{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تمهيد : ( 1 ) دعوة زعيم البوذيين في داخل معبده.

تمهيد : ( 1 ) دعوة زعيم البوذيين في داخل معبده.
[كوالالمبور 24/8/1400هـ].

عندما دخلنا المدينة أشير إلى معبد بوذي، وعرض علينا مرافقنا الأخ محمد زيارته للاطلاع.

فقلت: نحن مسلمون لباسنا ينبئ الناس أننا من الجزيرة العربية، وفيها الكعبة بيت الله الذي يتجه إليه ملايين المسلمين لعبادة الله الواحد، وأخشى أن يكون في حضورنا إليه ما يدعو بعض الجهال إلى إقرار عبادته وهو أمر لا يليق بنا.

قالوا: فلنقترب لنراه من الخارج ثم نعود، وعندما اقتربنا، شاهدنا خارج المعبد رجلاً قاعداً تحت شجرة بجوار المعبد وهو يلبس مثل لباس الإحرام عندنا إلا أن ثيابه تميل إلى الصفرة وهي رقيقة..

فسألت: من يكون هذا؟
قالوا: هذا هو سادن المعبد وهو معظم عند البوذيين...
قلت: يجب إذن أن نبلغه دعوة التوحيد.

وعندما نزلنا اتجه هو إلى داخل الدير الذي نصب فيه الوثن، فدخلنا بعد أن خلعنا نعالنا ترجيحاً لجانب تبليغ عقيدة (لا إله إلا الله) وإلا فقد كنت عازماً على الدخول بالنعال.

وعندما دخلنا رأينا المبنى كله قاعة واحدة من الداخل وبجانب الجدار الواقع أمام الداخل - أي في أقصى القاعة - بنيت دكة مرتفعة من الحجارة وعليها نصب التمثال الذي يرمز لبوذا..

والناس يدخلون وقد وضعت أمامهم أعواد الند "بخور" وملئت أحواض بتراب، وكان الواحد منهم يشعل النار في عود البخور، ثم يتجه إلى الوثن مشيراً إليه برأسه ويديه وفيها البخور، ثم يغرز عود البخور في التربة وينصرف..

وبعضهم يرفع العودين في يديه فوق رأسه مشيراً بهما وبرأسه سواء إلى الوثن.

قلت للسادن مشيراً إليه بيدي - أي السادن - تعال، فجاء حتى وقف بجواري، وعليه علامة الاضطراب عندما رآنا نقف وقوفا يخالف وقوف عباد وثنه، رافعين رؤوسنا فلم نحن رقابنا لغير ربنا.

وقلت له - وكان يترجم بيني وبينه الأخ عبد الله باهرمز ويساعده محمد أمين -: ما سبب عبادتكم لهذا الحجر ومن أين جئتم بأصل هذه العبادة؟
قال: هذه العبادة أصلها من الهند وهي من توجيهات بوذا..

قلت: ولكن هذا حجر منحوت، أعطيتموه صفة الألوهية وعبدتموه من دون الله فلماذا؟
قال: لأنه يرمز لبوذا.

قلت: وبوذا هذا إله عندكم أم نبي؟
قال: نبي.

قلت: أنتم إذن تعبدون رمز النبي وليس الخالق.
فقال: هكذا تعاليم بوذا.

قلت: الأنبياء كلهم دعوا إلى عبادة الله وحده مباشرة بدون واسطة، ونهوا الناس عن عبادة غيره وهذه الأوثان لا تضر ولا تنفع والذي يستحق العبادة هو الله الخالق، ونحن ندعوك إلى الإسلام الذي لا يوجد في الأرض دين يرضاه الله سواه.

فقال: هذا صحيح ونحن نعتقد أن الإله واحد، وهذه الأوثان ما هي إلا وسائط تقربنا إليه.
فبينت له معنى لا إله إلا الله..وأنها هي السبيل الوحيد للدين الحق..
وأنه لا تجوز عبادة غير الله بأي شكل من الأشكال..
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حارب مشركي قريش الذين كانوا يقولون مثلكم.. (( ..مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.. )) [الزمر: من الآية3].

فقال: هذه تعاليم بوذا - يعني التي يفعلونها لهذه الأوثان - وكان يبدو عليه الخوف والوجل والعجز أمام الحجة، حتى إن ريقه جف ووجهه انتقع.

قلت: هكذا كان أهل الشرك حجتهم على شركهم..
(( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ )) [الزخرف:22].
قلنا له بعد ذلك: لقد أقمنا عليك الحجة.





السابق

الفهرس

التالي


14235272

عداد الصفحات العام

920

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م