﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(19) حوار مع الأخ النمساوي المسلم علي كوفمن.

(19) حوار مع الأخ النمساوي المسلم علي كوفمن.
[فينا 28/11/1407هـ].
كنا في منزله في الساعة السابعة مساء.
ولد الأخ علي سنة 1934م في 6 مايو. ودخل الإسلام منذ عشر سنوات، يعني سنة 1977م في مدينة فيينا.
وهو في الأصل نصراني بروتستانتي، وهم يعتقدون أن لإله واحد ولا يعتقدون التثليث.
وقال: إن سبب إسلامه أنه كان لزوجته محل تجاري، وجاء عندها رجل إيراني، وقال لها: إنه مسلم ولا دخل له في شؤون الشيعة، وصادقه سنة كاملة، وحدثه عن الإسلام، حتى فهم الإسلام منه..
وحصلت بينهما مناقشة في كون عيسى ابن الله، وقال الأخ علي للإيراني: أنا لا أجد نهاية لهذه الأمور، فقال له الإيراني: نبقى أصدقاء وأنت حر تقتنع بالإسلام أو لا تقتنع هذا يعود إليك.
قال: وفي ليلة الأحد حلمت أن رجلاً يكلمني ولم أره، وقال لي: لماذا تحاربنا، وقال: ادخل في الإسلام واسمك علي.
قال: وفي اليوم الثاني ذهبت إلى الإيراني وقلت له: أنا مسلم فعلمني الصلاة، وكانت هذه أحسن بداية في حياتي.
لت له: هل كنت متمسكاً بدينك قبل الإسلام؟.
قال: لا، كأغلب الأوروبيين.
قلت له: متى سمعت عن الإسلام في حياتك؟.
قال: سمعت عنه منذ ثلاثين سنة في المدرسة وسمعت عن الأتراك، وكان ما سمعته سلبياً – يعني ضد الإسلام – وقال: إن كل الأوروبيين يعرفون أن الإسلام سيء جداً.
قال: وبعد المدرسة لم أسمع عن الإسلام إلا ما ينشر في الأفلام، وكله ضد الإسلام.
قلت له: هل فكرت في البحث عن الإسلام بنفسك قبل أن يأتي الإيراني إليك؟.
قال: كنت أفكر أن النصارى هادئون، وأن اليهود ماكرون، وأن الإسلام سيف، لذلك لم أكن أفكر في الدخول في الإسلام.
[وهذا يدل أن من الناس من يكره الإسلام بسبب تشويه حقائقه، وعدم وجود ما يدحض ذلك التشويه، فإذا تبين له وجه الحق دخل في الإسلام، فهذا الرجل دخل في الإسلام بعد أن كان يكرهه عن طريق رجل إيراني].
وقال: إنه أول ما قرأ ترجمة معاني القرآن باللغة الألمانية، ترجمة رجل مستشرق يدعى رودي بارت، وقد مات قبل أربع سنوات، وكتب كثيراً عن الإسلام.
ومن الترجمات التي قرأها الأخ علي لمعاني القرآن، ترجمة امرأة تدعى: آن ماري شيمل
(ANNEMARIESCHIMMEL}
وقد أسلمت فى مدينة استانبول، وكانت من قبل في باكستان، وهي ألمانية.
وقرأ كتباً أخرى عن الإسلام. وقال: إن أي ترجمة لمعاني القرآن الكريم لا يقال إنها صحيحة مائة بالمائة، ولا بد فيها من أخطاء، إما بقصد من المترجم أو عدم فهم للغة والمعنى المراد، واللغة الألمانية صعبة ودقيقة أكثر من اللغة الإنجليزية.
وترجمة معاني القرآن باللغة الإنجليزية أسهل من ترجمتها باللغة الألمانية.
الكاتب وعلى يمينه علي كوفمن، وعلى يساره سالم عابد الحاج
وسألته: عن شعوره بالحياة قبل الإسلام وبعده؟.
فقال: الإسلام دين يوافق العقل، والعقل يقود إلى الحقيقة، بخلاف الدين النصراني فإن العقل لا يقبله.
وقال: إنني بصفة ثقافتي الأوروبية، عندما علمت عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الخلفاء الراشدين وبساطتها، مع ما قدموه من الخير بنشر الإسلام تأثرت بذلك، وأرى أن مسؤوليتي بعد الإسلام أصبحت كبيرة. والإسلام خط فاصل بين المسلم وغيره.
قلت له: إن الله شبه المسلم بالمبصر السميع، والكافر بالأصم الأعمى، فهل شعرت بهذا المعنى؟.
قال: نعم، جداً. وأبدى الأخ علي أسفه على قلة اهتمام المسلمين بدينهم، مع أنه دين صحيح واهتمام غير المسلمين بأديانهم مع أنها غير صحيحة..
وقال: إن اليهود مع قلتهم أقوياء، وهم يسيطرون على أجهزة الإعلام وغيرها في أوروبا، بخلاف المسلمين مع كثرتهم وكثرة حكوماتهم وأموالهم، ومع الأسف ليس عندهم إذاعة واحدة في أوروبا، ولا خدمة اجتماعية ولا تأثير لهم في مجرى الحياة.
والمسلمون الموجودون هنا لا توجد لهم مدارس ولا رياض أطفال، ففي منطقة واحدة يكثر فيها المسلمون في فيينا - وهي المنطقة الثانية - توجد مدرسة لليهود وهم قلة، وسينسى الشباب المسلم إسلامه بهذه الحالة المؤسفة.
وقال: لا بد أن يتحد المسلمون كلهم في نشاطهم الإسلامي دون تفريق بين مذهب وآخر.
[يقول الأخ علي: إنه ليس ملتزماً بمذهب الشيعة، ولكنه يرى أنه لا بد أن يتحد السنة الشيعة ولا يتفرقوا، وهو إما أن يكون يقصد وجوب التزام الطائفتين بالحق، وإما أنه لا يعرف مذهب الشيعة الذي يباين ما عليه أهل السنة مباينة أصولية يصعب معها أن يتحدوا إلا في الأمور السياسية التي يقفون فيها أمام عدو مشترك].
وقال: لا ينبغي للمسلمين أن يركنوا إلى السياسة الأمريكية وقال - مشبهاً لهذه السياسة -: إنها كمثل شخص يأتي إلى آخر وهو يكاد يغرق فيقول له: أنا أنقذك بشرط أن تعطيني قلبك.
[وهاهي اليوم أمريكا تحتل بعض بلداننا كالعراق وأفغانستان، وتدعم اليهود في احتلالهم لفلسطين وقتل سكانها وتدمير أرضهم وبيوتهم، وتحارب ديننا ومناهج تعليمنا، وتدعي أنها تريد أن تسعدنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان]
وقال: إنني أستاء جداً عندما أتذكر في صلاتي الحرب بين إيران والعراق.
وقال: إن قبلة المسلمين الكعبة، وليست واشنطن ولا موسكو.
[قلت: نعم، هذا عندما يقوى إيمانهم، ويكون توكلهم على الله هو الأساس، ويطيعون أمر الله في اتحاد كلمتهم على صراطه المستقيم، وفي إعداد العدة لعدوهم باتخاذ كل الأسباب المشروعة لقوتهم].
قلت: ما الموضوعات الإسلامية التي ترى أنها تؤثر في الأوروبي؟.
قال: الشباب الأوروبي ليس عنده أساس لحياته، وإنما عنده اللهو واللعب، والحرية عند الأوروبيين نتيجتها سيئة جداً، ومن جائزتها الإيدز وأشباهه من الخمر والمخدرات وآثارهما، وهو يبحث عن طريق ومخلص..
والمخلص الوحيد هو الإسلام، ولكن الإعلام الذي يسيطر عليه اليهود يشوه هذا الدين، وضرب مثالاً لذلك بأن اليهود في أمريكا 15% ومع ذلك يسيطرون فيها على كل شيء.
وقال: إن سمعة المسلمين سيئة جداً بسبب تشويه الإعلام، وبسبب بعض التصرفات السيئة التي تصدر من كثير منهم.
وقال: إن المهندسين النمساويين يقولون عن بعض العرب: إنهم ليس عندهم إلا النقود، وإن الشباب العربي لا يبحث إلا عن الخمر والنساء - ولا يسأل عن الأشياء المفيدة.
وقال: إن الغرب لولا البترول لم يهتم بالعرب، ومنظمة السوق الأوروبية المشتركة لا تستطيع أن تستمر بدون البترول العربي..
ومع ذلك فإن تأثير العرب لا يذكر في هذه البلدان، ولو كان عند العرب شخصية قوية، لكان لهم تأثير كبير في أوروبا أكثر من تأثير اليهود.
وقال الأخ علي: يجب على حكومات المسلمين أن تقيم مؤتمراً في دولة محايدة، لبحث شؤون المسلمين الموجودين في أوربا والذين يبلغ عددهم ثمانية عشر مليوناً.
وفي الاتحاد السوفيتي خوف كبير من كثرة المسلمين وازديادهم.
ثم ختم الأخ علي كلامه بقوله: المسجد الأقصى مسلوب فأين المسلمون الذين يملأون الأرض..؟‍!




السابق

الفهرس

التالي


16124227

عداد الصفحات العام

2842

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م