﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(103) سافر معي في المشارق والمغارب

(103) سافر معي في المشارق والمغارب

حوار مع المسلم الصيني الأخ: الطالب في الجامعة الإسلامية علي بن محمد (ma shouming):

تاريخ الميلاد نوفمبر سنة 1969م. وهو متزوج وعنده بنت واحدة وعمرها: ثمانية أشهر، واسمها جميلة. ووالداه لا زالا موجودين. ويسكن معهما. وعمله في: محافظة: غوان خو في مقاطعة قانصو، مع الأخ محمد نوح، للقيام بالتدريس في المعهد. مكان الميلاد: في مدينة: xining وهي عاصمة مقاطعة تشنغهاي.

المسلمون في مقاطعة: تشنغهاي.

عدد سكان المقاطعة (أربعة ملايين ونصف) عدد المسلمين: (مليون وثلاثمائة ألف نسمة) عدد المساجد: في مدينة: شينينغ xining: (خمسة وثلاثون مسجداً)، وعدد المساجد في المقاطعة: (خمسمائة مسجد على الأقل). أحوال المسلمين الاقتصادية: أكثر المسلمين يعملون في التجارة، ولا يحبون الأعمال الحكومية. ونسبة الأغنياء من المسلمين أكثر من غيرهم.

التعليم وتمسك المسلمين بالإسلام.

تمسك المسلمين بالإسلام، غالبهم لا يحافظون على أركان الإسلام، إلا أنهم في شهر رمضان يصوم 90% منهم، وغالب الذين يحافظون على الصلاة لا يلتزمون بكثير من أمور الإسلام في حياتهم العملية وبخاصة في التجارة. غالب الموظفين في الدوائر الحكومية غير مسلمين، ويوجد بها عدد قليل من المسلمين، وغالبهم في وظائف صغيرة.

إغلاق مدارس المسلمين

أغلقت بعد وجود المظاهرات التي حصلت في المنطقة احتجاجاً على الكتب التي نشرت في تشويه الإسلام. ولكن المسلمين يدرسون أبناءهم في المساجد. ويوجد علماء من المسلمين في المنطقة يدرسون في المساجد منذ فتحت المساجد سنة 1979م، وهم أئمة المساجد، ولكن كثيراً من هؤلاء العلماء ليس عندهم فقه في الدين كما ينبغي، بل يدرسون بعض الكتب دراسة حرفية بدون فهم، وليس لهم معرفة بأساليب الدعوة، وغالبهم ضعفاء في اللغة الصينية، وهذا جعل بينهم وبين الشباب المسلم فجوة، لأنهم لا يقدرون على جذب الشباب بالأسلوب المناسب، والغالب أنهم يعظون كبار السن من المسلمين.

دعوة غير المسلمين.

هل يوجد من يقوم بدعوة غير المسلمين من هؤلاء العلماء؟ الجواب: لا يوجد من يقوم بذلك، لأن العلماء يقولون: لا يجوز التحدث مع غير المسلمين ولا مجالستهم! ولكن بعض الناس من غير المسلمين يقرأ بعض الكتب الإسلامية ويقتنع بالإسلام فيدخل بالإسلام من عند نفسه، وبعضهم يأتي إلى المسجد ليسأل عن الإسلام، فلا يجدون عند العلماء الجواب الذي يزيل عنهم الشبهة ويقيم عليهم الحجة.

السبل الممكنة لدعوة غير المسلين

ويمكن دعوة غير المسلمين بأساليب كثيرة، إما عن طريق النشرات والكتب، أو بالاتصال الشخصي. وإذا وجدت طرق وأساليب مناسبة للدعوة وفهمها غير المسلمين، فإنهم يتأثرون بذلك، وقد يقتنعون بالإسلام، ولكن الإعلان عن دخولهم في الإسلام فيه صعوبة، وبعضهم قد يتغلب على ذلك ويعلن عن إسلامه.

وقد دخل في الإسلام في مسجدنا عشرة أشخاص تقريباً خلال سنتين، بعضهم بوساطة بعض المسلمين وغالبهم جاءوا بأنفسهم. والصينيون شديدو التمسك بتقاليدهم، ولذا قد يكون من الصعب دخولهم في الإسلام [وكثير من التقاليد خرافات، بدليل قول الأخ قبل قليل: (غالبهم لا يحافظون على أركان الإسلام)، ولذا لا يرى غير المسلمين في تلك التقاليد ما يجذبهم إلى الإسلام]. ليس معنى هذا أنهم لا يدخلون في الإسلام أبداً، بل الأحداث تدل أنهم إذا وجد من يدعوهم قد يتأثرون بالدعوة ويدخل بعضهم في الإسلام، كما حصل في منغوليا الداخلية.

تماسك الأسر الصينية:

والصينيون شديدو التماسك الأسري، لأن الأولاد لا يتركون أسرهم إلا بعد مقدرتهم على الاستقلال، وليس كالمجتمعات الغربية، يخرج الأولاد عند سن معينة حيث شاءوا، ولذا إذا دخل الصيني في الإسلام يخاف من طرد أسرته له. وقد يحصل شيء من التفرق في الأسر الصينية، بسبب وجود فرص عمل تفرق بينهم، ولكن ذلك لا يعني التفكك.

التفسخ الأخلاقي بعد الانفتاح وسببه:

والذي حصل بعد الانفتاح هو التفسخ الأخلاقي في الشباب، وبخاصة النساء، وقد كان الصينيون يحرصون على حشمة النساء، بل يشددون فيها حتى إن من تعاليم كونفوشيوس أن المرأة إذا أرادت أن تعطي الرجل شيئاً لا تقدمه له بيدها، وإنما تضعه في شيء وهو يأخذه.

قتل فاعلَيْ الفاحشة في عهد الرئيس ماو

وكانوا في عهد ماو يقتلون المرأة والرجل إذا حصلت بينهما فاحشة، والسبب في ذلك ـ مع أن الشيوعية تدعو إلى الإباحية ـ أن الحكومة كانت تريد السيطرة على الشعب عن طريق بقائه على التمسك بتقاليده، وذلك لأن الشعب إذا ترك تقاليده قد يؤثر فيه الغربيون بسياساتهم الرأسمالية، وكان ماو قبل اعتناق الشيوعية قد ترعرع في التقاليد الصينية وتأثر بها كثيراً، ولهذا بقي ملتزماً بها حتى بعد الشيوعية، ولم يسمع في توجيهاته وأنظمته ما يدعو إلى الإباحية.

ولكنه من الناحية العملية تسبب في حصول الفساد الاجتماعي، من حيث جمع الناس في مختلف الأعمار في مراكز معينة (كانتونات) ويمكن تسميتها بالقرى الشعبية، وكان يجتمع فيها النساء مع الرجال. وكان ماو أشد المسؤولين في محاربة الدعارة، حيث أغلق كل أماكن الفساد في عهده.

الجماعات الإسلامية:

الجماعات الموجودة في قانصو موجودة في هذه المنطقة. والجماعة الأقوى في المقاطعة هي جماعة الإخوان [هي جماعة من الجماعات الصينية، ليس لها صلة بالإخوان المسلمين، كما هو الحال في جماعة الإخوان في عهد الملك عبد الغزيز رحمه الله، وقد سبق الطلام عنها في الجلسات مع الأخ محمد نوح].

تأثر المسلمين بالخرافات الصينية:

وتوجد خرافات كثيرة عند القبور، كالتبرك، وبعضهم قد يسجد للقبر تعظيماً لصاحب القبر اعتقاداً منهم أن صاحب القبر وسيلتهم إلى الله. والمسلمون الصينيون يتأثرون في كثير من خرافاتهم وعاداتهم بغير المسلمين من الصينيين في شئون الموتى والجنائز والزواج وغيرها بسبب جهلهم واختلاطهم بهم. والعلماء والأئمة لا يعرفون اللغة الصينية، ولا يفقهون حقيقة الإسلام، ولا يقدرون على إيصال حقيقة الإسلام إلى غير المسلمين ولا إلى الشباب المسلم المثقف، وإنما يعظون من يأتيهم من كبار المسلمين إلى المساجد بلهجتهم.

وأما الكتابة فلا يعرفها غالبهم، والذين عندهم معرفة باللغة والكتابة من المسلمين ليسوا ملتزمين بالإسلام ولا يستفاد منهم لأنهم لا يعرفون عن الإسلام ما يمكنهم من الكتابة المفيدة ولو اجتمع الصنفان وتعلم كل منهم ما عند الآخر لحصلت فائدة من ذلك، ولكن علماء المساجد لا يرضون بذلك احتقاراً لعلماء الجامعات.

التعليم والتربية.

المساجد لا يوجد نظام معين للتدريس فيها، فإذا جاء والد الطفل بهدية إلى المدرس قبله، ويبقى الطلاب فترة طويلة يتعلم ولا يتقن العلوم، لأنهم ليس عندهم نظام للتعليم ولا الأساليب الجديدة للتربية والتعليم، ويشتغلون طول حياتهم باللغة العربية، ولكنهم لا يكتبون بها ولا يتكلمون ولا يفهمون الكلام، وإذا جاء أحد من العرب لا يجد مترجماً إلا من الكفار في الغالب. وإذا أراد طالب من طلابهم التحدث باللغة العربية يمنعونه من ذلك، ويرون أنه لا يصلح الخروج عن تعلم الكتَّاب فقط.






السابق

الفهرس

التالي


16589209

عداد الصفحات العام

289

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م