معناها: انطلق أو اخلع ثيابك! فقلت له: سُورِي – آسف "تيك ذِمْ" الفرق بين العبارتين: "أوف – في الغلط – وذِم – في الصواب" فتهلل وجه الرجل وقال: أشكركم شكراً كثيراً، قلت بعد ذلك للشيخ: رحم الله شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي! لو كان معنا لأنشد بهذه المناسبة بيتا من الشعر كان يردده في أمثالها:

أقول له زيداً، فيسمع خالداً

ويكتبه عمراً، ويقرأه بكراً
معاملة لطيفة:

هكذا كانت معاملة الكنديين لنا لطيفة جداً، فقد مررنا بعد الجوازات بموظفي الجمرك، فسألنا الموظف بعض الأسئلة فهمنا منها: هل لديكم شيء من الكحول؟ فقلنا: لا، ولم نفهم بقية الأسئلة، فقلنا له: إننا لا نستطيع التحدث بالإنجليزية. فقال مشيرا إلى باب الخروج: تفضلوا ولم يفتش حقائبنا، على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مطارات كندا في ذلك الوقت، عقب تفجير الطائرة الهندية المتجهة من بلادهم، وكذلك تفجير الطائرة الكندية في اليابان.

أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك!

عندما خرجنا من باب الجمرك، وجدنا ثلاثة أشخاص في انتظارنا، كلهم من طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تذكرت عندما رأيتهم كلمة هارون الرشيد المشهورة على الألسن، وهي قوله لسحابة مرت به، ذاهبة إلى حيث شاء الله لها: أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، لأنه كان يعلم أن غالب المعمورة يقع في ملكه. وكذلك الجامعة الإسلامية أينما ذهب طلابها نفع الله بهم وعاد عليها نفعهم في الدنيا والآخرة. كان هؤلاء الثلاثة هم:

الدكتور عيسى محمد بلو النيجيري، المسؤول عن الدعاة التابعين للرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وقد أخذ الأخ عيسى الماجستير والدكتوراه من كندا، بعد كفاح مرير مع المشرفين عليه الذين حاولوا إفراغ دماغه من بعض المعاني الإسلامية وملأه بغيرها فلم يقدروا، ووضعوا أمامه عقبات للضغط عليه، ولكن دون جدوى وأعانه الله عليهم. والأخ عبد الله حكيم الأمريكي. والأخ إبراهيم حسين المليباري.

أوصلونا إلى الفندق في وسط المدينة واسمه: "سْتِينْ بْلِيسْ" نزلنا بغرفتين في الطابق الخامس عشر، وتركنا الإخوة في الساعة السادسة والنصف مساء لنرتاح، على أن يعودوا إلينا في الساعة التاسعة والنصف لوضع منهج عملنا في زيارة المساجد والمراكز الإسلامية بالمدن الكندية. وجاءونا في الموعد المحدد وتم وضع المنهج.

الجمعة: 10/10/1405ﻫ

جاء إلينا الأخوان: الدكتور عيسى بلو، والشيخ عبد الله حكيم في الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة، ونقلونا إلى فندق آخر يسمى: "لوتيل" ومعناه بالفرنسية: الفندق. أي كأنه هو الذي يستحق أن يطلق عليه هذا الاسم مبالغة ويقع بجانب: برج تورنتو المطل على بحيرة: "أوتربين" التي تفصل بين ولاية نيويورك الأمريكية وكندا، ويسمى البرج الوطني، وضعنا حقائبنا في غرفنا، وانطلق فضيلة الشيخ مع الأخ عبد الله حكيم إلى مسجد المركز الإسلامي لإلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلين فيه. وذهبت أنا مع الدكتور عيسى بلو إلى المسجد الذي يؤم فيه هو المصلين لأقوم أنا بخطبة الجمعة وإمامة المصلين.

وضاع خطيب الجمعة!

عندما اقتربنا من باب المسجد قال لي الدكتور عيسى: هذا هو المسجد، فالأفضل أن تنزل أنت وتدخل ريثما أوقف سيارتي وأتبعك، فدخلت وصليت تحية المسجد وقعدت في أحد الصفوف. ودخل عيسى وألقى نظرة سريعة على الصفوف وخرج، ثم دخل وفعل كما فعل في المرة الأولى وخرج، وأخذ يدخل ويخرج منزعجاً، ولا أدري ماذا جرى له؟

ثم وقف في المحراب وتكلم كلاماً بلغة القوم، فهمت منه أنه يعتذر للمصلين عن ضياع الخطيب: الدكتور عبد الله قادري الذي جاء معه قبل لحظات، ولا يدري أين ذهب؟! فقلت له: ها أنا ذا، فتهلل وجهه وبدا عليه السرور بسرعة وكان قبل لحظة كئيباً، وسبب الضياع أني لم أكن لابسا لباسي العربي، بل بدلة مثل القوم، فلم يستطع اتمييز بيني وبين الآخرين.

وكانت الخطبة تدور حول المعاني الآتية:

1-معنى لا إله إلا الله التي هي أساس الإسلام وشمول معنى العبادة.
2-معنى الرسالة، ودليل الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووجوب محبته.
3-وجوب التفقه في الدين الذي لا يتحقق الإتباع بدونه.
4-شدة حاجة المقيمين في الديار الأجنبية إلى التفقه في الدين، وتعليم أولادهم والتمسك بمبادئ الإسلام، والمحافظة على أنفسهم من الذوبان في العالم الأجنبي.
5-وجوب الاتحاد على كلمة التوحيد والاعتصام بها، والبعد عن أسباب الخلاف.



على برج تورنتو الوطني:

ثم رجعنا إلى الفندق والتقينا الشيخ ورفيقه، وذهبنا إلى البرج لنصيد عصفورين بحجر: العصفور الأول تناول طعام الغداء، والعصفور الثاني التمتع بجمال المنظر الذي يُرى من أعلى البرج، لأنه أوسع لرؤية الناظر إلى المناظر، وقد قلت في مناسبة رحلة إلى مصر:

والكون فوق العالي
أوسع في المجالِ

وقد استغرق بقاؤنا في البرج ثلاث ساعات دار بنا خلالها الدور المتحرك دورتين، شاهدنا فيهما مدينة تورنتو والبحيرة وغيرهما، ثم رجعنا إلى الفندق للاستراحة.

برج مدينة تورنتو 10/10/1405ﻫ

في الجامع الكبير:

ثم ذهبنا إلى الجامع الكبير في الساعة التاسعة والنصف فصلينا المغرب، وأصر الشيخ على أن القي كلمة

في الحاضرين فتحدثت بما يسر الله لي من معاني سورة العصر، ثم فتح باب النقاش، فألقى بعض الحاضرين أسئلتهم وأجيبوا عنها، إلى أن أقيمت صلاة العشاء في الساعة الحادية عشرة، فرجعنا بعد الصلاة إلى الفندق في الساعة الثانية عشرة.

السبت: 11/10/1405ﻫ

العطلة عطّلَتْنا:

كنا على موعد مع الإخوة الثلاثة: الدكتور عيسى بلو والشيخ عبد الله حكيم، والشيخ إبراهيم حسين، للذهاب صباح هذا اليوم السبت إلى شلالات نياجرا الشهيرة التي تتدفق من شمال ولاية نيويورك الأمريكية إلى النهر الفاصل بين الدولتين: أمريكا وكندا، ولكن بعض الإخوة تأخر بسبب الزحام الشديد في شوارع المدينة، بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، كما يسمونها التي توافق اليوم الوطني لكندا.

وكنا نحتاج لصرف بعض الشيكات السياحية، فلم نجد أي بنك مفتوح من البنوك المجاورة، وهي كثيرة بسبب العطلة، ودلنا حراس بعض البنوك على بنك آخر بعيد، فذهبنا إليه عن طريق القطار لسرعة حركته التي لا يعيقها الزحام، لأنه يسير تحت الأرض، لا تزاحمه حركة السيارات ولا حركة الناس.
لذلك لم نتحرك إلى الشلالات إلا في الساعة الثانية والربع.






السابق

الفهرس

التالي


14239899

عداد الصفحات العام

1408

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م