{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(03)سافر معي في المشارق والمغارب

(03)سافر معي في المشارق والمغارب

في مكتب اتحاد الطلبة المسلمين:

الأحد: 12/10/1405ﻫ

في صباح هذا اليوم الأحد جاءنا الأخ الشيخ إبراهيم المليباري إلى الفندق، وجاء قبله الأخ فاروق عباس الغياني (ابن خالة محمد ذاكر الرحمن الغياني) [وهو وأسرته في المدينة المنورة، وقد تخرج هو وإخوته الثلاثة في الجامعة الإسلامية، وهم أصهاري.] وذهبنا إلى مكتب اتحاد الطلبة المسلمين في تورنتو الذي يرأسه الدكتور أشرف، وهو من باكستان.

والمكتب يقوم بخدمة مسلمي كندا وقد أنشئ سنة 1977م وأخبرونا أن عدد المسلمين في تورنتو سبعون ألفاً تقريباً، وعددهم في كندا كلها مائتان وخمسون ألفاً، من جاليات إسلامية مختلفة: من الهند وباكستان، والدول العربية، والأتراك واليوغسلاف.

الاتحادات الإسلامية في أمريكا الشمالية:

والاتحادات الإسلامية في أمريكا الشمالية (أي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا) هي:
1-الاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية. وهو المشرف على كل الاتحادات والمنظمات الإسلامية.
2-اتحاد الطلبة المسلمين.
3-الاتحاد الإسلامي للجاليات.
4-رابطة الشباب المسلم العربي.
5-وهناك هيئات ومنظمات أخرى تدخل تحت الاتحاد العام.
وكان يرافقنا الشاب المسلم: عمرو صادق المبعوث لدراسة الهندسة المدنية من جامعة القاهرة، وقد قارب إتمام دراسته (الدكتوراه).



مشروع المدرسة الإسلامية:

وممن التقيناهم في المكتب المذكور الأخ عبد الله إدريس السوداني وهو شاب نشيط متحمس للدعوة فيما بدا لنا، وقد شرح لنا مشروع المدرسة الإسلامية الكاملة لأولاد المسلمين، وقد تمكنوا من شراء مقر للمدرسة، وهو مبنى لمدرسة حكومية، في الأصل معد للدراسة بجميع مرافقه، من فصول وإدارة ونشاط مدرسي ويتكون من طابقين، وقد تم مشروع المرحلة الأولى حيث اكتملت مرحلة الحضانة والروضة الصغرى.

وبشراء المبنى الجديد تم مشروع المرحلة الثانية: وهو يتضمن: المدرسة الابتدائية، والمرحلة الوسطى من الصف الأول إلى الصف الثامن، ويتضمن المنهج تعليم مبادئ الإسلام ومواد المدارس الرسمية في كندا، بعد تنقيحه مما لا يقره الإسلام، وسجلت مِلْكية المدرسة للجنة الوقف الإسلامي التابع لمؤسسات الخدمات الإسلامية في كندا.

وبدأت الدراسة في هذه المدرسة في أول يناير من عام 1985م بالمراحل الثلاث الأولى، وهي: الروضة الصغرى، والروضة الكبرى، والصف الأول.

ويوجد بالمدرسة حالياً واحد وخمسون تلميذاً وأربعة مدرسين، ويتم نقل الطلاب من منازلهم إلى المدرسة، ومن المدرسة إلى منازلهم، بوساطة سيارات نقل يملكها المسلمون من ذوي الخبرة في مجال النقل.
ومواد الدراسة الإسلامية هي: اللغة العربية، والقرآن الكريم، وتعليم الأطفال الصلاة والآداب الإسلامية.
وتُعَدُّ الآن مقررات مدرسية في التربية الإسلامية والعبادات والتاريخ الإسلامي للسنوات القادمة.

ويتوقع إضافة الفصلين الثاني والثالث في شهر سبتمبر من هذا العام: 1985م، وبذلك يصل عدد التلاميذ في المدرسة إلى مائة تلميذ.

ويتكون الجهاز الإداري للمدرسة حالياً من هيئة التدريس، وهم ناظر المدرسة والمدرسون والإدارة المدرسية.
والمجلس العلمي، وهو يتألف من المتخصصين في هذا المجال وهو يساعد في وضع المقررات والإشراف التعليمي على المدرسة.

ومجلس للمدرسة تشرف عليه الجالية الإسلامية، للمساعدة في جمع المال اللازم والدعم المعنوي.
مشكلة تعترض أمثال هذا المشروع المفيد:

والمشكلة التي تواجهها المدرسة، هي عدم وجود المال الكافي، ويعود ذلك إلى سببين:
السبب الأول: عدم قدرة الآباء على دعم المدرسة بالمال الكافي لأن أغلبهم من ذوي الدخل المحدود.
والسبب الثاني: أن الحكومة الكندية لا تسهم في ميزانية المدرسة لأمرين:

الأول: وجود المنهج الإسلامي بها، وهو لا يوجد في غيرها من المدارس. الثاني: أن منهاج المدارس الرسمية لا يدرس على عِلاَّته، بل ينقح ويحذف منه ما لا يقره المسلمون، ويدرس من وجهة نظر إسلامية.

والمحاولة جادة في الحصول على الاعتراف بالمدرسة من قبل إدارات التعليم المختلفة والمؤسسات التعليمية والجامعات.

ولهذا يشترط في المدرسين الخبرة والتأهيل، مع اختيارهم من ذوي الخلق الحسن والالتزام بالإسلام.
والمدرسة تدعو تجار المسلمين وحكومات الشعوب الإسلامية إلى مساعدتها ودعمها، حتى تقوم بمهمتها ولا تفشل التجربة فيدخل اليأس منها إلى قلوب المسلمين.

هذه المعلومات نقلناها عن الإخوة المسلمين المسؤولين عن المدرسة، وقد شاهدنا البناء المذكور بأنفسنا ورأينا الإخوة وهم يعدون العدة لمناهجها وغيرها.

ونحن لا نكتب هذه المعلومات للتسلية وإنما نريد أن تصل إلى من رزقهم الله من فضله، ليسهموا في إنقاذ أبناء الجاليات الإسلامية من الكفر، وأهم الوسائل لإنقاذهم إيجاد مدارس كاملة خاصة بهم كهذه المدرسة وأمثالها، وإلا فإن كارثة اقتحام الكفر قلوبهم وإذابتهم في مجتمع الكفر كما ذاب غيرهم من قبل ستكون لعنة ووصمة عار على من عنده مقدرة على المشاركة في إنقاذهم ثم لا يفعل.

السفر إلى مدينة ووترلو:

كان خروجنا من مدينة تورنتو، في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً. وقد أمضينا سيرنا – بالسيارة-في الطريق في مناقشات وأسئلة وأجوبة، كان يثيرها الأَخَوان: عمرو صادق، ومحمد نسيم - وهو هندي وكان هو قائد سيارتنا - وذكر أن أباه يعمل في المملكة العربية السعودية في مؤسسة النقد السعودية، وكانت تحيط بالطريق الأراضي الزراعية والغابات والأزهار الجميلة.

في مدينة هاملتون

وصلنا إلى هاملتون في الساعة الواحدة والنصف ظهراً. نزلنا في المسجد، وقد صلى الناس الظهر، وكان الدكتور أحمد زكي قاعداً على منبر المسجد والناس حوله، وهو يتحدث باللغة الإنجليزية عن فضل العلم واحترام العلماء، كما ظهر لنا من بعض النصوص العربية التي كان يستشهد بها، وهو مدير الكلية الأمريكية الإسلامية في شيكاغو [كنت قد التقيته في رحلتي الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شيكاغو، وعرَّفته في الكتاب الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية] جاء زائراً إلى كندا بمناسبة أحد المؤتمرات التي يعقدها المسلمون، وألقى الشيخ كلمة وقدمت بعض الأسئلة وأجيب عنها.


د. أحمد زكي حماد يلقي محاضرة في مسجد هاملتون
12/10/1405ﻫ .

ثم واصلنا السير في الساعة الخامسة والنصف إلى مدينة ووترلو: (مقر جامعة ووترلو) لزيارة بعض الطلاب المسلمين الذين منحتهم الجامعة مقراً بها لاجتماعاتهم أيام الإجازات ولإقامة صلاة الجمعة، وعدد طلاب الجامعة خمسة عشر ألفاً، وعدد سكان المدينة أربعون ألفاً، وعدد اليهود في الجامعة ثلاثمائة يهودي، ولهم جمعية نشيطة، وأغلب سكان المدينة من الألمان.
وقبل وصولنا إلى مدينة ووترلو مررنا بمدينة تسمى: "ركتشنر"، ويفصل بين المدينتين شارع واحد.

في مدينة ووترلو

وصلنا مدينة ووترلو في الساعة السادسة والنصف مساء
نزلنا في بيت الأخ الليبي خالد عبد الرزاق في سكن الطلبة ذوي العوائل بالجامعة، صلينا صلاة العصر، ثم انتقلنا إلى قاعة النشاط الخاصة بالطلبة في الجامعة، كنا هناك في الساعة السابعة.


مسخ الفِطَرْ في معاقل العلم!
وقبل دخولنا القاعة، لفت نظرنا الإخوة إلى لافتة كتب عليها: جماعة اللواط في الجامعة، وهذه الجماعة
مع الطلبة المسلمين في جامعة ووترلو
12/10/1405ﻫ

تدعو إلى الانضمام إليها، وتدعو إلى اللواط وتعتبره أمراً محموداً، ويحثون الناس على عدم النفور منهم،
مع طلاب جامعة ووترلو المسلمين في منـزل أحدهم

لأنهم يعتبرون أنفسهم إخوة لكل الناس. وهذا لا يحتاج إلى تعليق، لأن الكفر أساس كل جريمة ومنطلق كل فساد، إلا أننا ننبه على أن الجماعة في معقل علمي من معاقل الغرب، التي أصبحت مأوى لاجتيال الشياطين أهلها، فمسخت فطرهم، حتى أصبحوا – وهم يدعون الحضارة والتقدم والسبق العقلي - من أتباع من قال الله فيهم: [إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ... ] وكان الأصل في معاقل العلم أن تُصقل الفطر وتُغذي العقول، بالنافع من الأفكار والفلسفات، وتهدي طلابها إلى أقوم الطرق وأحسن الأخلاق، ولكن الكفر بالله واتباع الهوى هما أصل كل ضلال، ومنبع كل إجرام وفساد، ولهذا بلغت الحرية المدعاة في الغرب بأهلها هذا المبلغ، ووصلت بهم إلى هذا المنحدر الهابط، ولا يستنكر أن يكون من بين أعضاء هذه الجماعة بعض كبار أساتذة الجامعة!

محاضرة وحوار مع المسلمين في جامعة ووترلو:

بدأ الطلاب وبعض الموظفين المسلمين وعوائلهم يفدون إلى القاعة، وطلبوا منا إلقاء محاضرة، فأصر الشيخ عليَّ أن أقوم بإلقائها، فلبيت رغبته وامتثلت أمره، وكانت المحاضرة تدور حول الحكمة من خلق الإنسان، ومعنى العبادة وشمولها واستغرقت ساعة مع الترجمة، ثم بدأ الحاضرون في إلقاء أسئلتهم واستغرقت الإجابة عنها ساعة أخرى.

ثم رجعنا إلى منزل الأخ خالد عبد الرزاق، حيث اجتمع الإخوة على طعام العشاء في منزله. وبعد تناول طعام العشاء رافقنا الأخ خالد إلى تورنتو ومعه الأخ شمسي التونسي، ومعنا الأخ إبراهيم المليباري، وكان وصولنا إلى الفندق في تورنتو في الساعة الثانية عشرة ليلاً.





السابق

الفهرس

التالي


14215076

عداد الصفحات العام

173

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م