{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(2) دعوة زعيم الهندوكيين في سنجاراجا إلى الإسلام.

(2) دعوة زعيم الهندوكيين في سنجاراجا إلى الإسلام.
[في مدينة سنجاراجا في جزيرة بالي في أندونيسيا 16/9/1400هـ].

أكد لنا الإخوة المسلمون في جزيرة بالي تسامح الهندوكيين معهم واحترامهم، ومساعدتهم مادياً في بعض شؤونهم، كبناء المساجد وترميمها والاحتفالات الدينية..

قالوا: وكثير من عامتهم مقتنعون بالإسلام، ولكنهم يتمسكون بدينهم تقليداً لمتبوعيهم، ويصرح بعضهم بأنهم إذا دخل زعيمهم في الإسلام فإنهم سيدخلون فيه أيضاً..

وأثنى الإخوة المسلمون على زعيمهم في هذه المدينة، بأنه يتعاطف كثيراً معهم، فطلبت منهم أن يضربوا لنا معه موعداً في هذا اليوم لنلتقي به ونشرح له الإسلام وندعوه إلى التوحيد ونشكره على تعاطفه مع المسلمين.

فرحب بالزيارة عندما بلغوه رغبتنا، وزرناه في الساعة التاسعة صباحاً في مكتبه، وشكرناه على حسن معاملته للمسلمين، وأخبرناه بموقف النجاشي من المسلمين عندما هاجروا إلى بلاده من إيذاء قومهم إياهم في بدء الرسالة في مكة..

وأن الرجل أسلم وحسن إسلامه وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب، وأن ذوي العقول النيرة إذا شرح لهم دين الإسلام تقر به عقولهم ويدخلون فيه..

وقد كان هذا على مدار تاريخ الإسلام واقعاً، فقد أسلم كثير من أهل الكتابين في القديم والحديث وكذلك الوثنيون في فارس والهند وغيرها.

الكاتب [الثاني من اليسار] وعلى يساره الزعيم الهندوسي الذي يرى مبتهجا بالزيارة والحوار، وعلى يساره المسلم الحضرمي عبد الله معاشر، وفي أقصى اليسار الشيخ عبد القوي قاري مدرس القرآن الكريم في المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية

وبينا له أننا إنما جئنا إليه طمعاً في أن ينقذه الله تعالى بالإسلام الذي لا يوجد في الأرض دين يرضى الله به غيره..
وأن رسالة هذا الدين عالمية يجب على كل الناس الإيمان بها، وأن الحجج والبراهين المقنعة قد قامت على كون هذا الدين هو الحق وما سواه باطل..

كما قامت على صحة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء، وأن هذا القرآن حق منزل من عند الله تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فلم يقدروا على ذلك منذ نزوله إلى اليوم وسيكون كذلك إلى يوم القيامة..

وأن سبيل الجنة التي يطمع فيها أهل الأديان كلها هو هذا الدين فقط..
وأن النجاة من النار لا تكون إلا لأهله..
وأن كل جزئية من جزئيات الإسلام تدل على أنه حق..

ويكفي أن الأمم التي حاربته قد دخلت فيه، ولا يزال المنصفون من أعداء الإسلام ينطقهم الله بالحجة على أنفسهم.

ولذلك فنحن رغبة في إنقاذكم من النار ودخولكم الجنة أنتم وأتباعكم، جئنا ندعوكم إلى الله عز وجل والدخول في هذا الدين، حتى يكون لكم أجركم وأجر أتباعكم ولا تتحملوا وزركم ووزرهم بعدم الدخول في هذا الدين.

وقلت له: إن هذا الرجل - يعني الشيخ عبد القوي - يحفظ القرآن كله، وهناك آلاف المسلمين يحفظونه كما أنزله الله، لا تحريف فيه ولا يقدر أحد على تحريفه..

ولو كنت تفهم اللغة العربية وسمعت منه وصف الجنة ونعيم أهلها، ووصف النار وعذاب أهلها لَطِرتَ شوقاً إلى الأولى بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهربت خوفاً من الثانية بترك عبادة غير الله تعالى..

ونحن نرغب أن تدخلوا في دين الله في أسرع وقت، لأن الإنسان لا يدري متى يقبض ملك الموت روحه، فيحمل إلى قبره والموت على غير الإسلام يورث الحسرة والألم والخلود في النار..

ونرغب في أن نكون أمة واحدة ندعو إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وكان الرجل يظهر السرور بكل ما يسمع.

وأجاب أنه قد قرأ ترجمة معاني القرآن الكريم، ووجد أن ما نقوله له موجود في القرآن وأنه يرى أنه حق..
وقال: إنني أتابع الأذان وتعجبني ألفاظه..

وقال: إننا نأسف لقصر زيارتكم، وكنا نود لو تأخرتم عندنا أكثر، فاعتذرنا بارتباطنا وأننا إذا جئنا مرة أخرى إلى إندونيسا سنحاول زيارته ووعدناه ببعث كتب إسلامية إليه مترجمة وغير مترجمة.

وهنا يجب أن نقولها صريحة: إن المؤسسات الإسلامية - على الرغم مما تبذله من جهود في سبيل الدعوة إلى الله - مقصرة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ لهذه الدعوة..

وإن بعث دعاة حكماء مدربين ملمين بالأديان المقارنة، مزودين بالحجج المقنعة، مثقفين ثقافة عصرية، مع الفقه في الدين، يلتقون بأمثال هذا الزعيم مع حمل الكتب المترجمة إلى اللغة المحلية لأي بلد، إن ذلك لجدير بفتح الباب أمامهم للدخول في دين الله تعالى.

وإذا لم يدخلوا في أول الأمر، فيمكن عقد صلات معهم تكون سبباً للدخول فيه مستقبلاً..

وإن على الدعاة إلى الله أن يكونوا أعزة بدينهم يدعون إليه العظماء في قومهم كما يدعون السوقة، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

وما الذي يمنع الداعية المسلم، من دعوة رؤساء الأديان بل وزعماء الحكومات ما داموا ضالين عن منهج الله، لعل الله يشرح صدورهم لهذا الدين.

وقد بعثنا لهذا الزعيم ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره باللغة الإندونيسية وسنوالي مراسلته لعل الله تعالى يهديه.
ثم ودعناه قائلين: السلام على من اتبع الهدى (لم تترجم له هذه)..

وكان وداعه لنا حاراً نسأل الله له الهداية والتوفيق.

هذا، وقد أخبرني الأخ عبد الله بن سعيد باهرمز الطالب الإندونيسي الذي كان يرافقنا ويترجم لنا، أن هذا الرجل قد توفي والكتب الإسلامية بجانبه كان يقرأ فيها وأن أتباعه كانوا يخشون أن يعلن إسلامه بسبب مداومته على قراءتها، فلعل الله قد أدخل الإسلام في قلبه!.

[والأخ عبد الله باهرمز قد تخرح في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية ويقوم بالدعوة في أندونيسيا متعاقداً مع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية].





السابق

الفهرس

التالي


14235306

عداد الصفحات العام

954

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م