﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(60) حوار مع المسلم البريطاني: المهندس أكرم بون هام

(60) حوار مع المسلم البريطاني: المهندس أكرم بون هام
[ في مدينة برمنجهام]
يوم الأربعاء 9/2/1414هـ 28/7/1993 م
وقد جرى الحوار في مكتبه بشركة هندسية، المترجم الشيخ محمد بن عبد الهادي، وكان من ضمن الحاضرين عبد الغفار الجامايكي [وهو متأثر بالشيعة] ورجل مسيحي: اسمه كينيث رينولد، وأحد اليهود؟
أراد الله تعالى ألاّ يُحفَظَ نص هذه المقابلات اليوم، فقد اختفى الصوت في الشريط الذي تم به التسجيل، وليس في ذاكرتي ما أستطيع تسجيله، بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على تلك المقابلات، وبخاصة ما يتعلق بالأخ المسلم البريطاني المهندس (أكرم بون) و هو من أفضل المسلمين البريطانيين الذين قابلتهم في رحلاتي، وهو شاب يغلب على ظني أنه لا يزيد عمره عن ثلاثين عاما، وتخصصه في الهندسة المدنية.

[صورة؟]
وقد حضر جلسة عشاء ومذاكرة قبل ليلتين من حواري معه، في منزل أحد الإخوة الباكستانيين، وأعجبته تلك المذاكرة والإجابة عن الأسئلة التي ألقيت، فرغب في أن تكون مقابلتي له في مكتبه، من أجل مناقشة الأخ المسلم الجامايكي عبد الغفار المتأثر بالشيعة، فيما يتعلق ببغض كبار الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك مناقشة اليهودي الذي يورد عليهم بعض الشبهات حول الإسلام، ولا يستطيعون الرد عليه، وهما-أي الجامايكي واليهودي-مهندسان من زملاء الأخ أكرم في الشركة.
وقد قابلت الأخ أكرم وأخذت معلومات عنه وعن إسلامه، كما هو الحال في مقابلاتي لأمثاله، وتعتبر تلك المعلومات مفقودة، والله المستعان.
أما الأخ الجامايكي فالحمد لله لم أنته من مقابلته إلا بعد اقتنع بفساد مذهب الرافضة في كثير من عقائدهم وبخاصة: سب الصحابة وبغضهم، وقد سُرَّ بذلك الأخ أكرم أيما سرور.
فبهت الذي كفر!
أما اليهودي، فلم تكن المقابلة معه لأخذ معلومات عن حياته وديانته وموقفه من الإسلام، وإنما كانت حسب رغبة الأخ أكرم، للإجابة عن الشبهات والأسئلة التي كان يلقيها عليهم.
فقد قال له الأخ أكرم: هذا شيخ من مشايخ المسلمين، يمكنك أن تسأله عما يدور بخاطرك من شبهات حول الإسلام.
فقال: أنا لست متخصصا في الإلهيات، ولكن لا بأس أن أسأل بعض الأسئلة، وكان يبدو شامخ الأنف مختالا.
اتجه إليَّ قائلا: ألستم تدخلون كنائس النصارى وبِيَعَ اليهود، وتصلون فيها، وتدخلون مدينة الفاتيكان، حتى إن أحد المسلمين اعتدى على البابا في مقره الرسمي!؟
قلت: بلى، نحن ندخل الكنائس والبيع، وأما الاعتداء الذي حصل على البابا أو يحصل على غيره، فنحن لا نرضى به ولا نقره.
قال: إن الذي يهمني هو كونكم تدخلون الكنائس والبيع، ولا يمنعكم أحد من دخولها، ولكنكم أنتم لا تأذنون لليهود والنصارى أن يدخلوا مكة والمدينة، فلماذا تفعلون ذلكم، أليست هذه هي العنصرية بعينها؟
قلت: نحن لنا الحق في دخول كنائس النصارى وبيع اليهود، ولكن النصارى واليهود لا حق لهم في دخول الحرمين الشريفين!
فنظر إلى زميله (أكرم) وقال: أرأيت؟ أسمعت؟ ألا يكفيكم هذا دليلا على عنصرية المسلمين، وبخاصة العرب منهم، الذين يمثلهم هذا الشيخ المسلم، وقد جاء من المدينة مقر محمد؟ [صلى الله عليه وسلم]
قلت له: ألا تسألني عن السبب في ذلك، لعلي أكون على حق؟
قال: وما هو هذا السبب الذي يحل لكم ما يحرم على غيركم؟
قلت: عندنا سببان: أحدهما يؤهلنا لدخول معابدكم، والآخر يحظر عليكم دخول الحرمين الشريفين.
أما السبب الذي يؤهلنا لدخول معابدكم، فهو أننا نعترف بأنبياء الله ورسله جميعا، ومنهم رسولا الله موسى وعيسى عليهما السلام، والضيف الذي يعترف للمُضيف بمنزله، له الحق في أن يكون ضيفا في ذلك المنزل، فالكنائس والبيع نحن نعترف بالأنبياء الذين ينتسب إليهم أهلها.
وأما السبب الذي يَحظُر عليكم دخولَ الحرمين الشريفين، فهو أنكم تنكرون رسالة صاحبهما، فهل يجوز لك أن تدخل منزلي، ضيفا عليَّ فيه وأنت لا تعترف لي بأنه منزلي؟!
الآن تستطيع أن تعلن إيمانك بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتأخذ تأشيرة رسمية من سفارة المملكة العربية السعودية، وتذهب إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنور، فهل عندك الجرأة على إعلان إيمانك بأن محمدا رسول الله؟
فرفع رأسه إلى السماء، ثم نكسه إلى الأرض، وحاول ألاّ ينظر إلى أحد من الحاضرين، و احمر وجهه واصفر، ثم نهض غير ملتفت إلينا قائلا: أنا مشغول، ليس عندي وقت للمناقشة الآن.
عندئذ قال له الأخ أكرم: تعال، وسل أسئلة أخرى غير هذا السؤال. فلم يلق لذلك بالا. والحمد لله رب العالمين الذي وفقني لهذا الجواب على ذلك السؤال الذي لم أكن أتوقعه {فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين}. [البقرة: 258]



السابق

الفهرس

التالي


16124427

عداد الصفحات العام

3042

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م