﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع الأخ المسلم الهولندي يونس إنجلنبورج

حوار مع الأخ المسلم الهولندي يونس إنجلنبورج


(YUNUS ENJELENBURG) [مدينة لاهاي]



ثم انتقلنا إلى منزل الأخ يونس. [في 7/12/1407هـ].



ولد الأخ يونس سنة 1954م، في 26 فبراير. والداه لم يكن لهما أي دين يعتقدانه، ونشأ هو مثلهما.



قلت له: أما كنت تشعر أنك في حاجة إلى دين؟.



قال: بلى، كنت أشعر بذلك، لأني كنت أحس بفراغ في قلبي.



قلت: متى أول ما سمعت عن الإسلام؟.



قال: أول ما سمع عن الإسلام في المدرسة وهو صغير، والذي سمعه عن الإسلام كان سيئاً، ولكنه لم يكن في ذلك الوقت يفهم شيئاً واضحاً. وعندما قارب سن العشرين سمع شيئاً طيباً عن الإسلام.



جاءه بعض المسلمين ورآهم يختلفون عنه في تفكيرهم وسلوكهم، وكان مهتماً بهم وبسلوكهم.



وبعد ذلك بحث عن الإسلام، وقرأ ترجمة معاني القرآن باللغة الهولندية، والذين ترجموا ذلك هم الأحمدية. [هكذا تجد الفرق الخارجة عن الإسلام المنتسبة إليه تجتهد في نشر أفكارها باسم الإسلام، بل عن طريق ترجمة معاني القرآن الكريم، وكثير من أهل الحق نائمون].



وقرأ مقدمة هذا الكتاب، ثم هداه الله فأسلم سنة 1975م.



قلت له: ما الذي جذبك إلى الإسلام أكثر؟



قال: التوحيد.



قلت: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وحياتك بعده؟



قال: قبل الإسلام كنت أشعر بفقد شيء ما في حياتي، وما كنت أعرف لنفسي هدفاً في الحياة، بل كنت ضائعاً ولا أدري ماذا أفعل، أما بعد الإسلام فإني تيقنت أنني وجدت الذي كنت أفقده، ووجدت لنفسي هدفاً، وهو رضا الله تعالى.



وأشار إلى الحديث القدسي الذي قال الله فيه لأهل الجنة: (أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا). [صحيح البخاري (5/2398) و صحيح مسلم (4/ص2176) من حديث أبي سعيد الخدري]



قلت له: ما الموضوعات التي ترى أنها تؤثر في الأوربي؟



قال: الأخلاق، والأُخوة، وحب الجار للجار، والتوحيد، وإظهار بساطة الإسلام وسهولته، والمقارنة بينه وبين غيره.



قلت له: ما صفات الداعية التي ترى أنها لو توافرت في شخص لأثر في الأوربي؟



قال: الأوربي يحتاج في أول الأمر إلى الجانب التطبيقي من الإسلام، وليس الجانب النظري، فالسلوك الإسلامي والقدوة الحسنة، تؤثر أكثر من الحجج والبراهين، فإذا كان الداعية ملتزماً بالإسلام بحيث يراه الناس في تصرفه، فإنه سيؤثر.



ويجب أن يكون الداعية إلى الإسلام مؤمناً إيماناً لا يتزعزع، بحيث يقدم للناس الإسلام على حقيقته، ولا ينظر إلى ميول الأوربيين، ولو أغضبهم ذلك.



وقال: إنه يرى أن أسلوب محمد قطب في كتابه "شبهات حول الإسلام" فيه ضعف في عرض الإسلام.



وطلبت منه هنا أن يبين لي سبب هذا الضعف من وجه نظره؟



فقال: أضرب مثالاً واحداً يحضرني الآن، وهو أن محمد قطب عندما تكلم عن المرأة قال: إنه في إمكانها أن تحصل على الطلاق من زوجها، والحقيقة أن حصول المرأة على الطلاق من زوجها فيه صعوبة في الإسلام، ولم يذكر محمد قطب هذه الصعوبة، وقد يفهم الأوروبي أن حصول المرأة على الطلاق في الإسلام سهل، وعلى كل حال لا يجوز للداعية أن يتنازل عن شيء من أمور الإسلام.



وسألته: عن الفئات التي يكون قبولها للإسلام أكثر من غيرها؟.



فقال: أقرب هذه الفئات الشباب، وبخاصة ذوي المستوى العلمي..



قلت: والذين لا يقبلون الإسلام؟



قال: الله أعلم، ولكن ربما الناس الذين لا يهتمون بإصلاح المجتمع، وكثير منهم غير متعلم. والمتعلم كبير السن يصعب قبوله للإسلام. والمرأة أكثر قبولاً من الرجل.



وقال: إن الرجل الأجنبي المسلم يسهل اتصاله بالمرأة الهولندية غير المسلمة، ويجوز أن تدخل في الإسلام أولاً للزواج بالمسلم، ولكن لا يمكن أن يستمر الزواج بينهما إذا كان المسلم ملتزماً، إلا إذا كانت هي مقتنعة بالإسلام..


الكاتب وعلى يساره المسلم الهولندي يونس وفي حجره قطته





أما إذا كانت غير مقتنعة فإنها لا تلتزم بالإسلام، فيكون الفراق بينهما هو النهاية. ويصعب أن يتصل الهولندي غير المسلم بالمرأة المسلمة.



قلت للأخ يونس: هل ترى أن الدعاة فئات أيضاً كما أن المدعوين فئات؟.



قال: نعم، الدعاة فئات ومستويات، بعضهم أكثر تأهيلاً من بعض، وكذلك تختلف نوعياتهم باختلاف تخصصاتهم، واختلاف فئات المدعوين، فكل فئة من المدعوين تحتاج إلى فئة تؤثر فيها أكثر من غيرها.



وأفضل الدعاة في هولندا هو المسلم الملتزم بدينه الذي عنده قدرة على الاختلاط بالناس، وعلى شرح الإسلام شرحاً سهلاً غير معقد.



قلت له: كيف كنت تفهم الحرية قبل الإسلام وكيف تفهمها بعد الإسلام؟.



فقال: الحرية قبل الإسلام ليس لها هدف ولا ثمرة، أما بعد الإسلام فلها هدف وثمرة. الحرية الحقيقية هي أن يتخلص الإنسان من استعباد هواه له وأن يطيع الله.



قلت له: ذكرت أنك قرأت ترجمة معاني القرآن التي كتبها بعض القاديانيين، ألا تخشى أن تكون تأثرت بشيء من عقائدهم وقد اعتبرهم المسلمون أقلية غير إسلامية؟.



فقال: أنا قرأت مقدمة الترجمة، وكانت سبباً لاطلاعي على فكرة التوحيد، وكانت سبب هدايتي، والأفكار الأخرى لم أتأثر بها، وأما الترجمة فقرأت منها قليلاً ولم تؤثر فيَّ.



وقال: إنه ذهب إلى الأحمدية في مسجدهم في مدينة لاهاي هذه، وكان يوجد عندهم هولندي مسلم، فاتفق معه أن يسألهم بعض الأسئلة ويناقشهم، وكانوا يقتصرون في إجاباتهم على أسئلته فقط ولم يحاولوا التأثير فيه بمذهبهم، ولهذا لم يتأثر بفكرهم.



وقال: إنه وجد في سلوك بعض القاديانيين أنماطاً لم يستسغها، كالكبر وسوء المعاملة، بخلاف جماعة التبليغ، فإنه رافقهم في بلجيكا فوجدهم متواضعين عندهم الأخوة والأخلاق الحسنة، وقد أثر فيه ذلك لما فيه من تطبيق لبعض معاني الإسلام.



وقال الأخ يونس: إن المسلم الذي يهديه الله للإسلام في بلاد الغرب، مثل الطفل يحتاج إلى عناية ومتابعة لإعطائه تصورات إسلامية صحيحة، بدلاً من تصوراته الجاهلية القديمة، فلا بد له من مرشد يعنى به.



قلت له: هل يعني هذا أن المسلمين الموجودين في هولندا لا يهتمون بالمسلم الجديد؟.

قال: يوجد شيء من الاهتمام، ولكنه قليل ويجب أن يهتموا بالمسلم الجديد أكثر، وهذا فيه صعوبة، ولكن لا بد من الصبر والمصابرة. والمسلم الجديد يفقد أسرته وأصدقاءه ويصبح وحيداً في وحشة، فمن يؤنسه غير المسلمين؟.



وسألت الأخ يونس: هل ترى أن المؤسسات الإسلامية اهتمت بالدعوة إلى الإسلام؟.



قال: لم أرهم قاموا بواجبهم، بل هم مقصرون بالنسبة للأوروبيين المسلمين وغير المسلمين، بل إنهم مقصرون حتى في بلادهم لم يقوموا بما يجب عليهم في الدعوة إلى الله. والحكومات في الشعوب الإسلامية لم تقم بالمحافظة على الجاليات الإسلامية في أوروبا، بإعانتها بدعاة ومعلمين ومدارس لأولادها، بل على العكس تحاول كثير من تلك الحكومات عرقلة انتشار الإسلام في أوروبا عن طريق رعاياهم.



وشكا الأخ يونس من عدم وجود أئمة وخطباء للجاليات الإسلامية، عندهم مؤهلات تمكنهم من معالجة الأمور والحث على ما فيه نفع عام للمسلمين، سواء كانوا من الجالية أو من أهل البلد.



وقال: إنني لم أجد في خطب الجمعة توجيهاً للجاليات الإسلامية في كيفية الاختلاط بالهولنديين والحوار معهم، وخطب الجمعة لا تعالج مقتضيات العيش في أوروبا، بل كأنها مفروضة على الجاليات من حكوماتهم.



[ما شكا منه الأخ يونس، يشكو منه كثير من المسلمين في البلدان الأوربية]



والجيل الجديد من الجالية يكاد يفقد إسلامه، فلا يحافظون عليه ولا يربون التربية السليمة، وأكثر الأئمة لا يهتمون بذلك.



وسألت الأخ يونس: هل الجالية الإسلامية أكثر ربحاً، أو أكثر خسارة من الناحية الإسلامية في هولندا؟.



قال: الحقيقة أن وجود الجالية هنا يفيدهم، لأنهم عندما جاؤوا إلى هنا أصبحوا يعيشون بوعي أكثر لإسلامهم، ولهذا اضطروا هنا أن يتعرفوا على الإسلام أكثر، هذا بالنسبة للذين وفدوا من الخارج..



أما الأولاد فالخسارة فيهم أكثر، لأن الجيل القديم لم يهتموا بأولادهم في التربية، فإذا استطعنا تربية الجيل الجديد فإن وجودهم سيكون إيجابياً.



[أغلب الذين سألتهم هذا السؤال أجابوا أن الخسارة أكثر في الكبار -وبخاصة غير الملتزمين ممن ليسوا في جماعات إسلامية مربية- والصغار من حيث الجملة في الغرب كله].



ثم ختم الأخ يونس حديثه بنصيحة للمسلمين فقال: على الذين يريدون الدعوة إلى الله أن يقدموا الإسلام على حقيقته بدون أي تنازلات، لأن عرض الإسلام على حقيقته واجب، ويدل على إيمان الداعي بما يدعو إليه وفي هذا قوة يراها الآخرون، بخلاف العكس.



وقال الأخ يونس: و يجب أن يكون الداعية واضحاً في التزامه بالدين، والأفضل أن يكون من أهل البلدان إن أمكن، فإن تأثيره يكون أقوى إذا ما كان قدوة حسنة.



ومن أهم الوسائل التي تثبت الإسلام وتنشره، التعليم الإسلامي في هذا المجتمع وبخاصة بين المغاربة والأتراك الموجودين هنا، لأن ذلك يعود بالخير عليهم وعلى أهل البلد.



والأخ يونس شاب معتز بهذا الدين واثق فيه، يرى أن المؤمن الحق الذي يريد الدعوة إلى الإسلام هو الذي يلتزم به ويصارح الناس بحقائقه، بدون مجاملة ولا تنازلات ليشعر الناس بقوة الدين وأهله وليس بضعفه.. هكذا يقف المسلم الأوربي الذي هداه الله للإسلام من إسلامه، وهو أن يبينه الداعية على حقيقته، ولا يكتم منه شيئا، ولا يلبس الحق بالباطل، ونجد لبعض أبناء المسلمين في البلدان الإسلامية موقفا يخالف هذا الموقف، وهو ترك كثير من أبواب هذا الدين الثابتة، مثل حجاب المرأة وإقامة الحدود، والجهاد في سبيل الله، و تحريم الربا... باسم التحرر والمرونة ومراعاة أحوال العصر!



ولكن يجب التدرج في شرح الإسلام فيبدأ بأصوله التي يسهل على غير المسلم فهمها والاقتناع به وتطبيقها، ثم الأهم فالأهم حتى يفهم المسلم الجديد شمول الإسلام لكل جوانب الحياة.



ويجب أن يكون الداعية قادرا على الإجابة عن الشبهات التي ينشرها المستشرقون حول هذه الأبواب وغيرها.



وكان الأخ يونس يتكلم باللغة العربية ويسمع كلامي باللغة العربية، وما كان يحتاج إلى الترجمة إلا قليلاً، وكان الأخ عبد الغني يساعدنا في الترجمة إذا حصلت حاجة.



والأخ يونس يحضر الماجستير في الجامعة [نسيت أن أكتب تخصصه] ويرغب في أخذ فترة يتعلم فيها اللغة العربية ومبادئ الإسلام ليزداد فهماً للإسلام حتى يستطيع بيانه للناس.

وقد بقينا مع الأخ يونس ساعة ونصف الساعة.





السابق

الفهرس

التالي


15251626

عداد الصفحات العام

420

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م