﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(61) حوار مع الأخ المسلم البريطاني: حامد لي

(61) حوار مع الأخ المسلم البريطاني: حامد لي
[في مدينة برمنجهام]
يوم الثلاثاء 8/2/1414هـ 27/7/1993م
(صورة؟)
وكان المترجم الأخ محمد بن عبد الهادي الهندي في فندق حياة ريجنسي وقد استغرق الحوار سبع ساعات: من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة الثانية عشرة.
[الأسئلة والأجوبة في أول الشريط غير واضحة، وجرت عادتي أن أطلب ممن أقابله نبذة عن حياته، فلعل الذي لم فقد من الشريط هو ما يتعلق بذلك.]
س: ما ديانتك، وهل كنت ملتزما بها؟
جـ: أنا ولدت في بيئة مسيحية، والمشكلة أن والدي لم يكن ملتزما بهذه الديانة، أما والدتي فكانت ملتزمة بها، وكنت أذهب إلى المدرسة المسيحية مع أمي، ولكني لم أكن مقتنعا بما أسمع عن المسيحية في تلك المدرسة، وبخاصة ما يتعلق بوجود الإله، ومشكلات أخرى.
س: ما الأشياء التي كان لا يقبلها عقله في هذه الديانة؟
جـ: كنت في تلك الأيام شابا، ولم يكن عندي تفكير عميق، والأمور التي كنت أسمعها في المدرسة عن المسيحية لم أقتنع بها، لأنها لم تكن تتعلق بحياتي اليومية التي أعيشها.
س: بعد أن بلغت سن السادسة عشرة فما فوق، هل شعرت أنك بحاجة إلى دين آخر غير المسيحية التي لم تقتنع بها؟
جـ: لم أكن أهتم بالديانة في تلك الأيام أصلا.[هذا يعني عدم وجود حافز يدفعه إلى البحث عن دين أو التفكير فيه.] لأني كنت أحاول أن أعيش كما أريد، وكنت أظن أن الدين هو شيء إضافي في الحياة، وليس ضروريا، ولكني بعد كبرت وتفكرت اقتنعت أن الكون لا بد له من مدبر وهو الخالق، ولا يمكن أن يوجد هكذا (أي صدفة)، ثم اهتديت إلى هذا الجانب.
س: متى كان أول وقت سمعتَ فيه عن الإسلام بصفة عامة، أي سواء فهمته أم لم تفهمه، وما أول مصدر سمعت منه الإسلام، هل هو مصدر أوربي أو مصدر إسلامي، عن طريق الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة، أو المستشرقين، وهل ما سمعته عن الإسلام إيجابي أم سلبي؟
جـ: أول ما سمعت عن الإسلام في الجامعة، عندما حدثت الثورة الإيرانية، وفي تلك الفترة قرأت بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام، وفهمت أن المسلمين لا يشربون الكحول، وكان هذا من الأسباب الرئيسة لميلي إلى الإسلام، ومن أهم الأسباب في ميلي إلى الإسلام قيام الإيرانيين ضد ظلم الأمريكان وطغيانهم.
س: كم كان عمرك عندما سمعت عن الإسلام، وهل بحثت عن دين آخر قبل سماعك عن الإسلام، كالهندوسية والبوذية..؟
جـ: حاولت تحقيق مختلف المذاهب، وقرأت عنها أيضا عن البوذية والهندوسية، وتحدثت مع المسيحيين، وتأثرت بكرمهم وجودهم في الجملة، ولكني لم أكن مرتاحا لما يعتقدونه في المسيح، وخلال دراستي في الجامعة-وبخاصة مرحلة الماجستير-التقيت بعض الطلاب الماليزيين، وهم الذين أعطوني بعض الكتب، فقرأتها وتأثرت بها.
س: هل تذكر أهم الموضوعات الإسلامية التي أثرت فيك وجعلتك تميل إلى التعرف على الإسلام، غير ما ذكرته عن الإيرانيين والكحول؟
جـ: تأثرت كثيرا بالعدل الاجتماعي في الإسلام، وكذلك الجهاد، كما تأثرت ببعض الكتاب الذين عندهم جرأة قوية فيما يكتبون، مثلا: يكتبون حول وجود الله، وأين الله؟، وعندئذ قلت: إنهم يستندون في هذه الكتابة الجريئة على أساس، وإلا لما تجرؤا أن يكتبوا في مثل هذه الأمور، وأنا لم يكن لتفكيري أساس.
س: قبل أن تتعرف على الإسلام، هل كنت تتصور في ذهنك دينا يمكن أن يكون صحيحا غير المسيحية وغير الأديان التي اطلعت عليها ولم تقتنع بها؟
جـ: لم يكن عندي تصور عام، لكن بعد أن أكملت الدراسة ذهبت إلى بعض المسلمين في [؟] والتقيتهم، وكنت أشاهد كيف يؤدون الصلاة، ويهتمون بالمشاعر، هذه الأشياء أثرت في قلبي جدا، وفي تلك الأيام كان في نفسي نزاع حول ما شاهدته من دين الإسلام، وما كنت أنا عليه من قبل.
س: لو طلبت منك أن تفكر قليلا لتعطيني مثالا لحياتك قبل الإسلام وحياتك بعده، أي ماذا كنت تُشْبِه قبل إسلامك، وماذا تُشْبِه بعد إسلامك، ماذا تقول؟
جـ: قبل الإسلام لم أكن مرتاحا، لوجود مشكلات كانت تعترض حياتي دون أن أجد لها حلا، وكنت أرى الناس-أيضا-لا يجدون ما يريدون، فخلاصة القول يمكن أن أقول: إن الحياة كانت كنار جهنم، وأما بعد الإسلام فكأني ولدت من جديد، وأيضا بعد الإسلام حصلت مشكلات، ولكن الحمد لله انتهت بالتدريج.
س: أين أعلنت إسلامك، وفي أي تاريخ.؟
جـ: لا أعرف التاريخ بالضبط، ولكن قد يكون عام 1979 أو 1980م ففي مدينة: (مدنارد) في مسجد صغير، ذهبت إليه ونطقت بالشهادتين.
س: عندما دخلت في الإسلام، هل وجدت عناية من إخوانك المسلمين، سواء أكانوا من البريطانيين أو من الوافدين؟
جـ: بفضل الله دون النظر إلى الجنسيات والخلفيات، كل واحد من المسلمين كان يحاول أن يساعدني، ووجدتهم كلهم طيبين وكانوا مسرورين.
س: أنت تعرف أبناء وطنك من الأوربيين، وبخاصة البريطانيين، هل تظن أن كثيرا منهم لو فهموا الإسلام كما فهمته أنت، وعندهم نفس المشكلات التي كانت عندك قبل الإسلام، هل تظنهم سيدخلون في الإسلام لو فهموه فهما صحيحا؟
جـ: أرجو أن معظم الناس سيقبلون الإسلام، لو قدمناه لهم بصورة صحيحة، ولكن الناس لا يكونون على طبيعة واحدة، بل طبائعهم تختلف، فقد يقبل بعضهم الإسلام، وبعضهم لا يقبله ولو قدم لهم على صفة صحيحة.
س ـ: ما العقبات التي ترى أنها تحول بين الأوربيين وبين الدخول في الإسلام؟
جـ: هناك مشكلات وعقبات، وأهمها الدعايات الكاذبة من الإذاعات والتلفزيونات والمجلات التي تنشر الأخبار المشوهة عن المسلمين والإسلام، وأيضا مشكلات اقتصادية، وأيضا عدم تقديم المسلمين أسوة حسنة، لأنهم يقدمون للمجتمع الغربي أسوة غير إسلامية
[و هذا هو مكمن الخطر، وهو والقدوة السيئة التي يراها الناس في كثير من المنتسبين إلى الإسلام أفرادا وأحزابا وجماعات ودولا، فإن ذلك من أهم الأسباب التي نفرت العالم من هذا الدين.]
س: هنالك مشكلات يعاني منها العالم كله، ومشكلات يعاني منها الغرب بشكل خاص، في أوربا وفي أمريكا.. ما أهم هذه المشكلات في نظرك، وهل رأيت في الإسلام ما يحل لهم تلك المشكلات لو اتجهوا إليه؟
جـ: نعم أنا واثق أم هناك مشكلات كثيرة، يواجهها المجتمع الغربي، وأرى أنهم إن قبلوا الإسلام يمكن أن يحلها، لأن الشهادتين مفتاح رئيس لحل مشكلاتهم، وأيضا كيف يعرفون الإسلام؟ عن طريق الأصدقاء المسلمين والإعلام، خاصة إذا ركزنا على بعض الأمور التي هي من ميزات الإسلام، ولا توجد في أي ديانة أو مذهب من المذاهب، مثل: الأُخُوَّة والروابط الأسرية، لأن هذه مشكلات كبيرة يواجهها الغرب، وحلها موجود في الإسلام.
س: ذكرتَ مشكلتين تقف أمام انتشار الإسلام في الغرب، وهما عدم القدوة الحسنة عند المسلمين أنفسهم، وتشويه صورة الإسلام من قبل أجهزة الإعلام، وأنا أضيف مصادر أخرى تغذي أجهزة الإعلام، وهي الاستشراق، ومناهج التعليم وكتبه الدراسية، ومراكز البحوث في الجامعات وغيرها، هل تظن أن هذا التشويه بسبب عدم فهمهم للإسلام، أو هو متعمد لتنفير الناس منه؟
جـ: يمكن أن أقول: إنهم فهموا الإسلام، لأن كونهم لم يفهموه غير طبيعي، تعلموا الإسلام، وعندهم شهادات عليا ولم يفهموا الإسلام! هذا غير صحيح، إنهم فهموا الإسلام، ولكن لمخططات شيطانية، لا يريدون أن يقدموا صورة صحيحة للإسلام، بل يريدون أن يشوهوه بصورة متعمدة.
س: ذكرتَ أن الأخ يوسف إسلام كان يساعدك، وكنتَ معه، وأنا زرت مدرسته في سنة 1988م وأظن أني رأيتك، فوجهك ليس بغريب علي، والأخ يوسف إسلام يحاول من فترة طويلة أن تعترف الحكومة البريطانية بمدرسته، لتساعده على استمرارها، كما اعترفت بمدارس تابعة لأديان أخرى، كاليهودية-مثلا-وصرفت لها نفقات، فلماذا لم تعترف الحكومة البريطانية إلى الآن بالمدارس الإسلامية؟
جـ: هذا السؤال يصوره ما يفعله الصرب في البوسنة والهرسك، إذ نرى الاعتداء على المسلمين بالقتل والتشريد وتدمير المنازل عمدا، ولا نرى الدول الغربية تحرك ساكنا في الدفاع عنهم، والحكومة البريطانية أيضا لا تريد للمسلمين خيرا، لأنها غير مرتاحة لوجودهم.
س: هذا جواب سؤال آخر كنت أريد إيراده، وهو: لماذا تقف الدول الغربية هذا الموقف من المسلمين في كشمير وبورما وفلسطين والفيليبين وغيرها، والحقيقة أن جوابك صالح للسؤالين.
جـ: الخلاصة الأسباب عديدة، ولكن هناك أمرا رئيسا، وهو أن الكفار لا يحبون الإسلام، وهذا شيء طبيعي، وهناك أمر آخر أزعج الحكومة البريطانية، وهو أن المسلمين عندما وفدوا في أول الأمر إلى هذه البلاد جاءوا يلتمسون العمل للحصول على لقمة العيش.
وكانت الحكومة تظن أن هذه الحالة ستستمر، ولكنها رأت المسلمين بعد ذلك وكأنهم دعاة إلى الإسلام، يبنون المساجد والمدارس.. فكأنهم بذلك يتدخلون فيما لا يعنيهم، ويهتمون بالتمسك بالدين ويتميزون عن المجتمع الغربي، كما يحصل ذلك في لباس الحجاب، فهذه من الأسباب التي تخيف الغرب.
س: ما النصيحة الني توجهها للمسلمين في أوربا، حتى يتجنبوا الأمور التي تثير الدول الغربية، وفي نفس الوقت يحافظون على الإسلام؟
‎جـ: ينبغي أن يأخذ المسلمون أصول دعوتهم من القرآن الكريم، فالحكمة من أصول الدعوة، وأرى أن يتخذها المسلمون أصلا ينطلقون من خلالها في دعوة الآخرين، فأرى-مثلا-أن من الحكمة ألاّ يقوم المسلمون بمظاهرات هنا، مثل ما فعلوا في قضية سليمان رشدي، لأن هذا يجعل الدول الغربية تقف منهم موقفا غير جيد، وهكذا...
س: لو أنك تتحدث إلى المسلمين في التلفزيون، فما النصيحة التي توجهها لهم؟
جـ: ينبغي أن تكون كلمات المتحدث إلى الآخرين من المسلمين مناسبة، فمثلا: لا ينبغي أن يقولوا: دمروا الغرب، ونحو ذلك.
س: إذا كنت تتحدث إلى العالم الإسلامي، وقد قصروا في تبليغ دينهم،ماذا تقول لهم؟
جـ: أرى أن يبدؤوا بما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم: العقيدة ثم السيرة النبوية، وحين بعث صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يبدأ بالعقيدة... وبعض الإخوة يبدءون بالمسائل الفقهية، وهذا خطأ.
س: الحرية في الغرب-كما يقال-فيها تنفس لمن يريد أن يدعو إلى الله تعالى، والوسائل متوفرة في الغرب ومتاحة أكثر من البلدان الأخرى، فهل دعوى الغرب وجود الحرية صحيحة يمكن المسلم أن يستفيد منها كغيره، أم أنها بالنسبة للمسلمين محدودة، وبخاصة استغلال وسائل الإعلام في نشر محاسن الدين؟
جـ: ينبغي أن تكون عندنا وسائل أخرى جانبية، أما موجات إذاعية ومحطات فيها صعوبة. [في آخر الجواب جملة غير واضحة]



السابق

الفهرس

التالي


16123740

عداد الصفحات العام

2355

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م