﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(45، 46) الأخوان الإيطاليان المسلمان..علي أبو علي وعبد الشكور

(45، 46) الأخوان الإيطاليان المسلمان..علي أبو علي وعبد الشكور
اسم الأول:
(FEDERSICOFRANCESCO)
واسم الثاني: (PERGOLARC).
[ميلانو ـ المركز الإسلامي 13/1/1409هـ وقد أجريت الحوار معهما في آن واحد اختصاراً للوقت].
ولد الأخ علي سنة 1953م في ميلانو، وهو تاجر أصله سويسري.
ديانته: كان أبوه بروتستانتياً وأمه كاثوليكية وهو على دين أمه.
ترك التدين، ثم هداه الله بعد ذلك للإسلام.
أول سماعه عن الإسلام كان في المدرسة وعمره ثنتا عشرة سنة، وكانت المعلومات التي سمعها مشوهة.
ومما كان سمعه أن المسلمين ينظرون إلى الشمس تعبداً مما أدى إلى فقد كثير منهم أبصارهم!.
وكان الأخ علي قبل أن يسلم يسير على طريقة الهيبيز، يكثر من تعاطي المخدرات والعزف على الموسيقى.
وكان أيضاً يناصر الثورة الاجتماعية، وهي الدعوة إلى السلم والوقوف ضد الحرب، كالحرب التي في فيتنام.
أما الأخ عبد الشكور فقد ولد سنة 1962م.
وديانته السابقة كاثوليكية. وهو يدرس ويعمل.
أول ما سمع عن الإسلام كان عمره 18- 19 سنة، وكان يدرس الديانات لنفسه.
والسبب في دراسته لها أنه لم يكن يستسيغ بعض الأفكار الكاثوليكية وتصرفات القسس، وآخر ما اختار من الأديان بعد دراسته لها الإسلام.
قرأ بعض كتب أحد الكتاب الفرنسيين وهو مسلم عاش في القاهرة وذكر هذا الكاتب أن العالم الغربي غير متدين وأن العالم الشرقي متدين.

الكاتب وعلى يمينه علي أبو علي وفي حجره طفلته، ثم عبد الشكور، ميلانو إيطاليا
وشرح هذا الكاتب الأديان، وقال: إن الأوروبي لا يمكن أن يكون بوذياً ويمكن أن يكون مسلماً، يعني أن الإسلام أقرب إلى الأوروبي من الأديان الأخرى.
وقال أيضاً هذا الكاتب: إن كل الأفكار الأوروبية هي شخصية لم تثبت صحتها علماً، ولا بد لأوروبا من فكر ديني، والدين الذي بلائمها هو دين الإسلام.
ورأى الكاتب أنه لا بد من تحطيم كل الأفكار الأوروبية وعدم استقامتها، وبين ذلك تاريخياً، وأن الديانات الأخرى ديانات سماوية فيها بعض الحقائق ولكنها غير سليمة، وأن الدين الإسلامي هو الحق الذي يجمع كل الإيجابيات وينفي كل السلبيات.
وقال الأخ عبد الشكور: إنه عن طريق هذا الكتاب دخل كثير من الإيطاليين في الإسلام. واسم المؤلف: عبد الواحد يحيى.
وقال الأخ عبد الشكور: إن بعض المسلمين الملتزمين يرون أن عنده شطحات صوفية، ولكنه هو يرى أنه ليس عنده شيء من ذلك.
وقال الأخ عبد الشكور إنه دخل في الإسلام مباشرة دون معرفة أحد من المسلمين وكان عمره 23 سنة، وكانت دراسته للأديان والإسلام حوالي خمس سنوات.
وقال الأخ علي: إنه في فترة تسيبه زار بعض البلدان الإسلامية وأدخل السجن في المغرب لسبب ما.
وخلال زياراته تلك عرف الأذان وسمع عن الصلاة والصيام وسمع القرآن - قال: وهو موسيقار - وتأثر بسماع القرآن الكريم، وكذلك تأثر بمنظر الصلاة وتابع بحثه وطلبه للحقيقة في طريقة الهيبيز والثورة الاجتماعية، فلم يجد فيهما شيئاً ينفعه فتركهما.
وفي هذه الفترة هداه الله لمعرفة الإسلام لمعايشته المسلمين سنة في ساحل العاج. ثم رجع إلى أوروبا والتقى المسلمين.
وفي النهاية جاء إلى المركز الإسلامي في ميلانو وتعرف على الشيخ عبد الرحمن [سبق الحديث عنه] الذي شرح له كلمة التوحيد ومبادئ الإسلام، كما شرح له كيف أقام الرسول صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام، وشرح له المعالم الإسلامية والنظام السياسي الإسلامي، والحرية والعدالة في الإسلام والمساواة فأشبع ذلك نفسه.
وقال: إن تأثير القرآن عندما يسمعه كبير جداً عليه..
وقال: إنه سمع أغاني أم كلثوم التي تصاحبها الموسيقى والآلات الفنية المختلفة، وسمع القرآن الذي يقرأه شخص واحد بدون أن تصاحبه أي آلة موسيقية فكان تأثير سماعه للقرآن فيه لا يدانيه شيء.
وقال - وهو موسيقار كما سبق -: إن أحكام التجويد التي يؤدي بها تالي القرآن قراءته، لو أراد أن يقلدها بمئات الآلات الموسيقية والحس الموسيقي، ما قدر على ذلك فهي بذلك - أي قراءة القرآن - تجعل السامع يشعر أنها فوق قدرة الإنسان، وهي تدخل إلى القلب مباشرة.
قلت له: لو اتجه الكفار لسماع القرآن بصوت حسن، وهم لا يفهمون معانيه، هل تراهم سيتأثرون بذلك فيبحثون عن الإسلام؟.
فقال: نعم، وقد دخل كثير من الموسيقيين الأمريكان والأوروبيين عن طريق سماعهم القرآن في الإسلام، وبعضهم ما زال يعزف إلى الآن.
قال الأخ علي: وأما أنا فقد تركت العزف.
[ذكر سيد قطب رحمه الله قصة امرأة يوغوسلافية سمعت تلاوة القرآن وهي لا تفهم اللغة العربية وأظهرت تأثرها بذلك. راجع كتاب: في ظلال القرآن: 2 (2/821-822)، (3/1786) طبع دار الشروق، قلت: وسأذكر إن شاء الله في الكتاب الذي أعتزم كتابته وهو (البلاغ المبين) ما يحضرني في هذا الموضوع].
قلت للأخ علي: هل وجدت فرقاً بين حياتك قبل الإسلام وحياتك بعده؟.
قال: إنه بعد إسلامه عرف الحلال والحرام، وأصبح منهجه الذي يسير عليه واضحاً، ولا توجد في حياته مشكلات عقدية وأخلاقية تحتاج إلى حل.
وقال الأخ عبد الشكور: إنه قبل الإسلام كانت تصرفاته كلها منصبة على ما يراه في مصالحه هو شخصياً (أي إنه كان أنانياً) وأما بعد الإسلام، فإنه أصبح يفكر في علاقته بربه وعلاقته بنفسه وأهله وعلاقته بغيره من المسلمين وغيرهم.
وسألتهما: هل يهتم المسلم غير الإيطالي بالمسلم الإيطالي؟.
فأجاب الأخ علي: بعضهم يهتم، وبعضهم لا يهتم، وأفضل مساعدة للمسلم الجديد أن يوضح له الإسلام الصحيح، وأفضل من يساعد المسلم الإيطالي الجديد هو المسلم الإيطالي القديم، لمعرفته لغته وعاداته ومشكلاته، وقد يصعب وجود عربي يساعد المسلم الجديد في بعض المناطق.
وهذا يحتم على المسلمين في أوروبا أن يكونوا جماعة متكافئة يتحابون ويتعاونون، وهذا العمل موجود عند الصوفية، وأما غير الصوفية فهو ضعيف عندهم جداً.
بعض المسلمين يحتاج عندما يدخل في الإسلام من يقول له: أنت عضو جديد في مجتمعنا، ولكنه لا يجد ذلك، وقد يساعد ببعض الأشياء المادية ولكنه لا يجد ما كان يجده المهاجرون من الأنصار.
[المسلمون الجدد وإن كانوا في بلادهم إلا أنهم يشبهون المهاجرين، بسبب الغربة والوحشة التي يجدونها من أسرهم وأصدقائهم ومجتمعهم بعد إسلامهم، ولذلك فهم في حاجة إلى اهتمام إخوانهم الوافدين الذين لهم تجمعات لا بأس بها].
وقال الأخ عبد الشكور: يوجد شيء من العطف في حدود، ولكن بعد المكان في السكن والعمل يجعل الاهتمام والتعاون صعباً..
وقال: إنه هو نفسه عندما أسلم لم يجد الأُخُوَّة الصادقة من أحد وقال: إنه يوجد شيء من الفروق بين حياة الغربي والشرقي في الأصل.
وسألتهما: عن سبب قلة الداخلين في الإسلام من الأوروبيين؟.
فقال الأخ علي: الأوروبيون يرون أن الإسلام دين للعرب والسود والملونين وليس للبيض.
وقال الأخ عبد الشكور: السبب قرب الأفارقة وغيرهم للفطرة، وذلك يقربهم إلى الإسلام، بخلاف الأوروبي والأمريكي، فإنهم أكثر مادية وذلك يبعدهم عن التعرف على الإسلام.
وضرب مثالاً لذلك وهو أن غير المسلم في أوروبا يكون غير متدين، أما في غير أوروبا فإنه قد يكون متديناً وهو غير مسلم.
وقال الأخ علي: الدعوة الإسلامية في الغرب، بدأت قبل اثنتي عشرة سنة تقريباً فهي جديدة ووافقه الأخ عبد الشكور..
وقال الأخ علي: إن المفكرين الأوروبيين كان عندهم معرفة بالإسلام واختلاط بالمسلمين، أما غير المفكرين من الشعوب الأوروبية، فإنهم لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، وعندما دخل الأتراك فرنسا كان الفرنسيون ينظرون إليهم هل عندهم أربع عيون؟! كان ذلك في سنة 1740م.



السابق

الفهرس

التالي


16124445

عداد الصفحات العام

3060

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م