﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(23) حوار مع الأخت المسلمة الهولندية "إيمان جمعة"

(23) حوار مع الأخت المسلمة الهولندية "إيمان جمعة"
[أمستردام ـ هولندا 15/12/1407هـ].
واسمها القديم: "سونيا يانسون" وهي زوجة الأخ محمد بن جمعة المصري، وكان هو المترجم.
ولدت سنة 1960م. دينها الرسمي النصرانية، ولكنها كانت هي وأسرتها غير ملتزمين بأي دين، وكانت تشعر في نفسها أن هناك شيئاً يجب أن يعتقد، وقرأت التوراة وهي في سن العاشرة بحثاً عما كانت تشعر به.
وأما الإسلام، فإنها عندما كانت في المدرسة الثانوية، كانت عضواً في نادي التاريخ، وكان الكتاب المقرر فيه عن كل الأديان معلومات، وشرح المدرس الكتاب كله ما عدا ما يتعلق بالإسلام، ولكنها قرأته بنفسها، فوجدت فيه أركان الإسلام الخمسة والتاريخ الإسلامي، وبيان كيفية انتشار الإسلام في إفريقيا، وذلك بيد تحمل السيف وأخرى تحمل القرآن.[يعني إكراه الناس على الدخول في الإسلام].
ودرست كتاباً آخر في مدرسة أمناء المكتبات في تاريخ العلوم، وكان الأستاذ منصفاً نوعاً ما، فتحدث عن فضل العرب والمسلمين على الغرب، وذكر ابن سينا وابن رشد وابن خلدون، وكان عمرها آنذاك ثماني عشرة سنة، وذكر أن العلوم الإغريقية تعلمها الأوروبيون من العرب بعد أن فقدها أهل أوروبا فترة طويلة.
وعندما دخلت الجامعة كان "بروفيسور بيخل" وهو كما تظن منصف لأنه كلفهم كتابة بحث عن الإسلام ورأيهم فيه، فحصلت على بعض المعلومات الصحيحة إلى حد ما عن الإسلام، وكان ذلك عندما كان سنها 24 سنة.
وسألتها: لماذا لم تعتقد في أي دين غير الإسلام قبل أن تسلم؟.
فقالت: إن تربيتها في البيت كانت تربية موجهة ضد الدين من حيث هو، ومع ذلك بحثت بنفسها عن الدين، فقرأت عن المسيحية، وعندما عرفت ما تفعل المسيحية في دول العالم الثالث أسقطتها من اعتبارها، واتجهت لأديان الشرق الأقصى: الهندوسية، والبوذية، حتى مارست اليوجا.
ولم تتجه للبحث عن الإسلام لأنه كان يعرض مشوهاً.
وقالت: إن دراستها للإنسانيات كانت سبباً في تفكيرها في الدين، ووجدت أساتذة عرضوا أفكاراً صحيحة عن الإسلام، فوضعوها على الطريق بدون قصد، حتى تخطت بذلك الحاجز الذي وضع ضد الإسلام.
وكانت أمها تهاجم الأديان، واختارت هي دراسة الإنسانيات لتتمكن من اصطحاب كتب دينية إلى منزلها لتدرسها بحجة هذه الدراسة، وكانت هي تنوي البحث عن الثقافات والأديان حتى تحصل على فهم ما تبحث عنه..
وكان لها أصدقاء مسلمون فعاشرتهم وعاشت معهم مجتمعاً مسلماً صغيراً، فاعتادت أشياء كثيرة من الإسلام، وكان أولئك الأصدقاء من جنوب إفريقيا.
وأفادها كون هؤلاء المسلمين ذوي عقلية غربية، ومع ذلك أسلموا، وهم يفهمون الصعوبات النفسية عندها ويجيبون عن أسئلتها التي تهمها.
وقالت: إنها كانت تحس أنها مسلمة تقريباً، قبل أن تتزوج بمحمد جمعة، وبقي في ذهنها خلط في معنى الإله بما في المسيحية التي فيها الله وابن الله وثالث ثلاثة، فلما تزوجت بالأخ محمد اتضح في ذهنها التوحيد وزال الخلط، وكانت مسلمة حقاً سنة 1985م.
وقالت: إن أحد المدرسين، ويسمى: "هندركس" كلفها كتابة بحث فاختارت موضوع "الإخوان المسلمون" واستفادت كثيراً عندما كتبت هذا البحث وساعدها في ذلك زوجها.
وذكرت أن من أسباب دخولها في الإسلام بعض الرؤى المنامية، منها أنها رأت رؤيا تتعلق بزوجها محمد جمعة.
ومن الأسباب أنها دعت الله أن يبعث لها من يعلمها الدين، فعرفت الأخ محمد قبل إسلامها، وأشار عليها أن تقرأ ترجمة معاني القرآن الكريم فقرأتها..
وكانت يوماً تقرأ وهي في القطار آيات الصدقة في سورة البقرة، وما كادت تنتهي من قراءة معاني هذه الآيات، حتى طرق باب مقصورتها في القطار رجل يطلب صدقة، فتأثرت بذلك وأصابها ذهول، بل قالت: إنها صدمت صدمة عقلية، لأنها عندما انتهت من قراءة بعض آيات الصدقة، جاءها من يطلب صدقة!
وكانت خاتمة أسباب دخولها في الإسلام، تصحيح معرفة الإله والدين والرسول صلى الله عليه وسلم.
وسألتها: عن الفرق بين حياتها قبل الإسلام وحياتها بعده؟.
فقالت: إنها بعد أن أسلمت حصلت على الراحة، ونظم الإسلام حياتها، وأصبح أصدقاؤها أصدقاء أخوة في الله، تشعر في أخوتهم بالطمأنينة والأمن.
وكانت تنظر إلى الكون قبل الإسلام بنظرية داروين بدون أي تفكير، أما بعد الإسلام فعرفت أن الله هو خالق كل شيء كما نص عليه القرآن.
وكانت ترى الحرية قبل الإسلام أن تفعل ما تريد بلا حدود ولا قيود، أما بعد الإسلام فإن الحرية الصحيحة هي أن تفعل ما تريد في حدود القواعد والأحكام الإسلامية.
وقالت: إن الحرية قبل الإسلام تعتبر عزلة، والحرية بعد الإسلام فيها اتصال اجتماعي أكثر.
والحر الحقيقي هو المسلم وليس الكافر، لأن غير المسلم لا يقنعه شيء بخلاف المسلم.
وسألتها: عن الموضوعات المؤثرة في الأوروبي؟.
فقالت: ترى أن الجانب الاجتماعي في الإسلام ونظام حياة المسلمين، يمكن أن يجذب غير المسلمين إلى الإسلام، لأن التعاون الاجتماعي في الغرب معدوم.
وقالت: إنها قرأت قريباً عن الضمان الاجتماعي لغير المسلمين، وهو أنهم يلجأون إلى المصادر الرسمية تساعدهم، أما المسلمون فيساعد بعضهم بعضاً، حتى إن الأنظمة الرسمية في الغرب تتعجب مما يحصل بين المسلمين من تعاون وتكافل بدون تدخل من الحكومات.
[تعني أن التعاون بين الأقارب والأفراد، وبين فئات المجتمع غير قائم على أسس ناجحة، وأما نظام الضمان الاجتماعي الحكومي، فهو نظام لا يربط فرداً بآخر، وإنما هو شبيه براتب وظيفي تدفعه الدولة للفرد].
وقالت الأخت إيمان: إنها بهرتها فترة الخلافة الأموية والخلافة العباسية وما حدث فيهما من رقي وعلم، حيث ازدهرت العلوم والثقافة، فكانت ذات مستوى رفيع، وعندما رأت آثار الدولة الأموية في الأندلس شعرت بعظمة الإسلام والمسلمين.
وسألتها: عن صفات الداعية المسلم الذي يمكن أن يكون تأثيره أكثر من غيره في الأوروبي؟.
فقالت: إجادة لغة المدعوين، والصبر والتحمل، وقوة الحجة والبيان، والفقه في الدين، ومعرفة ثقافة المدعوين ووجهات نظرهم السلبية تجاه الإسلام، ولا ييأس من عدم الاستجابة.
وسألتها: أي الفئتين أكثر تأثيراً في الأوروبي: الطالب المسلم أم الجالية؟.
فقالت: إن الطلبة أفضل، لأنهم في الغالب أكثر معلومات ويتكلمون بلغة البلد، وأما الجالية فإنهم يعيشون فترة طويلة ولا يتعلمون لغة أهل البلد، ولا يستطيعون أن يتفاهموا معهم، وفي السُّلَّم الاجتماعي تحتل الجالية الإسلامية الطابق الأسفل، بخلاف الطالب فسلمه الاجتماعي أعلى والناس يسمعون منه أكثر.
وسألتها: ما الوسائل المفيدة لنشر الإسلام؟
فقالت: إنها كثيرة وأهمها الراديو والتلفزيون، والجريدة، والمجلة، وكتب تؤلف عن العقيدة الإسلامية بلغة أهل البلد، وتكون رخيصة.
وسألتها: عن موقف أصدقائها من إسلامها، وكذلك موقف أسرتها؟.
فقالت: إنها فقدت أصدقاءها كلهم، وإنها بمجرد إصرارها على الإسلام تركوها.
أما أسرتها: فأخوها نظرته إليها طيبة، وأختها لا يعنيها من الأمر شيء، وأمها ترى ذلك صعباً، ولكن معاملتها لها جيدة، وعمها وعمتها منذ سمعا إسلامها قطعاً صلتهما بها تماماً.
وسألتها: هل يتصل الجيران بعضهم ببعض؟.
فقالت: الجيران هنا لا يقبلون الزيارات، ولا يتصل بعضهم ببعض.
قلت: لو دخَلتْ إحدى دول أوروبا في الإسلام، ماذا تتوقعين لها من الحياة؟.
قالت: الناس لا يجدون أبشع من النظام الذي يعيشون فيه الآن، ولكن أعتقد أن تلك الدولة ستنال مشكلات من الدول المجاورة لها، ومع ذلك لو فرضنا أنها دخلت في الإسلام فستكون في غاية السعادة.
قلت: هل سمعت أو قرأت شيئاً عن الإسلام بلغتك أو باللغة الإنجليزية من أجهزة الإعلام في الشعوب الإسلامية؟.
قالت: لا، مطلقاً.
[في هذا دِلالة على إهمال المسلمين وبخاصة الحكام القادرين على إيجاد الوسائل الموصلة لهذا الدين إلى العالم مع شدة حاجتهم إليه]
وسألتها: عن النشاط النسائي الإسلامي في هولندا؟.
فقالت: على مستوى أمستردام وما حولها يوجد من المسلمات الهولنديات ما بين 1400- 1500 مسلمة، وفي مدينة "زوولا" بدأ العمل الإسلامي ويحضر ما بين 25- 30 في بعض اللقاءات، وبدأت الحلقات النسائية في البيوت من 5- 10 من النساء، ويزاولن نشاطهن في مركز النساء الإسلامي الذي استأجرنه لذلك، وتعقد بعض الحلقات القرآنية في البيوت.
ولهن جريدة شهرية تنشر فيها موضوعات بأسلوب سهل، وتهتم بتصحيح بعض المفهومات عن الإسلام.
ويعطين معلومات للمدارس والمنظمات التي تسأل عن الإسلام.
وعندهن لقاء شهري في أمستردام، وآخر في لاهاي.
ويعقدن حلقة قرآن أسبوعية حسب المستويات، ودروس للأطفال عن مبادئ الإسلام.
وتوجد لهن مكتبة تحتوي على كتب وأشرطة ومجلات.
وفي يوم الجمعة يجتمعن لسماع خطبة الجمعة المسجلة في شريط باللغة الهولندية.
وينظمن حفلات بمناسبات دينية، ويقرأن السيرة النبوية.
وإقبال النساء إلى الإسلام جيد، وقد دخل في الإسلام خمس نساء في الأسبوع الماضي.
وسألتها: عن أقدم امرأة دخلت في الإسلام في هولندا؟.
فقالت: امرأة تسمى جميلة أسلمت قبل عشرين سنة.
[طلبت منها أن تضرب لي موعد لقاء مع هذه المرأة، لأني قد أجد عندها معلومات عن الإسلام والدعوة أكثر من غيرها لقدمها فقالت لي: إنها الآن في سفر].
هذا، ولم نعد من منزل الأخ محمد جمعة إلى الفندق إلا في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، وقد طال النقاش مع زوجته كثيراً، لأن بعض المعاني كانت تحتاج إلى تعليق واستفسار مني أو منها غير ما كتبته هنا.
رجعنا في اليوم الثاني بعد انتهاء المقابلة مع المستشرق الهولندي الدكتور بيتر [في جامعة لاهاي، وقد سجلت الحوار معه في الجزء الثاني من الحوارات، "حوارات مع غير مسلمين"] إلى مدينة أمستردام، حيث تركني الأخ محمد بن جمعة في الفندق لكتابة ما سجلته من الحوار السابق من الشريط (كاسيت]

استكمال الحوار مع الأخت إيمان[16/12/1407هـ]
جاءني الأخ محمد جمعة بعد المغرب فنقلني إلى منزله لتناول طعام العشاء، واستكمال بعض الأسئلة مع زوجته، وغالب هذه الأسئلة تتعلق بالشؤون الاجتماعية.
سألتها عن السبب في كثرة الفراق بين الرجل والمرأة.
فقالت: نسبة الفراق بين الأزواج في هولندا، واحد من كل خمسة أو ستة أزواج في هولندا، وبين كل أربعة أزواج يقع فراق واحد في أمريكا.
والسبب أن الزواج عند الغربيين سهل، لأنهم لا ينظرون إلى الهدف الأساسي منه كما ينظر إليه الإسلام، ولهذا يفشل الزواج في الغالب.
والناس في الغرب أنانيون، لا يريد الواحد منهم أن يعطي بل يريد أن يأخذ، ويترتب على ذلك انهيار الأسر والضرر على الأولاد، كما تترتب عليه صعوبات مالية، لأن الزوج يرفض أن يدفع نفقات لأولاده، والقانون الهولندي يفرض على الزوج أن ينفق على الزوجة إلى أن تتزوج، وهي قد ترفض الزواج فيبقى طول حياته يدفع لها النفقات.
وكذلك زيارة أحد الأبوين لأولاده، فيه صعوبة عندما يكونون عند أحدهما، والغالب أن يعيشوا عند الأم، إلا إذا ثبت إهمالها لهم وكان عمر الولد ثنتي عشرة سنة واختار أباه. كما توجد مشكلات عاطفية ونفسية.
وسألتها: هل الأكثر في منازل الأسر الهولندية الأولاد أو الكلاب؟.
قالت: في الغالب يكون الأولاد أكثر في الجملة، ولكن بعض الأسر تكون الكلاب عندهم نصف العائلة – يعني إذا كانت العائلة أربعة يكون في المنزل كلبان – والسبب في اهتمامهم بالكلاب هو شعورهم بالوحدة في المجتمع، وقد يكون الكلب وسيلة للاتصال بالمجتمع، لأن الشخص عندما يكون عنده كلب يلزمه قانوناً أن يخرج بكلبه للرياضة، فإذا خرج قابل آخرين مثله وعندهم كلاب، فيتحدث كل منهم عن كلبه، ولا يتحدثون عن أنفسهم ومشكلاتهم الخاصة، ولكن الحديث عن الكلاب ممكن.
وقد يكون السبب في العناية بالكلاب محبتها، وقد يكون هدف بعض الناس حماية أنفسهم وخاصة المرأة الوحيدة.




السابق

الفهرس

التالي


16124272

عداد الصفحات العام

2887

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م