﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(62) حوار مع الأخ المسلم الأيرلندي محمد صالح حسن

(62) حوار مع الأخ المسلم الأيرلندي محمد صالح حسن
[في مدينة دبلن]
الجمعة 18/2/1414هـ-6/8/ 1993م:
اسمه القديم: (MARKOCURNAIN)
ولد الأخ محمد في 2411963م، في مدينة لندن، وأصله من أيرلندا.
(صورة؟)
وتخصصه: ميكانيكي.
الديانة السابقة: كاثوليكي، نشأ وترعرع في بيئة مسيحية وفي مدارسها، ولكنه لم ير غالب الناس يتمسكون بالدين النصراني، ولم يجد من يشرح له معنى الدين عندما كان يتلقى درس تاريخ الأديان.
وكان يبحث عن الإجابة عن بعض ما يعترضه من أسئلة، فلم يجد من يشفي صدره، بل إن كثيرا من المدرسين الذين تلقى العلم على أيديهم كانوا ملحدين، لذلك فضل الإلحاد ونبذ هذه الديانة
[وكيف يتمسك المرء بدين لا تؤمن به أسرته ولا مجتمعه ولا مدرسوه؟‍]
وسألته عن المشكلات التي اعترضته في العقيدة المسيحية؟
فقال: المشكلات العقدية كانت كثيرة:
منها: خلق الكون، كيف خُلِق؟ لم يجبه أحد عن هذا السؤال جوابا مقنعا، وكان كلامهم كله يدور حول المسيح.
ومنها: عقيدة التثليث لم يستسغها، ولم يجد لها جوابا مقنعا.
قلت له: كم كان عمرك عندما ألحدت؟
قال: إنه رفض الدين وعمره: 15 سنة.
قلت: هل كنت تشعر أنك في حاجة إلى التدين بدين آخر، عندما رفضت المسيحية؟
قال: لا.
قلت إلى متى بقيت ملحدا ولا تشعر بحاجة ‘إلى دين؟
قال: عندما بلغت 27 سنة وصلت إلى مرحلة النضج، وبدأت أفكر بأن هذا الكون لا بد أن تكون وراءه قدرة، فبدأت أبحث عن ذلك.
قلت: ما الطريقة التي اتبعتها في بحثك عن الحق؟
قال: بعد أن وجدت التناقضات في المسيحية، درست بعض الديانات الأخرى، كالبوذية، والهندوسية، وبعض المذاهب المتعلقة بالسحر، والأفكار الصينية، كما رجعت مرة أخرى إلى الكتاب المقدس، ولم أجد فيها كلها حلا للمشكلات العقدية التي عرضت لي، وإنما وجدت تضاربا وغموضا فيها كلها.
قلت: هل سمعت في فترة الإلحاد في صغرك، أو عندما بدأت تبحث عن الحقيقة شيئا عن الإسلام؟
قال: عندما كان عمري 16 سنة، سمعت عن طريق وسائل الإعلام الحديث عن الإسلام بمناسبة الثورة الخمينية.
قلت: هل سمعت عن الإسلام من تلك الوسائل شيئا إيجابيا عن الإسلام أو سلبيا؟
قال: بغض النظر عما كانت وسائل الإعلام تعرضه عن الإسلام، فإن ما فهمته عن الإسلام كان إيجابيا، لأن الثورة الإيرانية كانت ضد الحكم الفاسد، والثورة في لبنان كانت ضد الاحتلال اليهودي.
قلت: هل كنت تصدق الإعلام الغربي عندما يشوه صورة الإسلام؟
قال: لم أكن أصدق الإعلام الإنجليزي، لأني أعلم أنه ينطلق في تحليلاته من مصالحه التي تجعله يتحدث عن الإسلام بصورة غير صحيحة.
قلت: وماذا فعلت بعد أن يئست من الحصول على ما تريد من هذه الأديان، هل توقفت عن البحث؟
قال: سمعت أنه يوجد دين آخر يسمى الإسلام، وأن هذا الدين قوي وله أتباعه كثيرون، يقدرون بربع سكان العالم، وهذا دفعني إلى دراسة الإسلام.
قلت: ما الخطوات التي اتخذتها لدراسة الإسلام؟
قال: أولا: ذهبت إلى المكتبات العامة، لأجد بها كتبا تفيدني عن الإسلام، فلم أجد ما يكفيني في ذلك.
ثانيا: ذهبت إلى بعض المكتبات الإسلامية التجارية، لأجد بها معلومات مفصلة، فاشتريت بعض الكتب وحملتها معي إلى مقر عملي، وبدأت أقرأ فيها.
ثالثا: تعرفت على باكستاني مسلم، ولم أكن أعرف أنه مسلم، ولم أر أي علامة تدل على أنه مسلم، وهو لم يكن يعرف أنني أريد أن أسلم، وإنما عرف أنني أريد أن أتعرف على الإسلام، وهو يعمل في شركة القطارات، ورأى معي تلك الكتب، فدعاني لزيارته في منزله، وأهدى لي ترجمة معاني القرآن الكريم ليوسف علي، وذهبت معه إلى المسجد في لندن في صلاة الجمعة، وكانت هذه بادرة طيبة من هذا الرجل، وعرَّفني ببعض الإخوة المسلمين في المسجد.
رابعا: كنت أسأل هذا الباكستاني في مناقشاتي معه عن أحداث تاريخية في الإسلام، فوجدت من خلال إجاباته أن كل شيء من تلك الأحداث مسجل معروف، مثل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا التوثيق ليس موجودا في المسيحية، فكان ذلك معينا لي على مواصلة البحث والدراسة، وهذا التوثيق كان من الأسباب التي جعلتني أرى أن الإسلام دين حقيقي.
خامسا: عندما درست معاني القرآن، لم أجد فيه نسخا مختلفة وروايات متباينة، كما هو الحال في الأناجيل، وإنما هو-أي القرآن-نسخة واحدة، ولا يوجد فيها اختلاف.
سادسا: أنه رأى بعض العائلات المسلمة تطبق الإسلام، فأعجب بهم وبأخلاقهم، وكان ذلك من أسباب مواصلته الدراسة والبحث في الإسلام.
[صورة]

قلت: ما الموضوعات الإسلامية التي جعلتك تميل إلى الإسلام؟
قال: من أهم الموضوعات التي شدتني إلى الإسلام: الإعجاز العلمي في القرآن، حيث إن القرآن يتمشى مع هذا القرن الذي لا تتمشى معه الأناجيل، والقرآن يزيل أي شك يمكن أن يتطرق إلى الذهن فيه، بذلك اكتشفت أن هذا القرآن من عند الله، ومكنني ذلك من أن أتيقن وأزداد إيمانا.
قلت: الإعجاز، مثل ما ذا؟
قال: مثلا حركة الأرض التي كان الناس عند نزول القرآن يظنونها مسطحة، واطلعت بعد ذلك على محاضرات الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني: [إنه الحق].
قلت: ما المدة التي قضيتها في البحث والدراسة عن الإسلام؟
قال: مكثت أبحث ثمانية عشر شهرا في لندن، ثم جئت إلى أيرلندا، وبعد سبعة أشهر من تلك المدة تيقنت أنه: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأن القرآن هو كلام الله، ولكن دون إعلان للإسلام أو تطبيق له.
كانت ستة أشهر دراسة في الكتب الإسلامية، وأتعرف على المسلمين، واثنا عشر شهرا كانت دراسة ومقارنة، بين الإسلام وغيره من الأديان، وكان الموت يشغل بالي أكثر من غيره.
وبعد مضي تلك المدة (18 شهرا) قررت الدخول في الإسلام، وكنت في مدينة صغيرة في الريف، ولم أكن أعلم بوجود مسجد في أيرلندا، وعرَف الناس-غير المسلمين-أني مسلم من خلال أحاديثي عن الإسلام.
وبدأت أطبق الإسلام بنفسي، فنطقت الشهادتين بنفسي، ولا أرى أن هناك حاجة إلى وجود أحد أنطقها عنده، كإمام مسجد أو شيخ.. ولو كنت أعرف أنه يوجد مسلمون يمكنني الوصول إليهم في البلدة التي كنت فيها لنطقت عندهم الشهادتين، كذلك بدأ ت أطبق الصلاة.
قلت: لو تأملت قليلا في نفسك قبل إسلامك، ثم تأملت في نفسك بعد إسلامك، بم تُشَبِّه نفسك قبل الإسلام وبعده؟
قال: كنت أرى نفسي قبل الإسلام أنني مخلوق لا هدف له، ولا سبب للعيش في هذه الحياة، وأن مثلي كمثل الآلة: (المكينة). أما الآن فقد علمت أن لي هدفا وغرضا أعيش من أجله، وأن لي غاية أحققها في الدنيا وأجد نتيجتها بعد الموت، وأعلم أن لي حقوقا وعلي واجبات، وعندي شعور وإحساس أن هناك أشياء كثيرة لا بد أن أعملها، وأن أقضي ما فاتني من الخير قبل إسلامي.
وكنت أشعر-بعد أن نضج عقلي-أن لدي فراغا نفسيا، كنت أحاول أن أملأه باللعب والفساد، فلا يملأ ذلك ما كان عندي من الفراغ النفسي، لذلك كنت أشعر بأني لا بد أن تكون لي غاية في الحياة، وهذه الغاية لا يحققها إلا الدين الحقيقي، ولهذا بحثت عنه حتى وجدته.
قلت: متى اجتمعت بالمسلمين بعد إسلامك؟
قال: ذهبت إلى لندن في زيارة لمدة أسبوع، وصليت في أحد المساجد، ولم أجتمع بأحد من المسلمين.
وبعد رجوعي من لندن إلى أيرلندا، بدأت أبحث عن مكتبة خاصة ببيع الكتب الإسلامية، فوجدت عنوان المركز الإسلامي هذا-في دبلن-فأتيت إليه وصليت فيه الجمعة أربعا أو خمس مرات، ثم قررت الرحيل من الريف إلى دبلن، من أجل أن أعيش مع الجالية الإسلامية، وألتمس لي عملا في دبلن، فوجدت عناية من المسلمين في المركز، والحمد لله.
قلت: يقال: إن في الغرب حرية، فهل قارنت بين الحرية في الغرب، حيث كنت تتمتع بها قبل إسلامك، والحرية في الإسلام الذي هداك الله له؟
قال: الحرية بدون قيد فيها خطر على المجتمعات، وهي تمنح الفرصة للمعتدين والمفسدين، ودعوى أن الإسلام يقيد الحريات غير صحيحة، إذا عرفه الإنسان ودخل فيه مختارا أما، إذا أجبر الناس على الدخول في الإسلام إجبارا فإن تقييدهم بأحكام الإسلام يضايقهم.
قلت للمترجم: يبدو أن الأخ لم يفهم السؤال فأعده له، فأعاده. فقال: إن الغربيين يتمتعون بالحرية بحسب فهمهم لها، ولكن حريتهم تحرمهم من التمتع بالجنة. ثم شرحت له مفهوم الحرية في الإسلام، ومفهومها في الغرب، فاستحسن ذلك، وقال: هذا صحيح.



السابق

الفهرس

التالي


16124450

عداد الصفحات العام

3065

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م