﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


غايات الأمم والأفراد في الحياة

غايات الأمم والأفراد في الحياة
ولا تخلو غايات الأمم وأفرادها كلها منذ أن أوجد الله الخليقة إلى يوم الدين من إحدى غايتين:
الغاية الأولى: غاية ترفع إليها الأبصار ويسمو إليها ذوو الهمم الكبار، الذين لا ترضى نفوسهم بما دونها ولا يسلكون في دنياهم طريقاً لا يؤدي إلى مستقرها وعرينها..
يستسهلون للوصول إليها الصعاب ولو كانت أسفاراً كلها قِطَع من عذاب، لأنهم قد علموا أن في الوصول إلى تلك الغاية كل السعادة.. وهي لا تحصل بدون عزم وتوفيق وتعب وإرادة..
كما أيقنوا أن في الحرمان منها ضنكاً وشقاء على الدوام، لا يستحقهما في الدنيا والآخرة إلا الكسالى اللئام.
هذه الغاية هي رضا الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والطريق المؤدي إليها هي أن يعبده العابدون..
كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
عبادة تشمل الحركة والسكون، فلا تكون صلاة العابد ونسكه وموته وحياته إلا لله رب العالمين..
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163].
الغاية الثانية: غاية هي تحت الأقدام.. في أسفل الدركات، وتهبط إليها نفوس الأراذل الهالكات، ولو نالت بذلك الخسران المبين في الدنيا الفانية ويوم الدين..
نفوس تستثيرها متع الحياة وتستعبدها ملذاتها، فلا ترى في مسعاها إلا بريقها وخيالاتها، وتنسى الغاية التي يجب أن يشمر إليها المشمرون تشميراً..
وبذلك كان صاحب الغاية الأولى مسروراً، ويصلى صاحب الغاية الثانية سعيراً..
كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً} [الانشقاق:6-15].
وإذا كانت تلك الغاية العليا هي مطلب الأمة الإسلامية وأفرادها، فإن نشاط المسلم في مقامه وسفره يجب أن يكون لتحقيقها..
وهي رضا الله تعالى بعبادته الشاملة لأداء الشعائر الإسلامية المفروضة عيناً، أو كفاية، والقيام بكل ما ينفع الإسلام والمسلمين.
وإني لأرجو من الله تعالى أن تكون أسفاري الكثيرة التي جُلْتُ فيها في العالم شرقاً وغرباً نائلة منه التوفيق لتكون محققة لتلك الغاية..
وأن يجعل كل تنقلاتي وتحركاتي خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعني بما أجهدت نفسي في عمله وتسجيله، مما يتعلق بأحوال المسلمين والدعوة إلى الله في صفوفهم وصفوف غيرهم..
وينفع به من يريد الإسهام في الدعوة إلى الله بالبلاغ أو المال أو الجاه أو الكتابة أو غير ذلك، وأن ينفع به كذلك كل من يحتاج إلى الدعوة والتوجيه من المسلمين، وبخاصة أولئك الذين هجروا بلدانهم الإسلامية واستوطنوا غيرها من بلاد الكفر، أو هداهم الله للإسلام في تلك البلدان.
وقد اعتدت في رحلاتي أن أسجل كثيراً من مشاهداتي مما يتعلق بالكون وجماله والأجواء وحالاتها، وما أتمكن من معرفته عن البلدان التي أزورها، أو ما يحدث لي من انفعالات وعواطف وطيب المسكن أو عدم ملاءمته، والمسافات التي أقطعها بأي وسيلة من وسائل السفر..
وبعض المعلومات عن الأشخاص الذين التقيتهم وما يدور بيننا من حوار أو ما يلقى من أحاديث أو محاضرات، وما يوجد من أعمال إيجابية في بعض مراكز الدعوة أو سلبية..
وما يعترض الدعوة في المراكز من المشكلات واقتراح حلول لها، وما يحتاج إليه الدعاة من مساعدات مادية أو كتب أو منح دراسية أو دعاة ومدرسين وأئمة، وغير ذلك..
هذه الأمور هي التي اعتدت كتابتها في رحلاتي السابقة في المشارق والمغارب، وقد زدت في هذه الرحلة أموراً أخرى كنت أتوق إليها في أسفاري السابقة، ولكني لم أتمكن منها، إما لخشية الإثقال على المرافق، وإما لضيق الوقت، وإما لعدم تشجيع المسلمين القائمين بالدعوة في تلك البلدان التي أزورها..
ويمكن تلخيص هذه الأمور فيما يأتي:
الأمر الأول: الاتصال بمن أمكن من الذين دخلوا في الإسلام من أهل البلد، للتعرف على أحوالهم ومعرفة الطريق الذي سلكوه لمعرفة الإسلام، والسبب الدافع لهم، وصلتهم بأقاربهم وأصدقائهم غير المسلمين، وصلتهم بالمسلمين من غير أهل البلد الأصليين، وصلة هؤلاء بهم، وسؤالهم عن أساليب الدعوة النافعة في بلدانهم، والموضوعات التي يرون أن طرقها أولى من غيرها في دعوة غير المسلمين في بلادهم..
والصفات أو الشروط التي يرون وجوب توافرها فيمن يدعو إلى الله في تلك البلدان من وجهة نظرهم.. وغير ذلك مما سيطلع عليه القارئ عند قراءته للحوار مع هؤلاء المسلمين.
وتوجد عند هؤلاء المسلمين أسئلة كثيرة يحتاجون إلى الإجابة عنها، وهي تتعلق بالأحكام من الحلال والحرام، أو بشبهات لا زالت عالقة بأذهانهم من زمن جاهليتهم ولم يجدوا لها جواباً، أو شبهات يوردها عليهم أقاربهم الذين لم يسلموا أو غيرهم.
الأمر الثاني: الاتصال بغير المسلمين من أهل البلد لمحاورتهم عن الإسلام، وشرح مبادئه بالأسلوب المناسب، ومعرفة ماذا يفهمون عن الإسلام؟ ومصادر فهمهم له، والرد على ما عندهم من شبهات يرمون بها الإسلام.
وهم فئات كثيرة من الرجال والنساء، من كبار السن أو الشباب، وكلهم مثقفون، إلا أنهم يختلفون في مستوى الثقافة والتخصص، منهم من هو رجل كنيسة داعية إلى النصرانية ومخطط للدعوة إليها، ومنهم من هو مستشرق من أساتذة الجامعات وأقسام مقارنة الأديان، ومنهم المحامي، ومنهم القانوني، ومنهم المدرس العادي، ومنهم الطالب في الدراسات العليا، وغير هؤلاء.
وقد بلغ عدد الذين قابلتهم بصفة مفردة من المسلمين في البلدان الأوربية، ثلاثة وثلاثين شخصاً، وأضفت إليهم ستة آخرين التقيتهم في رحلة تالية في عام 1408- 1409هـ، فوصل عددهم إلى تسعة وثلاثين شخصاً.. وهناك آخرون اجتمعت بهم في رحلات أخرى، سأضمهم بإذن الله إلى هؤلاء.
وأجريت معهم حوارات في أسباب تركهم دينهم ودخولهم في الإسلام، وما يتعلق بالدعوة الإسلامية ووسائلها وأسبابها، ومستقبل الإسلام في أوروبا وواجب المسلمين في ذلك، والإمكانات المتاحة للدعوة، والعقبات التي تعترض طريقها.
أما المسلمون الأوروبيون الجدد الذين قابلتهم بصفة جماعية، أي: جماعات جماعات، فعددهم أكثر من العدد المذكور.
وبلغ عدد الذين قابلتهم من غير المسلمين ثمانية عشر شخصاً، وكلهم مثقفون ذوو مؤهلات ما عدا شخصاً واحداً سيمر به القارئ. [أضفت إليهم المستشرق البرتغالي الذي قابلته في رحلة عام1408-1409هـ وبه يكون عددهم تسعة عشر شخصاً..].



السابق

الفهرس

التالي


16124392

عداد الصفحات العام

3007

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م